انتهاكات مروعة في حق نساء الفاشر

انتهاكات مروعة في حق نساء الفاشر

قالت وزيرة الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية في السودان سليمى إسحاق إن "مدينة الفاشر تشهد أوضاعاً إنسانية بالغة الخطورة بعد سيطرة الدعم السريع عليها" (رويترز)

 

Telegram

 

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أوضاعاً إنسانية متدهورة عقب سقوطها بيد قوات "الدعم السريع"، وسط تصاعد الانتهاكات الواسعة في حق النساء والفتيات.

 

ووفقاً لتقرير صادر عن اللجنة الدولية لحماية الصحافيين تم توثيق حالات اغتصاب لما لا يقل عن ثلاث صحافيات، إضافة إلى نحو 300 امرأة في المدينة.

 

العنف الجنسي

كما أكدت منظمة أطباء بلا حدود أنها قدمت خدمات علاجية لأكثر من 600 ناج وناجية من العنف الجنسي في شمال دارفور خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى أغسطس (آب) 2025، من بينهم 302 حالة في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين فحسب، فيما تشير تقارير أممية إلى تسجيل ما بين 20 و40 حالة جديدة يومياً في الفاشر بعد سقوطها.

 

تظهر هذه الأرقام حجم الكارثة الإنسانية، إذ يستخدم العنف الجنسي كسلاح من أسلحة الحرب والتطهير العرقي، وسط انهيار كامل للبنية الصحية والقانونية، وغياب لأي حماية فعلية للنساء والأطفال.

 

تؤكد مصادر ميدانية ومنظمات حقوقية أن العنف الجنسي يستخدم كأداة ترهيب وانتهاك جماعي، في ظل غياب منظومة الحماية وضعف الاستجابة الإنسانية، وبينما تتابع الجهات الرسمية الوضع تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لمحاسبة المسؤولين وضمان العدالة للضحايا.

 

مجازر مروعة

قالت وزيرة الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية في السودان، سليمى إسحاق، إن "مدينة الفاشر تشهد أوضاعاً إنسانية بالغة الخطورة بعد سيطرة قوات ’الدعم السريع‘ عليها، مشيرة إلى أن الانتهاكات التي طاولت النساء والأطفال ترقى إلى جرائم تطهير عرقي ممنهج". وأكدت إسحاق أن "القوات المهاجمة ارتكبت خلال الأيام الأولى من دخولها المدينة مجازر مروعة أسفرت عن مقتل أكثر من 300 امرأة، وتوثيق ما لا يقل عن 25 حالة اغتصاب مؤكدة، إلى جانب حالات أخرى غير مؤكدة لا تزال قيد المتابعة الميدانية". وأوضحت أن "الانتهاكات لم تقتصر على النساء، إذ تم فصل نحو 750 طفلاً عن أسرهم، في حين تعرض بعضهم للاختطاف أو القتل أو العنف الجنسي". وأضافت أن "الطريق الرابط بين الفاشر وبلدة طويلة تحول إلى طريق للموت، بسبب استمرار الهجمات على المدنيين". ودعت وزيرة الدولة في وزارة الرعاية الاجتماعية إلى "تدخل عاجل من المجتمع الدولي لحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للنساء والأطفال"، مشددة على أن ما يحدث "يشكل جريمة كبرى في حق الإنسانية، ويتطلب تحركاً فورياً لوقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها".

 

عنف ممنهج

من جانبها، قالت الناشطة النسوية إلهام الأمين حامد إن "ما تشهده دارفور يعد عنفاً جنسياً ممنهجاً يستخدم كأداة حرب وتطهير عرقي ضد مجموعات إثنية محددة"، وأضافت "الانتهاكات لا تقتصر على الحالات الفردية، بل تشمل اغتصابات جماعية تستخدم وسيلة للتخويف والإذلال والانتقام، وكلما اشتدت الهجمات ارتفعت معدلات الاغتصاب بصورة مقلقة". وتابعت "الآثار المترتبة على هذه الجرائم كارثية، إذ تعاني الناجيات من وصمة اجتماعية وضغوط نفسية حادة، وتنتج منها حالات لأطفال مجهولي الهوية وتفكك في الأسر والمجتمعات المحلية، مما يجعلها قضية إنسانية واجتماعية عميقة تتجاوز حدود الحرب نفسها". وأشارت إلى أن "الناجيات يواجهن تحديات جسيمة بعد الاعتداء، أبرزها غياب الخدمات الطبية وصعوبة إيجاد جهة موثوقة لتقديم الشكاوى أو الدعم النفسي، في ظل بيئة يسودها الخوف وانعدام العدالة".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram