وائل جسّار… صوت الإحساس الذي لا يشيخ
في كل مرة يصعد فيها الفنان اللبناني وائل جسّار إلى المسرح، يُعيد تعريف معنى الإحساس، وكأنّ صوته آلة موسيقية تتقن العزف على أوتار القلب. بصوته العذب الهادئ، وحضوره الأنيق الذي يجمع بين التواضع والرقي، استطاع وائل أن يخلق لنفسه مكانة خاصة في عالم الفن العربي، لا تشبه أحداً، ولا ينافسه فيها إلا الإحساس ذاته.
ولد وائل جسّار في لبنان، وبدأ شغفه بالغناء منذ الطفولة، حيث كان يشارك في المهرجانات المحلية والمدرسية، ليبرز سريعاً كموهبة استثنائية بصوت يفيض دفئاً. ومع مرور الوقت، أصبح أحد أبرز الأصوات اللبنانية التي مزجت بين الأصالة والرقة، بين الطرب والحداثة، فجمع محبّيه من مختلف الأجيال والبلدان.
من أشهر أغانيه التي طبعت ذاكرة الجمهور: غريبة الناس، مشيت خلاص، خليها تاكلني الحيرة، وجرح الماضي… وهي أعمال تنبض كلها بعاطفة حقيقية تجعل المستمع يعيش القصة لا يسمعها فقط. ومع أغنية “مشيت خلاص”، برز اسم وائل عربياً، إذ لامست الأغنية وجدان كل من ذاق طعم الفراق.
ومع مرور السنين، حافظ وائل على أسلوبه المتفرّد، رافضاً الانجرار وراء الموجات السريعة والعابرة. فهو فنان يغنّي للمشاعر، لا للضجيج، ويختار كلماته بدقّة، مؤمناً أن الأغنية رسالة وليست مجرد لحن عابر.
وفي حفلاته الحيّة، يكون الحضور أمام تجربة فريدة. صوته في الواقع أجمل من التسجيل، وتفاعله مع الجمهور صادق ودافئ. من حفلات دار الأوبرا المصرية إلى مهرجانات بيت الدين وقرطاج، ظلّ وائل يثبت أنّ الفن الحقيقي لا يحتاج إلى بهرجة كي يلمع، بل إلى صدق.
وحديثاً، أعاد وائل تألقه على خشبة المسرح من خلال حفلاته الأخيرة التي قدّم فيها مجموعة من أغانيه الخالدة، إضافةً إلى أداء رائع لأغنية “ألف ليلة وليلة” للسيدة أم كلثوم، في تحيةٍ مليئة بالاحترام للفن الكلاسيكي الأصيل. هذا الأداء أثبت أنّه فنان يحترم تراثه، ويعرف كيف يدمج القديم بالجديد دون أن يفقد بصمته الخاصة.
أما على الصعيد الإنساني، فيُعرف جسّار بتواضعه وقربه من جمهوره، حيث يحرص دائماً على شكر الناس في كل لقاء، ويعتبر جمهوره «العائلة الثانية» التي تمنحه الدافع للاستمرار.
بصوته، يهمس وائل في أذن القلب، وبكلماته يروي حكايات العشق والوجع والاشتياق. إنه الفنان الذي غنّى للحبّ الناضج، وللحنين، وللقلب الذي ما زال يعرف كيف يحب رغم كل الخيبات.
يبقى وائل جسّار، صوت الإحساس العربي الذي لا يصدأ مهما تغيّرت الأذواق، ومهما تعاقبت الموجات الموسيقية. صوته باقٍ، لأنه من النوع الذي لا يُنسى، بل يُعاش مع كل كلمة وكل لحن وكل نغمة دفءٍ يزرعها في الروح
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي