بعد توقيف الرائد في أمن الدولة جوزف ميلاد النداف على خلفية التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، وقف غالبية الشعب اللبناني متفاجأ من قرار القاضي فادي صوان من توقيف الضابط الذي كشف وبلّغ وراسل المعنيين عن وجود مواد متفجرة وخطيرة داخل العنبر رقم 12.
لذلك حاولنا استقصاء، معلومات دقيقة من مصادر موثوقة تلخّص عمل الرائد النداف خلال سنة ونصف من تاريخ استلامه مهامه داخل المرفأ.
منذ تأسيس مرفأ بيروت، لم يكن يوما لمديرية أمن الدولة دورا لا أمني ولا عسكري ولا اداري ولا قانوني داخل المرفأ.
منذ حوالي سنة ونصف، وبالتحديد منذ شهر نيسان من العام 2019 طُلب من أمن الدولة تأسيس مكتب داخل المرفأ مهامه مكافحة الفساد. باشرت مديرية أمن الدولة عملها بتأسيس مكتب خاص لها وأرشيف بمجهود خاص من المديرية. وكلّف عندها الرائد جوزف النداف بإدارة المكتب مع عشرة عسكريين.
بدأت مديرية أمن الدولة بتأسيس مكتب خاص بها داخل مرفأ بيروت من "الصفر"، اذا. وباشر النداف والعسكريون عملهم بإنشاء المكتب. وفي شهر أيلول من العام 2019، بدأ الرائد النداف مهامه بكشف العديد من ملفات الفساد داخل مرفأ بيروت.
في شهر تشرين الاول ومن دون أي جبن أو تردد وبكل مسؤولية، باشر النداف بفتح ملفات فساد كانت عالقة منذ زمن بين جدران المرفأ.
أولا، كشف تزوير في ملف رخص سوق الشاحنات التي كانت تعمل داخل المرفأ.
ثانيا، كشف اختلاس أموال وتزوير في الادارة ودخول حبوب غير مطابقة للمواصفات.
ثالثا، كشف سرقات داخل مرفأ بيروت واحتيال وتلاعب بأعمال الرافعات الشوكية.، كما كشف عمليات تزوير "بالجملة".
رابعا، فتح النداف ملف وجود مستوعبات تحتوي على مواد "أسيدية- acide" خطيرة وسامة تنبعث منها رائحة كريهة، ولا تزال موضوعة داخل المرفأ منذ تسعة سنوات.
خامسا، الكشف عن وجود مواد الامونيوم الخطيرة داخل العنبر رقم 12. ولم يتوقف الضابط النداف عند هذا الحد، بل أكمل واجبه وراسل وبلّغ قانونيا كل من هو مسؤول عن هذا الملف وذلك قبل أشهر من حصول انفجار بيروت.
بغضون سنة وشهرين، عمل مكتب أمن الدولة على مكافحة العديد من ملفات الفساد وكشف العديد من عمليات التزوير والاهمال داخل مرفأ بيروت.
وعند كشفه للفاسدين والخارجين عن القانون، تعرض النداف الى اطلاق نار على منزله، وذلك لانه وقف في وجه كل فاسد وكشف العديد من الثغرات والحقائق والملفات غير القانونية داخل المرفأ.
أين القضاء من كل هذا الملف؟ هل الذي كشف وبلّغ وراسل هو من يحاسب ويتم توقيفه؟
اليوم وبعد حوالي الاربعين يوما على توقيف النداف، يفترض على القضاء أن ينصفه ويعطيه حقه كاملا بعد أن تبيّن للرأي العام أن النداف هو الضابط الكفوء الذي لم يضيّع ثانية للكشف عن الفساد داخل المرفأ. والذي تبيّن أنه أول من بلغ عن خطورة مواد الامونيوم الموجودة داخل العنبر 12 منذ العام 2013.
ولا بد من الاشارة، الى أن صلاحية مكتب أمن الدولة داخل مرفأ بيروت تقتصر على مكافحة الفساد. وفتح تحقيق في أي ملف فساد بناء على اشارة من القضاء المختص. وليس من صلاحيات أمن الدولة الدخول الى العنابر أو الى مكاتب الجمارك في المرفأ.
هل بهذه الطريقة يكافأ الضابط الذي عمل بضمير واندفاع وكفاءة من أجل لبنان أفضل؟
لن يقبل الرأي العام بظلم الرائد جوزف النداف، ولن يقبل بتضليل الحقائق التي باتت معروفة لدى الجميع. وعلى القضاء أعطاء تفسيرات واضحة وبناءة على توقيف النداف الذي أصر على ضرورة ابعاد نيترات الامونيوم الموجودة في مرفأ بيروت منذ العام 2013، لأن اللبنانيين لن يسكتوا بعد الآن على أي ظلم ولن يرضخوا لتزوير الحقائق.
VDL
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :