فضائح هيمنة فايسبوك على الخصوصيات وانتهاك الأخلاقيات على المشرحة… هل الأولوية للربح؟ / سجال قانون الانتخابات حول مقاعد الاغتراب وتخفيض سن الاقتراع إلى اللجان غداً / التحقيق في التحقيق يستعدّ لجولة ثانية… ونيترات عرسال تحاكي نيترات بعلبك /
عادت الحياة إلى شبكات التواصل منذ فجر أمس، فانتهت الأزمة التقنية التي خيّمت على اهتمام نصف البشرية المنخرط في منصات شركة فايسبوك عملاق شبكات التواصل، لكن الأزمة الأهمّ وضعت على المشرحة من بوابة فايسبوك بتزامن العطل الفني مع استقالة مسؤولة صناعة المحتوى في الشركة وشهادتها أمام الكونغرس حول خلل جسيم يحيط بعمل الشركة، بصورة وضعت كلّ نموذج الحرية المفتوحة الممنوحة لشبكات التواصل منذ ولادتها، على المحك للمرة الأولى، معلنة سقوط مرحلة تراجع الدولة لحساب تغوّل الشركات، التي شكلت جوهر المشروع الأميركي للعولمة، وأظهرت مناقشات الكونغرس ميلاً كاسحاً نحو دخول الدولة على خط تنظيم ومراقبة الشبكات لإنهاء عقود من التسويق لفكرة الربح أولاً، واستعادت النقاشات ما سبق وشهده الكونغرس عام 2008 عندما انهارت بورصة وول ستريت تحت تأثير انفجار فقاعة الرهونات العقارية، وذهاب الكونغرس لتشريع دخول الدولة على الخط بفرض الرقابة والقيام بإجراءات تأميم لعدد من المصارف الكبرى كلياً أو جزئياً، وتوسيع نطاق صلاحيات البنك الفيدرالي الذي تحوّل إلى مصرف المصارف منهياً عصر الحرية المصرفية الذي هيمن على السوق المالية الأميركية لعقدين، فيما تبدو الوجهة اليوم لتشكيل مرجعيات رقابية ووضع ضوابط أمام استخدام الشركات المالكة للمنصات الإلكترونية لجهة المحتوى والأخلاقيات والتعامل مع الخصوصيات، بعد فضائح المتاجرة ببيانات المستخدمين، والتغاضي عن خطاب الكراهية، واستعمال الأطفال كسوق تجارية على الشبكات.
الأهمّ هو ما سجلته الأزمة بعد أزمة كورونا من تراجع لمفهوم الليبرالية الجديدة القائم على انسحاب الدولة من مسؤولياتها لصالح الشركات، على قاعدة السوق ينظم نفسه، وتقدم الدعوات لاستعادة الدولة لمسؤوليتها بمفهوم الرعاية للمصلحة العامة التي أظهرت التجربة أنها خارج أولويات الشركات، فظهرت أميركا في مواجهة كورونا أضعف من الدول الضعيفة على رغم تفوقها التكنولوجي، كما بدت في أزمة فايسبوك وسطوتها على حساب معايير وأخلاقيات التواصل في حالة ذهول أمام الفضائح التي سردتها فرانسيس هاوجن، حول أولويات الشركة وتغاضيها عن ارتكابات طاولت التضحية بخصوصيات زبائنها، وانتهاك حرمة استخدام الأطفال، وإتاحة المجال لثقافة الكراهية.
لبنانياً تواصل الحكومة رئيساً ووزراء التحضيرات لبلورة تفاصيل وضع البيان الوزاري على سكة الخطوات العملية، سواء بما يتعلق بقطاع الكهرباء أو المحروقات أو البطاقة التمويلية، وخصوصاً ما يتصل بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، لكن الاهتمام السياسي توزع على ملفين متوازيين، الأول هو مصير قانون الانتخابات النيابية، سواء لجهة المطالبات بالإبقاء على المقاعد الستة للاغتراب كما جاء في الكلام الصادر عن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، أو السعي لإلغاء هذه المقاعد كما نقل رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان عن وجود توافق يشمل سائر الكتل باستثناء التيار الوطني الحر، على أن يحسم الأمر في جلسة اللجان النيابية يوم غد، حيث سيكون حاضراً أيضاً اقتراح القانون الذي قدمه ثلاثي اللقاء الديمقراطي والمستقبل والتنمية والتحرير لتخفيض سن الاقتراع إلى ثمانية عشر سنة، وهو ما ظهر في كلام نواب التيار الوطني الحر يمهّد لرفضه بداعي الخلل الديمغرافي طائفياً في أعداد الذين يتيح لهم تخفيض سن الاقتراع المشاركة بالانتخابات، من دون أن يُعرف موقف حزب القوات اللبنانية النهائي في ظلّ تسريبات عن احتمال موافقة القوات على التخفيض، أما الملف الثاني فهو مسار التحقيق في التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، حيث تتسابق الدعاوى المرفوعة والتي قد ترفع مع استدعاءات متوقعة للمحق العدلي تطاول رئيس الحكومة السابق حسان دياب وأربعة من الوزراء السابقين، فما تسرّب عن اتجاه المحقق العدلي طارق بيطار لتحديد مواعيد لمثول الملاحقين أمامه قبل دخول المجلس النيابي في دورة عادية، بينما يسعى النواب إلى رفع دعاوى تسبق مواعيد الاستدعاءات لكف يد المحقق حتى بدء الدورة العادية للمجلس النيابي، حيث يدور الاجتهاد حول ارتباط الحصانة النيابية بانعقاد المجلس.
في مسار التحقيق أيضاً ظهر مجدّداً عنوان النيترات في عرسال مع ضبط الجيش اللبناني لكمية 2800 كلغ منها، لم تظهر بعد نسبة الأمونيوم فيها، مع ترجيح انتمائها لذات فئة نيترات بعلبك التي ضبطت من قبل وتبيّن أنّ مصدرها يعود للأخوين إبراهيم ومارون الصقر، وهي ذات الفئة التي تنتمي إليها نيترات مرفأ بيروت، وسط ابتعاد لافت للمحقق العدلي عن ضمّها إلى ملف تحقيقاته.
وتسعى الحكومة إلى تسريع وتيرة خطواتها لكسب الوقت في وضع خططها على سكة التنفيذ وفق بيانها الوزاري للبدء بمعالجة الأزمات المختلفة مستفيدة من الظروف الدولية المؤاتية والدعم الذي يحظى به من دول عدة، وبناء عليه يكثف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاته حيث شهدت السراي الحكومي أمس نشاطاً دبلوماسياً لافتاً بالتوازي مع سلسلة اجتماعات اقتصادية تمهيداً للقرارات التي ستتخذها الحكومة انطلاقاً من التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
واجتمع ميقاتي مع سفراء وممثلي بعثات الاتحاد الأوروبي في لبنان وحصل نقاش في الأوضاع الراهنة في لبنان وخطة الحكومة لمعالجة التدهور الحاصل، إضافة إلى التعاون بين لبنان والاتحاد الأوروبي. وقال طراف بعد اللقاء: "شرح لنا الرئيس ميقاتي أولويات برنامج حكومته التي تتماشى والبيان الوزاري، وشرح لنا الأولويات بالنسبة للقطاعات المتخصصة، وعبرنا عن استعدادنا لدعم رئيس الحكومة وخطة عمل الحكومة وما وعدت بتنفيذه". وأضاف: "نعلم أن السياسات في لبنان صعبة، لذا ليس كل ما يعلن عنه يمكن تطبيقه، ولكن على الأقل فإن الخطط والمشاريع التي تم تحديدها تستحق من وجهة نظرنا الدعم، ونحن نشجع بشكل خاص الحكومة في مساعيها لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والاتحاد الأوروبي سيقف دائماً إلى جانب لبنان".
وبينما يزور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لبنان نهاية الأسبوع، استقبل ميقاتي في السراي، سفير إيران في لبنان محمد جلال فيروزنيا، وتم خلال اللقاء بحث في الأوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في السراي برئاسة ميقاتي الذي زار رئيس الجمهورية ميشال عون صباح الأمس وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات. وأوضح ميقاتي أنه أطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاجتماعات التي يعقدها مع اللجان الوزارية التي ألفت أخيراً والمكلفة متابعة مختلف المواضيع المطروحة حالياً. وكذلك وضع ميقاتي عون في مضمون الاتصال الذي أجراه مع صندوق النقد الدولي، تحضيراً للتفاوض لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد. ومن المتوقع أن يبحث مجلس الوزراء بنوداً اقتصادية عدة، لا سيما التفاوض مع صندوق النقد والبطاقة التمويلية وأزمة النقل والرواتب والأجور.
وفي سياق ذلك، واصل السفير المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان جولاته على الفاعليات الاقتصادية، حيث التقى في إطار جولته على الوزراء المعنيين بمشاريع "سيدر"، وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، في حضور رئيس القسم الاقتصادي في السفارة الفرنسية فرانسوا دو ريكولفيس والوفد المرافق، كما زار وزير الاتصالات جوني قرم. ولم يظهر أي تطور نوعي على صعيد نتائج المباحثات التي تقودها فرنسا مع السعودية لإقناعها بدعم لبنان، إلا أن الأجواء المنقولة عن اللقاءات الفرنسية- السعودية تشير لـ"البناء" إلى أن "السعودية لم تغير موقفها من لبنان لأسباب سياسية ومالية، بالتالي فشل الفرنسيون حتى الآن في تليين الموقف السعودي".
من جهته استقبل رئيس الجمهورية وزير الدولة في الخارجية الألمانية نيلز آنين الذي زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب أيضاً. وأكد عون لضيفه أن "لبنان بدأ اتصالاته مع صندوق النقد الدولي لإطلاق ورشة إصلاحية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي وتحريك عجلة العمل الحكومي وتطوير قطاع الكهرباء وإعادة إعمار مرفأ بيروت". وأبلغ المسؤول الألماني عون بـ"دعم بلاده للبنان خصوصاً بعد تشكيل حكومة جديدة واستمرار هذا الدعم بعد الانتخابات التي شهدتها ألمانيا".
ويشهد ملف استجرار الغاز المصري إلى لبنان خطوات متسارعة، وسط اندفاعة مصرية لافتة باتجاه تزويد لبنان بالغاز. ولهذه الغاية واصل وزير الطاقة وليد فياض لقاءاته في مصر حيث زار رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في حضور وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي. وقال مدبولي: "إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تؤكد دوماً على تقديم كل الدعم الممكن للبنان الشقيق، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها". من جانبه، أكد الوزير فياض أنه "حرص على أن تكون مصر هي أول دولة يزورها عقب توليه مهام منصبه، تقديراً للدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، وجهودها في مساندة ودعم لبنان". واستعرض الوزير فياض نتائج المباحثات التي أجراها مع نظيره المصري لنقل الغاز المصري إلى لبنان من أجل المساهمة في حل أزمة الكهرباء. وأشار إلى أن مصر عرضت إمكانية تقديم كميات إضافية من الغاز إلى لبنان. بدوره أعلن وزير البترول المصري عن وضع خريطة طريق مع لبنان بشأن إمدادات الطاقة.
وأشارت مصادر سياسية لـ"البناء" إلى أن "الخطوات المتسارعة التي تقوم بها السلطات المصرية تخفي قراراً أميركياً بالإسراع بتأمين مصادر الطاقة إلى لبنان للتخفيف من الأزمة لاحتواء المسار الذي سلكه حزب الله باستيراد النفط من إيران إضافة إلى استعداد شركات إيرانية للتنقيب عن النفط في لبنان".
على صعيد آخر، بقي ملف مرفأ بيروت في الواجهة، فبعد ردّ محكمة الاستئناف طلب الردّ المقدّم من النوّاب غازي زعيتر، علي حسن خليل ونهاد المشنوق ضدّ المحقق العدلي في قضيّة انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار، بسبب عدم الاختصاص، عاد بيطار إلى مكتبه في قصر العدل لمتابعة مهامه من جديد. وعقد اجتماعات، إلى جانب متابعته دراسة الملف، في انتظار ما سيصدر عن القاضية رندا كفوري في دعوى الارتياب المشروع المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس ضد بيطار.
وافادت المعلومات بأن البيطار حدّد 12 تشرين الأول موعداً لاستجواب خليل و13 منه لاستجواب زعيتر والمشنوق و28 الجاري لاستجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب.
وكان وكيل النائب المشنوق، المحامي نعوم فرح، أكد في بيان أن قرار محكمة الاستئناف "شكل تجاوزاً فاضحاً للأصول والإجراءات المفروضة بموجب المادة 126/أ.م.م. قبل البت بطلب الرد، وشكل اعتداء على حق الموكل في الدفاع وفي الحصول على محاكمة عادلة، وأكد صوابية الخشية من وجود توجه واضح، ليس فقط لتجاوز نص الدستور وصلاحية مجلس النواب بملاحقة النواب والتحقيق معهم، وإنما للنيل من سمعة المشنوق وكرامته واتهامه زوراً في قضية لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد".
وفي خطوة مقابلة أصدر المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان قراراً بالكتاب الذي أحاله البيطار إلى النيابة العامة التمييزية في حال ارتأت نَسْب الإخلال الوظيفي للقاضي غسان الخوري. واعتبر القاضي قبلان أن كتاب المحقق العدلي فارغ من أي شبهة، وليس هناك من دلالة على وجود إخلال في العمل الوظيفي، علماً أن دور المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري اقتصر على التأشير بعبارة "للحفظ" على محضر منظم من جهاز أمن الدولة تم بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يتضمن مشتبهاً فيهم، إنما اقتصر على اتخاذ تدابير لحماية المواد المنزلة في المرفأ بقرار من قاضي الأمور المستعجلة لكي لا تتعرض للسرقة.
وفيما عُلم أن الوزراء الثلاثة يحضرون لدعاوى جديدة في محاولة لتجميد عمل القاضي بيطار قبيل بدء الدورة العادية لمجلس النواب، أشارت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ"البناء" إلى أن "تفجير المرفأ كارثة على المستوى الوطني وأضرت بمختلف اللبنانيين وتحت سقف المقتضيات القانونية والدستورية للوصول إلى الحقيقة من خلال كشف الوقائع لترسيخ العدالة وإنزال العقاب بمن ارتكب، لكن الأمر يحتاج إلى مسار واضح لا لبس فيه بعيد من كل انتقائية ومزاجية واستثنائية". ولفتت إلى أن "دعاوى الارتياب المشروع ورد الطلب حق لأصحابها، كما أن محاكم الاستئناف والتمييز هي هيئات قضائية وتعمل وفق الأصول القانونية ونحتكم للقانون والدستور، ولكن ندعو القضاء للابتعاد عن التسييس والركون إلى وقائع ومعطيات واضحة لا إلى المعايير المزدوجة". وجددت المصادر التأكيد على إعلان استعداد الوزراء المدعى عليهم المثول أمام التحقيق بصفة شهود من دون رفع الحصانة". وتساءلت مصادر سياسية وقانونية عبر "البناء" عن سبب رفض دور كبير كفرنسا وأميركا عن تزويد لبنان بصور الأقمار الاصطناعية التي تظهر ماذا حصل خلال تفجير المرفأ وما إذا كان ناتج من صاروخ جوي أو عملية إرهابية على رغم طلب رئيس الجمهورية مراراً هذه الصور من فرنسا والولايات المتحدة. وأبدت استغرابها حيال موقف الكونغرس الأميركي بتأييد قاضي التحقيق فيما لا تقدم معطياتها ومعلوماتها حيال هذا الأمر.
وبدا لافتاً النشاط الدبلوماسي للسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا التي تتنقل بين الوزارات والمسؤولين وبعد زيارتها أول من أمس إلى السراي الحكومي للقاء ميقاتي بعد كلام رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، زارت أمس والوفد المرافق لها وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في الوزارة، في زيارة تعارف حيث قدمت شيا للخوري التهنئة بمناسبة توليه منصبه الجديد، وجرى عرض لشؤون عامة قضائية ومجالات التعاون بين البلدين. وشكر الوزير الخوري للسفيرة شيا زيارتها، وتمنى "استمرار التعاون لما فيه إحقاق العدل في البلاد. وجاءت الزيارة عقب قرار محكمة الاستئناف وترحيب وزير العدل بالقرار وعودة القاضي بيطار لاستكمال أعماله، ما يؤكد بحسب مصادر "البناء" "وجود تدخل أميركي فاضح بعمل القضاء في لبنان لأهداف سياسية باتت معروفة ومفضوحة ما يشكل دليلاً إضافياً على تسييس التحقيقات في ملف المرفأ ويفرغ أي قرار اتهامي سيصدره قاضي التحقيق من مضمونه". وتساءلت المصادر عن الرابط بين شاحنات النيترات التي تكشف في مناطق عدة وبين النيترات التي انفجرت في مرفأ بيروت، لا سيما وأن المحقق العدلي تجاهل هذا الأمر.
وكان قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل أصدر مذكرتي توقيف وجاهيتين بحق مارون الصقر وسعدالله الصلح لحيازتهما مواد تستخدم في المتفجرات في ملف نيترات البقاع بعد استجوابهما أمس.
وفي سياق ذلك، أعلنت قيادة الجيش أنه "إثر توافر معلومات حول وجود نيترات الأمونيوم في بلدة عرسال، دهمت قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات أمس محطّة محروقات في البلدة المذكورة، وضبطت داخلها 28275 كلغ من نيترات الأمونيوم، مُدَوَّنٌ على أكياسها أن نسبة النيتروجين 26 في المئة". وكشفت المديرية في بيان أن الدورية أوقفت المواطن (ح.ع) والسوريين (خ.م) و(ع.أ) و(ك.غ)، وبوشر التحقيق مع الموقوفين، وأُرسِلت عينة من النيترات للتحقق من نسبة النيتروجين.
وقال قائد الجيش العماد جوزيف عون في كلمة للعسكريين: "لقد برهنتم أنكم على قدر آمال شعبنا والمجتمع الدولي بنا، وذلك على رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها. إبقوا على إيمانكم بلبنان وبمؤسستكم العسكرية. لا وطن من دون جيش ولا أمان واستقرار من دونكم. لا تكترثوا للإشاعات ولا الانتقادات، لأنكم تقومون بمهمة مقدّسة وهي حماية وطننا وشعبنا".
على صعيد الانتخابات النيابية، أكد رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان بعد اجتماع اللجنة أمس أن "كل الأفرقاء باتوا على قناعة، أن ليس من إمكانية إلا أن تحصل هذه الانتخابات على أساس القانون الحالي، ومن دون أي تغيير في ما يتعلق بالدوائر والنظام الانتخابي وغيره".
وأكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن "إجراء الانتخابات في موعدها أمر يجب أن يكون مفروغاً منه لأن لا شيء يبرّر عدم إجرائها، ولكن هذا لا يعني تعديل القانون لإجرائها قبل وقتها والأسباب عديدة: القانون، لوائح الشطب، التحضيرات اللازمة، الجاهزية والطقس والأعياد". وأضاف: "نرفض تعديلات جوهرية على قانون الانتخاب ولكن لا مانع عندنا بتعديلات إجرائية على قانون الانتخابات، ونحنا كنا تقدّمنا أساساً بمشروع قانون عام 2018 مع أكثر من تصحيح لأخطاء بالقانون كنّا طالبنا بالسير بها قبل إقرار القانون". وقال: نطالب بإدخال تعديل مهم على قانون الانتخاب يُفضي بعدم نجاح مرشح إذا لم يحصل على حد أدنى من الأصوات التفضيلية (لتفادي ما حصل مثلاً مع نائب زحلة الذي فاز بعد نيل77 صوت فقط. وتابع باسيل: عندنا خوف من أن يفتح الحديث عن تعديلات بسيطة باب الدخول إلى تعديلات أساسيّة تطيح بالمبادئ مثلما هي ظاهرة النيّة بخصوص حرمان المنتشرين من حقوقهم في أن يتمثلوا بنوّاب من بينهم في القارات الست التي ينتشرون فيها".
***********************************
انفجار المرفأ: التحقيق يدقّ أبواب القضاة... متأخّراً
لم يقترب التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، كما يجب، من القضاة المشتبه في تقصيرهم في أداء واجباتهم قبل وقوع الكارثة. المسؤولية الأكبر في جريمة الرابع من آب يتحمّلها الأمن والقضاء بسبب الاستخفاف في التعامل مع نيترات الأمونيوم التي أُفرِغت وخُزِّنت مع مواد كيميائية وأخرى سريعة الاشتعال ما فاقم من خطورتها، ولعدم الاكتراث بتقارير حذّرت من التهديد الذي تُمثِّله هذه المواد لجهة قدرتها التدميرية. رغم ذلك، بقي "حرّاس العدالة" المفترضون في منأى عن المحاسبة، قبل أن تدق المساءلة أبوابهم... متأخرة
وردت أسماء ثلاثة قضاة في ملف انفجار مرفأ بيروت اتُّهِموا بالإهمال والتقصير. وإلى جانبهم، ورد ــــ بخجل ــــ اسما رئيسَي هيئة القضايا في وزارة العدل هيلانة إسكندر ومروان كركبي، من دون أن تُعرف مسؤوليتهما فعلاً. ولم يؤت إلا عرضاً على اسم محامي الدولة عمر طرباه، رغم مماطلته لأكثر من سنة في مسألة مراسلةٍ لدفع أتعاب خبير كشف على السفينة "روسوس" التي حملت نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت.
القاضيان المنفردان الجزائيان في بيروت جاد معلوف وكارلا الشوّاح اللذان طلب المحقق العدلي طارق البيطار في ورقة الطلب إلى النيابة العامة التمييزية الادعاء عليهما بجرم القصد الاحتمالي كما بقية المدعى عليهم في الملف، تأخّر أي إجراء بحقهما أو حتى التدقيق في ملفيهما أو الاستماع الى إفادتيهما لأكثر من شهرين، مع أنّ دور أحدهما (معلوف) محوري لجهة القرار بإفراغ حمولة السفينة وتعيين حارس قضائي عليها هو رئيس الميناء محمد المولى، وكان يُفترض به بعد تحفّظ المولى لعدم حيازته مفاتيح العنبر، أن يعيّن حارساً قضائياً آخر ويحدّد أمداً زمنياً للحراسة، وهو ما لم يحصل، علماً بأنّ البيطار استمع إلى إفادتَي معلوف والشواح كشاهدين تمهيداً للادعاء عليهما، ليعاود التحقيق معهما بخلاف ما أشيع بأنّهما سيخضعان للمحاكمة أمام المحكمة الخاصة بالقضاة.
في الفترة الماضية، سادت أجواء في العدلية تدعو الى ضرورة حماية القضاة وتوفير حصانة لهم، لئلّا يتحولّوا كبش فداء للطبقة السياسية التي ستحمي السياسيين المدّعى عليهم، علماً بأن ملف شحنة نيترات الأمونيوم تأرجح لسنوات بين مديرية الجمارك وقاضي الأمور المستعجلة في بيروت (معلوف). فقد أرسل مدير الجمارك الموقوف بدري ضاهر مراسلات عديدة إلى معلوف يطلب فيها تصدير البضائع، فيما كان الأخير يحوّلها إلى هيئة القضايا التي لم تُجب سوى مرة واحدة بالموافقة على إعادة التصدير. وهنا، كان يُفترض بالقاضي اتخاذ قرار بإتلاف هذه المواد الخطرة فوراً بدل التلهّي في مراسلة الدولة اللبنانية وتضييع أربع سنوات في إجراء التبليغات والبحث في اختصاصه وصلاحيته في إتلافها، مستنداً الى اتفاقية هامبورغ. أما القاضية الشوّاح المحالة للادّعاء عليها مع معلوف، فتؤكد مصادر قضائية أنّها لم تتلقّ أي وثيقة أو مراجعة من أحد منذ تولّيها الملف.
القاضي الثالث هو المحامي العام التمييزي القاضي غسان خوري الذي كان يُعطي إشاراته في الملف، إثر تنحّي المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، قبل أن يطلب القاضي البيطار من النيابة العامة التمييزية، الأسبوع الفائت، التدقيق في شبهات تورطه في جرائم جزائية ساهمت في وفاة أشخاص وجرح آخرين والتسبب بأضرار في الممتلكات العامة جراء اتخاذه قراراً بحفظ ملف التحقيق الذي أجراه أمن الدولة، تمهيداً للادعاء عليه. وقد كانت متابعة ملفه سريعة بخلاف القاضيين الشواح ومعلوف اللذين استُمع إليهما قبل أيام، مع أنّ الإحالة إلى النيابة العامة التمييزية حصلت قبل أكثر من شهرين.
ويوم أمس، اعتبر المحامي العام لدى محكمة التمييز القاضي عماد قبلان "محضر المحقق العدلي المؤرخ في 24 أيلول 2021 فارغاً من أي شبهات وليس من شأنه الدلالة على إخلال في الواجبات الوظيفية"، وقرر حفظه. وبرر قبلان في متن قراره بأنّ المحضر الذي يتحدث عنه البيطار فُتِح بإشارة من المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ومن دون إشارة من النيابة العامة. واعتبر أنّ السبب الذي أُفرغت بموجبه المواد الخطرة كان قراراً قضائياً اتخذه قاضي الأمور المستعجلة في بيروت، مشيراً إلى أنّ مسؤولية النيابة العامة تبدأ بعد حصول الجريمة المتمثلة بالانفجار وليس قبلها، حيث تُناط الإجراءات الوقائية السابقة لوقوع الجريمة والتي تحول دون وقوع الجرائم بالسلطات الإدارية والضابطة الإدارية الخارجة عن سلطة النيابة العامة. واعتبر أنّ مجرد العلم بوجود نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت "لا يُشكل جرماً جزائياً، إنما الجرم يستوجب القيام بأفعال جرمية أو الامتناع عن القيام بأفعال من قبل شخص مخوّل قانوناً القيام بها، أدت إلى وقوع الجرم أو الانفجار".
مصادر قضائية مقربة من القاضي البيطار عزت طلبه التحقيق مع خوري الى أنه "أهمل التحقيق الذي ذُكر فيه أنّ هناك مواد شديدة الاشتعال وشديدة الخطورة لو انفجرت ستُدمّر مرفأ بيروت، ورغم ذلك قرر حفظ الملف". ولفتت الى أنّ هناك أنظمة ترعى المفرقعات وترعى تخزين النيترات جرت مخالفتها ولم يكلّف القاضي خوري نفسه التحقيق فيها، معتبرة أنّه خالف كلاً من المادة 770 من قانون العقوبات والمادة 78 من قانون الأسلحة والذخائر التي تتحدث عن كيفية تخزين المفرقعات، ولم يتّخذ أي إجراء بحقّ المخالفين الذين تسبّب إهمالهم بالانفجار.
************************************
البيطار يحدد جلسات لاستجواب النواب الثلاثة.. وتوجه لقرار ظني على قاعدة "اللهم اني بلغت" مفاوضات صندوق النقد الدولي : لبنان لن يلتزم بشروطه كاملة نيترات الأمونيوم في عرسال..السفير الايراني في السراي وشيا في العدلية
قضائيا، ماليا، دبلوماسيا وامنيا تشعب المشهد اللبناني في الساعات الماضية في ما يشبه الاستنفار الذي يعيشه البلد بعد اشهر طويلة من الفراغ الحكومي، رغبة من كل الفرقاء بتحقيق خروقات على الاصعدة كافة قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة ظنا انهم بذلك يشجعون ناخبيهم على تجديد البيعة لهم بعد كل ما اقترفته أيديهم بحق البلد.
وفي بارقة أمل على صعيد محاسبة المجرمين والفاسدين والمتلكئين في هذا النظام المافياوي، عاود المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار مزاولة عمله في قصر العدل يوم أمس الثلاثاء، وحدد مواعيد جديدة لاستجواب النواب الـ 3 المدعى عليهم فخصص جلسة في 12 تشرين الأول للوزير السابق والنائب علي حسن خليل وجلستين في 13 تشرين الأول للوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق. اما جلسة استجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب فحددها في 28 من الشهر عينه.
مذكرات ولا توقيفات
وبالرغم من استبشار اهالي شهداء انفجار المرفأ خيرا بقرار محكمة الاستئناف ورد طلب كف يد القاضي البيطار عن التحقيق، اعتبرت مصادر مواكبة للملف ان الخوف من قرار محكمة التمييز التي تنظر بدعوى تقدم بها الوزير السابق يوسف فنيانوس بالارتياب المشروع، معتبرة ان هناك احتمالا كبيرا ان يكون مصير البيطار كالمحقق السابق فادي صوان الذي تمت تنحيته عن الملف من قبل محكمة التمييز. وقالت المصادر لـ "الديار": "تؤكد كل المعطيات ان هناك قرارا سياسيا- امنيا بمنع القاضي من استكمال عمله، فاذا لم تستبدله محكمة التمييز بقاض جديد، فهو لن يتمكن من انجاز مهمته بحيث انه بات واضحا انه سيصدر مذكرات توقيف بحق النواب الـ3 ودياب الذين بات محسوما انهم لن يحضروا جلسات استجوابهم، وبما أن الاجهزة الامنية لن تتعاون بتنفيذ مذكرات التوقيف بحق المدعى عليهم فهو يتجه لاصدار قراره الظني الذي بات قريبا على قاعدة "اللهم اني بلغت".
ويوم أمس ايضا، أصدر المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان قرارا بالكتاب الذي أحاله القاضي البيطار على النيابة العامة التمييزية في حال ارتأت نَسْب الإخلال الوظيفي للقاضي غسان الخوري. واعتبر القاضي قبلان أن كتاب المحقق العدلي فارغ من أي شبهة، وليس هناك من دلالة على وجود إخلال في العمل الوظيفي، علما أن دور المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري اقتصر على التأشير بعبارة "للحفظ" على محضر منظم من جهاز أمن الدولة تم بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يتضمن مشتبها فيهم، إنما اقتصر على اتخاذ تدابير لحماية المواد المنزلة في المرفأ بقرار من قاضي الأمور المستعجلة لكيلا تتعرض للسرقة.
نيترات في عرسال
وليس بعيدا عن ملف انفجار المرفأ، وبما يبدو انه تحول مسلسلا مرعبا، أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، في بيان أمس عن ضبط اكثر من ?? الف كلغ من نيترات الامونيوم في عرسال. وقالت انه "على أثر توافر معلومات حول وجود نيترات الأمونيوم في بلدة عرسال، دهمت قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات بتاريخ 4/ 10/ 2021 محطة محروقات في البلدة المذكورة، وضبطت في داخلها 28275 كلغ من نيترات الأمونيوم، مدون على أكياسها أن نسبة النيتروجين 26 في المائة، وأوقفت المواطن (ح. ع.) والسوريين (خ. م.) و(ع. أ.) و(ك. غ.)، وبوشر التحقيق مع الموقوفين، وأرسلت عينة من النيترات للتحقق من نسبة النيتروجين".
مفاوضات بشروط لبنان؟!
وفيما يعقد مجلس الوزراء اليوم جلسة في السراي الحكومي، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال انه أطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاجتماعات التي يعقدها مع اللجان الوزارية التي ألفت أخيرا والمكلفة متابعة مختلف المواضيع المطروحة حاليا. كذلك، وضع ميقاتي عون في مضمون الاتصال الذي أجراه مع صندوق النقد الدولي، تحضيرا للتفاوض لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.
وقالت مصادر مواكبة لملف المفاوضات مع صندوق النقد ان لبنان لن يخضع لكل شروط الصندوق باعتبار ان بعضها قاس جدا ولا يمكن القبول به في ظل الاوضاع الصعبة جدا التي يرزح تحتها اللبنانيون. وسألت المصادر عبر "الديار":"هل من يقبل مثلا رفع الtva لل15% ، هل من سيقبل من القوى السياسية قبل الانتخابات اعادة هيكلة القطاع العام وبالتالي زيادة نسبة البطالة والعاطلين من العمل؟" واضافت: "الارجح سيؤدي ذلك الى خفض سقف المبلغ الذي سيقرضه الصندوق للبنان، ولكن العبرة هي بتعاوننا معه والانطلاق بالاصلاحات المطلوبة".
حراك فرنسي- الماني
ولا تزال فرنسا تعطي اولوية للملف اللبناني في علاقاتها الخارجية رغبة منها باستلام عدد من القطاعات. ولهذا الغرض واصل السفير المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان جولاته على الفاعليات المعنية، حيث التقى امس في إطار جولته على الوزراء المعنيين بمشاريع "سيدر"، وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه في حضور رئيس القسم الاقتصادي في السفارة الفرنسية فرانسوا دو ريكولفيس والوفد المرافق، كما وزير الاتصالات جوني قرم، فيما استقبل رئيس الجمهورية وزير الدولة في الخارجية الألمانية نيلز آنين الذي زار ايضا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب. واكد عون لضيفه أن "لبنان بدأ اتصالاته مع صندوق النقد الدولي لإطلاق ورشة إصلاحية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي وتحريك عجلة العمل الحكومي وتطوير قطاع الكهرباء وإعادة اعمار مرفأ بيروت" . من جانبه، أبلغه المسؤول الالماني، بـ"دعم بلاده للبنان خصوصاً بعد تشكيل حكومة جديدة واستمرار هذا الدعم بعد الانتخابات التي شهدتها المانيا".
تحرك اميركي- ايراني
دبلوماسيا، لفت يوم أمس اجتماع عقده وزير العدل هنري الخوري في مكتبه في الوزارة مع السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا والوفد المرافق في زيارة تعارف حيث قدمت شيا للخوري التهنئة بمناسبة توليه منصبه الجديد، وجرى عرض لشؤون عامة قضائية ومجالات التعاون بين البلدين. وشكر الوزير الخوري للسفيرة شيا زيارتها، وتمنى "استمرار التعاون لما فيه إحقاق العدل في البلاد.
في المقابل، وبينما يزور وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان لبنان نهاية الاسبوع، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السراي، سفير إيران في لبنان محمد جلال فيروزنيا، وتم خلال اللقاء بحث في الاوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.
وتأتي هاتين الزيارتين في توقيت حساس خاصة في ظل امتعاض حزب الله من الدعم الاميركي المعلن من قبل واشنطن للقاضي البيطار ما وضعه مقربون من الحزب في خانة تسييس التحقيق ومحاولة تحميل حزب الله مسؤولية انفجار المرفأ.
غاز اضافي للبنان؟
اما على صعيد ملف الطاقة، فأفيد يوم امس عن اجتماع رئيس مجلس الوزراء المصري مدبولي بوزير الطاقة اللبناني وليد فياض، في حضور وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي. واستهل مدبولي اللقاء، بـ "الإعراب عن تمنيات مصر بالتوفيق للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي"، مؤكدا "أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تؤكد دوما على تقديم كل الدعم الممكن للبنان الشقيق، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها". واستعرض فياض نتائج المباحثات التي أجراها مع نظيره المصري لنقل الغاز المصري إلى لبنان من أجل المساهمة في حل أزمة الكهرباء. وأعرب عن "تقدير وشكر لبنان لمصر وقيادتها على الدعم والمساندة الدائمين من جانب الشقيقة الكبرى مصر للبنان وشعبها"، مؤكدا "تطلع الحكومة اللبنانية الى تعزيز وتنشيط جوانب التعاون مع مصر في خلال الفترة المقبلة". واشار فياض الى ان مصر عرضت امكانية تقديم كميات إضافية من الغاز إلى لبنان. بدوره اعلن وزير البترول المصري عن وضع خارطة طريق مع لبنان بشأن إمدادات الطاقة.
انتخابات على القانون الحالي
انتخابيا، بدأت الاستعدادات على الصعد كافة للاستحقاق النيابي. ففيما بدأت معظم الاحزاب عملها المنظم وبدأ البحث الجدي في أسماء المرشحين، اعلن النائب جورج عدوان اثر اجتماع لجنة الادارة والعدل النيابية التي يرأسها ان "كل الأفرقاء باتوا على قناعة، وبما أن الانتخابات ستحصل وفي وقتها، أن ليس من امكانية إلا أن تحصل هذه الانتخابات على أساس القانون الحالي، ومن دون أي تغيير في ما يتعلق بالدوائر والنظام الانتخابي وغيره".
واضاف: "يبقى هناك موضوع يدور البحث حوله يتعلق بانتخابات غير المقيمين، أكثرية الأفرقاء باستثناء "التيار الوطني الحر"، هم ليسوا مع الابقاء على المقاعد الستة المخصصة لغير المقيمين، إنما بالمقابل الأكثرية، باستثناء بعض الأفرقاء، يقولون إننا لا يمكننا أن نحرم غير المقيمين من حقهم في الانتخاب، وانه لا بد أن يصوتوا لكل الدوائر بالطريقة نفسها التي حصلت في المرة السابقة".
*******************************************
المفاوضات مع الصندوق قيد الإعداد.. و"عض أصابع" أميركي إيراني في لبنان عون يصرف النظر عن السفر إلى لندن.. والبيطار يحدّد مواعيد استجواب السياسيين الأسبوع المقبل
بموازاة حركة فرنسية فعّالة، ودبلوماسية أوروبية ودولية وإقليمية باتجاه لبنان، لمواكبة ما يحدث لجهة وقف الانهيار، في ظل تجاذب أميركي - إيراني شديد الوضوح، تسير حركة المعالجات الداخلية ببطء ملحوظ، فالأسعار ماضية إلى الارتفاع، لا سيما منتجات الالبان والدجاج والبيض، من دون ان يهتز سعر صرف الدولار، الذي يتحدث خبراء عن ربط وضعه بوضع المحروقات من بنزين ومازوت وغاز.
ونفت مصادر متابعة ان تكون الحكومة قد باشرت المفاوضات رسميا مع صندوق النقد الدولي حول الخطة الانقاذية، كما يتردد على السنة بعض السياسيين ووسائل الإعلام، واشارت الى ان ما حصل حتى الان، مراسلة الصندوق، من الحكومة اللبنانية، تبدي استعدادها، للتفاوض مع الصندوق في وقت قريب. الا ان ذلك يتطلب انجاز الخطة بالكامل، وهذا لم يحصل بعد، بانتظار وضع اللمسات الاخيرة، بخصوص التعديلات النهائية على خطة الحكومة السابقة، وتوحيد أرقام ورؤية، جميع المعنيين بالخطة، للتفاوض بموقف موحد مع الصندوق، بما يسهل ويسرع آلية التفاوض والتوصل سريعا الى الاتفاق المنشود.
من جهة ثانية، كشفت مصادر سياسية، ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، يعمل مافي وسعه للمباشرة بمعالجة قطاع الطاقة، والكهرباء بالتعاون، مع وزير الطاقة وكافة المسؤولين بهذا القطاع، لانه لم يعد ممكنا، ترك التدهور الحاصل فيه، الى حد الانهيار الكامل، الامر الذي بات يهدد انطلاقة الحكومة، ويؤثر سلبا على خطة الانقاذ ووقف الانهيار الحاصل.
واشارت المصادر الى ان تصور ميقاتي لمعالجة الكهرباء، يرتكز على خطة آنية سريعة، للعمل بكل الامكانيات المتوافرة لزيادة ساعات التغذية بالتيار لكافة المناطق ما بين ثماني وعشر ساعات يوميا، خلال أسابيع محدودة، من خلال تسريع الخطى لاستيراد الغاز المصري، وامكانية زيادة كمياته، الى محطة دير عمار بالشمال، لرفع مستوى الانتاج الى اعلى مستوى ممكن. وفي الوقت، تأمين كميات من الفيول، العراقي، او المستورد كن قبل الدولة لتشغيل محطتي الزوق والزهراني، وزيادة الانتاج فيهما.
اما الخطة الثانية طويلةالمدى، للنهوض بكامل القطاع مستقبلا، استنادا الى المبادرة الفرنسية، وتقضي انجاز الاصلاحات المطلوبة وتعيين الهيئة الناظمة ومجلس ادارة جديد، وتمويلها من الهبات والقروض العربية والدولية المرتقبة والتي ستسدد مباشرة، للشركات التي تتولى التنفيذ. وتاخذ الخطة المذكورة حاجة لبنان للطاقة في العقود المقبلة، وتلحظ من ضمنها، كل متطلبات، إنشاء وادارة المعامل الجديدة، وانتظام التوزيع، والجبايةعلى الأسس الحديثة.
ولفتت المصادر الى ان ملف الكهرباء كان حاضرا في لقاء ميقاتي مع الرئيس ماكرون، ويتابع حاليا مع الموفد الفرنسي، في حين يتم البحث مع بعض الشركات الفرنسية والالمانية، بالخطة عموما لاستكشاف، شركة أو اكثر لتولي تنفيذ الخطة المذكورة بعد موافقة الجهات المانحة عليها.
ميقاتي في بعبدا
وأمس كان يوماً سياسياً ودبلوماسياً بإمتياز في القصور الرئاسية الثلاثة، حيث التقى الرئيس ميشال عون صباحا، الرئيس ميقاتي وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات.
وأوضح ميقاتي انه أطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاجتماعات التي يعقدها مع اللجان الوزارية التي ألفت أخيراً، والمكلفة متابعة مختلف المواضيع المطروحة حالياً. ومنها حسب معلومات "اللواء" الإجراءات التي تُدرس لمعالجة وضع الادارات العامة وموظفيها وسبل دعمهم لاستنهاض الادارة العامة وتفعيلها.
ووضع ميقاتي الرئيس عون في مضمون الاتصال الذي أجراه مع صندوق النقد الدولي، تحضيرا للتفاوض لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.
وعلمت "اللواء" ان الرئيسين اتفقا على ان يمثل رئيس الحكومة لبنان في قمة المناخ التي تعقد في لندن اوائل تشرين الثاني المقبل، لأن الرئيس عون يفضل ان يتابع التطورات في لبنان عن قرب وهو لم يكن متحمسا للمشاركة اصلا.عدا عن ان حضور ميقاتي سيكون مناسبة للقاء زعماء ورؤساء حكومات دول من اجل البحث معهم في دعم الحكومة ومشاريعها الإنقاذية.
وجرى التطرق إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم، وأوضحت مصادر وزارية لـ"اللواء" أن بنود جلسة مجلس الوزراء تستدعي البحث لا سيما تلك المتصلة بالكهرباء والنفط ونقل الاعتمادات على أن المنهجية المتبعة هي مناقشة الملفات المطروحة على الجدول والانتقال إلى تلك التي قد تطرح من خارج الجدول ولفتت إلى أن ملف الكهرباء يتصدر البحث لاسيما بالنسبة إلى متابعة التيار الكهربائي وزيارة وزير الطاقة والمياه إلى مصر.
وأكدت ان هناك مداخلة لرئيس مجلس الوزراء على أن موضوع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قد يطرح بعض المسائل المعيشية.
وأفادت أن توزيع الجلسات بين قصر بعبدا والسراي أمر متفق عليه.
ورجحت المصادر إن تخصص الجلسات الحكومية مناقشاتها لسلسلة قضايا تتصل بالواقع الاقتصادي والمالي.
لقاءات السراي
وفي القصر الحكومي، إجتمع الرئيس ميقاتي مع سفراء وممثلي بعثات الاتحاد الأوروبي في لبنان، وجرى نقاش في الاوضاع الراهنة في لبنان وخطة الحكومة لمعالجة التدهور الحاصل، اضافة الى التعاون بين لبنان والاتحاد الاوروبي.
و شارك في اللقاء سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف، وسفراء كل من: اسبانيا جوزيه ماريا دو لا بينا، هنغاريا جيزا ميهاليي، بولندا بشيميسلاف نيسيووفسكي، الدانمارك ميرتي جوهل، قبرص بانيوتيس كرياكو،إيطاليا نيكوليتا بومباردييري، اليونان كاترين فونتولاكي،النمسا رينيه امري، فرنسا آن غريو،هولندا هانس فاندر وود، تشيكيا جيري دولوزي، رومانيا رادو مرداري، السويد آن ديسمور، فنلندا نائب رئيس البعثة اكي كوبنن، بلجيكا هيكي فندرمندر، سلوفانيا ماركو هام،سلوفاكيا فكتوربا براتكوفا، المانيا كاترينا لاك، بلغاريا الكسندرينا غويغوفا، وذلك في حضور المستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
وبعد اللقاء، قال السفير طراف: إلتقينا رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي شرح لنا أولويات برنامج حكومته التي تتماشى والبيان الوزاري، وشرح لنا الاولويات بالنسبة للقطاعات المتخصصة، وعبرّنا عن استعدادنا لدعم رئيس الحكومة وخطة عمل الحكومة وما وعدت بتنفيذه. نعلم ان السياسات في لبنان صعبة لذا ليس كل ما يعلن عنه يمكن تطبيقه، ولكن على الاقل فان الخطط والمشاريع التي تم تحديدها تستحق من وجهة نظرنا الدعم، ونحن نشجع بشكل خاص الحكومة في مساعيها لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد،والاتحاد الاوروبي سيقف دائما الى جانب لبنان".
وذكرت معلومات خاصة ان السفراء ركزوا على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، لان تأجيلها او الغاءها يشكل رسالة سلبية للمجتمع الدولي. ودعوا الى وضع ملف الكهرباء على مسار الحلول الصحيحة عبر الاصلاحات الواجبة. كما اكدوا ضرورة إنجاز الموازنة العامة كونها تدل على التزام الحكومة بتنفيذ تعهداتها.
اما الرئيس ميقاتي فركز على الخيارات الفضلى لإعادة إعمار مرفأ بيروت، وفق عملية واضحة وشفافة وبأفضل الطرق لإستعادة الدور الحيوي للمرفأ.
والتقى ميقاتي ايضا سفير ايران في لبنان محمد جلال فيروزنيا، وتم خلال اللقاء البحث في الاوضاع العامة والعلاقات بين البلدين، ولا سيما برنامج زيارة وزير الخارجية الايرانية اميرحسين عبداللهيان الى بيروت غدا وبعد غد.
إلى ذلك، ردّ مكتب الرئيس ميقاتي الإعلامي على ما ورد في أوراق باندورا بالتأكيد على إن ثروة عائلته تأتي من شركة اتصالات خضعت للتدقيق في الماضي، وهي قانونية وذلك ردا على تسريب ضخم لوثائق مالية.
وقال ميقاتي أمس إن ثروة عائلته خضعت للتدقيق عندما أدرجت شركته للاتصالات في بورصة لندن عام 2005 وعندما اندمجت مع إم.تي.إن في جنوب أفريقيا في وقت لاحق.
وجاء في بيان لمكتب ميقاتي "تم التدقيق في مصدر ثروة عائلة ميقاتي بشكل جيد من قبل الهيئات والكيانات المعنية التي كانت تقود الطرح الأولي للاكتتاب العام، مما يثبت أن مصدر الثروة عينه موثق جيدا وقانوني وشرعي ومدقق، وأنه مستمد من الأنشطة العالمية للشركة العائلية التي سبقت دخول الرئيس نجيب ميقاتي إلى الحقل العام في لبنان".
دوكان وخليل
دبلوماسياً واصل المسؤول الفرنسي عن تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان ( Pierre Duquesne) لقاءات في إطارين مترابطين: الإصلاحات والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
ولهذه الغاية، استقبل وزير المالية يوسف الخليل السفير دوكان على رأس وفد من السفارة الفرنسية وتم البحث في برنامج الإصلاحات والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
كما استقبل الوزراء المعنيين بمشاريع "سيدر"، وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه، في حضور رئيس القسم الاقتصادي في السفارة الفرنسية فرانسوا دو ريكولفيس والوفد المرافق، وجرى بحث في موضوع إعادة بناء المرفأ والمشاريع المطروحة لإستنهاضة. كما زار وزير الاتصالات جوني قرم.
وعلى خط دبلوماسي آخر، زار وزير الدولة في الخارجية الألمانية نيلز آنين رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب ايضا. واكد عون لضيفه أن "لبنان بدأ اتصالاته مع صندوق النقد الدولي لإطلاق ورشة إصلاحية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي وتحريك عجلة العمل الحكومي وتطوير قطاع الكهرباء وإعادة اعمار مرفأ بيروت".
كما اكد رئيس الجمهورية للوزير الألماني ان "التحقيق سوف يتواصل في جريمة انفجار مرفأ بيروت لمعرفة كل الملابسات المحيطة به، لا سيما كيفية وصول نيترات الامونيوم الى بيروت وافراغها في المرفأ، علما انها كانت مرسلة الى دولة أخرى"، مرحبا ب"أي مساعدة تقنية يمكن ان تقدمها المانيا في هذا الاطار".
وأشار الرئيس عون الى ان "الخطة التي اعدها لبنان لاعادة الاعمار، تلحظ ايضا معالجة الفقر وتحقيق الاستقرار النقدي وتفعيل قطاع الكهرباء وإعادة اعمار المرفأ، وصولا الى مشاريع إنمائية أخرى على مستوى البلاد واستحداث الحكومة الالكترونية"، لافتا الى ان "أي جهة يمكنها ان تساعد لبنان على تنفيذ هذه المشاريع، هي موضع ترحيب اللبنانيين". وتحدث رئيس الجمهورية عن مسألة النازحين السوريين وتداعياتها على الوضع في لبنان، مجددا الطلب الى المجتمع الدولي "المساعدة على إعادة هؤلاء النازحين الى بلادهم بعدما استقر الوضع الأمني في غالبية الأراضي السورية".
وقال الوزير الالماني ان بلاده "قدمت دعما مباشرا للبنان وستواصل تقديم هذا الدعم، لا سيما بعد تشكيل حكومة جديدة والخطوات المتوقع ان تتخذها في اطار معالجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان"، مشيراً الى ان "الانتخابات التي تمت في المانيا سوف تنتج عنها حكومة جديدة ستواصل تقديم الدعم اللازم للبنان وستتعاون مع الحكومة اللبنانية لتحقيق ما يساعد على نهوض لبنان واستقراره".
"مارشال مصغر" للبنان"
أميركياً، ووفقاً للنائب الجمهوري بان فالون عن ولاية تكساس فإن الولايات المتحدة لن تتجه إلى عرقلة خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي لبنان من الانهيار المالي.
ولم يستبعد ريتشارد دبلو منتال الذي زار بيروت في أيلول الماضي، للبحث في سبل دعم الجيش اللبناني، فكرة "خطة مارشال المصغرة للبنان" لأن مصالحنا الأمنية تعتمد عليها.
والمضي في خطة السماح باستجرار الكهرباء الأردنية عبر سوريا، والتزود بالغاز المصري لتشغيل دير عمار، والمرور عبر سوريا، يحتاج إلى تشريعات أميركية تستثني الأردن ولبنان من "قانون قيصر" للعقوبات ضد سوريا.
في تل أبيب، قالت كارين الحرار وزيرة الطاقة الإسرائيلية إن بلادها مستعدة لإحياء جهود حل نزاعها مع لبنان حول ترسيم مياههما الإقليمية في البحر المتوسط لكنها لن تقبل أن تملي بيروت شروط التفاوض.
ومن المنتظر أن يزور المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستاين كلا البلدين هذا الشهر في محاولة لإعطاء قوة دفع جديدة للمحادثات في الوقت الذي طلب فيه لبنان إيضاحات من المجتمع الدولي بعد أن منحت إسرائيل شركة الخدمات البترولية الأمريكية هاليبرتون عقدا للتنقيب قبالة الساحل.
وقالت الحرار "نحتاج إلى البحث عن حل يؤدي إلى تقدم كبير وألا نحاول التفكير بالطرق القديمة المتمثلة في رسم خطوط". وأضافت أنها ستتحدث إلى هوكستاين قريبا.
وقالت الحرار "بدأنا (المفاوضات) بخط واحد ثم دفعوا (اللبنانيون) الخط. يدفعون ويدفعون الخطوط حرفيا". ومضت تقول "ليست هذه هي الطريقة التي تجرى بها مفاوضات. لا يمكنهم إملاء الخطوط".
وتوقفت المحادثات السابقة بعد أن قدم كل جانب خرائط متعارضة توضح الخطوط المقترحة للحدود والتي زادت بالفعل مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وقالت الحرار "نتشارك في حقل غاز ويتعين أن نجد حلا بشأن كيفية استخدامه بما يجعل كل جانب يحصل على نصيبه منه بطريقة عادلة". ومضت تقول "نحن مستعدون لإعطاء الأمر دفعة واحدة".
اللجان المشتركة وقوانين الانتخابات
نيابياً، تعقد اللجان المشتركة جلسة غداً لدرس اقتراحات القوانين المتعلقة بالانتخابات النيابية، في ضوء تقديم 10 نواب اقتراح قانون يقضي بخفض سن الاقتراع إلى 18 سنة.
ولم يرق هذا الاقتراح للفريق النيابي العوني، الذي أعلن التمسك باجراء الانتخابات على أساس القانون الساري حالياً.
وحول هذا الموضوع قال رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية جورج عدوان: التشاور الذي حصل بين مختلف الأفرقاء الذين يتألف منهم المجلس، اظهر ان كل الأفرقاء باتوا على قناعة، وبما أن الانتخابات ستحصل وفي وقتها، أنه ليس هناك امكانية إلا أن تحصل هذه الانتخابات على أساس القانون الحالي، ومن دون أي تغيير في ما يتعلق بالدوائر والنظام الانتخابي وغيره.
واضاف: يبقى هناك موضوع يدور البحث حوله يتعلق بانتخابات غير المقيمين، أكثرية الأفرقاء باستثناء "التيار الوطني الحر"، هم ليسوا مع الابقاء على المقاعد الستة المخصصة لغير المقيمين، إنما بالمقابل الأكثرية، باستثناء بعض الأفرقاء، يقولون إننا لا يمكننا أن نحرم غير المقيمين من حقهم في الانتخاب، وانه لا بد أن يصوتوا لكل الدوائر بنفس الطريقة التي حصلت في المرة السابقة.
عرض الوزير وتردد الأساتذة
تربوياً، التقى وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي مساء أمس روابط الأساتذة في القطاع الرسمي.
وحسب المعلومات عرض الوزير حلبي مع روابط الأساتذة والمدرسين ما يمكن تقدميه، زيادة 50% على المعاش مع 90 دولار شهرياً على سعر المنصة، ورفع اجر النقل اليومي.
الروابط تريثت، وابلغت الوزير انها ستدرس عرض التقديمات مع الأساتذة، ثم تبلغه الجواب، وسط تردّد بقبول العرض، الذي لا يسمن ولا يغني عن جوع، حسب قيادي بارز في إحدى الروابط.
فياض في مصر:خريطة طريق
على صعيد آخر، اجرى وزير الطاقة الدكتور وليد فياض الموجودفي القاهرة، محادثات مع رئيس مجلس الوزرا ء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، في حضور وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي.
استهل مدبولي اللقاء، بـ"الإعراب عن تمنيات مصر بالتوفيق للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة أخيه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، مؤكدا أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تؤكد دوما على تقديم كل الدعم الممكن للبنان الشقيق، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها".
من جانبه، أكد الوزير فياض أنه "حرص على أن تكون مصر هي أول دولة يزورها عقب توليه مهام منصبه، تقديرا للدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، وجهودها في مساندة ودعم لبنان".
وعرض الوزير فياض نتائج المباحثات التي أجراها مع نظيره المصري لنقل الغاز المصري إلى لبنان من أجل المساهمة في حل أزمة الكهرباء.
وأعرب فياض عن "تقدير وشكر لبنان إلى مصر وقيادتها على الدعم والمساندة الدائمين من جانب الشقيقة الكبرى مصر للبنان وشعبها، مؤكدا تطلع الحكومة اللبنانية الى تعزيز وتنشيط جوانب التعاون مع مصر في خلال الفترة المقبلة".
وكان الوزير فياض قد التقى نظيره المصري طارق الملا، الذي قال: أن "مصر وضعت خارطة طريق مع لبنان بشأن إمدادات الطاقة.واضاف الملا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فياض في القاهرة: ناقشنا آليات توريد الغاز المصري إلى لبنان، وسنحاول إنهاء جميع إجراءات توريد الغاز المصري إلى لبنان قريباً.
أما فياض، فأكد أن "هناك دعماً دولياً لإمداد لبنان بموارد الطاقة، وأن مصر عبرت عن رغبتها في الوقوف إلى جانب لبنان في ظل الأوضاع الصعبة. والتعاون مع مصر سيساهم في النهوض بقطاع الطاقة في لبنان.وأعلن أن مصر تعرض إمكانية تقديم كميات إضافية من الغاز إلى لبنان.
استدعاءات جديدة لدياب والنواب
قضائياً، عاد المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار الى مزاولة عمله في مكتبه في وزارة العدل بعد قرار ردّ طلب كفّ يده عن التحقيق في ملف إنفجارالمرفأ. وقد حدد بيطار مواعيد جديدة لاستجواب كل من رئيس الحكومة السابق حسان دياب والنواب علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق الى التحقيق مجدداً. واستدعى خليل الى جلسة يعقدها يوم الثلاثاء في 12 الحالي، وزعيتر والمشنوق الى جلسة في 13 الحالي، والرئيس دياب إلى جلسة في 28 الشهر الحالي. وقرر بيطار ابلاغهم لصقا على مكان اقاماتهم ولدى مختار المحلة لكل منهم، وعلى باب مكتب المحقق العدلي.
الى ذلك، أصدر المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان قراراً حول الكتاب الذي أحاله القاضي طارق البيطار على النيابة العامة التمييزية في حال إرتأت نَسْب الإخلال الوظيفي للقاضي غسان الخوري. واعتبر القاضي قبلان أن كتاب المحقق العدلي فارغ من أي شبهة، وليس هناك من دلالة على وجود إخلال في العمل الوظيفي، علما أن دور المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري اقتصر على التأشير بعبارة "للحفظ" على محضر منظم من جهاز أمن الدولة تم بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يتضمن مشتبها فيهم، إنما اقتصر على اتخاذ تدابير لحماية المواد المنزلة في المرفأ بقرار من قاضي الأمور المستعجلة لكي لا تتعرض للسرقة.
وفي ما خص ما يعرف بـ"نيترات البقاع" أصدر قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل مذكرتي توقيف وجاهيتين بحق مارون الصقر، وسعد الله الصلح، وذلك على خلفية امتلاكهما مواد تستخدم بالمتفجرات.
وفي سياق مترابط، قالت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني: على أثر توافر معلومات حول وجود نيترات الأمونيوم في بلدة عرسال، دهمت قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات بتاريخ 4/ 10/ 2021 محطّة محروقات في البلدة المذكورة، وضبطت داخلها 28275 كلغ من نيترات الأمونيوم، مُدَوَّنٌ على أكياسها أن نسبة النيتروجين 26%، وأوقفت المواطن (ح.ع) والسوريين (خ.م) و(ع.أ) و(ك.غ).
بوشر التحقيق مع الموقوفين، وأُرسِلت عينة من النيترات للتحقق من نسبة النيتروجين.
استمرار الاحتجاجات
شعبياً، نفذت اللجان الشعبية وعدد من أبناء مدينة طرابلس اعتصاما في ساحة النور، احتجاجاً على ارتفاع أسعار اشتراك المولدات الكهربائية الخاصة، وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكد المعتصمون ان "العائلات غير قادرة على تحمل هذا الوضع"، لافتين إلى أن "الاعتصام اليوم هو صرخة بوجه المعنيين في الدولة والتجار والفاسدين والمحتكرين"، محذرين من "اتخاذ إجراءات تصعيدية في حال لم يتدارك المسؤولون هذا الوضع الخطير ووضع حدا لفلتان التجار".
626926 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل 728 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 626926، كما تم تسجيل 7 حالات وفاة.
*************************************
المواجهة القضائية السياسية تسابق 19 تشرين
لم تحجب كثافة التحركات الرسمية والحكومية المواكبة لانطلاق المفاوضات بين #لبنان وصندوق النقد الدولي، حول الخطة الإصلاحية للحكومة وخطة التعافي المالي لانتشال البلاد من الانهيار الذي تتخبط في تداعياته، تصاعد السخونة في المواجهة القضائية - السياسية المتصلة بالتحقيق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت. هذه السخونة اكتسبت دلالات وانعكاسات قد تغدو حاسمة ومفصلية في الفترة القصيرة الفاصلة عن 19 تشرين الأول الحالي موعد بدء العقد العادي الثاني لمجلس النواب الذي "تهبط " فيه مجدداً الحصانات على النواب الملاحقين في ملف انفجار مرفأ بيروت من المحقق العدلي طارق البيطار والذي يبدو واضحا انه يعتزم المضي في استجواب النواب قبل انقضاء هذه المهلة، فيما يبدو واضحا ان النواب الملاحقين يهيئون بدورهم مزيداً من الشكاوى والطلبات والطعون في القاضي البيطار. اذاً المواجهة ستتخذ بعداً حاسماً إلى مدى بعيد من شأنه ان يبقي هذه القضية في عين الحدث الداخلي، ولو ان اجندة الحكومة بدأت تمتلئ بالخطوات والتحركات الآيلة إلى مواجهة مجموعة استحقاقات داهمة أبرزها في البدايات التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومحاولة التخفيف ما أمكن من حدة ازمة الطاقة والمحروقات والكهرباء.
وغداة ردّ محكمة الاستئناف طلبات الردّ المقدّمة من النوّاب غازي زعيتر، علي حسن خليل ونهاد المشنوق ضدّ المحقق العدلي في قضيّة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، بسبب عدم الاختصاص، عاد البيطار إلى المداومة في مكتبه في قصر العدل واستأنف ممارسة مهماته من جديد. وعقد اجتماعات، إلى جانب متابعته دراسة الملف، في انتظار ما سيصدر عن القاضية رندا كفوري في دعوى الارتياب المشروع المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس ضد البيطار. وافادت المعلومات ان البيطار حدّد 12 تشرين الاول موعداً لاستجواب النائب علي حسن خليل و13 منه لاستجواب النائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق و28 الجاري لاستجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب، علما ان المواعيد المحددة لاستجوابات النواب تأتي ضمن المهلة الفاصلة عن بدء العقد الثاني أي انهم لا يتمتعون حاليا بالحصانة النيابية حتى 19 تشرين الأول.
الاستعدادات للتفاوض
أما في الجانب الاخر من المشهد الرسمي والحكومي وعشية جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد ظهر اليوم في السرايا، التقى رئيس الجمهورية ميشال عون امس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات. وأوضح ميقاتي انه أطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاجتماعات التي يعقدها مع اللجان الوزارية التي ألفت أخيرا والمكلفة متابعة مختلف المواضيع المطروحة حاليا. كذلك، وضع ميقاتي الرئيس عون في مضمون الاتصال الذي أجراه مع صندوق النقد الدولي، تحضيرا للتفاوض لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.
واجتمع الرئيس نجيب ميقاتي مع سفراء وممثلي بعثات الاتحاد الأوروبي في لبنان في السرايا الكبيرة، وجرى نقاش في الاوضاع الراهنة في لبنان وخطة الحكومة لمعالجة التدهور الحاصل، اضافة إلى التعاون بين لبنان والاتحاد الاوروبي. وأوضح سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف على الأثر: "نحن ممتنون كسفراء لدول الاتحاد الأوروبي ان إلتقينا رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي شرح لنا أولويات برنامج حكومته التي تتماشى والبيان الوزاري وشرح لنا الاولويات بالنسبة للقطاعات المتخصصة، وعبّرنا عن استعدادنا لدعم رئيس الحكومة وخطة عمل الحكومة وما وعدت بتنفيذه". ولفت قوله "نعلم ان السياسات في لبنان صعبة لذا ليس كل ما يعلن عنه يمكن تطبيقه، ولكن على الاقل فان الخطط والمشاريع التي تم تحديدها تستحق من وجهة نظرنا الدعم، ونحن نشجع بشكل خاص الحكومة في مساعيها لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والاتحاد الاوروبي سيقف دائما إلى جانب لبنان".
وتزامن اللقاء مع اللقاءات التي يستكملها المنسق الفرنسي المسؤول عن تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر السفير بيار دوكان في بيروت منذ يومين وهو التقى أمس على رأس وفد من السفارة الفرنسية وزير المال يوسف الخليل وتم البحث في برنامج الإصلاحات والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
مصر والدعم بالغاز
وبموازاة ملف التفاوض تسعى الحكومة بسرعة إلى تجنب بلوغ الكارثة المحققة في وضع الكهرباء بعد الإنذار الأخير لمؤسسة كهرباء لبنان بان الانهيار الشامل لشبكة الكهرباء بات على الأبواب. ولذا اتسمت زيارة وزير الطاقة وليد فياض للقاهرة أمس والتي ستليها زيارة للأردن بطابع الاستعجال والإلحاح في إطار التعاون الثلاثي بين لبنان ومصر والأردن لمد لبنان عبر سوريا بالغاز والكهرباء. وقد اجتمع فياض مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في حضوروزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، واكد مدبولي "أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تؤكد دوما تقديم كل الدعم الممكن للبنان الشقيق، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها". من جانبه عرض فياض نتائج المباحثات التي أجراها مع نظيره المصري لنقل الغاز المصري إلى لبنان من أجل المساهمة في حل أزمة الكهرباء. واشار فياض إلى ان مصر عرضت امكان تقديم كميات إضافية من الغاز إلى لبنان، وأعلن وزير البترول المصري وضع خارطة طريق مع لبنان بشأن إمدادات الطاقة.
وأكد فياض، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره المصري لاحقا، "أن هناك دعما دوليا لإمداد لبنان بموارد الطاقة"، مشيرا إلى أن "مصر عبرت عن رغبتها في الوقوف بجانب لبنان في ظل الأوضاع الصعبة". وقال: "لقد بحثنا مع الجانب المصري في الإجراءات لإعادة إحياء اتفاقية توريد الغاز المصري إلى لبنان، وإن التعاون مع مصر سيساهم في النهوض بقطاع الطاقة في لبنان".
****************************************
الحكومة في سباق بين الإنجازات والإنتخابات.. وسماحٌ حتى نهاية السنة
مع أنه لم يمض بعد وقت طويل على انطلاقة الحكومة، الا انّ اللبنانيين ليسوا في وارد منحها مهلة سماح طويلة، بفِعل ما يعانونه من أزمات قاسية لا تتحمل الانتظار، شأنهم في ذلك شأن المجتمع الدولي الذي وضع الحكومة منذ تشكيلها تحت المجهر. ولاحظت اوساط سياسية ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يبدو حتى الآن أنه "دينامو" الحكومة الى جانب قلة من الوزراء النشيطين، فيما لم ترقَ بعد حركة وزراء آخرين الى مستوى الآمال والتوقعات، مقارنة مع حجم التحديات والملفات المطروحة. ونبّهت هذه الاوساط، عبر "الجمهورية"، الى انه في حال استمرت الحيوية مقتصرة على البعض فقط، فإنّ الحكومة ستفقد وهجها وستتزَعزع صدقيتها سريعاً، الأمر الذي سيؤدي الى خسارتها الثقة ببُعديها الداخلي والخارجي، علماً انها في حاجة ملحّة الى كسب هذه الثقة. واشارت الاوساط الى انّ هناك هامشاً للإنجاز أمام الحكومة لا يتجاوز عملياً حدود نهاية السنة، وبعد هذا التاريخ سيدخل الجميع في مَعمعة الانتخابات النيابية التي ستفرض حسابات من نوع آخر. وبالتالي، فإنّ المطلوب منها ان تُجيد استثمار الوقت القصير حتى ذلك الحين، وان تعتمد سلوكاً استثنائياً لرفع منسوب إنتاجيتها الى أعلى مستوى ممكن، والّا قد تصبح عاجزة عن اللحاق بوتيرة الازمات.
يمضي ميقاتي في ورشته الحكومية على مختلف المستويات، ويواكبها باتصالات على المستويات داخليا ومع الخارج مركّزاً على تحضير فاعل لتفاوض وشيك مع صندوق النقد الدولي، يفترض ان يُفضي في حدود نهاية السنة الى نتائج عملية يُبنى عليها للبدء في تنفيذ الاصلاحات التي يفرضها الواقع ويلح عليها المجتمع الدولي.
وكان لميقاتي امس لقاء مهم مع سفراء الاتحاد الاوربي الذين، بحسب اوساط حكومية قالت لـ"الجمهورية"، عبّروا عن موقف موحد انهم متعاونون معه، واعتبروا ان ما عبّر عنه امامهم جدير بالمتابعة والاهتمام.
وقالت هذه الاوساط ان هؤلاء السفراء ركزوا خلال اللقاء على المسائل الآتية:
اولا: ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها لأنها تعطي اشارة جيدة وان عدم اجرائها يشكل عاملاً سلبياً بالنسبة الى المجتمع الدولي وهذا يُسيء الى لبنان.
ثانياً: ان تنجز الحكومة ما أمكَنها في هذه المرحلة من اصلاحات، خصوصاً في مجال قطاع الكهرباء وغيره، لأن من شأن ذلك ان يعطي ثقة للمجتمع الدولي بوجود عزم جدي على الاصلاح وهذا الامر يستجلب المساعدات الموعودة وغير الموعودة.
ثالثاً: ان خطوة لبنان بالتوجه نحو صندوق النقد الدولي هو خطوة ضرورية للاصلاح، وان هذه الخطوة يدعمها الاتحاد الاوروبي بقوة.
وخلال اللقاء سأل السفراء عن موضوع العلاقات بين لبنان وسوريا، فأكد ميقاتي "ان هناك وزراء يزورون سوريا لوجود ملفات مشتركة تطرح بين الجانبين، لكنّ الاولوية لدينا هي المصلحة اللبنانية وعدم تعريض لبنان لأي عقوبة او أخطار".
وتحدث ميقاتي امام السفراء عن قضية مرفأ بيروت، فأكد "ان ملف اعادة بناء هذا المرفأ يشكل اولوية بالنسبة الينا ،ونحن سنتابعه بكل شفافية ووضوح وضمن الاصول".
وقال سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف طراف: "عبّرنا عن استعدادنا لدعم رئيس الحكومة وخطة عمل الحكومة وما وعدت بتنفيذه". واضاف: "نعلم ان السياسات في لبنان صعبة، لذا ليس كل ما يعلن عنه يمكن تطبيقه، ولكن على الاقل فإنّ الخطط والمشاريع التي تم تحديدها تستحق من وجهة نظرنا الدعم، ونحن نشجّع خصوصاً الحكومة في مساعيها لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والاتحاد الاوروبي سيقف دائماً الى جانب لبنان".
واستهلّ رئيس الحكومة نشاطه اليوم بلقاءين مع وزير الدولة للشؤون الخارجية الالمانية نيلز آنين ووزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليدس، اللذين يزوران لبنان للبحث في العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة في عدد من المجالات.
بين عون وميقاتي
وكانت مستجدات العمل الوزاري وقضايا مختلفة حضرت في اللقاء الصباحي امس بين رئيس الجمهورية ميشال عون وميقاتي الذي اكد بعد اللقاء انه اطلع عون على نتائج الاجتماعات التي يعقدها مع اللجان الوزارية التي شكّلت اخيراً والمكلفة متابعة مختلف المواضيع المطروحة حالياً، كذلك أطلعه على مضمون الاتصال الذي اجراه مع صندوق النقد الدولي، تحضيراً للتفاوض لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.
ميقاتي الى مؤتمر المناخ
وعلمت "الجمهورية" ان اللقاء توسّعَ الى البحث في عدد من القضايا المدرجة على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، ومنها البند الخاص بمشاركة رئيس الجمهورية في مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للتغيّر المناخي الذي سيعقد في مدينة غلاسكو البريطانية في 1 و2 تشرين الثاني المقبل، والظروف التي تستدعي حضور لبنان في مختلف الاندية الدولية والاممية للافادة منها.
وبعد التشاور، وبما انّ عون لم يكن قد اكد حضوره في المؤتمر، تقرر ان يترأس ميقاتي الوفد اللبناني الى هذا المؤتمر بدلاً من رئيس الجمهورية.
وقالت مصادر مطلعة ان عون سأل ميقاتي عن موعد بدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فلم يتمكن رئيس الحكومة من اعطاء اي موعد لوصول وفد الصندوق الى بيروت، وذلك في انتظار ان ينجز لبنان ملفه الى هذه المفاوضات، متمنياً ان تنتهي في أسرع وقت ممكن، بالتعاون بين مختلف الاطراف المتمثلة في اللجنة الوزارية والخبراء الذين يمكن الاستعانة بهم في اي وقت وعند اي استحقاق والمرجعيات المالية، قبل نهاية الشهر الجاري.
مجلس الوزراء
الى ذلك يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية في السرايا الحكومية عند الساعة الرابعة بعد الظهر وعلى جدول اعمالها 10 بنود.
واللافت ان الكهرباء عادت ملفاً متفجراً داخل مجلس الوزراء، اذ علمت "الجمهورية" ان البند الرقم 4 المتعلق بعرض وزارة الطاقة والمياه موضوع صفقة تقديم اليد العاملة الداعمة لمؤسسة كهرباء لبنان وصفقة تقديم يد عاملة مساندة في العمال والصيانة والاستثمار في معملي الذوق والجية الحراريين سيُعارضه الثنائي الشيعي كذلك وزراء آخرون لرفضهم توظيف اكثر من 700 عامل في مؤسسة كهرباء لبنان عبر عقود أولاً لأنه يحمّل الخزينة أعباء اضافية، وثانياً والأهم انه توظيف يعيد الى الاذهان عمليات التوظيف التي كانت تحصل قبل الانتخابات، والتي تتحول فيها العقود الوظيفية الى حسابات تُصرَف في العملية الانتخابية.
وسيشارك في الجلسة رئيس ديوان المحاسبة للاستماع اليه في شأن الموافقات الاستثنائية الاربعة التي خالف ديوان المحاسبة الرأي فيها، ومنها العقد الجديد مع شركة "الفاريس آند مارسال" المكلفة ملف التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، والذي على اساسه استأنفت اعمالها قبل فترة وجيزة. وعقد المصالحة مع شركة "اوريانت كابيتال ليميتد" الناتجة عن القيام بتقديم القسم الاول من خدمة تعريف حاملي السندات التابعة للجمهورية اللبنانية تمكيناً لدفع المستحقات اللازمة لاصحاب الحقوق المعنيين.
وعلى جدول الاعمال ايضا مشروع مرسوم لإبرام مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والمياه ووزارة الطاقة والتجارة والصناعة القبرصية للتعاون في قطاع النفط والغاز، ومشروع مرسوم يرمي الى تخصيص 50 مليار ليرة من اصل الاعتماد الاستثنائي المحدد في موزانة العام 2021 بموجب المادة 85 من الدستور لاستكمال دفع التعويضات للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت، ومشروع مرسوم يرمي الى ابرام اتفاقية منحة للاستجابة لحاجات النازحين السوريين مقدّمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وتمديد تكليف الجيش مهمات محددة ابتداء من 1 تشرين الاول الجاري وحتى آخر أيام السنة ضمناً.
وكذلك سيبتّ المجلس بمجموعة مشاريع مراسيم لنقل اعتمادات بمئات ملايين الليرات الى موازنة رئاسة مجلس الوزراء لقاء رواتب واجور ومخصصات مالية لمشايخ كلّفوا مهمات في دارالفتوى لفترة محددة، ووزارة الدفاع والمديرية العامة لأمن الدولة ومديرية الاحصاء المركزي والمديرية العامة للشؤون العقارية وادارة الجمارك، واخرى تعني وزارات ومؤسسات عامة وفق القاعدة الإثني عشرية.
أوراق باندورا
من جهة ثانية، أعلن مكتب ميقاتي في بيان أنه "في ضوء "أوراق باندورا" التي تم الكشف عنها أخيرا، من المهم التأكيد على حقيقة أنّ أصل ثروة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وعائلته مستمدة من أكثر من 20 عاما من العمل المستمر في قطاع الاتصالات، والذي بلغ ذروته في عام 2005، مع إدراج شركة الاتصالات (التي كانت تمتلكها عائلة ميقاتي) في مجلس الإدارة الرئيسي لبورصة لندن، والاندماج اللاحق مع شركة الاتصالات الرائدة MTN ومقرها جوهانسبورغ. لذلك، تم التدقيق في مصدر ثروة عائلة ميقاتي بشكل جيد من قبل الهيئات والكيانات المعنية التي كانت تقود الطرح الأولي للاكتتاب العام (IPO)، ما يثبت أن مصدر الثروة عينه موثّق جيداً، وقانوني، وشرعي ومدقق، وأنه مستمد من الأنشطة العالمية للشركة العائلية التي سبقت دخول الرئيس نجيب ميقاتي إلى الحقل العام في لبنان. وأشار البيان الى أنه "تم التصريح عن أصول وممتلكات الرئيس نجيب ميقاتي الى المجلس الدستوري في لبنان منذ دخوله عالم السياسة، وفق القوانين والقواعد والأنظمة المعمول بها".
وأسف البيان لإجراف "منطق الكامن وراء "الأوراق" نحو تحويل معظم، إن لم يكن جميع المذكورين إلى أفراد و/أو شركات "مشبوهة"، فقط لمجرد إدراجهم هناك. ويتعارض هذا المنطق مع ممارسات السوق الحرة والحوكمة الرشيدة، في الاقتصادات الليبرالية، والمبادئ التي تدافع عنها عائلة ميقاتي".
مواقف
في جديد المواقف السياسية أمس، أكد رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، بعد اجتماع التكتل، أن "إجراء الانتخابات في موعدها أمر مفروغ منه لأن لا شيء يبرر عدم إجرائها، ولكن هذا لا يعني تعديل القانون لإجرائها قبل وقتها والأسباب عديدة: القانون، والمهل ولوائح الشطب، التحضيرات اللازمة للانتشار والمقيمين، الجهوزية والطقس والأعياد، فالانتخابات تكون دائما في لبنان في أيار أو حزيران".
وقال: "نرفض تعديلات جوهرية، لكن لا مانع لدينا من تعديلات إجرائية على قانون الانتخابات". وأضاف: "إننا متخوفون من أن يفتح الحديث عن تعديلات بسيطة باب الدخول إلى تعديلات أساسية تطيح المبادئ، مثلما ظهرت النية بخصوص حرمان المنتشرين من حقوقهم في أن يتمثلوا بنواب من بينهم في القارات الست التي ينتشرون فيها. ونتخوف أيضا من أن يتحول أي تعديل بالقانون إلى مناسبة لتطييره أو التلاعب به وبالانتخابات. ومن هنا، نعتبر الاولوية اليوم للقانون كما هو والانتخابات في موعدها".
أضاف: "بصراحة أكثر، لا يجوز التلاعب بالحقوق بحسب المصالح الانتخابية والظرفية الضيقة لكل طرف، أي إذا كان سيربح أو سيخسر. لا يمكن إلغاء 6 نواب لأن طرفاً ما يخشى الخسارة او لأنه يريد أن تصب أصوات المغتربين بدوائره في الداخل. الطرف السياسي الذي يريد أن يربح أكثرية الدائرة في الخارج، وليس كلها - لأن النتيجة نسبية - يصوّت مناصروه في الخارج، ومن يريد ان يستفيد من اصوات المنتشرين في الداخل، ولديه الامكانية للاتيان بهم من الخارج، يصوّت مناصروه في الداخل".
من جهة ثانية اعتبر باسيل أنّ "الميغاسنتر عامل أساسي لزيادة الحرية والمشاركة والتخفيف من المال السياسي"، لافتاً الى أنّه "يريد تعزيز العملية الديموقراطية، فلبنان بطبيعته يضم منتشرين في الخارج والداخل، وعلينا ان نعطيهم حقوقهم في الانتخابات والاقتراع والترشح والتمثيل وغير ذلك، وأي تلاعب في الحقوق يعرّض العملية الانتخابية كلها للطعن الشعبي والدستوري".
واعتبر المكتب السياسي الكتائبي، في بيان، بعد اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيس الحزب النائب المستقيل سامي الجميّل، أن "القرار الذي اتخذه القضاء برد دعاوى الرد التي رفعها نواب المنظومة، في حق القاضي البيطار هو خطوة جريئة تُثبِت أنّ للقضاة الشجعان دوراً محورياً في تصويب المسار وإحقاق الحق، في مواجهة منظومة تسعى إلى إجهاض التحقيق ومنع المحاسبة". وطالب بـ"تحرير التحقيق في تفجير المرفأ كلياً من أي تدخل سياسي وإطلاق يد المحقق العدلي الذي أثبت إرادة قوية في إحقاق العدالة وكشف الحقيقة كاملة وتحميل كل معني المسؤولية التي تترتب عليه، وفقاً للقانون وحفاظاً على مبدأ المحاسبة". ورأى أن "الكلام الذي صدر عن رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين يثبت أن الحزب يخطف لبنان إلى المحور الإيراني، رغم إرادة الغالبية الساحقة من اللبنانيين، ويستعمله ساحة لتصفية حساباته مع دول المنطقة، ويسعى عبر تهديداته الواضحة إلى إبعاد الديبلوماسيين وزيادة عزلة لبنان للتحكّم بمصيره". وأشار إلى أن "الأداء المترنّح للحكومة يثبت مرة جديدة أن النهج الذي تتبعه المنظومة الحاكمة لن يتغير".
خفض سن الاقتراع
وعلى صعيد الاستحقاق النيابي، قدمت مجموعة من النواب أمس اقتراح قانون تعديل دستوري الى مجلس النواب يقضي بتعديل المادة 21 من الدستور، لخفض سن الاقتراع من 21 سنة الى 18.
وجاء في نص الاقتراح: "لكل وطني لبناني بلغ من العمر 18 عاماً كاملاً الحق في ان يكون ناخباً على ان تتوافر فيه الشروط المطلوبة بمقتضى قانون الانتخاب".
وبرّر النواب اقتراحهم التعديل في اسبابه الموجبة بـ"التطور الفكري والوعي الذي اصبح يتمتع به عنصر الشباب"، فضلاً عن انّ "سن الالتزام في لبنان هو 18 عاماً، بحيث انه عند بلوغ المواطن هذه السن في إمكانه ان يُرتّب على نفسه اي التزام من اي نوع كان، كما انه يرتّب على تصرفاته مسؤولية كاملة تقع على عاتقه". واشاروا الى ان هذا التعديل يشكل "مطلباً مزمناً ومُحقاً لجيل الشباب"، وكذلك من شأنه ان يدخل "الطمأنينة الى الشباب عبر إشراكهم في القرار لجهة مستقبلهم في لبنان".
البيطار والاستجوابات
وعلى صعيد قضية مرفأ بيروت، حدَّد قاضي التحقيق العدلي فيها طارق البيطار 12 تشرين الأوّل الجاري موعداً لاستجواب النائب علي حسن خليل، و13 منه لاستجواب النائبين غازي زعيتر ونهاد المشنوق، و28 الجاري لاستجواب رئيس الحكومة السابق حسان دياب.
وعلمت "الجمهورية" انّ النائبين خليل وزعيتر لن يمثلا امام القاضي البيطار، وقالت مصادرهما لـ"الجمهورية" انّ "الاجراءات المتبعة كلها مخالفة للقوانين".
وعن ردة فعلهما في حال اصدر مذكرات توقيف كما فعل مع الوزير يوسف فنيانوس، قالت المصادر: "بالتأكيد سيصدر مذكرة توقيف وليُصدِر ما يشاء، فعندما يحترم القانون ويحقق في هذه القضية تحت سقفه يكون لدينا كلام آخر".
ترسيم الحدود
وعلى صعيد قضية ترسيم الحدود البحرية، برز موقف اسرائيلي جديد، حيث أعلنت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، استعداد تل أبيب لإحياء جهود حل النزاع مع لبنان حول ترسيم الحدود البحرية، إلا أنها لن تقبل بأن تُملي بيروت شروط التفاوض.
ومن المقرر أن يزور المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستاين لبنان وإسرائيل، هذا الشهر في محاولة لإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات، في الوقت الذي يطالب لبنان بتوضيحات دولية بعد أن أعطت إسرائيل شركة الخدمات البترولية الأميركية "هاليبرتون" عقداً للتنقيب قبالة الساحل.
وقالت الوزيرة الاسرائلية إن هناك حاجة للبحث عن حل يقود إلى تقدم كبير، و"ألا نحاول التفكير بالطرق القديمة المتمثلة في رسم خطوط"، لافتة إلى أنها ستتحدث إلى هوكستاين قريباً في هذا الشأن.
كورونا
أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا اليوم الثلاثاء "تسجيل 728 إصابة جديدة (627 محلية و101 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 626926".
ولفتت الوزارة في تقريرها إلى تسجيل "7 حالات وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 8363".
***********************************
"سباق مع الزمن" بين السلطة والبيطار... ومولوي "على خطى" فهمي! عون "يُحجّم" ميقاتي: "وزير أوّل" في حكومة بعبدا!
بين انهيار وتدهور وتقهقر، يواصل الواقع اللبناني تظهير انعكاساته المزرية في بورصة المؤشرات العالمية، مسجلاً مستويات قياسية متجددة بين الحين والآخر توثق بالأرقام رحلة "الهبوط الحرّ" المتسارعة إلى القعر بقيادة طاقم حاكم يفتقر إلى مقومات "الحوكمة والإدارة الرشيدة"، حسبما بيّن المسح الدولي بالاستناد إلى مجموعة مؤشرات البنك الدولي التي أظهرت نتائجها تراجع تصنيف لبنان إلى المرتبة 185 عالمياً بين 209 دول والمرتبة 15 عربياً بين 20 دولة من حيث "الفعالية الحكومية وجودة الخدمة العامة والمدنية ومدى استقلالها عن الضغط السياسي، وجودة السياسات ومدى تطبيقها وصدقية الالتزام بهذه السياسات"، ليظهر في المحصلة أنّ "88.5% من البلدان حول العالم كانت أفضل من لبنان في هذه الفئة من الحوكمة، و88% من البلدان حول العالم سجلت مجموع نقاط أعلى منه على مستوى مؤشر ضبط الفساد، مع تربع لبنان في المركز 184 عالمياً بين 209 دول، متقدماً في الفساد على كمبوديا ونيكاراغوا وزيمبابوي".
وبينما اللبنانيون يتلمّسون سبل الصمود تحت ركام الانهيارات المعيشية والحياتية والاقتصادية والمالية، يواصل أهل الحكم الرقص فوق أنقاض البلد على إيقاع شعبوي ممجوج لم يتمخض عنه أي إنجاز إصلاحي ملموس خارج نطاق "التنظير والتطبيل والتزمير" بوعود وشعارات عقيمة تندرج ضمن إطار شروط لعبة "شد الحبال" المحتدمة بين أركان السلطة. وتحت سقف هذه اللعبة، يتصدر ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي واجهة المشهد من زاوية ارتفاع منسوب الحماوة على حلبة "الكباش الرئاسي"، الدائر بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما لاحظت مصادر مواكبة لتزاحم المعطيات الدالة على أنّ الأول يعمل على "تحجيم" الثاني في هذا الملف، ويتعامل معه كـ"وزير أول" في حكومة بعبدا!
وفي هذا السياق، تفنّد المصادر جملة من المؤشرات الداعمة لهذا الانطباع "بدءاً من مسارعة عون غداة تشكيل الحكومة إلى سحب البساط من تحت أقدام ميقاتي عبر دعوته مع عدد من الوزراء إلى اجتماع ترأسه في بعبدا تحت عنوان "تحضير الملفات اللازمة للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي"، مستبقاً بذلك انعقاد أولى جلسات مجلس الوزراء ليعلن باكراً نيته بوضع اليد على هذه الملفات، مروراً بتهميش دور مجلس الوزراء في تشكيل لجنة التفاوض اللبنانية مع الصندوق والاكتفاء بإطلاع أعضائه على "التفويض" الممنوح من عون لهذه اللجنة بإجراء المفاوضات بعد أن ربط الموافقة على تشكيلها بمسألة "تطعيمها" باثنين من مستشاريه، وصولاً بالأمس إلى تعميم دوائر القصر بياناً إثر لقاء رئيسي الجمهورية والحكومة بدا فيه استدعاء عون لميقاتي أقرب لاستدعاء وزير "للاطلاع منه على شؤون وزارته"، كما عكس مضمون البيان الذي اكتفى "بسطرين" أعلن من خلالهما أنّ الهدف من اللقاء هو أن يطّلع عون من ميقاتي "على نتائج اجتماعاته مع اللجان الوزارية وعلى مضمون الإتصال مع صندوق النقد الدولي تحضيراً لبدء المفاوضات"، وأرفق هذين السطرين بصورة "مقصودة" يبدو فيها رئيس الجمهورية مستغرقاً في حديثه "مع حركة إيمائية من يده" توحي بإعطاء التوجيهات اللازمة لرئيس الحكومة".
وبالتزامن مع توثيق مجموعة مؤشرات البنك الدولي السنويّة عن الحوكمة والإدارة الرشيدة تبوأ لبنان المرتبة 149 عالمياً بين 209 دول من حيث "نوعية الأنظمة والقوانين"، والمرتبة 169 عالمياً بين 209 دول في فئة "حُكم القانون"، طغى على المشهد القضائي أمس استئناف المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار استدعاءاته للمدعى عليهم في القضية، بعد تبلّغه وفقاً للأصول قرار محكمة الاستئناف رفض دعوى "ردّه" عن الملف.
وعلى الأثر، حدد البيطار جلسات استجواب جديدة لكل من النائب علي حسن خليل في 12 تشرين الأول الجاري، والنائبين نهاد المشنوق وغازي زعيتر في 13 منه، ورئيس الحكومة السابق حسان دياب في 28 منه، على أنه قرّر هذه المرة إبلاغهم "لصقاً" مواعيد الجلسات عبر "المباشرين القضائيين"، بعد رفض وزير الداخلية بسام مولوي تكليف القوى الأمنية تنفيذ هذه المهمة.
وبينما بات واضحاً أنّ المحقق العدلي ومن خلال تعيينه تواريخ جلسات استجواب خليل والمشنوق والبيطار، يخوض مع السلطة "سباقاً مع الزمن" قبل حلول موعد انعقاد الدورة العادية للمجلس النيابي في 19 تشرين الأول، برز في الوقت عينه تسلّم وزير الداخلية طلب المحقق العدلي إعطاءه الإذن الإداري بملاحقة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وسط معلومات أولية نقلتها مصادر متابعة للملف تفيد بأنّ "مولوي سيسير على خطى سلفه محمد فهمي ولن يمنح القاضي البيطار الإذن بملاحقة اللواء ابراهيم للأسباب نفسها التي كان قد ساقها وزير الداخلية السابق في تبرير قراره".
كما لفت في السياق نفسه، اتخاذ المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان أمس قراره بالكتاب الذي كان قد أحاله المحقق العدلي على النيابة العامة التمييزية في قضية "الإخلال الوظيفي" للمحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري، فاعتبر أنّ كتاب القاضي البيطار "فارغ من أي شُبهة، وليس هناك من دلالة على وجود إخلال في العمل الوظيفي على اعتبار أنّ عمل القاضي الخوري في هذا الملف اقتصر على اتخاذ تدابير لحماية المواد المنزلة في المرفأ (نيترات الأمونيوم) بقرار من قاضي الأمور المستعجلة لكي لا تتعرض للسرقة".
*************************************
حركة دبلوماسية نشطة في لبنان... الإصلاحات أولوية تسبق المساعدات بحث في عدة قضايا أهمها الانتخابات وتحقيقات المرفأ والمشاريع الإنمائية
يشهد لبنان حركة دبلوماسية لافتة منذ تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتتصدر العناوين الإصلاحية ومن ضمنها الانتخابات النيابية والتحقيقات في انفجار المرفأ، حيث اللقاءات التي تشمل إضافة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة والبرلمان الوزراء المعنيين بالقضايا على غرار وزير المال والأشغال والعدل وغيرهم.
وإضافة إلى الحركة المكوكية التي تقوم بها السفيرة الأميركية دوروثي شيا وعدد من السفراء، يقوم حالياً وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية نيلز انن ومنسق مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان بجولة على المسؤولين للاطلاع على مسار عمل الحكومة.
وتصف مصادر مواكبة هذه الحركة الدبلوماسية بالطبيعية بعد تشكيل الحكومة، لا سيما أن المجتمع الدولي والدول المهتمة بلبنان كانت تؤكد على ضرورة تأليفها وتنفيذ الإصلاحات. وتقول المصادر لـ"الشرق الأوسط" إنه بعد تشكيل الحكومة التي تحظى بدعم أوروبي ولا سيما فرنسي وإلى حد ما أميركي من الطبيعي أن نرى هذا التهافت تحت عناوين أساسية هي تطبيق الإصلاحات وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها إضافة إلى الوصول إلى الحقيقة في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت. ويبدي الجميع استعدادهم للتعاون عبر الشركات والمؤسسات لا سيما في المشاريع ومنها إعادة إعمار المرفأ. وتلفت المصادر إلى أن تنفيذ الإصلاحات يعتبر أولوية ومدخلا أساسيا للمساعدات التي وعد بها لبنان مع تأكيدها أن التوجه بالنسبة إلى المساعدات وهو ما تؤكده الوفود مرتبط بالإصلاحات أولاً، بعد فقدان ثقة المجتمع الدولي بلبنان ومطالبته الجانب اللبناني بإظهار حسن نية في هذا الإطار.
وضمن هذه الحركة التقى أمس الوزير الألماني رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أكد أن "الحكومة الجديدة سوف تعمل بسرعة من أجل تحقيق البرنامج الإصلاحي لإعادة النهوض الاقتصادي وأن الاتصال تم مع صندوق النقد الدولي لهذه الغاية، بالتزامن مع استمرار التدقيق المالي الجنائي الذي بدأ من الحسابات المالية لمصرف لبنان وسيشمل لاحقاً الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة والمجالس والصناديق".
وأكد الرئيس عون "إرادة التغلب على الصعوبات التي تواجه لبنان من الداخل والخارج، وأن تخطيها يتم تدريجياً لاستعادة ثقة المجتمع الدولي ودعمه، وسيتم العمل في هذا المجال وصولاً إلى تحقيق الغاية المنشودة".
وأشار عون إلى أن "الخطة التي أعدها لبنان لإعادة الإعمار تلحظ أيضاً معالجة الفقر وتحقيق الاستقرار النقدي وتفعيل قطاع الكهرباء وإعادة إعمار المرفأ، وصولاً إلى مشاريع إنمائية أخرى على مستوى البلاد واستحداث الحكومة الإلكترونية"، لافتاً إلى أن "أي جهة يمكنها أن تساعد لبنان على تنفيذ هذه المشاريع، هي موضع ترحيب اللبنانيين".
وكان الوزير الألماني نقل في مستهل الاجتماع الذي حضره السفير الألماني أندرياس كيندل والوفد المرافق، وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني، مركزاً على "ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة، لا سيما أن ألمانيا باتت ثاني أكبر دولة مانحة للبنان، وهي عازمة على استمرار التعاون لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين".
وقال إن بلاده "قدمت دعماً مباشراً للبنان وستواصل تقديم هذا الدعم، لا سيما بعد تشكيل حكومة جديدة والخطوات المتوقع أن تتخذها في إطار معالجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان"، ولفت إلى أن "الانتخابات التي تمت في ألمانيا سوف تنتج عنها حكومة جديدة ستواصل تقديم الدعم اللازم للبنان وستتعاون مع الحكومة اللبنانية لتحقيق ما يساعد على نهوض لبنان واستقراره".
وضمن الجولة التي يقوم بها السفير الفرنسي بيار دوكان في لبنان كان موضوع إعادة إعمار المرفأ ومشاريع أخرى محور بحث بينه وبين وزير الأشغال علي حميه في حضور رئيس القسم الاقتصادي في السفارة الفرنسية فرنسوا دو ريكولفيس ووفد مرافق، وأكد دوكان أنه لم يأت إلى بيروت لأجل فرنسا أو لمصلحتها بل لمساعدة لبنان واللبنانيين.
وتناول الوزير حميه مع الوفد ثلاث قضايا، هي: المرفأ، والمطار والنقل، وقال عن إعادة إعمار مرفأ بيروت: "يجب وضع دراسة مفصلة لواقع حال المرفأ ونظامه الإداري الجديد للتمكن من وضع مشروع قانون يعرض على مجلسي الوزراء والنواب، باعتباره مرفقاً استراتيجياً هاماً كنقطة وصل بين الشرق والغرب كونه المعبر الرئيسي لجذب الاستثمارات ولنمو الاقتصاد اللبناني".
وأثنى السفير دوكان على ما قاله الوزير حميه بشأن ضرورة وجود إدارة جديدة قانونية لمرفأ بيروت، مقترحا عليه "اعتماد النموذج المتوسطي القائم على علاقة المرفأ مع الإدارة المركزية أو النموذج البلطيقي القائم على علاقة المرفأ بالهيئات المحلية ليلتقي الطرفان على النموذج المتوسطي"، مشيراً إلى "أننا بصدد إطلاق مناقصة عالمية مفتوحة قريباً وذلك لتشغيل محطة الحاويات كونها تتمتع بأهمية محورية حيوية في المرفأ".
************************************
مجلس وزراء اليوم لتمرير اعتمادات من دون موافقة ديوان المحاسبة
بين الملفات القضائية والمالية والاقتصادية والامنية تنقل الحدث اللبناني امس. المحقق العدلي القاضي طارق بيطار عاد لمزاولة عمله وحدد مواعيد لاستجواب النواب الثلاثة قبل موعد فتح الدورة العادية للمجلس النيابي وعودة الحصانة. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اطلع الرئيس ميشال عون على التحضيرات للشروع في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. الوزراء والديبلوماسيون الاجانب جالوا بين المقار الرسمية رصدا للنيات والافعال في شأن مسار الاصلاحات الواجب للافراج عن المساعدات فيما يستعد الثوار والجبهات السيادية لمواجهة زيارة وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان لبيروت بمسيرات رافضة لهيمنة طهران على لبنان ودعوات لاعادته الى لبنانيته وعروبته. اما في الامن فضبط لنيترات امونيوم في بلدة عرسال، اثر مداهمة"مخابراتية" لمحطّة محروقات في البلدة، والعثور على 28275 كلغ من نيترات الأمونيوم، مُدَوَّنٌ على أكياسها أن نسبة النيتروجين 26%.
عودة بيطار
غداة ردّ محكمة الاستئناف طلب الردّ المقدّم من النوّاب غازي زعيتر، علي حسن خليل ونهاد المشنوق ضدّ المحقق العدلي في قضيّة انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار، بسبب عدم الاختصاص، عاد الاخير امس الى مكتبه في قصر العدل، لمتابعة مهامه من جديد. وعقد اجتماعات، الى جانب متابعته دراسة الملف، في انتظار ما سيصدر عن القاضية رندا كفوري في دعوى الارتياب المشروع المقدمة من الوزير السابق يوسف فنيانوس ضد بيطار.وافادت المعلومات ان البيطار حدّد 12 تشرين الاول موعداً لاستجواب خليل و13 منه لاستجواب زعيتر والمشنوق و28 الجاري لاستجواب دياب.
لا شبهات
الى ذلك، أصدر المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان قرارا بالكتاب الذي أحاله المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار الى النيابة العامة التمييزية في حال إرتأت نَسْب الإخلال الوظيفي للقاضي غسان الخوري. واعتبر القاضي قبلان أن كتاب المحقق العدلي فارغ من أي شبهة، وليس هناك من دلالة على وجود إخلال في العمل الوظيفي، علما أن دور المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري إقتصر على التأشير بعبارة "للحفظ" على محضر منظم من جهاز أمن الدولة تم بإشراف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يتضمن مشتبها فيهم، إنما اقتصر على اتخاذ تدابير لحماية المواد المنزلة في المرفأ بقرار من قاضي الأمور المستعجلة لكي لا تتعرض للسرقة.
رفض الزيارة
في المقابل، وبينما يزور وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان لبنان نهاية الاسبوع، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السراي، سفير إيران في لبنان محمد جلال فيروزنيا، وتم خلال اللقاء بحث في الاوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.
وعشية الزيارة ، يستعد ثوار 17 تشرين ومجموعات سيادية لمسيرة تنطلق في الخامسة بعد ظهر غد من ساحة ساسين إلى مقر وزارة الخارجية، رفضاً "لزيارة وزير الاحتلال الإيراني غير المرحب به في لبنان". وسيرفع الثوار في تحركهم، شعارات "ايران برا"، مطالبين العهد باعتماد سياسة النأي بالنفس والتمسك بإعلان بعبدا والابتعاد عن سياسة المحاور وتحرير لبنان من الاحتلال الإيراني الذي يخطفه من العالم العربي.
اعتمادات مخالفة
على صعيد آخر، وعشية جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم في السراي، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون الرئيس ميقاتي الذي أطلعه على نتائج الاجتماعات التي يعقدها مع اللجان الوزارية التي ألفت أخيرا والمكلفة متابعة مختلف المواضيع المطروحة حاليا. كذلك، وضع ميقاتي الرئيس عون في مضمون الاتصال الذي أجراه مع صندوق النقد الدولي، تحضيرا للتفاوض لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.
وعلمت "الشرق" ان مجلس الوزراء في السراي اليوم قال من عادي والهدف الرئيسي منه هو تمرير اعتمادات مالية من دون موافقة ديوان المحاسبة، كذلك لإقرار دفع تكاليف سفر رئيس الجمهورية الى غلاسكو للمشاركة في مؤتمر المناخ.
في القاهرة
في الموازاة، إلتقى رئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية مصطفى مدبولي ، صباحا، وزير الطاقة وليد فياض، واكد"أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تؤكد دوما على تقديم كل الدعم الممكن للبنان الشقيق، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها".
واشار فياض الى ان مصر عرضت إمكانية تقديم كميات إضافية من الغاز إلى لبنان. بدوره اعلن وزير البترول المصري عن وضع خارطة طريق مع لبنان بشأن إمدادات الطاقة.
دعم الماني
وبينما يواصل السفير المكلف تنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان جولاته على الفاعليات الاقتصادية، حيث التقى في إطار جولته على الوزراء المعنيين بمشاريع "سيدر"، وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه ، في حضور رئيس القسم الاقتصادي في السفارة الفرنسية فرانسوا دو ريكولفيس والوفد المرافق، على ان يزور وزير الاتصالات جوني قرم، استقبل رئيس الجمهورية وزير الدولة في الخارجية الألمانية نيلز آنن الذي زار الرئيس نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب ايضا.
واعلن المسؤول الالماني، "دعم بلاده للبنان خصوصاً بعد تشكيل حكومة جديدة واستمرار هذا الدعم بعد الانتخابات التي شهدتها المانيا".
الانتخابات
في المقلب الانتخابي، واثر اجتماع لجنة الادارة والعدل النيابية قال رئيسها النائب جورج عدوان : بما أن الانتخابات ستحصل وفي وقتها، أن ليس من امكانية إلا أن تحصل هذه الانتخابات على أساس القانون الحالي، ومن دون أي تغيير في ما يتعلق بالدوائر والنظام الانتخابي وغيره".
نيترات في عرسال
امنيا، أعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه أنه إثر توافر معلومات حول وجود نيترات الأمونيوم في بلدة عرسال، دهمت قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات أمس محطّة محروقات في البلدة المذكورة، وضبطت داخلها 28275 كلغ من نيترات الأمونيوم، مُدَوَّنٌ على أكياسها أن نسبة النيتروجين 26%. وكشفت المديرية في بيان أن الدورية أوقفت المواطن (ح.ع) والسوريين (خ.م) و(ع.أ) و(ك.غ)، وبوشر التحقيق مع الموقوفين، وأُرسِلت عينة من النيترات للتحقق من نسبة النيتروجين
نسخ الرابط :