افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 22 تشرين الأول 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 22 تشرين الأول 2025

 

Telegram


افتتاحية صحيفة الأخبار:

قاسم: كلّ الضغوط مضيعة للوقت
 

أكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ «المسؤولين في لبنان ليسوا موظّفين عند أميركا ولا نقبل أن يكونوا كذلك»، مشيراً إلى أن «لا شيء جديداً عملياً سوى أن أميركا تحاول أنْ تأخذ بالسياسة ما لم تتمكّن إسرائيل أن تأخذه بالحرب».

واعتبر قاسم، في كلمة أمس خلال حفل إطلاق كتاب الغناء والموسيقى - بحوث للإمام الخامنئي أنّ «رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يستطيع القول، إنّه يقتل في كل مكان لكنّه لا يستطيع القول، إنّه استقرّ، وإنّ المستقبل هو للكيان الإسرائيلي»، منبّهاً في الوقت نفسه إلى أنّ «التدخّل الأميركي سيّئ جداً في لبنان وفي المنطقة، ويثبت أنه يقود الإبادة والمجازر لأنّ لديه مشروعاً توسّعياً».

ولفت إلى أن «مشروع إسرائيل الكبرى الذي يطرحه نتنياهو يصبّ في خدمة أميركا الكبرى لأنّنا نرى ما يصنعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كل العالم»، وتوجّه إلى الإدارة الأميركية والمبعوث الأميركي توم برّاك بالقول: «كفى تهديداً للبنان من أجل إعدام قوته وجعله جزءاً من إسرائيل الكبرى».

واعتبر «أننا اليوم أمام محطة من محطات الصراع فيها الكثير من الألم والأمل، لأنّ العدو لم يحقّق أهدافه، ولن يحقّقها»، مشدّداً على أن «استقرار لبنان يتحقّق من خلال كفّ يد إسرائيل». كما جزم بأنّ «لبنان لا يمكن أن يعطي إسرائيل ما تريد ولا أميركا طالما أنّ هناك شعباً أبياً وتضحيات كبيرة قُدِّمت وقابلة أن تقدِّم أكثر»، مؤكّداً أن «لبنان يجب أن يبقى سيداً حراً عزيزاً مستقلاً قوياً قادراً»، مبيّناً أن «إسرائيل لا تريد تطبيق الاتفاق وإنهاء النزاع لأنها تريد ابتلاع لبنان وإلغاء وجوده».

وأضاف: «من يظن أن إلغاء سلاح حزب الله يُنهي المشكلة مخطئ لأن سلاحه جزء من قوة لبنان، والولايات المتحدة والكيان الصهيوني لا يريدان للبنان القوة ونحن لا يؤثّر فينا التهديد». وخاطب الشيخ قاسم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني قائلاً: «طبّقوا الاتفاق فلبنان طبّقه، وكل المناورات والضغوط هي استنزاف وتضييع للوقت»، كما توجّه إلى الحكومة بالقول: «عليكم أن تكونوا مسؤولين عن السيادة. اعملوا بطريقة صحيحة من أجل حمايتها. أنتم مسؤولون عن إعادة الإعمار، فقوموا بالإجراءات التنفيذية من أجل إعادة الإعمار».

وشدّد على أن «حاكم مصرف لبنان ليس موظفاً عند أميركا كي يُضيّق على المواطنين بأموالهم، وعلى الحكومة أنْ تضع له حداً»، كما أنّ «وزير العدل ليس ضابطة عدلية عند أميركا وإسرائيل، وعليه أن يتوقّف عن منع المواطنين في معاملاتهم»، سائلاً: «هل لبنان بات سجناً لمواطنيه بإدارة أميركية؟ وهل وزير العدل أو حاكم مصرف لبنان موظفان عند الإدارة الأميركية في السجن الأميركي في لبنان»؟ وأكّد «أننا لا نقبل أن يكون لبنان سجناً، ولا أن يكون تحت إمرة وإدارة أميركا. عليهم أن يكونوا تحت إمرة وإدارة الحكومة اللبنانية وأن يعملوا لمصلحة الشعب اللبناني والمواطنين اللبنانيين».

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار

سخونة متدحرجة حول مأزق انتخاب المغتربين… فرنسا “تلاحق” السعودية لمؤتمر دعم الجيش

لا تبديل في هيكلية المجلس، والجميل: لا يمكن للأقلية أن تتحكم بالأكثرية وندعو الرئيسين عون وسلام إلى عدم المسايرة بحق المغتربين

 

لم يكن تمرير جلسة انتخاب هيئة مكتب المجلس واللجان النيابية أمس في مطلع العقد العادي الثاني لمجلس النواب بإبقاء كل القديم على قدمه، سوى علامة لتجنب معركة صغيرة أمام الاستعدادات لمعركة سياسية كبيرة فاصلة في الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية كما في موعد الانتخابات، علماً أن سخونة متدحرجة بدأت تسجل على جبهة الخلاف على اقتراع المغتربين عكسها مؤتمر صحافي عصر أمس لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.

 

وإذا كانت الانتخابات النيابية تشكل الاستحقاق التغييري الأبرز الذي ستتصاعد حرارة المناخ الداخلي حياله تباعاً حتى أيار المقبل، ما لم يحصل طارئ يبدّل الأجندة الانتخابية ومواعيدها، فإن الاشهر السبعة المتبقية على موعدها ستشهد اختلاطاً قوياً بل تسابقاً بين الاستحقاقات الكبرى وفي مقدمها الملف السيادي المتصل بحصرية السلاح في يد الدولة والضغوط الكبيرة على لبنان لإنجازه واستعجاله تحت وطأة التلويح بازدياد احتمالات تجدد الحرب الإسرائيلية على “الحزب” ولبنان. وقد حضرت زحمة هذه الاستحقاقات بقوة في الأيام الاخيرة تحت وطأة المواقف المدوية التي أطلقها الموفد الأميركي توم برّاك، والتي ظلت في واجهة الترددات الداخلية وسط معلومات تحدثت عن ترجيح عودة برّاك إلى بيروت في زيارة جديدة في حدود السابع من تشرين الثاني المقبل.

وفي هذا السياق، أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين، نقلاً عن مصدر ديبلوماسي فرنسي أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أجرى اتصالاً بالمبعوث الأميركي إلى كل من لبنان وسوريا توم برّاك تطرّقا خلاله إلى لبنان من زاوية الدعم الدولي للجيش اللبناني لتنفيذ خطة نزع السلاح التي قدمتها الحكومة في الخامس من أيلول، واتفقا على أهمية أن يُظهر الجيش اللبناني تقدماً ملموساً ومحدداً بالأرقام في عملياته لنزع سلاح “الحزب” في جنوب نهر الليطاني. وأشار الوزير الفرنسي إلى استمرار التزام رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون بقيام فرنسا بالتعبئة اللازمة لتنظيم مؤتمر دولي في الرياض في تشرين الثاني المقبل لدعم القوات المسلحة اللبنانية.

 

وكان ماكرون اتصل بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل يومين، مطالباً بضرورة أن يتم انعقاد مؤتمر دعم الجيش اللبناني في الرياض. لكن المملكة العربية السعودية لم تعطِ ردها النهائي بعد. ومن المتوقع أن يزور المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان السعودية للقاء الأمير يزيد بن فرحان المسؤول عن الملف اللبناني، على أن يتطرق إلى موضوع انعقاد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني.

وفي ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية، اتفق وزير الخارجية الفرنسي والمبعوث الأميركي برّاك على ضرورة أن تفي السلطات اللبنانية بالتزاماتها من خلال إقرار قانون توزيع الخسائر في المصارف وإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي، علماً أن المسؤول عن مساعدة لبنان في الملف المالي هو الديبلوماسي الفرنسي جاك دو لاجوجي الذي يساعد اللبنانيين على التوصل إلى اتفاق مع الصندوق. وفي حال تحقق ذلك، تعرب فرنسا عن استعدادها لاستضافة مؤتمر في باريس مخصص لإعادة إعمار لبنان وإنعاشه. وأشارت المصادر إلى أن ما أعلنه برّاك على موقعه قبل يومين هو نتيجة بطء السلطات اللبنانية في تنفيذ خطة نزع سلاح “الحزب”، معتبرة أن التوتر يسود لبنان نتيجة استمرار جولات المسيّرات الإسرائيلية فوق لبنان وأنه لا تزال هناك نقاط عديدة في الجنوب لم يتم نزع السلاح فيها. وباريس مدركة للصعوبات التي يواجهها الجيش اللبناني، لذا يعوّل ماكرون على عقد مؤتمر للجيش في الرياض في أقرب وقت، على أن تساهم المملكة في مساعدة الجيش.

 

إلى ذلك، أضاف المصدر الديبلوماسي الفرنسي أن وزير الخارجية وبرّاك تبادلا تقييما إيجابياً لمسارالتقارب الجاري بين السلطات اللبنانية والسورية الانتقالية الذي ظهر في زيارة وزير الخارجية السوري إلى بيروت واتفقا على أهمية مواصلة لبنان وسوريا هذا النهج لما في مصلحة سيادة البلدين واستقرارهما.

وبالعودة إلى المشهد الداخلي، انعقدت أمس الجلسة النيابية التي خصصت لانتخاب أميني السر والمفوضين الـ3 وأعضاء اللجان النيابية، وأدت إلى بقاء هيئة مكتب المجلس على ما كانت عليه، فيما طرأ تعديل طفيف على لجنتي الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما أعلن الرئيس بري في ختام الجلسة بقاء رؤساء ومقرري اللجان في مواقعهم حسبما تبلغ من اللجان النيابية.

 

وسجلت خارج موضوع الجلسة مواقف من المأزق المتعلق بقانون الانتخاب وموعد الانتخابات، فقال رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان بعد الجلسة في هذا السياق: “مصروّن على إجراء الانتخابات في موعدها والحل في ما خص تصويت غير المقيمين يكون من خلال مشروع قانون تحضره الحكومة وترسله إلى مجلس النواب وأوجّه دعوة إلى الرئيسين عون وسلام لإدارج المشروع المقدم من وزير الخارجية والتصويت عليه”. أضاف: “لطرح المسائل الخلافية على الهيئة العامة وسنلتزم أي قرار يصدر عنها، ولكن لن نقبل أن نبقى في المجهول بالنسبة للانتخابات النيابية”.

 

وكان النائب غسان سكاف أعلن من المجلس أيضاً، أنه سيطلب تأجيل الانتخابات إلى 15 تموز للسماح للمغتربين بالانتخاب خلال وجودهم في لبنان، مضيفا “هذا ضمن تسوية سياسية تطبخ خلف الكواليس”.

وفي مؤتمره الصحافي توجه رئيس حزب الكتائب سامي الجميل إلى الرئيس بري قائلاً، “إن إرادة الشعب تتجسد بـ67 نائبًا يقولون بوضوح أنهم يريدون إلغاء الـ6 نواب وتبني الـ128 ولا يحق لأحد أن يقف بوجه الإرادة الشعبية وإرادة المجلس النيابي، ولا يمكن لأحد أن يقول هذا القانون النافذ أقر ولا أريد تعديله، فكيف ذلك؟ لماذا يتم تعديل القوانين؟ نحن نعدل القوانين في كل لحظة فلماذا لا يمكن تعديل هذا القانون؟”.

وشدّد الجميل على أنه “لا يمكن لأقلية أن تتحكم بالأكثرية، الأقلية تطلب إقصاء مئات آلاف اللبنانيين الذي من حقهم تقرير مصير بلدهم، والأكثرية تقول من حقهم أن يقرروا مصير بلدهم وهم لا دخل لهم بأنكم دمرتم البلد، بأي حق نسحب حق أناس لأنهم ضد رأيك السياسي وهل تلغي حقهم بالمشاركة السياسية بالبلد؟”.

 

كما توجه إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قائلاً: “كلنا نراعي بعضنا لكن هذا إقصاء بحق مئات الألاف من اللبنانيين بالمشاركة في تقرير مصير بلدهم وهذا تعدٍ على حقوق الآخرين، الحرية تقف عندما تبدأ حرية الآخر، حريتك تقف عندما تبدأ بالمس بحرية الآخرين وأنتم تمسون بحرية الآخرين وتتعدون على حقوقهم، لذلك أتمنى على الرئيسين بعدم المسايرة بموضوع له علاقة بمئات آلاف الناس فهذا ليس تفصيلًا في الحياة السياسية”. ودعا المغتربين إلى التسجيل في القنصليات والسفارات، موضحاً أنه “بعد تعمّق وتواصل مع الرئيس عون ونواب ووزير الداخلية وصلنا إلى قناعة أن من الضروري أن يتسجل كل المغتربين على اللوائح الاغترابية بأي شكل”.

**************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

لبنان أمام مفترق سياسي – أمني واحتمالات التصعيد ترتفع

بعد تعثر المسار السياسي وازدياد الضغوط الخارجية

بيروت: كارولين عاكوم

 

يقف لبنان عند مفترق طرق سياسي – أمني مع ازدياد الضغوط الخارجية عليه، وانسداد الأفق السياسي الذي يترافق مع تصعيد عسكري، وتواصل الانتهاكات الإسرائيلية اليومية.

 

وهذا الانسداد كان قد عبّر عنه رئيس البرلمان نبيه بري معلناً عبر «الشرق الأوسط» عن سقوط مسار التفاوض المقترح بين لبنان وإسرائيل، أو ما يعرف بـ«الورقة الأميركية»، وهو ما جاء بعد ساعات على تحذير المبعوث الأميركي توم براك من أنه «إذا استمرت بيروت في التردد بشأن نزع السلاح، فقد تتصرف إسرائيل بشكل أحادي، وستكون العواقب وخيمة»، مؤكداً أنه «حان الوقت الآن ليتحرك لبنان بشأن سلاح (الحزب)».

 

وفيما قال بري إن «براك أبلغ لبنان بأن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية»، كان براك قد رمى مسؤولية التعطيل على لبنان، بالقول: «قدمت الولايات المتحدة خطة عبارة عن إطار لنزع السلاح المرحلي، وحوافز اقتصادية تحت إشراف الولايات المتحدة وفرنسا، لكن رفض لبنان اعتمادها بسبب تمثيل وتأثير (الحزب) في مجلس الوزراء اللبناني».

 

تخوّف من تصعيد

من هنا، يبدو الترقّب سيّد الموقف لما سيكون عليه الوضع في المرحلة المقبلة لجهة كيفية انعكاس هذا الانسداد على الوضع الأمني في لبنان، لا سيما وأن تمسّك بيروت باتفاق وقف إطلاق النار الذي عدّه بري أنه «المسار الوحيد حالياً» مع ما يرافقه من عوائق مرتبطة بنزع سلاح «الحزب»، لا يعني التزام تل أبيب به.

 

ولا تنفي مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية أن التصعيد العسكري في المرحلة المقبلة وارد، وتقول: «لا شك أن المرحلة دقيقة والتصعيد قد يحصل في أي لحظة، علماً بأن الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف»، مذكرة أن «المسيّرات الإسرائيلية لا تغيب عن بعبدا، مقر الرئاسة اللبنانية في الأيام الأخيرة».

 

ورغم أن المصادر ترفض الحديث عن انسداد أفق التفاوض، فإنها تؤكد «أن تل أبيب لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار»، وتعد «أن أميركا لا تمارس عليها الضغوط المطلوبة لتنفيذه»، سائلة: «كيف يمكن أن يستكمل الجيش انتشاره عند الحدود الجنوبية، فيما الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مستمراً».

 

وتجدد المصادر التشديد على أن رئيس الجمهورية فتح باب التفاوض انطلاقاً من تجربة الترسيم البحري الذي التزمت به إسرائيل و«الحزب»، إضافة إلى تمسك لبنان باتفاق وقف إطلاق النار، «لكن المشكلة تكمن في أن الطرف الثاني لا يتجاوب ولا يلتزم بما تم الاتفاق عليه، فيما تلتزم أميركا الصمت المطبق»، وفق تعبير المصادر.

 

انتكاسات متتالية

في ظل هذا الواقع المتوتر، يعد اللواء الركن المتقاعد، الدكتور في العلوم السياسية عبد الرحمن شحيتلي، أن «اتفاق نوفمبر (تشرين الثاني) سقط، وبتنا اليوم أمام واقع مر»، فيما يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عماد سلامة، أن «لبنان يمرّ حالياً بمرحلة تصعيد واضحة، خصوصاً مع ابتعاد القوى السياسية عن خيار التسوية التفاوضية مع إسرائيل في ظل غياب أي ضمانات جدّية من الجانب الأميركي أو الإسرائيلي». وذكر سلامة «بتحذيرات برّاك المتكرّرة من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة، بحجّة فرض نزع سلاح (الحزب)، بينما الواقع يشير إلى سلسلة انتكاسات متتالية في مسار التفاهمات الأمنية».

 

مقاربة شبيهة باتفاق غزة

بعد عام على اتفاق نوفمبر، يقول سلامة: «الثقة بالمسار الدبلوماسي تتراجع يوماً بعد يوم، فلا مؤشرات تؤكّد أن أي عملية لنزع السلاح ستقابل بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة أو بوقف دائم للخروقات. وهذا ما يعمّق شعور الشكّ داخل لبنان بأن الضغوط الأميركية تسعى إلى فرض معادلة أمنية تخدم مصالح إسرائيل».

 

من هنا، يبدو، بحسب سلامة «أن أي اتفاق لبناني محتمل يحتاج إلى مقاربة شبيهة بالاتفاق الذي أُبرم في غزة، ومن خلال راعٍ إقليمي وتعاون إيراني ضامن بوصف ذلك عاملاً أساسياً في تثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة أرضية لتسوية أوسع، وبالتالي من دون مثل هذه الضمانات الإقليمية والدولية المتوازنة، سيبقى احتمال التصعيد قائماً، بل سيكون مرجّحاً، مع توسّع دائرة الاشتباك الميداني والسياسي في الجنوب».

 

ضغوط لتفاوض مباشر

يرى شحيتلي أن «هدف الضغوط الإسرائيلية المستمرة بموافقة أميركية هو إجبار لبنان على الدخول بمفاوضات مباشرة، وكل ما حصل حتى الآن مع جولات المبعوث الأميركي توم براك ليست إلا تضييعاً للوقت حينما كانت تل أبيب منهمكة في حرب غزة»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أما اليوم فيبدو أنها تنقل اهتمامها باتجاه لبنان عبر الضغط العسكري للوصول إلى مفاوضات مباشرة»، موضحاً: «وبالتالي قد نشهد في المرحلة المقبلة تصعيداً كبيراً على بيئة (الحزب) كي يكون أي وقف إطلاق النار مشروطاً باتفاق سياسي، حيث إن تل أبيب تعد أنها انتصرت في الحرب، وتريد أن تفرض شروطها».

**************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 قاسم للأميركيين: كفى تهديداً للبنان… والسعودية تدعو لبنان إلى “إكسبو” الرياض

ظلت المواقف التحذيرية التي أطلقها الموفد الأميركي توم برّاك تجاه لبنان موضع تفاعل في مختلف الأوساط السياسية الداخلية والخارجية، على وقع ارتفاع منسوب الاعتداءات الإسرائيلية وتزايد حركة الطيران الاستطلاعي فوق الجنوب وبيروت وضاحيتها الجنوبية والبقاع، مما يثير مخاوف من أن تكون إسرائيل في صدد تحضير بنك أهداف جديد، تمهيداً لشن عدوان جديد على لبنان، خصوصاً بعد رفضها العرض اللبناني للحل الذي تحدث عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال إنّ برّاك أبلغه إلى إسرائيل ولكنها رفضته.

كان اللافت للمراقبين في هذا المجال، أنّ برّاك بدلاً من أن يتّهم إسرائيل بعرقلة الحلول لرفضها العرض اللبناني، إنبرى يلقي اللوم على لبنان ويحذّره من الويل والثبور وعظائم الأمور إن لم ينزع سلاح «الحزب»، فيما المطلوب من الولايات المتحدة الأميركية الضامنة لاتفاق 27 تشرين الثاني 2024، أن تضغط على إسرائيل لكي تلتزمه وتنسحب من المناطق التي احتلتها، خصوصاً انّ لبنان التزم المطلوب منه وينفّذه، واتخذ القرار بحصر السلاح بيد الدولة وباشر تنفيذه ابتداءً من جنوب الليطاني، لكن هذا الضغط الأميركي لم يحصل بعد.

وقالت مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي»، إنّ ما أعلنه الرئيس بري من ربط للوضع بلجنة «الميكانيزم» رداً على الرفض الإسرائيلي للعرض اللبناني، كان في محله، لأنّ التخلّي عن اتفاق موجود والإندفاع إلى اتفاق جديد هو قفز في المجهول.

وأشارت المصادر، إلى أنّ إسرائيل برفض الطرح اللبناني، أظهرت عدم اهتمام، بل إنّها لا تريد أي حل، وستستمر في اعتداءاتها اليومية وعدم التزام وقف النار، وفي هذه الحال لا يمكن لبنان الدخول في أي مفاوضات غير مباشرة. ولفتت المصادر إلى انّ المبادرة التي طرحها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لا يبدو أنّ إسرائيل تقبل بها.

واعتبرت المصادر انّ أي مبادرة لا تستند إلى معطيات ومقومات توفّر لها إمكانية النجاح، تتحول ضدّ الجهة التي تطلقها مهما كان لديها من نيات حسنة للوصول إلى حلول. ولذلك وبعد الرفض الإسرائيلي للمبادرة اللبنانية، يجب التركيز على تنفيذ الاتفاق الموجود، بعيدا من أي طروحات جديدة، خصوصاً أنّ إسرائيل لم تبد أي تجاوب معها.

تجنّب المأزق

وأشارت مصادر سياسية عبر «الجمهورية»، إلى مخاوف متزايدة تصيب أركان الحكم في هذه الفترة، نتيجة الضغوط الديبلوماسية المتفاقمة التي تمارسها واشنطن، وقد عبّر عنها الموفد الأميركي توم برّاك أخيراً في شكل واضح، إذ لوّح إلى أنّ البديل من عدم استكمال خطة نزع السلاح هو أن تطلق إسرائيل يدها في تصعيد واسع ضدّ لبنان. ويسود شعور بالعجز لدى لبنان الرسمي، لأنّه لا يستطيع حسم الملف من الجهة الداخلية بسبب رفض «الحزب» التخلي عن سلاحه، كما أنّه عاجز تماماً عن القيام بأي خطوة تفرض على إسرائيل الالتزام بالموجبات التي نصّ عليها اتفاق إطلاق النار.

وتحدثت هذه المصادر عن اتصالات حثيثة أجراها لبنان، من خلال الأقنية الديبلوماسية، مع عدد من العواصم المعنية بالملف اللبناني، وتركّزت خصوصاً على باريس والرياض، في محاولة للحصول على تغطية تساعد لبنان في تجنّب المأزق الذي يمكن أن تدفعه إليه إسرائيل. لكن المصادر أشارت إلى أنّ النتائج لم تكن مشجعة في مجال طمأنة لبنان.

من جانب واحد

في غضون ذلك، وفي موقف تصعيدي جديد، قال مسؤول إسرائيلي «إنّ تل ابيب قد تتحرك من جانب واحد ضدّ «الحزب». وانّ العواقب ستكون وخيمة».

وأضاف مسؤول استخباراتي إسرائيلي، أنّ «الحكومة اللبنانية تتردّد في التحرك ضدّ الحزب». وأوضح «أنّ «الحزب» زاد من وتيرة بناء قوته شمال الليطاني».

وإلى ذلك، نقلت قناة «الجديد» عن مصادر ديبلوماسية، قولها، إنّ «توافقاً فرنسياً ـ أميركياً حصل خلال لقاء المبعوث الأميركي توم برّاك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، على أولوية إنجاز الإصلاحات في لبنان، ولا سيما منها هيكلة المصارف وقانون الفجوة المالية، تمهيدًا لعقد مؤتمر دولي لإعادة الانتظام الاقتصادي والإعمار». واضافت المصادر، أنّ «على المسؤولين اللبنانيين الذهاب إلى حصر السلاح في كل لبنان، والتفاوض المباشر مع إسرائيل بعد إهمال واشنطن للملف اللبناني ووضعه في حساب إسرائيل»
.

قاسم

في غضون ذلك، وفي كلمة له أمس خلال الاحتفال بإطلاق كتاب «الغناء والموسيقى.. بحوث للإمام الخامنئي» وجّه الأمين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم رسالة مباشرة إلى الإدارة الأميركية ومبعوثها برّاك قائلاً: «كفى تهديدًا للبنان من أجل إعدام قوّته وجعله جزءًا من إسرائيل الكبرى». ولفت إلى أنّ «الاستعراض الذي قام به (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في شرم الشيخ ليس عرضًا للسلام».

وشدّد على أنّ استقرار لبنان يتحقق فقط من خلال كفّ يد إسرائيل عنه، مؤكّدًا أنّ لبنان «لن يعطي إسرائيل ولا أميركا ما تريدان، طالما هناك شعب أبيّ قدّم تضحيات كبيرة وقادر على تقديم المزيد دفاعًا عن كرامته وسيادته». وقال إنّ «من يظن أنّ إلغاء سلاح «الحزب» ينهي المشكلة مخطئ، لأنّ سلاحه جزء من قوة لبنان»، مضيفًا: «نحن لا يؤثر بنا التهديد، وطبّقوا الاتفاق. فلبنان طبّقه، وكل المناورات والضغوط هي استنزاف وتضييع للوقت».

ولاحظ قاسم «أنّ المنطقة تمرّ في محطة جديدة من محطات النزاع، «فيها الكثير من الألم والأمل»، لأنّ إسرائيل لم تحقق أهدافها ولن تحققها رغم كل محاولاتها العسكرية والسياسية. وقال: «لا شيء جديداً عملياً سوى أنّ أميركا تحاول أن تأخذ بالسياسة ما لم تتمكن إسرائيل من أخذه بالحرب»، مشيرًا إلى أنّ التدخّل الأميركي في لبنان والمنطقة سيئ جدًا، ويُثبت أنّ واشنطن «تقود الإبادة والمجازر ولديها مشروع توسّعي يهدّد استقرار المنطقة بأسرها». وأضاف: «رغم التواطؤ الدولي الطاغوتي، لم تحقق إسرائيل أهدافها ولن تحققها، فهي معتدية ومجرمة وتعمل على الإبادة»، مؤكّدًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يستطيع القول إنّه يقتل في كل مكان، لكنه لا يستطيع القول إنّه استقرّ، أو أنّ المستقبل للكيان الإسرائيلي». وقال: «عندما يطرح نتنياهو ما يسمّيه إسرائيل الكبرى، فإنّها في خدمة أميركا الكبرى، لأنّنا نرى ما يصنعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كل العالم».

وتوجّه قاسم للحكومة: «عليكم أن تكونوا مسؤولين عن السيادة، فاعملوا بطريقة صحيحة من أجل حماية السيادة»، و«أنتم مسؤولون عن إعادة الإعمار». ولفت إلى أنّ «حاكم مصرف لبنان (كريم سعيد) ليس موظفًا عند أميركا لكي يضيّق على المواطنين بأموالهم، وعلى الحكومة أن تضع حدًا له»، مشدّدًا على أنّ «وزير العدل (عادل نصار) ليس ضابطة عدلية عند أميركا وإسرائيل، وعليه أن يتوقف عن منع المواطنين في معاملاتهم»، متسائلًا: «هل لبنان سجن لمواطنيه بإدارة أميركية؟ هل وزير العدل أو حاكم مصرف لبنان موظفين عند الإدارة الأميركية في السجن الأميركي في لبنان؟». وأضاف: «نحن لا نقبل أن يكون لبنان سجناً، وعليكم أن تكونوا تحت إمرة الحكومة اللبنانية وادارتها لمصلحة الشعب اللبناني».

الإنذار الأخير

في الموازاة، أشار النائب غسان سكاف في حديث اذاعي إلى «أنّ المفهوم التفاوضي الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يقوم على تجربة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، وهي رسالة أولية في انتظار الأصداء التي ستصدر عنها، وهناك ضغط أميركي للتفاوض المباشر لإنهاء النزاع، وأميركا تعمل على فتح قنوات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، كما أنّ إسرائيل ترغب بذلك، دون ضمانات أميركية، وعلى لبنان إيجاد صيغة توفّق بين التفاوض المباشر وغير المباشر». وأضاف: «ما قاله توم بّراك كان الإنذار الأخير. ولبنان يجب ان يمهّد للمفاوضات ويعمل على تحقيقها، قبل ان تقوم إسرائيل بحرب واسعة على لبنان».

ميدانياً

ميدانياً، وعلى وقع استمرار تحليق المسيّرات الإسرائيلية على علو مخفوض وبكثافة فوق الأراضي اللبنانية خصوصاً فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية والجنوب، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي عبر منصة «إكس»: «دمّرت قوات احتياط من لواء الجبال (810) تحت قيادة الفرقة 210 في وقت سابق هذا الأسبوع مرابض تابعة للحزب الإرهابي في منطقة جبل روس (هار دوف) حيث دُمّرت هذه المرابض بهدف منع تموضع مستقبلي للحزب  في هذه المنطقة».

تعديلات طفيفة

على الصعيد النيابي، رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة النيابية التي خُصّصت لانتخاب أميني السر والمفوضين الـ3 وأعضاء اللجان، إذ بقيت هيئة مكتب المجلس على ما كانت عليه، فيما طرأ تعديل طفيف على لجنتي الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث حلّ النائب ملحم رياشي مكان النائب غياث يزبك في لجنة الإعلام، والنائب اديب عبد المسيح مكان النائب فريد الخازن في لجنة تكنولوجيا المعلومات.

كذلك أعلن بري بقاء رؤساء ومقرري اللجان في مواقعهم، حسب ما تبلّغ من اللجان النيابية.

الانتخابات النيابية

وعلى صعيد الجديد في الاستحقاق النيابي، قال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان بعد اجتماعها أمس: «نحن مصروّن على إجراء الانتخابات في موعدها. والحل في ما خصّ تصويت غير المقيمين يكون من خلال مشروع قانون تحضّره الحكومة وترسله إلى مجلس النواب. وأوجّه دعوة إلى الرئيسين عون وسلام لإدراج المشروع المقدّم من وزير الخارجية والتصويت عليه». ودعا عدوان إلى «طرح المسائل الخلافية على الهيئة العامة، وسنلتزم أي قرار يصدر عنها، ولكن لن نقبل أن نبقى في المجهول بالنسبة للانتخابات النيابية».

فيما اعلن النائب غسان سكاف انّه سيطلب تأجيل الانتخابات إلى 15 تموز، للسماح للمغتربين بالانتخاب خلال وجودهم في لبنان. مضيفاً «هذا ضمن تسوية سياسية تُطبخ خلف الكواليس».

«إكسبو الرياض»

على صعيد آخر، سلّم سفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور وليد بخاري إلى وزير الخارجية يوسف رجي أمس، دعوة للجمهورية اللبنانية إلى المشاركة في «إكسبو الرياض 2030»، الذي تستضيفه العاصمة السعودية خلال الفترة من 1 تشرين الاول 2030 وحتى 31 آذار 2031، تحت شعار «استشراف المستقبل». وجاء في الدعوة «انّ المملكة العربية السعودية تعتزم تقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ إقامة هذا المحفل العالمي بأعلى مراتب الابتكار، والإسهام بأداء دور فاعل وإيجابي لغد مشرق للبشرية؛ من خلال توفير منصة عالمية تسخّر أحدث التقنيات وتجمع ألمع العقول؛ بهدف الاستثمار الأمثل للفرص وطرح الحلول للتحدّيات التي تواجه كوكبنا اليوم، وذلك عبر ثلاثة مواضيع فرعية للمعرض: تقنيات مبتكرة، وحلول مستدامة، ومجتمعات مزدهرة».

جلسة حكومية غداً

يجتمع مجلس الوزراء غداً الخميس عند الثالثة بعد الظهر في القصر الجمهوري، لبحث جدول أعمال يضم أكثر من 40 بنداً حيوياً. وتشمل البنود اقتراحات قوانين أبرزها تعديل ولاية حاكم مصرف لبنان ومنع شطب الودائع، بالإضافة إلى مشاريع تتعلق بالإصلاح المصرفي واتفاقية استكشاف النفط في الرقعة 8. كما يبحث المجلس تعيينات إدارية وشؤوناً مالية، منها اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص وعرض مؤسسة البترول الكويتية لتوريد الفيول، إلى جانب مشاريع إنمائية وطابع تذكاري للجيش.

**************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

  إسرائيل تحذِّر الحزب من عواقب وخيمة.. والكونغرس يطالب بفرض عقوبات إضافية

تقدَّم السجال النيابي حول اقتراع المغتربين على ما عداه، على الرغم من انجاز جلسة اعادة تجديد «المطبخ الانتخابي» بسلاسة، مع تغيير طفيف في اعضاء بعض اللجان، وعدم تمكُّن نواب التغيير من إحداث خرق في الوصول الى رئاسة اي من اللجان العاملة في البلاد، في وقت لم تغادر فيه المسيَّرات الاسرائيلية سماء بيروت والضاحية الجنوبية، وقيل ان بعضها كان مجهزاً بقنابل صالحة للاستخدام، وليس عمليات استطلاع وتصوير صرفة، وفقاً لمصدر أمني مطلع.

واذا كانت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب حضرت بقوة لانعاش الاتفاق حول انهاء الحرب في غزة بين اسرائيل وحركة ح، بقيادة نائب الرئيس دي فانس، فإن المشهد على الساحة اللبنانية، اكتنفه غموض لجهة المسار المقبل لتطوير الرفض الاسرائيلي لآلية مراقبة وقف النار المعروفة بالميكانيزم والتي تجتمع دورياً في الناقورة.

وبانتظار تحرُّك الوسطاء عرباً كانوا ام اجانب فإن المخاوف آخذة بالتصاعد من جولة عنف او حرب جديدة في الاشهر القليلة المقبلة.

ونُقل عن مسؤول استخباراتي اسرائيلي ان قوات الاحتلال قد تتحرك من جانب واحد ضد الحزب، والعواقب ستكون وخيمة، متهماً الحكومة اللبنانية بأنها تتردد في التحرك ضد الحزب، وكشف ان الحزب زاد من وتيرة بناء قوته شمال الليطاني.

 

حملة في الكونغرس على الحزب

وفي واشنطن عقد مجلس الشيوخ الاميركي جلسة خصصها لبحث عمليات الحزب في اميركا اللاتينية، المخصصة للبحث في تمويل الحزب.

وقال السيناتور جون كورنيت ان الحزب نفذ سلسلة هجمات ارهابية ضد المصالح الاميركية منذ الثمانينات، داعياً الى تتبع الاموال غير المشروعة من اميركا الجنوبية الى الشرق الاوسط.

واتهم كورنيت الحزب بتهريب النفط وتزوير العملات وتهريب الاسلحة مطالباً بفرض عقوبات اضافية على شبكات التهريب والتمويل المرتبطة بالحزب.

وقال السيناتور شيلون وايتهاوس ان الحزب لا يزال احد ابرز ادوات ايران لزعزعة الاستقرار، لكن ماثيو لفت ان الحزب يواجه اليوم ازمة مالية غير مسبوقة، وقال معظم انشطة الحزب تدور في المناطق الحرة (F.T.ZS).

وعلى الصعيد الانتخابي، يجري التداول بمخارج للمأزق الخاص بالمغتربين، من بينها الغاء انتخاب النواب الستة، والسماح للمغتربين بالاقتراع إما بالمجيء الى لبنان، أو في اماكن انتشارهم على اساس التصويت لـ128 نائباً.

 

باراك الى بيروت؟

بعد البلبلة التي اثارها منشوره حول رؤيته لمسار الاوضاع في لبنان وتهديده غير المباشر بالتصعيد، اشارت معلومات غير رسمية إلى أن براك يستعد للعودة الى لبنان، وسيكون في بيروت في السابع من تشرين الثاني المقبل.

 

في هذه الاثناء استمر الترقب لما بعد انتهاء مراحل اتفاق وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى والجثامين في غزة لمعرفة التوجه الاميركي حيال الوضع اللبناني وما اذا كان منشور براك يُعبّر عن حقيقة الموقف الاميركي ام ان السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى سيحمل توجهات جديدة. وسط معلومات عن وصول سرب جديد من المقاتلات الاميركية الى المنطقة لمواكبة احتمال التصعيد العسكري في المنطقة. بينما كانت اسراب المسيَّرات الاسرائيلية تحوم فوق المقار الرئاسية في رسائل واضحة مباشرة لرئيسي الجمهورية والحكومة لإلتزام المطالب الاسرائيلية في التفاوض المباشرحول امور تتجاوز تنفيذ وقف اطلاق النار، ما يعني بقاء لبنان اسير مرحلة من المراحل بين اللاحرب واللا سلم واللا استقرار واللاإعمار. فيما يستمر العمل الفرنسي لإنجاز ترتيبات عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش في الرياض في الشهر المقبل لكن لم تظهرنتائج فعلية للحراك الفرنسي.

 

جلسة المجلس

اما في الحركة الداخلية فكان البارز جلسة المجلس النيابي التي اتسمت بالهدوء والبُعد عن الصخب السياسي، للتجديد لهيئة المكتب واللجان النيابية، بالتزكية مع تبديل لنائبين في لجنتين فقط، والتي استغلها بعض النواب لإعادة طرح اقرار مشروع قانون في مجلس الوزراء حول انتخاب المغتربين وتحويله للمجلس ليبت بالامر بدل حالة الضياع الحاصلة لديهم.

 

ورفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة النيابية التي خصصت لانتخاب أميني السر والمفوضين الثلاثة وأعضاء اللجان، وبقيت هيئة مكتب المجلس على ما كانت عليه بعد التجديد لها بالتزكية، فيما طرأ تعديل طفيف على لجنتي الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، حيث حل النائب ملحم رياشي مكان النائب غياث يزبك في لجنة الاعلام ، والنائب اديب عبد المسيح مكان النائب فريد الخازن في لجنة تكنولوجيا المعلومات .

 

وفاز بالتزكية اعضاء هيئة مكتب المجلس، وهم: ميشال موسى، آلان عون، هادي ابو الحسن، اغوب بقرادونيان وكريم كبارة.ثم تم انتخاب أعضاء لجنة المال وترشح النائب إبراهيم منيمنة لعضويتها، فلم يفز.وأعيد انتخاب الاعضاء كما هم.كما ترشحت النائب حليمة قعقور ولنائب فراس حمدان لعضوية لجنة الادارة والعدل ولم يحالفهما الفوز. وأعيد إنتخاب الاعضاء كما هم.

كما اعلن الرئيس بري في ختام الجلسة بقاء رؤساء ومقرري اللجان في مواقعهم حسب ما تبلغ من اللجان النيابية .


قانون الانتخاب

وقبل الجلسة وبعدها كانت للنواب مواقف من قانون الانتخاب، فقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب «انني طرحت سابقا على كل النواب سحب اقتراحات القوانين وترك واحد منها واكرر طلبي كي تركز اللجنة على قانون واحد».

 

واعلن النائب غسان سكاف من المجلس ايضا انه سيطلب تأجيل الانتخابات إلى 15 تموز للسماح للمغتربين بالانتخاب خلال تواجدهم في لبنان. مضيفا «هذا ضمن تسوية سياسية تطبخ خلف الكواليس».

 

واعتبر عضوكتلة الكتائب النائب الياس حنكش ، تعليقا على مشروع قانون النائب غسان سكاف لتأجيل الانتخابات، ان «البلد وصل الى ما وصل اليه لاننا لم نحترم المهل الدستورية وعلينا ان نحرص على احترام الدستور والمهل وممنوع ان تتأجل الانتخابات وسنضغط كي يقترع المغتربون للنواب الـ128 رغم كل المحاولات التي نراها».

 

وقال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان بعد انتهاء جلسة مجلس النواب التي عقدت اليوم «مصروّن على اجراء الانتخابات في موعدها والحل في ما خص تصويت غير المقيمين يكون من خلال مشروع قانون تحضره الحكومة وترسله إلى مجلس النواب وأوجّه دعوة إلى الرئيسين عون وسلام لإدارج المشروع المقدم من وزير الخارجية والتصويت عليه».

 

اضاف «لطرح المسائل الخلافية على الهيئة العامة وسنلتزم أي قرار يصدر عنها ولكن لن نقبل أن نبقى في المجهول بالنسبة للانتخابات النيابية».

 

وزار وزير الثقافة غسان سلامة معراب، والتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحضور وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والمهجرين كمال شحاذة، وتطرق البحث الى مشروع القانون المتعلق بانتخاب المغتربين في الخارج، والذي قدمه الوزير رجي، فضلاً عن مسار لجنة الميكانيزم.

 

ومساء أمس عقد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل مؤتمراً صحافياً في مركز الحزب ببيت الكتائب في الصيفي، موضحًا موقفه المفصّل من قانون انتخاب المغتربين والقرار المتعلق بتخصيص ستة مقاعد لهم، ومؤكِّدًا أن الكتلة التي يمثّلها ستواصل المعركة بمختلف الساحات: مجلسي الوزراء والنواب وربما الشارع حتى تحقيق هدفها.واكد رفض تخصيص ستة مقاعد للمغتربين «لأنه شكل من أشكال العزل والفصل بين المغترب وبلده». وقال: أن هدف الكتائب أن يؤثر الاغتراب في الـ128 مقعدًا، لأن عندما نخصص 6 نواب نكون حصرنا الاغتراب.

 

وتطرّق إلى تجارب سابقة لاقتراع المغتربين قائلاً: إنّ في أول انتخابات شارك عدد قليل من المغتربين نحو 30 ألفًا، وفي الانتخابات الثانية باتوا 130 ألفًا لأن اللبنانيين بدأوا يثقون، وهذه المرة سيكون العدد أكبر. ونحن نتكلم عن ملايين اللبنانيين ليصوتوا في الانتخابات المقبلة.وحث المغتربين على التسجيل للإقتراع على اللوائح الاغترابية بأي شكل مع مواصلة المعركة للسماح لهم بالتصويت لـ 128 نائباً.

 

وخاطب النائب الجميل الرئيس بري: لا يحق لأي احد بالوقوف امام الارادة الشعبية بإلغاء قانون انتخاب النواب الستة، ولا يمكن للاقلية التحكم بالاكثرية، فالاقلية تريد اقصاء اللبنانيين، واتهم الاقلية بأنها هي من دمّرت البلاد.

 

مجلس وزراء الخميس

ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم غد الخميس في القصر الجمهوريّ، لبحث جدول أعمال من 44 بنداً لا يتضمن مشروع قانون وزير الخارجية لتعديل قانون الانتخاب، وابرزالبنوده:

البند 20 تعيينات مختلفة. وتردد انهاقد تشمل تعيين مديرعام الموارد المائية ومديرعام النفط.

-طلب وزارة المالية الموافقة على مشروع قانون الإصلاح المصرفي.

• طلب وزارة الطاقة والمياه الموافقة على منح إتفاقية إستكشاف وإنتاج في الرقعة رقم8 في المياه البحرية اللبنانية.

• عرض مشروع الإتفاقية مع الجانب القبرصي حول ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية – القبرصية.

• إقتراح قانون يرمي إلى منع المصارف من شطب أو تصفير أو حسم الودائع.

• إقتراح قانون يرمي إلى تعديل ولاية حاكم مصرف لبنان.

• عرض وزارة البيئة إنشاء نظام متكامل لإدارة النفايات الصلبة في بيروت والمتن.

• طلب وزارة الطاقة والمياه الموافقة على العرض المقدم من قبل مؤسسة البترول الكويتية للتجارة بصفتها ممثلة لدولة الكويت يتعلق بتوريد كمية من مادة الغاز أويل لزوم معامل إنتاج الطاقة لدى مؤسسة كهرباء لبنان على سبيل التسوية.

• إقتراح قانون يرمي إلى تحديد الفائدة القانونية على القروض المصرفية بمعدل ٢بالمئة.

اضافة الى امور وزارية اجرائية وطلبات من الوزارات لصرف اعتمادات وتنفيذ اشغال وقبول هبات وتوقيع اتفاقيات والمشاركة في مؤتمرات واجتماعات تعقد في الخارج على نفقة الإدارة أو على حساب الجهة الداعية.

 

«بيروت واحدة»

وتحفيز الاقتصاد والاستثمار كان عنوان مؤتمر بيروت واحد «Beirut one» الذي عقد في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي وسط بيروت، بحضور شخصيات اقتصادية واعضاء المجلس.

واكد وزير الاقتصاد عامر البساط ان هدف المؤتمر استثماري، عبر جمع عشرات من المستثمرين بعد سنوات من الغياب بسبب الازمات المتتالية، والتأكيد ان لبنان ليس بلد ازمات، بل بلد فرص واستثمارات مربحة، مشيراً الى ان مسار الاصلاح بدأ فعلاً.

 

قاسم ينتقد وزير العدل وحاكم مصرف لبنان

في المواقف، أعلن الأمين العام لـ«الحزب» الشيخ نعيم قاسم في كلمة، في حفل إطلاق كتاب» الغناء والموسيقى – بحوث للإمام الخامنئي»، «نحن أمام محطة من محطات الصراع فيها الكثير من الألم والأمل لأن «إسرائيل» لم تحقق أهدافها ولن تحقق أهدافها»، معتبرا «ان نتنياهو يستطيع القول أنه يقتل في كل مكان لكنه لا يستطيع القول أنه استقر وأن المستقبل للكيان الإسرائيلي».

 

وقال: ان التدخل الأميركي سيئ جدا في لبنان والمنطقة ويثبت بأنه يقود الإبادة والمجازر لأن لديه مشروعا توسعيا، و عندما يطرح نتنياهو «إسرائيل الكبرى» فهي في خدمة أمريكا الكبرى لأننا نرى ما يصنعه ترامب في كل العالم.

 

وتوجه الشيخ قاسم للإدارة الأميركية وتوم باراك: كفى تهديداً للبنان من أجل إعدام قوته وجعله جزءا من إسرائيل الكبرى، مشيرا الى ان استقرار لبنان يتحقق من خلال كف يد إسرائيل. وقال :لا يمكن أن يعطي لبنان «إسرائيل» ما تريد، ولا أميركا طالما هناك شعب أبي وتضحيات كبيرة قدمت وقابلة لتقدم.

 

وأكد قاسم وجوب «أن يبقى لبنان سيدا حرا عزيزا مستقلا»، لافتا الى ان «اسرائيل لا تريد تطبيق الاتفاق وإنهاء النزاع بينها وبين لبنان لأنها تريد ابتلاع لبنان وإلغاء وجوده». وقال:من يظن أن إلغاء سلاح الحزب ينهي المشكلة مخطئ لأن سلاحه جزء من قوة لبنان وهم لا يريدون للبنان قوة.

 

وتابع: قاسم :نحن لا يؤثر بنا التهديد، وطبقوا الاتفاق فلبنان طبقه وكل المناورات والضغوط هي استنزاف وتضييع للوقت، متوجها الى الحكومة: عليكم أن تكونوا مسؤولين عن السيادة، فاعملوا بطريقة صحيحة من أجل حماية السيادة. أنتم مسؤولون عن إعادة الإعمار.

 

واعتبر ان «حاكم مصرف لبنان ليس موظفا عند أميركا كي يضيِّق على المواطنين بأموالهم، وعلى الحكومة أن تضع حداً له. وقال :وزير العدل ليس ضابطة عدلية عند أميركا وإسرائيل وعليه أن يتوقف من منع المواطنين في معاملاتهم.

وسأل :«هل لبنان سجن لمواطنيه بإدارة أميركية؟ وقال:عليكم أن تكونوا تحت إمرة وإدارة الحكومةاللبنانية لمصلحة الشعب اللبناني.

ورأى «ان الاستعراض الذي قام به ترامب في شرم الشيخ ليس عرضاً للسلام».

 

وقال عضو الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ان «الجو العام السياسي والميداني في إسرائيل يوحي بأننا نتجه إلى تصعيد عسكري ما»، مضيفا «لبنان قام بكل ما عليه في الأشهر الأخيرة والكرة الآن في ملعب إسرائيل» .

 

ميدان الجنوب

ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، أنه نفذ «عملية برية ليلية داخل الأراضي اللبنانية».وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي عبر حسابه على «أكس»: «دمرت قوات احتياط من لواء الجبال (810) تحت قيادة الفرقة 210 في وقت سابق هذا الأسبوع مرابض تابعة للحزب الإرهابي في منطقة جبل روس – هاردوف(مزارع شبعا المحتلة) حيث دمرت هذه المرابض بهدف منع تموضع مستقبلي للحزب  في هذه المنطقة» .

 

أضاف: «سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل».

وألقت محلّقة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه مواطنين يعملون في قطاف الزيتون في بليدا. ومساء افيد عن عملية تمشيط معادية بالأسلحة الرشاشة باتجاه الخيام.

وبعد تحليق مسيَّرات الاحتلال امس فوق القصر الجمهوري، حلقت أمس مسيَّرة إسرائيلية فوق السرايا الحكومية، في مزيد من الرسائل العسكرية للبنان.

 

وكانت مسيَّرة إسرائيلية قد حلّقت منذ الصباح في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت، واعادت التحليق مرات عدة ووصلت إلى اجواء منطقة عاليه.

وبعد ظهر أمس اخترقت 3 مسيَّرات معادية اجواء الضاحية الجنوبية على ارتفاع منخفض وشوهدت بالعين المجردة. كما حلّق الطيران الحربي فوق مدينة الهرمل.

**************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 لبنان امام الخيار الحاسم… برّاك نطق بلسان ترامب؟

قلق رسمي من استطلاع «بعبدا» والبرلمان يعيد انتاج «الحياة الدستورية»

«بيروت1» على السكة… هل يزور بن فرحان بيروت؟

 

في خضمّ التحوّلات التي تشهدها المنطقة، وتحديداً بعد الانعطافة الواضحة في مقاربة واشنطن لملفات الشرق الأوسط، برزت سلسلة تغريدات المبعوث الأميركي إلى لبنان توم برّاك كحدث سياسي لافت أعاد تسليط الضوء على موقع لبنان في خريطة الأولويات الأميركية الجديدة. فالتغريدات التي اتّسمت بلهجة غير اعتيادية من حيث حدتها وصراحتها، لم تقرأ في بيروت كمجرد مواقف إعلامية عابرة، بل كجزء من استراتيجية ضغط متدرّج تعتمدها الإدارة الأميركية لإعادة رسم موازين القوى داخل لبنان، ومحاولة التأثير في مسار الصراع بين محوري واشنطن ومحور طهران.

 

فتوقيت المواقف الأميركية لم يكن صدفة، في لحظة تستخدم فيها واشنطن الأدوات الاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية بدل المواجهة العسكرية المباشرة، لتحقيق اهدافها، حيث يشكل لبنان على ما يبدو ساحة اختبار نموذجية لهذه المقاربة الجديدة، في مشهد سياسي داخلي يهدد بمزيد من الانقسام والتوتر، مع خشية حقيقية من أن تتحوّل تغريدة إلى شرارة أزمة سياسية جديدة.

 

من هنا، فإن تحليل مضمون وتداعيات تصريحات براك لا يمكن عزله عن الاستراتيجية الأميركية الأوسع في المنطقة، ولا عن التحولات الإقليمية التي تفرض على لبنان أن يعيد تحديد موقعه في لعبة المحاور الكبرى. فما بدا تغريدات على منصة «إكس»، هو في الواقع «بيان سياسي مصغّر» يحمل بين سطوره إشارات إنذار، ورسائل تذكير، وربما خريطة طريق جديدة ترسمها واشنطن لبيروت في مرحلة تتجه فيها المنطقة نحو إعادة توزيع النفوذ والولاءات.

 

تصعيد براك

وفيما يبدو ان فترة السماح انتهت مع عودة واشنطن الى لغة التحذير من الاسوأ، مع اقتحام المبعوث الاميركي توم براك للمشهد اللبناني، عبر حزمة من التغريدات العالية السقف، بعد فترة من الانكفاء العلني المقصود، الذي اخفى وراءه حركة ناشطة في الكواليس، ارتفعت وتيرتها بعد لقاء رئيس الجمهورية بوزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو، على هامش اجتماعات الـ 80 للهيئة العامة للامم المتحدة في نيويورك، بمشاركة براك واورتاغوس، مع ما حملته معها من اشارات بالغة الدقة، «تجاهلها المسؤولون اللبنانيون، وفقا لمصادر اميركية – لبنانية، كاشفة ان لقاء عون – روبيو، تبعته جلسات من النقاش بين المسؤولين في الادارة الاميركية على اكثر من مستوى، من اكثر من جهة، خلصت الى ما اعلنه براك على طريقته، بالاتفاق مع وزير الخارجية، الذي يتولى حاليا الاشراف على الملف اللبناني، الى حين استلام مساعده لشؤون الشرق الادنى مهامه، بعد الانتهاء من فترة الاغلاق.

 

وتابعت المصادر بان الجانب اللبناني الرسمي، قرأ كلام الرئيس دونالد ترامب من اسرائيل في غير موقعه الصحيح، مسقطا «الربط المشروط الذي وضعه»، والذي يصب في اطار كلام براك نفسه، وان جاء بصيغة اكثر عمومية، مؤكدة ان بيروت مقبلة على ايام صعبة، على كافة المستويات، ذلك ان ما كان مقبولا اميركيا قبل اشهر ورفض لبنانيا، لن يكون مقبولا اليوم، وبالتالي على السلطة اللبنانية ان تتعامل بواقعية مع فشل اتفاق وقف النار الموقع في 27 تشرين 2024، بكل تداعياته.

 

وختمت المصادر بان «ترويكا» الحكم في بيروت تتصرف من منطلق انها تقدم حبل النجاة للادارة الاميركية لاخراجها من «الورطة اللبنانية»، وهو ما يجافي الحقيقة تماما، اذ ان «المحشور» هو لبنان، ومن يحتاج للخروج من المربع الذي يراوح فيه هو بيروت.

 

لقاء باريس

ومن باريس، التي «غرد» منها براك على منصة» اكس»، عقد اجتماع بين الاخير ووزير خارجية فرنسا جان – نويل بارو، تناول الملفين اللبناني والسوري، وشؤون المنطقة، حيث جرى نقاش مفصل في مضمون الكلام الذي اعلنه الموفد الاميركي، ساده بعض التمايز لجهة مقاربة الاهداف والنتائج، وفقا لمصادر دبلوماسية مواكبة، مشيرة الى ان مؤتمر دعم الجيش «المتعثر»، احتل مساحة مهمة من النقاش، حيث كان اتفاق على ضرورة الحصول على لوائح مفصلة ودقيقة لحاجات الجيش وفقا لاولويات مراحل الخطة.

 

وتابعت المصادر، بان باريس تحاول احداث خرق في هذا المجال، عبر «تليين» الموقف الاميركي، والذي ظهر واضحا خلال لقاءات بارو الاسبوع الماضي مع مسؤولين سعوديين، تناولت دعم الجيش والتي انتهت الى خلاصة «سلبية»، في ظل العجز عن تحديد موعد ومكان عقد المؤتمر، وسط صعوبة تامين مشاركين من الجهات المانحة، حيث بينت الاتصالات وجود هوة كبيرة بين اولويات الدول وساحات المساعدات.

 

موقف بيروت

مصادر سياسية لبنانية لفتت الى ان لا خلاف «رسمي» مع الثنائي حول مبدأ التفاوض الذي طرحه رئيس الجمهورية، بناء لاقتراح من رئيس الحكومة نواف سلام، الذي عرض فكرة التفاوض وفق النموذج الذي جرى خلال اتفاق الترسيم البحري عام 2022، عبر وساطة «الدبلوماسية المكوكية» التي تولاها في حينه الموفد الرئاسي اموس هوكشتاين، تاركا لرئيس الجمهورية تامين الاجماع الداخلي حول الخطوة، في رد على الطروحات الاميركية المتتالية والضاغطة باتجاه حوار مع تل ابيب، ثابته ان يكون مباشرا.

 

واشارت المصادر إلى أن لبنان بات اليوم أمام واقع جديد ومغاير عن المراحل السابقة، كاشفة ان المفاوضات التي قيل إنها جاءت من خلال عرض قدم لرئيس الجمهورية في نيويورك لا صحة لها، بل هناك جدية أميركية في دفع لبنان نحو المفاوضات مع إسرائيل، في ظل تنسيق أميركي – سعودي، قد يكون لبنان لاحقا على أجندته، متوقعة زيارة للموفد الاميري السعودي يزيد بن فرحان الى بيروت خلال الايام المقبلة.

 

وتتابع المصادر بان ثمة وجهة نظر في البلد لا يستهان بها، تنطلق من ضرورة اعتماد بيروت مقاربات اكثر مرونة في التعامل مع المتغيرات الاقليمية، خصوصًا مع ضيق الوقت والضغوط الأميركية المتزايدة لتحديد مسار واضح قبل نهاية العام الحالي، في حين تواصل إسرائيل تصعيدها الميداني على الحدود، ما يجعل أي تأخير إضافي مكلفًا سياسيًا وأمنيًا.

 

رسائل «اسرائيل» الجوية

وسط هذا المشهد السياسي الملبد، المنذر بقدوم العاصفة، يشهد الوضع العسكري حركة غير اعتيادية، سواء على الارض جنوبا او في الجو، في ظل «هستيريا» الطائرات المسيرة التي تغطي الاراضي اللبنانية منذ اكثر من 24 ساعة بشكل متواصل، خرقت معها قواعد وخطوطا حمراء رسمتها في الفترة الماضية التوازنات الدولية، والتي يبدو انها سقطت.

 

اوساط «خبيرة» رات ان تحليق الطائرات المسيّرة الإسرائيلية فوق بيروت، والقصر الجمهوري، تحديدا، كما ونوعا، ليس حدثاً عادياً يمكن إدراجه في خانة «الخرق الروتيني» للأجواء اللبنانية، خصوصا ان الحدث جاء في لحظة سياسية وأمنية مشحونة، يتقاطع فيها الداخل اللبناني المنقسم حول دعوة رئيس الجمهورية للحوار مع إسرائيل، مع تصعيد ميداني متواصل على الحدود الجنوبية وتبدّل في قواعد الاشتباك غير المعلنة، وسط ترقب قلق حول ما اذا هذا التحرك الجوي رسالة تحذير سياسية موجّهة إلى الداخل اللبناني، بمثابة إعادة رسم خريطة الردع النفسي والسياسي مع لبنان، أم أنه جزء من عملية استخباراتية مركّبة تهدف إلى جمع معلومات دقيقة حول التحركات في محيط بعض المقرات الرسمية، حيث لم يحصل المعنيون حتى الساعة على أي اجابات واضحة من عواصم القرار.

 

وتشير الاوساط الى ان المعطيات الميدانية تظهر أنّ إسرائيل باتت تستخدم المسيّرات ليس كوسيلة استطلاع فحسب، بل كأداة ضغط سياسي واستراتيجي، في إطار ما تسميه دوائرها العسكرية «الردع الذكي»، أي ممارسة الهيمنة عبر الفضاء، من دون الدخول في حرب مباشرة، ما يطرح جملة تساؤلات: هل تريد إسرائيل عبر تحليقها المكثّف فوق بيروت توجيه إنذار مبطن إلى السلطة اللبنانية الراعية لمبادرة الحوار؟ أم أن الهدف الحقيقي هو استخباراتي بحت، يرمي إلى تحديث بنك الأهداف قبل التحرك العسكري المحتمل في المرحلة المقبلة؟

 

وتختم المصادر، بالتاكيد انه بين هذين الاحتمالين، تبقى الحقيقة الأوضح أن ما يجري في سماء بيروت هو جزء من معركة صامتة تدور فوق الرؤوس، وتخفي وراءها رسائل سياسية دقيقة، وحسابات أمنية معقّدة.

 

معراب – عين التينة

واذا كانت شهدت الساحة السياسية اللبنانية خلال الساعات الماضية تصعيدًا لافتًا بين قطبين بارزين في المشهد البرلماني، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لم يقتصر على تبادل الاتهامات الشخصية أو الانتقادات الإعلامية، بل أظهر بوضوح هشاشة التوافق داخل المجلس، وتعقيدات التوازنات الطائفية والسياسية التي تحكم عمل البرلمان، الا انه لم يترك تداعياته على جلسة الامس، والتي نجحت الاتصالات المكوكية التي جرت خلال الساعات الاخيرة في تمريرها بهدوء، وتامين نصابها، في مؤشر الى عدم رغبة أي من الاطراف للذهاب بعيدا في المواجهة، وحتى التعطيل.

 

الجلسة النيابية

وكان رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة العامة التي التأمت برئاسته، وخصصت لانتخاب أميني السر والمفوضين الثلاثة وأعضاء اللجان، وبقيت هيئة مكتب المجلس على ما كانت عليه، فيما طرأ تعديل طفيف على لجنتي الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث حل النائب ملحم الرياشي مكان النائب غياث يزبك في لجنة الاعلام، والنائب أديب عبد المسيح مكان النائب فريد الخازن في لجنة تكنولوجيا المعلومات. وأعلن بري في ختام الجلسة بقاء رؤساء ومقرري اللجان في مواقعهم حسب ما تبلغ من اللجان النيابية. وفي التفاصيل، أعاد النواب انتخاب هيئة مكتب مجلس النواب كما كانت في السابق من دون تغيير لعدم ترشّح أي نائب، بما يشمل أميني السر والمفوضين الثلاثة، فيما فاز النائب آلان عون بالتزكية بمنصب أمين سر مجلس النواب.

 

قانون الانتخابات

اما بالنسبة للجدل الذي رافق انتخابات المجلس الداخلية حول موضوع قانون الانتخابات، وضعته مصادر معنية في اطار ملء الوقت الضائع، في ظل طبخة يعمل عليها في الكواليس، تقودها فرنسا، وتتمحور حول الغاء المقاعد الستة في الخارج، على ان يتم الاقتراع في لبنان لمن يرغب من المغتربين، رغم ان طيف كلام براك كان حاضرا في اللقاءات الجانبية تحديدا لجهة كلامه عن انتفاضة 17 تشرين جديدة في حال تاجيل الانتخابات بحجة الحرب او غيرها.

علما ان النائب غسان سكاف أعلن من المجلس، انه سيطلب تأجيل الانتخابات إلى 15 تموز للسماح للمغتربين بالانتخاب خلال تواجدهم في لبنان، مضيفا ،هذا ضمن تسوية سياسية تطبخ خلف الكواليس.

 

«بيروت 1»

التعثر «العسكري» المترافق مع انعدام الحديث عن مؤتمر الدعم الاقتصادي الذي يريده الرئيس ماكرون ويعمل له، نتيجة الشروط الاميركية الصارمة، دفع بالحكومة اللبنانية الى استنساخ التجربة السورية، ودعوة رجال الاعمال الى مؤتمر يعقد في 18 و19 تشرين الثاني في بيروت، تحت عنوان «beirut1 « يجمع العشرات من المستثمرين بعد سنوات من الغياب، بهدف اعادة تفعيل الاقتصاد اللبناني وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.

 

وفي هذا الاطار انطلقت امس من مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي وبحضور وزير الاقتصاد، التحضيرات الرسمية، على بعد شهر من الافتتاح الرسمي، حيث تكشف مصادر وزارية عن طرح برامج استثمارية فعلية بقيمة تتجازو الـ 7.5 مليار دولار تشمل مشاريع البنى التحتية والنقل والطاقة والمياه والخدمات، اضافة الى القطاعات الانتاجية والسياحة والاقتصاد الابداعي وريادة الاعمال، ما سيسمح باطلاق سلسلة من المشاريع «الانمائية»، رغم صرخة الصناعيين، على خلفية ما حصل مع بعض المؤسسات الانتاجية، من تنورين وغيرها، وما رافقها من تداعيات الى خسارة عشرات ملايين الدولارات مع الغاء عقود تصدير للخارج، في وقت لا تزال فيه المعالجات الرسمية دون المستوى المطلوب.

 

يشار، الى ان اجواء رجال الاعمال الفرنسيين، غير مشجعة على هذا الصعيد، اذ نقل عن اوساط اقتصادية في فرنسا، ان انطباع بعض اعضاء الوفد الاقتصادي الفرنسي الذي زار بيروت منذ قرابة الاسبوعين، مطلعا على الاوضاع والخطط اللبنانية على صعيد خطة الانقاذ والاصلاح، لم يكن ايجابيا، في ظل قناعة تاكدت لديهم بعد اللقاءات التي عقدت مع المسؤولين، في مقدمتهم الرؤساء الثلاثة، بان لا مجال لاي اصلاح او تغيير في ظل التوازنات الحالية في لبنان، والاهم اسلوب وطريقة مقاربة الملفات والازمات، والتي ما زالت تراوح مكانها ولم تشهد اي تغيير في الذهنية.

**************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

المسيّرات لا تفارق الأجواء وبراك يعود الشهر المقبل

لم تخرج الحركة السياسية في البلاد امس من مدار البحث والتعمق في ابعاد مواقف المبعوث الاميركي توم براك التي حذّرت لبنان من التردد في عملية حصر السلاح، فخضعت لجلسات معاينة وتمحيص في الكواليس السياسية الرسمية، لاتخاذ الخطوات اللازمة والتصرف في ضوء ما تضمنت من تحذيرات ونصائح، فيما ظلل جلسة التجديد لمطبخ مجلس النواب، ملفُ انتخاب المغتربين.

 

قانون رجي

في السياق، قال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان بعد الجلسة التي عقدت امس في ساحة النجمة “مصروّن على اجراء الانتخابات في موعدها والحل في ما خص تصويت غير المقيمين يكون من خلال مشروع قانون تحضره الحكومة وترسله إلى مجلس النواب وأوجّه دعوة إلى الرئيسين عون وسلام لإدارج المشروع المقدم من وزير الخارجية والتصويت عليه”. اضاف “لطرح المسائل الخلافية على الهيئة العامة وسنلتزم أي قرار يصدر عنها، ولكن لن نقبل أن نبقى في المجهول بالنسبة للانتخابات النيابية”.

 

احترام المهل

بدوره، اعتبر النائب الياس حنكش ، تعليقا على مشروع قانون النائب غسان سكاف لتأجيل الانتخابات، ان “البلد وصل الى ما وصل اليه لاننا لم نحترم المهل الدستورية وعلينا ان نحرص على احترام الدستور والمهل وممنوع ان تتأجل الانتخابات وسنضغط كي يقترع المغتربون للنواب الـ128 رغم كل المحاولات التي نراها”.

 

الى 15 تموز

وكان سكاف أعلن من المجلس ايضا، انه سيطلب تأجيل الانتخابات إلى 15 تموز للسماح للمغتربين بالانتخاب خلال تواجدهم في لبنان. مضيفا “هذا ضمن تسوية سياسية تطبخ خلف الكواليس.”

 

لقانون واحد

بدوره، أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب “انني طرحت سابقا على كل النواب سحب اقتراحات القوانين وترك واحد منها واكرر طلبي كي تركز اللجنة على قانون واحد”.

 

القديم على قدمه

وبرئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، عقدت جلسة نيابية خصصت لانتخاب أميني السر والمفوضين الـ3 وأعضاء اللجان وبقيت هيئة مكتب المجلس على ما كانت عليه ، فيما طرأ تعديل طفيف على لجنتي الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث حلّ النائب ملحم رياشي مكان النائب غياث يزبك في لجنة الاعلام، والنائب اديب عبد المسيح مكان النائب فريد الخازن في لجنة تكنولوجيا المعلومات. كما اعلن الرئيس بري في ختام الجلسة بقاء رؤوساء ومقرري اللجان في مواقعهم حسب ما تبلغ من اللجان النيابية.

 

سلامة في معراب

وسط هذه الاجواء، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب وزير الثقافة غسان سلامة في حضور وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والمهجرين كمال شحادة. وتداول المجتمعون في التطورات السياسية المحليّة ولا سيما الوضع الأمني والقلق حيال المرحلة المقبلة، الى مشروع القانون المتعلق بانتخاب المغتربين في الخارج الذي قدمه وزير الخارجية يوسف رجيّ، فضلاً عن مسار لجنة “الميكانيزم”.

 

نحو تصعيد

في السياق، قال عضو الوفاء للمقاومة النائب علي فياض ان “الجو العام السياسي والميداني في إسرائيل يوحي بأننا نتجه إلى تصعيد عسكري ما”، مضيفا “لبنان قام بكل ما عليه في الأشهر الأخيرة والكرة الآن في ملعب إسرائيل”.

 

بين المباشر وغير المباشر

في الموازاة، أشار النائب سكاف الى ان المفهوم التفاوضي الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يقوم على تجربة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، وهي رسالة أولية بانتظار الأصداء التي ستصدر عنها وهناك ضغط أميركي للتفاوض المباشر لإنهاء الصراع، وأميركا تعمل على فتح قنوات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، كما أن إسرائيل ترغب بذلك، دون ضمانات أميركية، وعلى لبنان إيجاد صيغة توفّق بين التفاوض المباشر وغير المباشر”. وأضاف في حديث اذاعي “ما قاله توم بّراك كان الانذار الأخير ولبنان يجب ان يمهد للمفاوضات ويعمل على تحقيقها قبل ان تقوم اسرائيل بحرب واسعة على لبنان”.

 

في الميدان

ميدانيا، وعلى وقع استمرار تحليق المسيرات الاسرائيلية على علو منخفض وبكثافة فوق الاراضي اللبنانية خاصة فوق بيروت والضاحية الجنوبية والجنوب، كتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي عبر حسابه على “أكس”: “دمرت قوات احتياط من لواء الجبال (810) تحت قيادة الفرقة 210 في وقت سابق هذا الأسبوع مرابض تابعة للحزب الإرهابي في منطقة جبل روس (هار دوف) حيث دمرت هذه المرابض بهدف منع تموضع مستقبلي للحزب  في هذه المنطقة”. أضاف “سيواصل جيش الدفاع العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل”. ايضا، سُجل إشكال بين الأهالي وقوات اليونيفيل على طريق محرونة- ديرنطار، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني الذي وصل إلى المكان لمراقبة الوضع وحل الاشكال.

 

إكسبو الرياض

من جهة ثانية، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري الذي سلّمه دعوة للبنان للمشاركة في معرض “إكسبو الرياض” 2030 الذي تستضيفه المملكة خلال الفترة من 1 تشرين الأول 2030 ولغاية 31 آذار 2031. وشكّل اللقاء فرصة لبحث المستجدات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

 

براك عائد الشهر المقبل؟

شكلت المواقف اللافتة للمبعوث الأميركي توم براك مدار بحث في الاجتماع الذي انعقد في بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي السياق، أشارت معلومات الـ”MTV”، إلى أن براك يستعد للعودة الى لبنان، وسيكون في بيروت في السابع من تشرين الثاني المقبل.

**************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

بعبدا تستوضح “الميكانيزم” عن حركة المسيّرات

“خريفٌ سياسي” تفاوضيًا وانتخابيًا

هل دخلت البلاد في نفق “الخريف السياسي” تفاوضيًا وانتخابيًا؟

 

المساران متعثران، مسار الانتخابات النيابية التي تبدو عالقة في دُرجِ رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يرفض أي مس بقانون الانتخابات، ويطالب بتطبيقه، كما هو، بما فيه بند النواب الستة الذي يستحيل تطبيقه، ومسار التفاوض الغامض بين الشروط الأميركية المرتفعة التي عبَّر عنها أخيرًا الموفد الأميركي توم براك في رسالته التحذيرية المسهبة التي يمكن اعتبارها “جرس إنذار” للبنان.

 

سؤال للميكانيزم: ما قصة المسيّرات؟

وعلمت “نداء الوطن” أن بعبدا تواصلت مع لجنة الميكانيزم بشأن حركة المسيرات في الأيام الأخيرة وللاستفسار عما يحضر للبنان، لكن لم يصل جواب بعد لأن اللجنة ستتواصل مع إسرائيل لمعرفة اتجاه الأوضاع مع أن تل أبيب لا تكشف عن خطواتها العسكرية.

 

لقاءات السفير عيسى قبل التوجّه إلى بيروت

توازيًا، علمت “نداء الوطن أن السفير الأميركي الجديد إلى لبنان ميشال عيسى سيلتقي غدًا الخميس عددًا من اللبنانيين الأميركيين وذلك قبيل توجهه إلى بيروت لاستلام مهامه الشهر المقبل.

وفيما لن تُطرح مسألة التفاوض في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، يُتوقع أن يتطرق إليها الرئيس جوزاف عون في مستهل الجلسة بشكل عام، في ظل الحاجة إلى مزيد من المشاورات، والاطلاع على الموقفين الإسرائيلي والأميركي، لتحديد اتجاهات المرحلة المقبلة.

جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الخميس في بعبدا من أربعة وأربعين بندًا ومن أبرز بنوده: اقتراح قانون يرمي إلى منع المصارف من شطب أو تصفير أو حسم الودائع، تعديل ولاية حاكم مصرف لبنان، طلب وزارة المال الموافقة على مشروع قانون الإصلاح المصرفي وتعيينات مختلفة (لم تُحدَّد طبيعتها).

 

عدوان لإدراج مشروع رجّي والتصويت عليه

على صعيد الاستحقاق النيابي، يبدو مسار الانتخابات النيابية عالقًا في أدراج رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد وجه رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان دعوة إلى الرئيسين عون وسلام لإدارج المشروع المقدم من وزير الخارجية يوسف رجي والتصويت عليه”. وطالب “بطرح المسائل الخلافية على الهيئة العامة والالتزام بأي قرار يصدر عنها لكن لا يمكن القبول بأن نبقى في المجهول بالنسبة للانتخابات النيابية”.

 

الجميِّل يناشد عون وسلام

رئيس حزب الكتائب سامي الجميل توجه إلى الرئيس بري بالقول: إرادة الشعب تتجسد بـ 67 نائبًا يقولون بوضوح إنهم يريدون إلغاء الـ 6 نواب وتبني الـ 128 ولا يحق لأحد أن يقف بوجه الإرادة الشعبية وإرادة المجلس النيابي ولا يمكن لأحد أن يقول هذا القانون النافذ أقرّ ولا أريد تعديله فكيف ذلك؟ لماذا يتم تعديل القوانين؟ نحن نعدل القوانين في كل لحظة فلماذا لا يمكن تعديل هذا القانون؟”.

وفي رسالة إلى رئيسي الجمهورية والحكومة قال: “كلنا نراعي بعضنا، لكن هذا الإقصاء بحق مئات الآلاف من اللبنانيين بالمشاركة في تقرير مصير بلدهم هو تعدٍ على حقوق الآخرين، والحرية تقف عندما تبدأ حرية الآخر، حريتك تقف عندما تبدأ المس بحرية الآخرين، وأنتم تمسون بحرية الآخرين وتتعدون على حقوقهم، لذلك أتمنى على الرئيسين عدم المسايرة بموضوع له علاقة بمئات آلاف الناس فهذا ليس تفصيلًا في الحياة السياسية”.

 

عون: مشاكل سببها غياب التدابير القضائية وانتشار الفساد

في هذا الوقت كان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يؤكد أن غالبية المشاكل التي عانى منها لبنان كانت بسبب غياب التدابير القضائية وانتشار الفساد، “ولكن، هناك حاليًا مسار لتفعيل عمل القضاء الذي بدأ القيام بواجبه”.

وأشار إلى الخطوات العديدة التي تم اتخاذها بمعية وزير العدل، لتحسين القضاء ومنها التشكيلات القضائية التي كانت متوقفة منذ أكثر من 7 سنوات، وقانون استقلالية القضاء الذي أعادته رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب لدرسه مجددًا.

وأوضح أن المشاكل التي عانى منها لبنان سابقًا، كانت بغالبيتها بسبب غياب التدابير القضائية وانتشار الفساد، ولكن، هناك حاليًا مسار لتفعيل عمل القضاء الذي بدأ القيام بواجبه، و”قد تم فتح ملفات عديدة في هذا المجال وأنا أتابعها مع وزير العدل”.

 

موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله بعد ظهر أمس في قصر بعبدا، وفدًا قضائيًا فرنسيًا رفيع المستوى، برئاسة مديرة شؤون القضايا الجنائية والعفو السيدة لورلين بيريفيت Laureline Peyrefitte ، في حضور وزير العدل عادل نصار.

 

قاسم يهاجم وزير العدل وحاكم مصرف لبنان

في المقابل وفي توقيت لافت، هاجم الأمين العام لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم وزير العدل وحاكم مصرف لبنان، فقال: “حاكم مصرف لبنان ليس موظفًا عند أميركا، كي يضيّق على المواطنين بأموالهم وعلى الحكومة أن تضع حدًا له”. وقال: “وزير العدل ليس ضابطة عدلية عند أميركا وإسرائيل وعليه أن يتوقف عن منع المواطنين في معاملاتهم”.

وسأل: “هل لبنان سجن لمواطنيه بإدارة أميركية؟ وقال: “عليكم أن تكونوا تحت إمرة وإدارة الحكومة اللبنانية لمصلحة الشعب اللبناني”.

 

في موضوع السلاح شدد الشيخ قاسم على أن “من يظن أن إلغاء سلاح “الحزب” ينهي المشكلة فهو مخطئ لأن سلاحه جزء من قوة لبنان، وهم لا يريدون للبنان القوة”. وتابع  متوجهًا إلى الإدارة الأميركية وتوم براك قائلًا: “كفى تهديدًا للبنان من أجل إعدام قوته وجعله جزءًا من إسرائيل الكبرى”، مشيرًا إلى أن “استقرار لبنان يتحقق من خلال كف يد إسرائيل. لا يمكن أن يعطي لبنان إسرائيل ما تريد ولا أميركا، طالما هناك شعب أبي وتضحيات كبيرة قدمت وقابلة لتقدم”.

وأكد وجوب أن “يبقى لبنان سيدًا حرًا عزيزًا مستقلًا”، لافتًا إلى أن “إسرائيل لا تريد تطبيق الاتفاق وإنهاء النزاع بينها وبين لبنان لأنها تريد ابتلاع لبنان وإلغاء وجوده”.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram