الجيش أمام تحدًّ لحفظ دوره.. وحماية الكرامة والسيادة الوطنية

الجيش أمام تحدًّ لحفظ دوره.. وحماية الكرامة والسيادة الوطنية

الجيش اللبناني أمام تحدٍّ كبير حيال دوره في حماية الوطن من أي عدوان، ولا يجوز أن ينصاع للعنجهية الإسرائيلية

 

Telegram

طلبت لجنة “الميكانيزم”، اليوم الأبعاء، من الجيش اللبناني، حفر نفقٍ في بلدة تولين الجنوبية، قضاء مرجعيون، ناقلةً مزاعم العدو الإسرائيلي بوجود نفقٍ تابعٍ للمقاومة.

نفّذ الجيش طلب اللجنة الخماسية، واستقدم إلى المكان المذكور معدات وبدأ بحفر المكان، ثم انتظر قدوم قوات “اليونيفيل” للاطلاع على نتيجة ما وجده الجيش.

المكان نفسه، كان قد تعرض سابقًا لاستهدافٍ صهيوني.

ما حدث، يتجاوز مسألة وجود “نفقٍ مزعوم” إلى جوهر السيادة اللبنانية.

أن يُطلب من الجيش اللبناني الحفر والتفتيش استنادًا على مزاعم و”مخاوف إسرائيلية”، وفي موقعٍ سبق لهم أن استهدفوه، يعني عمليًا منح العدو الإسرائيلي هيمنة كاملة من ضمنها “إعطاء الأوامر” للجيش اللبناني.

لا تتوقف “إسرائيل” عن انتهاكاتها اليومية، ولا تتوانى عن اختراق السيادة برًا وبحرًا وجوًا، لتتحول اليوم فجأةً إلى “مرجعية أمنية”، تُعطي الأوامر، وتُبنى على مزاعمها تحركات ميدانية. طبعاً، نفهم أن الجيش اللبناني يحاول إزالة الذرائع الصهيونية لتفادي العدوان، لكن الأمور بلغت سقفًا مرتفعًا من الإهانة للسيادة والكرامة الوطنية.
فالجيش اللبناني، الذي ينظر إليه اللبنانيون، من مختلف فئاتهم على أنه المؤسسة الوطنية الجامعة، ويراهنون على دوره لحماية الوطن من أي عدوان، لا يجوز أن ينصاع لهذه العنجهية الإسرائيلية، ويجب أن يقوم بالخطوة الضرورية لحماية دوره أولًا، ثم لحماية كرامة كل اللبنانيين.

فقد بات خطيراً أن يُستدعى الجيش للحفر في أرضه من أجل التحقق من رواية عدوه. فكيف سيقتنع اللبنانيون، وبخاصةٍ بيئة المقاومة، أن الجيش سيكون قادرًا على حماية البلد في وجه أي عدوان، بينما يُفرض عليه التحرك بناء لادعاءات صهيونية منقولة عبر “لجان” وآليات لا يُلقي لها اللبنانيون بالًا؟!

لقد اتخذ الجيش قبل أيام موقفاً صلباً ومشرّفًا في بلدة يانوح، وأحرج العدو الإسرائيلي، وعليه أن يواصل هذه المواقف كي يحفظ دوره الحقيقي، ويحمي كرامتنا، ويصون السيادة، ويضع حداً للعدو الصهيوني.

السيادة لا تتجزأ وفقًا للظرف السياسي، والكرامة الوطنية لا تُحفظ عبر تنفيذ طلباتٍ غير مباشرةٍ يمليها علينا العدو من خلف الحدود، فالمطلوب اليوم حزمٌ أكبر، ووضوحٌ لا لبس فيه: الجيش هو صاحب الأرض.

ما حدث اليوم، وضع الجيش في موقفٍ مُحرجٍ، وقد يؤدي إلى اهتزاز الثقة الشعبية فيه وبدوره وموقعه.
فحين يظهر الجيش بمظهر الضعيف الذي يرضخ للضغوط، ولو عبر وسيط، فهذا من شأنه أن يُحدث خللًا واضحًا في صورة المؤسسة التي تربينا على أن تكون هي صمام الأمان في حماية هذا البلد إلى جانب المقاومة، وتربينا على الإيمان بالمعادلة الذهبية: جيش، شعب، ومقاومة.

كل تأخير أو تردد في استعادة القرار السيادي، قد يحقق ما تحاول “إسرائيل” فرضه، ألا وهو خلق شرخ بين الجيش وأهله، وهذا ما لن يحصل، لأن الجيش جزء من هذا الشعب، ولأن المقاومة تعبّر عنه.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram