كتب وصيته بيده… ما الذي تمنّاه صالح الجعفراوي قبل رحيله؟

كتب وصيته بيده… ما الذي تمنّاه صالح الجعفراوي قبل رحيله؟

 

Telegram

نشر الحساب الرسمي للصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي، الذي استشهد في مدينة غزة الأحد، وصية كان قد كتبها قبل مدّة، وسرعان ما أعاد عدد من أصدقائه الصحافيين والناشطين نشرها تعبيرًا عن الوفاء لرسالته.
وقال الجعفراوي في وصيته إنه بذل كل ما يملك من جهد وقوة ليكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبه في ظل العدوان الوحشي على قطاع غزة، والذي خلّف أكثر من 67 ألف شهيد. وأضاف، "أنا صالح. أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين".
وأكد الجعفراوي إيمانه بفكر المقاومة، موصيًا بالسير على نهجها، ومضيفًا، "فما عرفنا لأنفسنا طريقًا غيره، ولا وجدنا معنى للحياة إلا في الثبات عليه".
وتحدّث الجعفراوي بكلمات مؤثرة عن والده ووالدته، وعن شقيقه الأكبر ناجي الذي جرى اعتقاله بعد العدوان على غزة على يد الجيش الإسرائيلي، مرجّحًا أن يتم شمله في صفقة تبادل الأسرى الحالية.
وكشف الجعفراوي أنه كان يتمنى الموت شهيدًا، وكان يحلم أن يصلّي في باحات المسجد الأقصى ويلمس ترابه.
وجاء في نص الوصية كما ورد حرفيًا ونُشر عبر حسابه الرسمي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، القائل: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.” أنا صالح. أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين".
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي. عشت الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، الحقيقة التي ستبقى حجة على كل من تخاذل وصمت، وأيضًا شرفًا لكل من نصر ودعم ووقف مع أشرف الرجال وأعز الناس وأكرمهم أهل غزة.
إن استشهدت، فاعلموا أنني لم أغب… أنا الآن في الجنة، مع رفاقي الذين سبقوني؛ مع أنس، وإسماعيل، وكل الأحبة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أوصيكم أن تذكروني في دعائكم، وأن تُكملوا المسير من بعدي. تذكروني بصدقاتٍ جارية، واذكروني كلما سمعتم الأذان أو رأيتم النور يشقّ ليل غزة. أوصيكم بالمقاومة… بالطريق الذي سرنا عليه، وبالنهج الذي آمنا به. فما عرفنا لأنفسنا طريقًا غيره، ولا وجدنا معنى للحياة إلا في الثبات عليه.
أوصيكم بأبي، حبيب قلبي وقدوتي، من كنت أرى نفسي فيه ويرى نفسه فيّ. يا من رافقتني وقت الحرب بكل ما فيها، أسأل الله أن نلتقي في الجنان وأنت راض عني يا تاج رأسي.
أوصيكم بأخي ومعلمي ورفيق دربي ناجي… يا ناجي، قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن، فاعلم أن هذا قَدَرٌ كتبه الله، وأن الشوق إليك يسكنني. كنت أتمنى أن أراك، أن أضمّك، أن نلتقي، لكن وعد الله حق، ولقاؤنا في الجنة أقرب مما تظن
أوصيكم بأمي… يا أمي، الحياة بدونك لا شيء. كنتِ الدعاء الذي لا ينقطع، والأمنية التي لا تموت. دعوتُ الله أن يشفيكِ ويعافيكِ، وكم حلمت أن أراكِ تسافرين للعلاج وتعودين مبتسمة.
أوصيكم بإخوتي وأخواتي، رضا الله ثم رضاكم غايتي. أسأل الله أن يسعدكم، وأن يجعل حياتكم طيبة كقلوبكم الرقيقة التي طالما حاولت أن أكون مصدر سعادةٍ لها.
كنتُ أقول دومًا، لا تسقط الكلمة، ولا تسقط الصورة. الكلمة أمانة، والصورة رسالة، احملوها للعالم كما حملناها نحن. لا تظنوا أن استشهادي نهاية، بل هو بداية لطريقٍ طويلٍ نحو الحرية. أنا رسول رسالة أردت أن تصل إلى العالم — إلى العالم المغمض عينيه، وإلى الصامتين عن الحق. وإن سمعتم بخبري، فلا تبكوا عليّ. لقد تمنّيتُ هذه اللحظة طويلًا، وسألت الله أن يرزقني إياها، فالحمد لله الذي اختارني لما أحب.
ولكل من أساء إلي في حياتي شتمًا أو قذفًا كذبًا وبهتانًا، أقول لكم: ها أنا أرحل إلى الله شهيدًا بإذن الله، وعند الله تجتمع الخصوم.
أوصيكم بفلسطين… بالمسجد الأقصى… كانت أمنيتي أن أصل فناءه، أن أُصلّي فيه، أن ألمس ترابه. فإن لم أصل إليه في الدنيا، فأسأل الله أن يجمعنا جميعًا عنده في جنات الخلد.
اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.
سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة والمغفرة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
أخوكم الشهيد بإذن الله صالح عامر فؤاد الجعفراوي — 12/10/2025 هذا ما أوصى بنشره الحبيب صالح عند استشهاده.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram