الإخلاص عطر يسكبه القلب الصافي وعبادة ترفع الروح إلى السماء.
الإخلاص ليس مجرد قيمة أخلاقية نُربّى عليها، بل هو كيمياء خفية تنبع من الروح وتترجمها الجوارح. هو أن تفعل الصواب لأن الصواب هو ما يُرضي الله، لا ما يُرضي الناس. أن تُحبّ، وتُعطي، وتُعلّم، وتبني، وتغفر، وتنتظر... دون أن تلتفت خلفك لتعدّ من صفق لك.
المخلص لا يُزاحم الناس على المجد، لأن مجده في أعماق ضميره. لا يعلو صوته في الأسواق، لكنه يسمع صوت الله في قلبه. لا يحجز له مكانًا في الصفوف الأولى، لكن الله يرفع مقامه في دنيا الناس دون أن يسعى.
هو الذي يكتب، ولا يوقّع. يزرع، ولا ينتظر الحصاد. كالأم التي تسهر على راحة طفلها، لا تسأل عن مقابل. كالمعلّم الذي يعطي علمه لمن لا يذكر اسمه. كالجندي الذي يحمي وطنه دون أن يُصوَّر على شاشات الأخبار.
الإخلاص هو الفن الذي نمارسه خفية. هو الضوء الذي لا نراه ولكن نشعر بدفئه في نتائج كل فعل طاهر. هو جذر الأخلاق، وأصل الثبات، وعمق التديّن الحق. هو أن تفعل الخير ولو لم يشكرك أحد، لأنك لا تنتظر الشكر من بشرٍ، بل من ربٍّ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
تأمل الحياة حولك، كم من بناء تهدّم لأنه لم يُبنَ على الإخلاص؟ وكم من إنسان سقط من العيون لأنه فعل ليُرى، لا لأنه أراد الخير؟ وكم من كلمة لم تُكتب، ولكنها بقيت محفورة في وجدان من سمعها لأنها خرجت من قلبٍ نقي؟
المُخلِص لا يموت، لأن آثاره تبقى. كأنفاس الأزهار بعد غيابها، كرائحة المطر بعد الرحيل. ما فعله لا يُنسى، لأنه صادق. وما تركه لا يُمحى، لأنه حقيقي.
فليكن إخلاصك صدقتك السرية، وكنزك المخبوء، ودليل طريقك في زمن كثُرت فيه الأقنعة وقلّ فيه الضوء. فالله لا ينظر إلى صورنا، بل إلى قلوبنا، ومن أخلص لله، أخلص له الله كل شيء.
تمسّك بالإخلاص... لأنه البصمة التي لا تزول، والعبادة التي لا تخطئ الطريق.
بقلم فاطمة يوسف بصل.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي