"المرأة ليست لعبة في يد العابرين… بل وطن من كرامة، لا يسكنه إلا الأوفياء"

 

Telegram

المرأة ليست كائناً خُلق ليُجرب عليه الآخرون أنانيتهم، أو ليتسلى به من لا يُحسن إلا العبور السريع على الأرواح. هي ليست دمية تُخلع عنها العواطف كما تُخلع الثياب، ولا كائناً يُشكّل حسب المزاج، ولا مسرحاً للعروض المؤقتة. المرأة، يا من لا يفهم، كيان مُقدّس، نبضه كرامة، وعقله نور، وروحه عطاء لا يذبل.
كم من امرأة كُسر قلبها، لا لأنها أخطأت، بل لأنها صدّقت! صدّقت حباً خادعاً، وكلمات زائفة قُدّمت لها كأنها حقائق، فبنت عليها آمالاً، وإذا بها تنهار على صخرة اللامبالاة. ومع ذلك، تقوم… تداوي نفسها بصمت، تمسح دمعتها بكرامتها، وتواصل. لأن المرأة إذا لم تُكرم، فإنها تبتعد دون ضجيج، لكنها لا تعود!
هي أمّ تصنع الحنان من العدم، وأخت تمنح الدفء بلا حساب، وزوجة تبني من رجلٍ أمة، وحبيبة تجعل من تفاصيل الحياة سيمفونية حب. فهل يجوز لمَن وهب الله نعمة قربها أن يتعامل معها كأنها لحظة تمضي؟ كلا… إنّ من يلهو بقلب امرأة صادق، يكتب على جبينه عاراً لا يُمحى.
أليس من الخزي أن تُهان كرامتها تحت مُسمّى "الحرية"؟ أن تُنتزع ثقتها بذاتها باسم "الحداثة"؟ كيف يُباح للبعض أن يُحبها حين يشاء، ويهجرها حين يشاء، وكأنها بلا قلب؟ لكنهم لا يعلمون أن المرأة حين تُهان، لا تنهار… بل تتحوّل. تصبح ناراً من كرامة، وزوبعة من عزّة، لا يقدر على الوقوف أمامها من جرحها.
كم من نساء في مجتمعاتنا رفضن أن يكنّ ظلّاً لأحد، فبنَين مجداً بأنفسهن! نساء طلّقهن الرجال، فزوّجتهن الحياة بالنجاح. نساء خذلهن الحب، فاحتضنتهن الكرامة. نساء لم يجدن من يفهم وجعهن، فكتبن قصصاً تَشهد لصلابتهن. لا تُقاس عظمة المرأة بكم من أحبّها، بل بكم من خذلها ولم تكسرها خيانته.
 
أيها العالم، قِف احتراماً للمرأة…  
فهي التي تحبك بصدق، وتغفر لك بصبر، وتمنحك من عمرها ما لن تسترده. لكنها إن شعرت بالإهانة، لن تنسى.  
المرأة كالوطن… إن أهنتها، لفظتك، وإن كرّمتها، احتضنتك بكل ما فيها.  
فلا تعبثوا بقلوب النساء، فإنها حين تنكسر، تصمت... لكن صمتها لا يعني النسيان، بل بداية انتقام الكرامة.
 
بقلم : فاطمة يوسف بصل

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram