الأسر تعيش على التحويلات
فصل جديد من لا إنسانية الإعلام الغربي: الأسرى الفلسطينيّون «ليسوا بشراً»
مجدداً، أظهر الفصل الأخير من التغطية الإعلامية الغربية تمييزاً صارخاً بين الأسرى، إذ صُوّر المحتلّون كضحايا ذوي أسماء ووجوه، فيما اختُزل الفلسطينيون إلى أرقام بلا ملامح. تجاهل الإعلام تعذيبهم وتجويعهم وقتلهم البطيء، كاشفاً عن منظومة ترى الفلسطيني أقلّ من إنسان وتبرّر العنف بحججٍ زائفة
لم يعد يهمّ الفلسطينيّين ما يخرج عن الإعلام الغربي الذي شارك في إبادتهم، وكذلك بالنسبة إلى داعميهم وسائر شعوب المنطقة التي تعرّضت للاعتداءات الصهيونية. المفارقة أنّ النقد الأبرز أصبح من الغرب نفسه، وبالتحديد من الناس الذين جنح عدد هائل منهم نحو نبذ «إسرائيل» واحتلالها لفلسطين وجرائمها.
لذا، ازداد هذا النقد في الأيّام الماضية بعد آخر فصول الإعلام الغربي المهيمن في إبراز ارتهانه وافتقاده إلى أبسط المعايير الإنسانية والمهنية، رغم تنكّره بعكس ذلك. فقد حوّل تحرير الأسرى الصهاينة العشرين الذين كانوا بحوزة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى ما يشبه الاحتفال، فيما كان مئات الأسرى الفلسطينيّون خارج التغطية تماماً، يُذكرون بشكل عابر فقط لزوم الحديث عن صفقة التبادل.
لا يعدو الفلسطينيّون كونهم مجرّد أرقام
لكل صهيوني اسم وقصة وعائلة
هكذا، بات لكلّ صهيوني اسم وعمر وقصّة وعائلة وصوَر على الإعلام الغربي، حتّى المجنّدين في قوّات الاحتلال منهم، فيما لا يعدو الفلسطينيّون كونهم مجرّد أرقام، مهما بلغ هذا الرقم. علماً أنّ نسبة كبيرة من الأسرى الفلسطينيّين من المدنيّين والقُصّر والنساء وغير المحكومين. في ديستوبيا الإعلام الشركاتي، يتحوّل الجندي المجرم إلى بريء مظلوم، والطفل المُعذّب إلى إرهابي يستحقّ الإعدام.
هل سمعتم عن تعذيب الأسرى الفلسطينيين؟
فوق ذلك، يصوَّر الصهاينة على أنّهم تعرّضوا لأبشع أنواع التعذيب النفسي لمجرّد قضائهم 738 يوماً في الأسر، رغم معاملة المقاومة الفلسطينية لهم الجيّدة وفي ظروف الإبادة، فيما يُقفز فوق تقارير مؤسّسات دولية وحقوقية تتحدّث عن تعذيب الأسرى الفلسطينيّين في السجون الإسرائيلية بأسوأ الطرق، وصولاً حتّى الاعتداء الجنسي والقتل تعذيباً أو تجويعاً أو كلاهما سويّاً.
حتّى مقاطع عرضتها حركة «حماس» لتحرير أسرى مثل كيث سيغل وأومري ميران، تحوّلت إلى الخبر الشاغل للإعلام الغربي دون سواه، بينما مئات الأسرى الفلسطينيّين المحرّرين الذين تظهر عليهم علامات التعذيب، لم يحظوا باهتمام هذا الإعلام، مع استثناءات بسيطة من وسائل متفرّقة لا ترقى حتّى إلى أن تُذكر، كونها لم تخرق كوّة في جدار غسل الأدمغة الجاري على قدم وساق على الوسائل المهيمنة.
من جديد، يتّضح أنّ الإعلام الغربي المهيمن وُجد لخدمة حكومات وحيتان مال ومدمني حروب، وما ادّعاؤه الاستقلالية والتحرّر وغيرها سوى واجهة لأجندته هذه. لكنّ الأهمّ في كلّ ما يحصل اليوم، أنّه كان بمنزلة القشّة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى الجمهور الغربي، وهذه ستكون بداية تحوّل جذري في الرأي العام، ما سيؤثّر حتماً في السلوكيّات الاقتراعية التي ستنعكس عاجلاً أم آجلاً.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي