من تحميه السماء... لا تُسقطه مؤامرات الأرض .

من تحميه السماء... لا تُسقطه مؤامرات الأرض .

 

Telegram

زمنٌ قاسٍ... وقلوبٌ تائهة

يا لهذا الزمنِ ما أقساه! امتلأت القلوبُ فيه بالضجيج، واغتربت الطمأنينةُ عن المآقي، وغابت الأماني كأنها لم تكن. وسط هذا العتم، وقفتْ معلّمةٌ من نورٍ، شامخةً كالشجرةِ التي تؤمنُ بجذورها، وإن هبّت عليها رياحُ اليأس. لم تحمل سلاحًا سوى قلمها، ولم تملك في جيبها غير يقينها وعزيمتها. مضت في دربها كمن يحمل شمعةً في وجه العاصفة؛ تطاردها الريحُ، وتغمرها العتمة، لكنها أبت أن تنطفئ.
طريقٌ محفوفٌ بالعثرات
لم تُفرش أمامها الطرقُ بالورود، بل نُثرت فيها الحجارة والعثرات. كلّ خطوةٍ كانت تصطدم بجدار، وكلّ نجاحٍ يُقابَل بعيونٍ حاسدة، وكلّ فكرةٍ تُستقبل بصمتٍ ثقيلٍ كالغيم. لم تكن ضعيفةً، بل جريئةٌ في زمنٍ تعوّد الناسُ فيه على الانحناء، فاختارت أن تُضيءَ حين آثروا الظلام.
حين أحبّتها السماء
اجتمعوا حولها لا ليكرّموها، بل ليُطفئوا وهجها. حاربوها لأنها لم تسلك طريق الوساطة، بل سارت في طريق الكدّ والعرق. لكنهم غفلوا عن سرّ السماء... فحين تُحب السماءُ عبدًا، تُسخّر له الرياح، وتفتح له الأبواب من حيث لا يدري. وذات صباحٍ، جاء التكريمُ لا من وزارةٍ ولا من منصبٍ أرضيٍّ، بل من عادلةِ السماء. لم يُرفع اسمها في الإدارات، بل كُتب بماء النور في قلوب من قرأوا حروفها. تألّقت مقالاتها كفجرٍ صادق، وظهرت كلماتها كما تظهر الحقيقة حين يأذن الله لها بالنور.
 
نصرٌ من الله
كانت تحارب وحدها... لكنّ الله كان معها. كان سندها حين خذلها الجميع، وصوتها حين ساد الصمت. وهكذا انتصرت، لا لأنّ الدنيا أنصفتها، بل لأنّ الله لا ينسى من جاهد بإخلاص. فأعطاها من حيث لم تحتسب، وجعل من صبرها نصرًا، ومن وجعها ضوءًا.
سطورٌ في ذاكرة السماء
تبقى المعارك التي تُخاض بقلوبٍ طاهرةٍ محفورةً في ذاكرة السماء، يُسطّرها الله بمدادٍ من نورٍ في سجلّ الفائزين، ويمنح أصحابها نجاةً لا تزول، ومحبّةً لا تنقطع.
دعاء الختام
فاللهم اجعلنا من الذين إذا تعثّروا نهضوا، وإذا أُوذوا صبروا، وإذا أحبّتهم السماء... رفعتهم فوق كل مؤامرات الأرض.
ومضة تأمل
يا إلهي... في هذا الزمن، لا تحتاج المعركة إلى سيوف، بل إلى صبرٍ من فولاذ، وقلبٍ لا تهزّه خيبات البشر. فصغار النفوس لن يتوقفوا عن محاولاتهم، لكنّ الكبار... لا يلتفتون، لأنهم يعرفون أن السماء تُنصف، وأن الصمت أبلغ من ألف ردّ. وما دام الله معنا... فليس لصغار القلوب علينا سلطان.
 
 
بقلم: فاطمة يوسف بصل

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram