"المغرور... من يسير فوق سرابٍ يظنه مجدًا، وتبتلعه الأرض دون أن يُدرك أنه يسقط"

 

Telegram

المغرور ليس إلا مسافرًا على طريق السراب، يرى في خطواته ضوءًا، وهو لا يعلم أن كل ما حوله خداعٌ بصر، وأن الأرض التي يتعالى فوقها، ستبتلعه يومًا بصمتٍ لا يُبقي منه إلا صدى الغرور.

هو لا يسمع إلا صوته، لا يرى إلا صورته، ولا يحب إلا انعكاسه في مرايا الزيف. يعتلي عروشًا من دخان، وينسج لنفسه تاجًا من الوهم، يضعه على رأسه، ويظن أن العالم بأسره يدور حوله، أن الناس سُخّرت لخدمته، وأنه استثناء لا تنطبق عليه سنن الحياة. لكن الحقيقة... لا تُخدع.
 
المغرور كريحٍ مجنونة، تعصف حينًا، وتختفي حينًا، لا تترك خلفها سوى رماد الكبرياء.
 
لا يقرأ التاريخ، أو ربما يقرأه من صفحة واحدة، صفحة انتصاراته الوهمية، فيتجاهل سقوط من ظنوا أنهم آلهة فوق البشر. كم من مغرورٍ تهاوى من علوه، لا لأن الريح عصفت به، بل لأن عرشه كان من ورق، وغروره هو من أشعل فيه النار.
انظر إلى بعض ممن ظنوا أن المال يمنحهم مقامًا بين العظماء، فتكلموا بفوقية، وأساءوا، وتفاخروا، حتى جفّت أرصدتهم، فاختفوا كما اختفى ظلّ الغروب.
 
وتأمل من صعد المنبر أو المنصة، يتحدث للناس بنبرة استعلاء، يوزّع على الحاضرين دروسًا في التفوق، بينما ينهار داخله بصمت، لأن النجاح لا يكتمل حين يغيب التواضع.
 
المغرور لا يسير بين الناس، بل يطير فوقهم، إلى أن تأتي لحظة الكسر، فيسقط بلا أحدٍ يواسي، لأن كبره كان حاجزًا منيعًا بينه وبين قلوبهم.
 
الغرور... ثوب أنيق لكنه شفاف، لا يستر الحقيقة، بل يكشفها فجأة حين لا يتوقع صاحبه ذلك. لا مجد يُبنى على استصغار الآخرين، ولا رفعة تصمد أمام عاصفة الزمن إن لم تكن جذورها في الأرض. فاختر أن تكون نجمًا يرى الجميع نوره، لا شهابًا يلمع لحظة ويسقط، لأن الذي يعلو بنفسه، يهوى بها أيضًا، أما من ارتفع بتواضعه، فله في القلوب مملكة لا تغيب عنها الشمس.
بقلم : فاطمة يوسف بصل.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram