كبيرُنا السيد حسَن... لو أحَبّ سمير جعجع أكثر مما أحَبّ سالم زهران.. كان أفضل!
كتب:عبد الغني طليس
مُبَشّراً بنبوءةٍ كان يعتادها في الزمن السابق، في حياته السابقة، صرّح وسطّح سالم زهران موضوع الحرب على لبنان قائلا بالحرف"طار الجنوب"!
يا حبيبي يا سالم، عندما كنتَ تطلع على الناس في حياتك السابقة، كانوا يسمعونك كونك تقول أشياء تَصْدُق في الواقع. لكنّ ذلك لم يكن ذكاء فائضاً فيك، ولا استشرافاً على طريقة المرحومة زرقاء اليمامة، بل ببساطة وهدوء ومعرفة"داخلية"، كان لأنك مستند في معلوماتك إلى مصدَرَين لديهما الخبر اليقين:
الأوّل مدير الأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم الذي كان يقدّرك ويخصّك بأسرار قد لا تكون عظيمة لكنك تُسقطها على النأس على طريقة لاعب الكرة البارع، فيصدقونك، ويتوقعون حصول ما قلت، ويحصل. وناقل المعلومة ليس صانعها ولا متوقعها بل … ساعي بريد نشيط.
الثاني الحاج وفيق صفا في حزب الله الذي كنت تطلب منه تحميلك رسائل سياسية وأمنية لإعلانها، وكان الحاج يختار لك أخباراً تناسب طبيعتك في الشرح من فوق كأن معلومتك سماوية، وكانت "تزبط" معك، لا لأنك مكتشفُها بل لأنك تلقًنتَها وصعدتَ بها إلى الشاشة …
فإذا كنت لا تزال ماشياً على الأسلوب نفسه، فالمعنى، في حياتك الحالية، أن هناك الآن مَن يهمس في أُذُنك ويلقي بمعلوماته، لتعلنها بالمباهاة الذهنية نفسها، وبرفع الرقبة أو تمييلها يميناً أو يساراً( على فكرة هذه عادة عزمي بشارة أخيراً دليل التفكّر والتحليل والعبقرية) فتبدو مثقفاً سياسياً (نبيهاً وذكيّاً وحاذقاً!).
آخِر أبداعاتك التي سمعتُها : "طار الجنوب". لن أدخل في حوار معك طَرِشْتَ دونَه حول ما إذا كان الجنوب قد طار أو سيطير، بل سأقول لك إن الجنوب لن يطير إلى مكان، وسيطَيّر عقول منتظرين ذلك. مش بالبهْوَرة يا أخ يا رفيق يا جهنم الحمراء، بل بتجربة الستين ألف جندي الذين لم يتمكنوا من احتلال "الخيام" أمام ٥٠٠ مقاتل من حزب الله. عقدة إسرائيل سابقاً ولاحقاً وربما إلى الأبد، من الميدان، يعني الأرض، فيحاول نتنياهو فَكّها عبر الطيران، لكن الطيران بلا احتلال أرض هو تدمير فقط. و التدمير لا يصنع نصراً مُحَقّقاً. نعَم، يصنع مشهَداً يستفيد منه ناقصو العقل والحظوظ والايمان في جَعْلِه، وتصويره انتصاراً لإسرائيل وهزيمة لنا.
خوف إسرائيل كما كنتَ تعرف قبل أن تتعرّف على معرفة أخرى، من أرض الجنوب، هو جدياً عُقدة نفسية متفجرة في ذهن المؤسّستين العسكرية والسياسية ليهود فلسطين، وتفجّرَت أكثر بعد أسطورة الخيام( هل باتت تزعجك كلمة اسطورة التي كنت تردّدها في حياتك السابقة؟). وحتى الآن ، كل التهديدات "المدروسة" وغير المدروسة من نتنياهو للبنان عبارة عن "أربعة أيام قتال"! فماذا سيحقق بها .. تدمير بنايات؟ قتل أشخاص؟ لا بأس .. ما عليك، ضمّها إلى البنايات التي أُسقطت، وإلى الشهداء ، بمن فيهم كبيرهم وكبيرنا إلى يوم الدين السيّد حسن ..الذي كان يحبك، ولو أحَب… سمير جعجع بدلاً منك لكان نال منه خيراً أكثر. فستة وستون يوماً قتالياً هي بحرٌ، ولن يغَص البحر بالساقية إذا كان الثمن تحريراً للأرض والإنسان في لبنان، وسيادة مُصانة ليس على منوال السياديين الذين انضممت إليهم وما زالوا يحذرون منك، بالشواهد والأدلة التي ترويها وتنتشر!
سالم، شيل من راسك الجديد، مسألة احتلال إسرائيل أراض لبنانية بهدف ضرب حزب الله، لأكثر من شهوة القصف بالطيران ..أياماً قليلة عند نتنياهو! ما يجري في الولايات المتحدة من تحوّلات حتى بين اليهود تقول وثائق إسرائيل وأميركا الإعلامية ( ربما لم تسمع بها لانشغالك بفكرة طيران.. الجنوب) أنها تحصل "للمرة الأولى منذ مئة عام". مين هيدا اللي عم يحكي؟ نتنياهو. وأي حرب جديدة لن تهرّبَه إلى الأمام بل ستُغَمّق له الجورة أكثر!
أما ترامب ، فيا عيني ما أكبر ذلك المأزق الداخلي - الداخلي عنده أميركياً ويهودياً ولوبي صهيونياً بات مذموماً علناً ( وشرحه يطول). ما أوخم وضع ترامب (رئيسك الحالي؟) حتى تكَربَجَ عن أي تصعيد غير لفظي، ويقال ( وليس على طريقتك!) أنه حذّر نتنياهو من ضرب لبنان، أو من ضمّ الضفة الغربية كما ينوي، مُنهياً التحذير ب" لا تُنْهِ حياتك السياسية قبل الأوان" والرواية استناداً إلى أصوات أميركية وإسرائيلية قلقة!
مأساة الجنوب ليست في المقاومة، بل في أفرقاء سياسيين من كل الطوائف في لبنان الطائفي يريدون فرْض قراءة سياسية وعسكرية ( عسكرية) على الجنوب لا علاقة لأهل الجنوب كلّهم، والشيعة كمواطنين في لبنان كلّهم ( ما عدا أصدقاءك الجُدُد) بها، ويرفضونها بشكل قاطع. والأخطر أنها قراءة تتجاهلُ قوَى الشيعة السياسية في البلد. قراءة هي الفاجعة تماماً يزّينون لنا إياها منذ أول حجر تهدم من بيوتنا، وأول شبر تدنّس بجنود اليهود فوقه، وأول من صاح "الله أكبر" وفجّر مركز المارينز ومركز المخابرات الفرنسية. لكن عبثاً يفعلون لأن من وُضِع في التنّور ليس كمن يتفرّج عليه .. من طوائف وأحزاب بقية مناطق المزرعة اللبنانية، والدول العربية المختبئة اليوم تحت الطاولة رعباً من نتنياهو!
أما قولُ رفيقك في الحلقة، فقول سديد مجيد حميد"مش أنا عم هين أهل الجنوب، أفيخاي عم يعملها"…. فيصح أن تقوله أنت وتوافق عليه وتتبناه. فوِحْياة عيونك السود، أو البِيْض ( يقال عينها بَيِضا، أو عينو بَيْضا، أي سايبة أو سايب!)، إن العسكري المحترم أكثر منك أفيخاي كان يشتغل شُغْله باسم دولته، لكننا صدقاً لا نعرف باسم إي دولةٍ تتكلم أنت بتلك الثقة الذئبيّة - اللَّحِّيْسَة، وشخصيُّتك اللّبّيسة تساعدك. والخشية أن يكون أفيخاي خرَج من الخدمة بعدما اطمأنّ أنك ورثتَ دوره !
"طار الجنوب" أو سيطير فرحاً بشهداء ينتظرون جيش إسرائيل على الأرض، وقلوبهم ملآنة، أو سيعزف نتنياهو، هو الآخر، عن أي تصعيد غير كلامي. حَكي. والحكي لا جمرك عليه كما تعرف جيداً.
فنصيحة يا سالم لوجه الله ووجه ما تبقّى منك أن تتوقف عن الكلام عن المقاومة وبيئتها، بالمَرّة، لأنك ما تزال تستفيد ( مادياً)من هذه السيرة التي يستقبلونك من أجلها، فتكون قبضتَ من المقاومة حتى شبعت في قوتها، وتقبض من غيرها حتى تشبع( ولن..) في ما تظنه ضعفها. وهيهات. يعني عَ الطالع آكل،وع النازل آكل. واعلَمْ تماماً أن الالتباس الحاصل بين كثييييييييير من الناس تجاهك هو أنهم عادة ما يفرّقون بامتياز بين المناشف والمماسح، أما في حالتك فضائعون أين هي المنشفة وأين الممسَحة !
رحمة الله على اللواء عباس إبراهيم وعلى الحاج وفيق صفا، والرحمة تجوز على الأحياء، حين كانا يتعاملان معك كبطل صنديد، تبشّر بأفكارهما، وما كانا يعلمان أنك.. بالفِلْسَين مردودُ !
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي