خلال اليوم الثاني لـ"منتدى النساء المبدعات" بالرياض في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، تحولت "قاعة البلو هول" في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن إلى مساحة من التأمل العميق، حين اعتلت المسرح كيرا شابلن، رائدة الأعمال والناشطة الخيرية وحفيدة الأسطورة الخالدة تشارلي شابلن.اللقاء، الذي أدارته ريبيكا ريوفريو، المديرة التنفيذية للمنتدى، تحول سريعاً من مقابلة رسمية إلى حوار حميم وصادق، عكس بوضوح الأجواء الفكرية للمنتدى الذي يُعقد تحت رعاية الأميرة نورة بنت سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود.من الموضة إلى الأصالة
تحدثت كيرا بثقة هادئة عن بداياتها المبكرة في عالم الموضة: "بدأت في هذا المجال عندما كنت صغيرة جداً، وأنا ممتنة لكل ما علمتني إياه - الانضباط، الحضور، والقدرة على التكيف. ولكن بعد سنوات أمام الكاميرا، أدركت أنني أريد أن أكون أكثر من مجرد وجه لعلامة تجارية... أردت أن أبنيها".وانتقلت للحديث عن ريادة الأعمال الهادفة، وشرحت رؤيتها خلف علاماتها التجارية مثل "Generation" و"Bufarma": "كل ما أببنيه يأتي من شيء أؤمن به حقاً. الرفاهية الحقيقية لا تتعلق بالسعر - إنها تتعلق بالأصالة". كما شددت على أن الاستدامة لم تعد خياراً، بل أصبحت "واجباً" يحول صناعة التجميل.لامست كيرا وتراً حساساً لدى الحضور حين تحدثت عن الثقة كممارسة يومية، حتى عبر حسابها على إنستغرام: "الثقة ليست شيئاً تولد به - إنها عضلة تبنيها كل يوم. والصدق هو أفضل طريقة لتقويتها. عندما أشارك شيئاً عبر الإنترنت، لا يتعلق الأمر بالكمال، بل بالصدق - تذكير الناس بأن الثقة تأتي من اللطف، وليس من المقارنة".ما معنى الإرث؟ حفيدة شابلن تجيب
عندما وصل الحوار إلى موضوع "الإرث"، ساد الصمت القاعة. كحفيدة لواحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة في تاريخ السينما، تحدثت كيرا بتواضع ورقي: "الناس غالباً ما يعتقدون أن الإرث شيء خلفك. أنا أراه شيئاً حياً - شيء تبنيه كل يوم. جدي ألهم الملايين من خلال الضحك والرحمة. أحاول مواصلة تلك الرسالة - ليس بالتقليد، ولكن من خلال عملي الخاص، المتجذر في الإنسانية والشجاعة".
وكشفت أنها أسست "جوائز شابلن" لتكريم الفنانين الذين يتميزون بالاستمرارية والنزاهة، مضيفة: "نحن نعيش في عالم يحتفي باللحظات. أردت أن أحتفي بالعمر المهني الكامل"."الإرث قيد التنفيذ": العمل الخيري
تحول صوت كيرا إلى نبرة أكثر رقة وهي تتحدث عن عملها الخيري مع "مؤسسة زهرة الصحراء"، والذي ساعدت من خلاله في بناء مدرسة لتعليم الفتيات في إفريقيا.
وقالت بصوت خافت: "لقد غيرني ذلك تماماً. النجاح لا يصبح حقيقياً إلا عندما يمكنك مشاركته. رؤية هؤلاء الأطفال يبتسمون جعلت كل شيء مكتملاً. العطاء ليس عملاً خيرياً - إنه الإرث قيد التنفيذ".واختتمت الحوار بتقديم تعريفها للمرونة: "المرونة هي الثقة الهادئة. إنها معرفة أنك مررت بما هو أسوأ ومع ذلك ما زلت هنا - أقوى، أكثر حكمة، ومستعداً للفصل التالي".نهض الجمهور للتصفيق، ليس فقط لنجاح الجلسة، بل للتأمل العميق في معنى الهدف. لقد تحول الحوار من حديث عن "النجاح" إلى درس في "الغرض"، ليثبت أن قوة كيرا شابلن لا تكمن فقط في اسمها الأسطوري، بل في صوتها الخاص: الهادئ، اللطيف، والشجاع.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي