الطائفية مقبرة الأوطان… واستقلالنا يبدأ من الناس، مش من السياسيين

الطائفية مقبرة الأوطان… واستقلالنا يبدأ من الناس، مش من السياسيين

 

Telegram

 

د. رشا أبو حيدر

في بلدٍ تختلط فيه الولاءات المذهبية بالسياسة، تصبح الطائفية مقبرة للأوطان. من هنا يبدأ الطريق نحو الاستقلال الحقيقي، حيث المواطن هو من يقرر لا الانتماءات الضيقة.”

في كل أزمة نعيشها، يظهر السياسيون على الشاشات ليحدّثونا عن “الوحدة الوطنية” و“العيش المشترك”، بينما الحقيقة على الأرض تقول شيئًا آخر تمامًا: الطائفية تُعاد تغذيتها يوميًا، لا لأن الناس يريدونها، بل لأن السياسيين يريدونها سلاحًا يبقون فيه أقوياء، ويبقى الشعب منقسمًا وضعيفًا.

لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال بصوت واضح هي التالية:

إنقاذ الوطن لن يأتي من السياسيين… بل من الناس.

من عقولهم، من وعيهم، من قرارهم بعدم الانجرار وراء لعبة أصبحت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى.

لأن الطائفية ما بتعيش إلا إذا نحن غذّيناها

السياسي الطائفي ما بيصير قوي إلا إذا الناس أعطوه القوة.

والزعيم ما بيصير زعيم إلا إذا صدّقناه إنو “يحمي الطائفة” بينما هو بالحقيقة يحمي كرسيه.

كل مرة منخاف من الطائفة التانية، منكون عم نضيف لبنة جديدة بجدار الانقسام.

وكل مرة منردّد جملة “شو خصّني؟”، منكون عم نسلّم وطننا للي ما بدّن دولة أصلاً.

السياسيون يختلفون… ثم يتصالحون. أما الناس فتدفع الثمن

من عشرات السنين، بيمرق علينا نفس المشهد:

– السياسيون يرفعون سقوفهم

– يتبادلون الاتهامات

– يشدّون عصَب الطوائف

وبعد فترة قصيرة… بيتصافحوا، بيشاركوا بحفلة، أو بيقعدوا سوا بالحكومة.

مين بيضلّ شايل الوجع؟

الناس.

المواطن.

الشارع.

الطائفية هي اللعبة الوحيدة يلي بيفوزوا فيها السياسيين… ويخسر فيها الشعب دائمًا.

الإصلاح مش مهمة السياسيين… الإصلاح بيبدأ من وعي الناس

السياسي ما راح يصحى يوم ويقرر يلغي الطائفية.

ولا راح يقرر فجأة يبني دولة قانون.

ولا راح يتخلى عن الخطاب الذي بيرفع شعبيته.

التغيير الحقيقي بيبلّش لما الناس تتوقف عن التصويت بدافع الخوف،

ولما يعرف المواطن إنو الطائفة مش درع…

والزعيم مش ضمانة…

والدولة مش ملكية حدا.

بس وقتها، بس، بينخلق استقلال جديد—مش الاستقلال يلي منحتفل فيه، بل الاستقلال يلي منعيشه.

من هون بيبدأ التغيير

الاستقلال الحقيقي بيبدأ من:

 • كلمة واعية

 • موقف شجاع

 • رفض للتحريض

 • احترام للجميع مهما كان الانتماء

 • نقاش صريح من دون صراخ

 • وقرار فردي إنو “أنا مش لعبة بيد سياسي”

لأنو وطن كامل فينا يرجع يوقف على إجريه إذا الناس قررت ما تنجرّ، ما تتقسّم، وما تعيش على أعصابها.

خاتمة للناس… مش للسياسيين

إذا الطائفية مقبرة الأوطان، فالوعي هو الطريق الوحيد للنجاة.

ما في سياسي رح يمدّ لنا سلّم الخروج من الحفرة.

نحن بدنا نمدّو لبعض.

وهون، وبس هون…

بيبدأ الاستقلال.

"المستقبل يبدأ بخياراتنا اليومية، وبإعلاء صوت الحق فوق الانتماءات الضيقة. لنكن نحن الذين نحرر وطننا من قيود الطائفية."

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram