مرور سنة على خديعة دونالد ترامب امام اللبنانيين والعرب في ولاية ميشيغان

مرور سنة على خديعة دونالد ترامب امام اللبنانيين والعرب في ولاية  ميشيغان

 

Telegram

 

ميشيغان

ترامب - فانس 2024

لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى

26 أكتوبر 2024

إلى المجتمع اللبناني-الأمريكي،

أكتب إليكم اليوم لأعبر عن التزامي الراسخ بإحلال السلام في الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان. لقد شهدنا كيف أن إدارة كامالا هاريس وجو بايدن جلبت الدمار إلى لبنان، مما أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة وتهديد أمن العائلات اللبنانية

أنا ملتزم بإعادة السلام والأمان إلى لبنان، وضمان أن تعيش المجتمعات اللبنانية في الولايات المتحدة وفي الخارج في أمان وازدهار. صوتكم مهم، ومستقبل لبنان يعتمد على قيادتنا القوية

صوتوا لترامب من أجل السلام

مع خالص التقدير،

دونالد ج. ترامب

تعرض المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية وقتها دونالد ترامب لموقف محرج أثناء زيارته للجالية اللبنانية ضمن ولاية ميشيغان، حيث كان المقرر ان يسعى للحصول على الدعم في مواجهة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

كان اللقاء في مطعم شخص لبناني يدعى ألبرت عباس، فطلب من ترامب لقاء التصويت له أن يوقف الاعمال العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في كل من غزّة ولبنان، وقال له بالحرف:" نحن نطلب منك وقف سفك الدماء ووقف الحرب فوراً"

وبناء عليه وقع ترامب الوثيقة أدناه والتي قمنا بترجمتها حرفياً أعلاه.

نعم، لقد مرّ على توقيع الوثيقة 365 يوماً، وقد تحولت كلماته المزيفة إلى اضحوكة ومسخرة تتردد بين بلدات مناطق الحافة الامامية، وعلى أنقاض المنازل والارزاق.

السمة الثابتة في السياسات الغربية:

 بينما تتواصل عمليات القتل والتهجير والجرف بحق شعبنا من قبل العدو الإسرائيلي بشكل يومّي، تتكرر الوعود الأمريكية – الأوروبية بإحلال السلام والاستقرار وهذا ما فعله دونالد ترامب عندما تعهد في ميشيغان بإعادة السلام إلى لبنان وهذا يعد نموذجاً واضحاً للازدواجية المقيتة والتي باتت سمة حقيقية وثابتة في السياسات الأمريكية – الأوروبية.

ومنذ ذلك الوقت عندما قدم ترامب خطابه كرسالة تضامن ودعم للبنانيين، تستمر إلى الآن آلة القتل المتطورة الإسرائيلية، في قصف وقتل وتهجير ومنع إعادة الاعمار بحق المدنيين اللبنانيين دون أي أدانة أو تدخل من قبل الأمريكيين، فهذا التناقض ما بين الأقوال والأفعال إن دلّ على شيء فهو يدل على خلل بنيوي في منظومة القيم والتي تدعي الولايات المتحدة أنها تدافع عنها (حقوق الأنسان وإحقاق العدالة الدولية)، وهذا ما يفسر لهث ترامب وراء جائزة (نوبل).

الانحياز لإسرائيل:

الولايات المتحدة الأمريكية اليوم لم تعد تخجل بأن تظهر انحيازها الفاضح لإسرائيل إثناء قتلها المدنيين، فالدعم المالي والعسكري الغير محدود الذي تتلقاه إسرائيل، يترجم عملياً بأنه غطاء دولي لاستمرار القتل بحق اللبنانيين، والفلسطينيين، والسوريين، والعراقيين، واليمنيين والإيرانيين.

هذا الغطاء الدولي لتلك الارتكابات تنم عن تجرد كامل من الشعور الإنساني لديهم. وجميعنا يعلم كيف تعاطى مستشار ترامب المدعو توم براّك عندما وصف شعوب منطقتنا ب “الحيوانات البشرية" وبالقبائل المتخلفة" وغيرها من المصطلحات الدونية، والتي تعكس تماماً رؤية استعمارية وعنصرية مقيتة لا تزال تسيطر على ذهنية "الرجل الأبيض".

الخديعة السياسية أداة انتخابية:

تلك الخطابات الرنانة التي تروج "للسلام" تستخدم عادة لشحذ الأصوات الانتخابية الخاصة بالجاليات اللبنانية والعرب بشكل عام، ليس بالضروري أن يكون لها انعكاسات على السياسة الخارجة، فنرى بوضوح مثلاً عندما يلتزم أحدهم بدعم لبنان أو غيره، كيف تستمر الإدارة ذاتها في تقديم الدعم المفتوح، حتى في حالات القتل والتهجير والجرف وتدمير المستشفيات أو المدارس أو دور العبادة.

وبناء على هذه الخديعة السياسية، أو الانحياز الكامل فمن الطبيعي أن تكون نتائجه كارثية من حيث استمرارية النزاعات المسلحة والمجتمع الدولي متفرج، تهميش للقضايا الإنسانية في المنطقة امام مصالح ونفوذ الدول الغربية، والأهم انها حتماً ستعزز مشاعر الظلم والغضب والانتقام لدى شعوبنا، وهذا الشعور وردة الفعل ستقوض (مصداقية) المؤسسات الدولية والتي يفترض أن تلعب دورها بالضبط لتحقيق "العدالة الدولية".

نداء إلى الرأي العام العالمي:

بما أن شعوب منطقة المشرق لها الحق في الحياة والكرامة والامان والأمن، وبما أن شعوبنا ليست مجرد أدوات في لعبة المصالح الجيوسياسية، على الرأي العام العالمي أن يعيد النظر في السردية التي تقدمها الحكومات الامريكية – الاوروبية، وبالتالي عليها أن تطالب بتطبيق سياسيات عادلة تنصف المتضررين، ليس هذا فحسب، وإنما محاسبتهم أيضاً بصرف النظر عن الهوية.

العدالة يا سادة، لا تتجزأ، والسلام لا يُبنى على حساب المقهورين.

الخاتمة:

اليوم، وبعد مضي عام على خديعة ترامب والإدارة الامريكية، النتيجة: قرى لبنانية لم تعد على الخريطة، مصانع وشركات أصبحت مدمرة بالكامل، عائلات دفنت احبائها تحت الأنقاض، أطفالنا فقدوا طفولتهم بينما ترامي يعد الشعب اللبناني بالعيش الهنيء. اليست هذه أكبر جريمة سياسية ارتكبت بحق الإنسانية؟

365 يوماً على تلك الخديعة، التي لم تكن الاولى، ولن تكون الأخيرة، لكنها بالتأكيد أكدت وقاحتهم في اعتماد الخداع السياسي. ويا للعار.

فليعلم العالم، أن كل شهيد سقط هو شاهد على الخديعة الامريكية، وكل جريح ينزف سيلعن تاريخكم المقزز، وكل طفل شُرد هو خنجرٌ سيبقى في خاصرتكم، وكل منزل دُمر وحٌرِق هو تماماً كما وثيقتكم السوداء المحروقة.

وليعلم العالم أيضاً، أن كل قطرة دماء تسيل على أرض لبنان ستبقى الشاهد الأكبر على خديعة ترامب وادارته، بالمقابل ليعلم ترامب وادارته وحلفائه أن المقاومة ستبقى صامدة، وستبقى الرد والردع الحقيقي على عدوانكم، وعلى خداعكم.

بيروت في 26/10/2025

الباحث في علم التاريخ القديم نجا حماده

ا

 

 

 

 

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram