الدموع أغلى من الابتسامة… لأن الابتسامة تهدى لأيّ شخص، أما الدموع فلا تسيل إلا لأغلى قلب

الدموع أغلى من الابتسامة… لأن الابتسامة تهدى لأيّ شخص، أما الدموع فلا تسيل إلا لأغلى قلب

 

Telegram

في صخب الحياة، نُجبر على التماسك، على الضحك في عزّ الانكسار، على الابتسام ونحن ننهار من الداخل. نُتقن المجاملة حدّ الإتقان، نُهدي ابتساماتنا لكل عابر، نرسمها على الوجوه رغم أنّ القلوب تنزف في صمت.

الابتسامة قناع نجيد ارتداءه، نخدع به العالم، ونوهم به أنفسنا أن كل شيء بخير. لكن الدموع... الدموع لا تعرف الكذب. هي النزيف الصامت الذي لا يراه أحد، ولا يسمعه أحد، إلا من سكن أرواحنا، وعرف أسرار ضعفنا، وفهم صمتنا قبل كلامنا.
 
الدموع لا تُهدى... بل تُهدر فقط حين تمتلئ الروح حتى الضيق، حين يعجز القلب عن الاحتمال، حين تتكاثر الخيبات، وتتزاحم الذكريات، فتفيض العين بما تعجز الكلمات عن حمله.
هي دقات القلب حين يخذله من أحب. هي صوت الأم حين يهاجر ابنها ويغيب صوته عنها. هي تنهيدة الأب في ظلمة الليل، يُخبّئها عن الجميع حتى لا تذبل هيبته في عيونهم.
 
الدموع لا تنزل لمجرد وجع، بل لأوجاع كانت صامتة طويلاً، تنحني لها الجبال، وتبكي لها الأرواح المنهكة. هل رأيت قلبًا يحترق؟ لا تراه… لكنك تلمحه في دمعة، تختصر وجع عمرٍ بأكمله.
 
أما الابتسامة؟ فهي تُوزع مجانًا، نرسمها على وجوهنا كل صباح، نُهديها لكل عابر، حتى لا يسألنا أحد عن السبب. لكنّ الدمعة... لا تعرف المجاملة. لا تُسفك أمام الغريب.
 
الدمعة لا تَخرج إلا حين تنكسر بداخلنا أشياء لا تُصلحها إلا يدُ من أحببنا. لا تستهين بدمعةٍ رآها أحدهم في عينك. فهي حكاية عمر، وصوت وجع، ومرآة روح لا تتعرّى إلا أمام من يسكنها بصدق.
 
لا تُهدر دموعك على من لا يستحق رؤيتها. وأيّها الغالي... إن بكتك العين، فاعلم أنك وطن لا يُنسى، وذكرى لا تموت، وأنك كنت — وما زلت — الشيء الوحيد الذي سُمح له أن يرى قدسية الدمع، حين خانت الكلمات.
 
 
بقلم: فاطمة يوسف بصل

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram