افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 11 تشرين الأول 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 11 تشرين الأول 2025

 

Telegram


افتتاحية صحيفة الأخبار:

زيارة «علاقات عامّة» للشيباني تستثني رئيس مجلس النواب: ملفّ الموقوفين عالق عند المطالب السـورية المرتفعة

بعد التهرّب والمماطلة المتكرّريْن اللذيْن مارستهما الإدارة السورية الجديدة تجاه العلاقة مع لبنان، نجحت السعودية في ترتيب زيارة لوزير خارجية النظام السوري أسعد الشيباني إلى العاصمة بيروت، زيارة لم تخرج عن إطار «العلاقات عامة». وهو التقى الرئيسيْن جوزيف عون ونواف سلام ثم الوزير يوسف رجّي.

وكان لافتاً أن الوزير السوري لم يطلب الاجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد فُسّر الأمر على أنه رسالة بأن الصفحة الجديدة التي فتحها السوريون مع لبنان، «يُستثنى منها الطرف الشيعي في البلد»، وسأل البعض «ما الذي كان يُطبخ ولا يريدون للرئيس بري أن يعرفه»؟

وجاءت زيارة الأمس، بعد أن دخلت العلاقات اللبنانية ــ السورية في مرحلة من الجمود والانزعاج المتبادل بين الطرفين، في الوقت الذي تسعى فيه السعودية إلى إظهار نجاحاتها في ساحتَيْ سوريا ولبنان وإثبات قدرتها على إدارة الملفات المعقّدة، وكذلك «استثمار الانكفاء الإيراني وضمان عدم عودة نفوذ إيران وحزب الله في البلدين».

 

ولم تلقَ المبادرات اللبنانية السابقة الصدى المطلوب سورياً، حتى قرّر لبنان وقف الزيارات إلى دمشق قبل «ردّ الإجر»، خصوصاً أن رئيسَيْ حكومة في لبنان زارا سوريا منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وزيارة الشيباني أمس هي أول زيارة لمسؤول حكومي بارز طوال الأشهر الـ 10 الماضية. السعودية قامت بخطوات عديدة لضبط إيقاع العلاقة بين بيروت ودمشق وتخفيف التوتر وحل المسائل العالقة، ولا سيّما ترتيب اللقاءات بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسّى والسوري مرهف أبو قصرة في السعودية بعد الاشتباكات الحدودية في الربيع، وكذلك ترتيب لقاءات لمدير المخابرات العميد طوني قهوجي مع حسين سلامة مدير المخابرات السورية.

 

وفيما ينحصر الاهتمام السوري بتسلّم السجناء السوريين في السجون اللبنانية، وعلى رأسهم أعضاء في تنظيمات مصنّفة إرهابية في لبنان نفّذوا عمليات على الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى أسماء سجناء لبنانيين ناصروا «الثورة السورية» وجبهة النصرة خلال السنوات الماضية وقاموا بأعمال أمنية، فإن لبنان يطالب بالإضافة إلى حلّ الأزمات المزمنة كالنازحين والحدود، بالحصول على معلومات ووثائق من الأجهزة السورية السابقة عن عمليات الاغتيال التي حصلت في لبنان خلال العقود الماضية وحتى خلال السنوات التي تلت انسحاب سوريا من لبنان ومعلومات عن مفقودين لبنانيين.

 

السعودية تدخّلت لحصول الزيارة، وإشكال أمني مع مرافقي الوفد السوري في المطار

وهو ما لا تقدر عليه الإدارة الجديدة مع فقدانها لغالبية الوثائق، والتي لا يعرف معظم مسؤوليها أسماء ضحايا الاغتيالات حتى. وفي لبنان، ورغم الضغوط السعودية بالتعاون مع النظام الجديد، إلّا أن مسألة الإفراج عن إرهابيين لبنانيين أو سوريين أو أجانب، شاركوا في قتل لبنانيين مدنيين وعسكريين والقيام بأعمال إرهابية، تأخذ أبعاداً متعدّدة داخل الجسم القضائي والسياسي اللبناني، إذ إن أقصى ما يمكن أن يبرّره لبنان في حالة العفو السياسي أو قرار التسليم لدمشق، أن يكون هؤلاء غير محكوم عليهم أو مُلاحقين بدعاوى شخصية من أهالي الضحايا والمتضرّرين وهو ما لا ينطبق على العديد من هؤلاء الذين تطالب بهم الإدارة السورية.

هذه المطالب المتبادلة العالية السقف، واعتبار الطرفين أن أحدهما «يرفع مهره»، كلّ ذلك دفع السعودية للتدخّل مرّة جديدة بالضغط على النظام السوري لتخفيض سقف توقّعاته في ملف السجناء. وجاء القرار النهائي بزيارة لبنان بعد زيارة الشيباني للسعودية، حيث أثير النقاش حول الزيارة مع السعوديين ومع وزير الدفاع ميشال منسّى.

 

ويبدو أن السعودية أيضاً تدخّلت حتى تقنياً، عبر تأمينها طائرة خاصة تقلّ الوفد السوري إلى مطار بيروت، الذي ضمّ الشيباني ووزير العدل مظهر اللويس، ورئيس جهاز الاستخبارات السورية اللواء حسين سلامة، ومساعد وزير الداخلية اللواء عبد القادر طحان. وسبقت زيارة أمس حضور وفد من المراسم أول من أمس لترتيب الزيارة.

الوفد الذي استثنى الرئيس نبيه برّي من طلب الموعد، حطّ أوّلاً في وزارة الخارجية، حيث «احتفل» الوزير يوسف رجّي بانتهاء عمل المجلس الأعلى اللبناني ــ السوري بعد أن أبلغه نظيره الشيباني بذلك في اجتماع قصير، مع وعود بـ«تفعيل العمل الدبلوماسي».

 

الحفاوة والمجاملات طغت أيضاً على الاستقبال الذي أعدّه رئيس الحكومة نوّاف سلام في استقبال الوفد لاجتماع «مسلوق»، قبل استضافة الوفد على الغداء، بحضور الوزيرين طارق متري وعادل نصار. إلا أن الموقف الفيصل، كان الكلام الذي صدر عن رئيس الجمهورية خلال استقباله الوفد، حيث أشار إلى أن «القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني ــ السوري يستوجب تفعيل العلاقات الدبلوماسية.

وننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت».

واعتبر عون أن «تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها يتمّان من خلال تأليف لجان مشتركة تبحث في كل الملفات العالقة، وأهمها الاتفاقيات المعقودة بين البلدين والتي تحتاج حتماً إلى إعادة ودرس وتقييم»، لافتاً إلى أنه «أمامنا طريق طويل، ومتى صفت النوايا فإن مصلحة بلدينا الشقيقين تسمو على كل الاعتبارات، وليس لدينا خيار سوى الاتفاق على ما يضمن هذه المصلحة». وردّ عون على الدعوة التي حملها الشيباني من الرئيس المؤقّت أحمد الشرع لزيارة دمشق، بدعوة الشرع إلى زيارة بيروت.

 

ملاحظات عون المشروطة، وإشاراته إلى تعديل الاتفاقيات، تقابلها نيّة سورية بالمطالبة بتعديل الاتفاقيات الموقّعة بين البلدين، وهو ما يفتح الباب أمام سجالات قانونية وسياسية تمتد لسنوات في ملفات شديدة التعقيد، حيث تطلّبت الاتفاقيات سنوات لكي يتم إقرارها في السابق بين البلدين، ولا سيّما الملفات الحدودية والمياه ومسائل كثيرة أخرى.

الزيارة الشكليّة لإرضاء السعوديين، عكست التباين في الأولويات والرؤى. إلّا أنها أيضاً كشفت عن الفوضى التي تحكم الإدارة السورية الجديدة والسلوك السلبي للسلطة السورية الجديدة تجاه لبنان بشكل عام.

حيث كادت الأمور «تفلت» يوم أمس، حيث وقع إشكال في مطار بيروت، مع رفض فريق الحماية المواكب للوفد السوري التعاون مع جهاز أمن المطار والتصريح عن الأسلحة التي يحملها المرافقون، خصوصاً أن أعضاء الفريق الأمني تعدّى العشرين شخصاً، وهو حصل بإذن من مديرية المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية، بينما العدد المسموح به إجمالاً هو أربعة عناصر مسلحين.

إلّا أن جهاز أمن المطار أصرّ على القيام بالإجراءات المعتادة، واضطر المسلحون السوريون إلى الالتزام بالإجراءات بعد مماطلة بالوقت.

 

محاولات الاستعراض لم تقف في المطار، إذ إن الفريق الأمني المرافق للوفد السوري قرّر «الانتشار» بالسلاح في محيط وزارة الخارجية، ما دفع دورية للجيش اللبناني إلى التحرك وإجبار العناصر المسلحين على البقاء في السيارات وفي حرم الوزارة.

 

واستمرت التصرّفات العشوائية للفريق الأمني المرافق، وبحضور الشيباني في مطار بيروت، حيث حاول المسلحون السوريون رفض الإجراءات الأمنية بكشف الخروج عن الأسلحة، فوقع تلاسن مع أحد عناصر أمن المطار وتعرّض للدفع من قبل أحد المرافقين، ما دفع أحد الضباط للتدخّل ووضع حد للفريق الأمني والتهديد باعتقال الجميع، فعاد الفريق الأمني المرافق وانصاع لأوامر جهاز أمن المطار الذي قام بالإجراءات اللازمة.

 

وكلّ ذلك حصل من دون أيّ تدخل من وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي والوزير الشيباني. ومن المطار إلى المصنع، حيث دخل صباح أمس موكب من السيارات إلى لبنان لكي ينقل الوفد من المطار إلى الزيارات. وعلى الرغم من الملاحظات اللبنانية السابقة بضرورة استخدام سيارات ذات لوحات رسمية للدخول إلى الأراضي اللبنانية، كرّر عناصر الموكب الرسمي استخدام سيارات من دون لوحات للدخول إلى لبنان، ما دفع الأمن العام اللبناني إلى مواكبة الموكب من المصنع إلى المطار.

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار

زيارة مفصلية لوزير الخارجية السوري… ترسم الإطار العملي للعلاقات الجديدة

نقل الوزير الشيباني إلى الرئيس عون تحيات الرئيس الشرع، شاكراً الحفاوة التي لقيها خلال الزيارة، مؤكداً على أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع بين لبنان وسوريا

 

مع ان زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لبيروت شكلت حدثاً مفصلياً في مسار الصفحة الجديدة الناشئة من العلاقات اللبنانية السورية، فإنها لم تحجب الاستغراب الشديد الذي ساد معظم الأوساط السياسية حيال انضمام رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى “الحزب” في حملاته المفتعلة المتعمدة على رئيس الحكومة نواف سلام. إذ إنّ انتقادات برّي للحكومة واتهامها بالتقصير في موضوع الاهتمام بالجنوب بدت أقرب إلى افتعال أزمة لشد العصب الشعبوي عند مشارف افتتاح مواسم الانتخابات في وقت يتخلف بري عن أداء واجبه في عقد جلسة لمجلس النواب لبت الخلاف حول قانون الانتخاب ويصادر إرادة الأكثرية النيابية. لذا بات متوقعاً أن يتسبّب بري بتفاقم الأزمة الانتخابية ولن يكون مجدياً فتح أبواب مشكلة جانبية مع رئيس الحكومة لكي يؤخر مساءلته سياسياً ونيابياً عن تأخير حسم مسار قانون الانتخاب، كما أوحت المعطيات التي تجمعت في الساعات الأخيرة.

أمّا في ما يتصل بزيارة وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني إلى بيروت فبدت معالمها الانفتاحية قبل وصوله بوقت قصير حين استبق وصوله بإبلاغ  وزارة الخارجيّة اللبنانيّة عبر السفارة السوريّة في لبنان، قرار تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري وحصر كل أنواع المراسلات بين البلدين بالطرق الرسميّة الدبلوماسيّة ما شكّل أوّل غيث الزيارة السورية التي رسم لها مسار أحداث اختراقات وتفاهمات ترغب فيها “سوريا الجديدة”.

وتقدّمت محادثاته في بيروت ملفات السجناء والموقوفين، وترسيم وضبط الحدود البرّيّة، وتفعيل القنوات الدبلوماسيّة بين البلدين كما كان لافتاً تركيز الوزير السوري على الجانب المتصل بالتعاون الاقتصادي بين البلدين.

 

وقد جال شيباني يرافقه وزير العدل السوري مظهر الويس ووفد أمني وإداري وديبلوماسي على كبار المسؤولين، باستثناء رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي علم أنّ الوفد السوري لم يطلب موعداً للقائه باعتبار أنّ الزيارة تقنية وتنفيذية ولا تستدعي لقاء رئيس مجلس النواب، فيما نقل الوزير دعوة إلى رئيس الجمهورية جوزف عون لزيارة دمشق.

وأبلغ رئيس الجمهورية وزير الخارجية السورية خلال استقباله مع وزير العدل والوفد المرافق، أنّ لبنان يتطلع إلى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق الاستقرار في كل من لبنان وسوريا.

 

واعتبر أنّ تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها يتم من خلال تأليف لجان مشتركة تبحث في كل الملفات العالقة، وأهمّها الاتفاقيات المعقودة بين البلدين والتي تحتاج حتماً إلى إعادة ودرس وتقييم. وأشار إلى أنّ القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني-السوري يستوجب تفعيل العلاقات الديبلوماسية وننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت.” وقال الرئيس عون للوزير الشيباني: “امامنا طريق طويل، ومتى صفت النوايا فان مصلحة بلدينا الشقيقين تسمو على كل الاعتبارات، وليس لدينا خيار سوى الاتفاق على ما يضمن هذه المصلحة”.

 

 

ونقل الوزير الشيباني إلى الرئيس عون تحيات الرئيس الشرع، شاكراً الحفاوة التي لقيها خلال الزيارة، مؤكداً على أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع بين لبنان وسوريا والتي يفترض تعميقها وتصحيح ما حصل في السابق والذي أساء إلى صورة سوريا. ودعا الوزير السوري إلى تعميق التعاون في كل المجالات لاسيما المجالين الاقتصادي والتجاري مع وجود هذا الانفتاح على سوريا وبعد رفع العقوبات عنها، لأن لبنان يمكن أن يستفيد من هذه التطورات الإيجابية.

 

وجدّد التأكيد على سيادة لبنان والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون. “ونتطلع الى ان نطوي صفحة الماضي لأننا نريد ان نصنع المستقبل.” وقال ان بلاده جاهزة لمناقشة أي ملف عالق سواء كان ملفا اقتصاديا أو امنياً.

 

أضاف: “لقد عانت شعوبنا من الحروب والمآسي، فلنجرب السلام.” وعن موضوع النازحين السوريين قال: نحن نشكرلبنان وشعبه على هذا الكرم وهذه الإستضافة. ونتوقع بعد زوال السبب الذي كان دفع الناس الى الهجرة والنزوح ان يتم حل هذا الموضوع تدريجا. هناك خطط نناقشها اليوم بدعم دولي لكي تكون هناك عودة كريمة ومستدامة.

 

ثم انتقل الشيباني والوفد المرافق إلى السراي الحكومي يرافقه الوزير يوسف رجي للقاء الرئيس نواف سلام وعُقد اجتماعٌ بين سلام، ونائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، ورجي، ووزير العدل عادل نصّار، مع الشيباني، ووزير العدل مظهر الويس، والوفد المرافق. وأكّد الرئيس سلام خلال اللقاء أنّ لبنان حريص على بناء علاقات سليمة ومتوازنة مع سوريا، على قاعدة التعاون بين دولتين مستقلتين تربطهما الجغرافيا والتاريخ، مشدّداً على أن الانفتاح والحوار الصادق هما الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار في البلدين والمنطقة.

 

وعقد أيضاً في السراي اجتماع بين المدير العام للأمن العام  اللواء حسن شقير ومساعد وزير الداخلية السوري للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحان.كما عقد اجتماع بين مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي ورئيس جهاز الاستخبارات السوري حسين السلامة.

وفي الخارجية حيث استهل لقاءاته، استقبل الوزير يوسف رجي، الشيباني، وعقدا لقاء ثنائيا تبعه جلسة محادثات موسّعة بين الجانب اللبناني والوفد السوري.

في المشهد السياسي،  وغداة السجال بين بري وسلام انتقدت القوات اللبنانية “تباكي البعض في الوقت الحاضر على قرى الجنوب وأهله، وعلى الجنوب عمومًا، ويوجّه أصابع الاتهام إلى الحكومة الحالية، وكأنها هي المسؤولة عن عدم إعادة الإعمار.

ونحن نسأل هذا البعض: من اتخذ قرار الدخول في حرب “الإسناد” التي انطلقت في 8 تشرين الأول 2023، وأدت إلى تدمير الجنوب؟هل كانت الحكومة هي من اتخذ هذا القرار؟ وهل كانت موافقة عليه؟وأين كان هذا البعض الذي يتباكى اليوم على الأطلال عندما اتُّخذ القرار؟ نقول لهذا البعض، ليس من منطلق السعي إلى مماحكات إعلامية، بل من باب وضع الأمور في نصابها الحقيقي.

أما النقطة الثانية، والأهم، فهي أن إعادة الإعمار تتطلّب أموالًا طائلة، في وقتٍ لم تتمكن فيه الدولة حتى الآن من التقدُّم قيد أنملة على طريق الخروج من الأزمة المالية والاقتصادية التي ضربت لبنان منذ العام 2019. فمن أين ستأتي الدولة بالأموال لإعادة الإعمار؟وسؤال استطرادي: حتى لو توفرت هذه الأموال من جيوب اللبنانيين – وهو أمر مستحيل – فبأي حق تُصرف من جيوب الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين كانوا ضد حرب الإسناد وما نتج عنها؟ إن إعادة الإعمار تتطلّب مليارات الدولارات، ولا يمكن تأمينها إلا من خلال أصدقاء لبنان شرقًا وغربًا.

ويعرف القاصي والداني أن إحجام أصدقاء لبنان عن مساعدته سببه عدم قيام دولة فعلية تحتكر وحدها قرار الحرب والسلاح. وبالتالي، فإن الطريق إلى إعادة الإعمار معروف، وكل الطرق الأخرى لن تؤدي إلى أي نتيجة.

نتوقف أخيرًا أمام تصريح للرئيس نبيه بري، حين سُئل عن موازنة عام 2026، فأجاب بأن “الموازنة لن تمر إذا لم تتضمّن بندًا واضحًا متعلقًا بإعادة الإعمار ونستغرب أن يصدر مثل هذا الكلام عن شخص بعمر الرئيس بري وخبرته، لأن المجلس النيابي مؤسسة دستورية قائمة بذاتها، ولا يمكن لأحد احتكارها أو التحكُّم بها.

 

أما مسألة تمرير الموازنة أو عدم تمريرها، فهي من شأن الأكثرية النيابية، لا أي جهة أخرى”.

 

************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  تقديرات بأنّ لبنان المحطة الثانية للتسوية… خطة ترامب في غزة تدخل حيّز التنفيذ

يبدو أنّ قطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسير بأقصى سرعته، وعلى متنه الاتفاق الذي يمهّد لوقف الحرب على قطاع غزة، الذي بدأ بالسريان العملي بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وبعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية على ما سمّتها «خطة إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب». وعلى ما بات مؤكّداً، فإنّ ترامب سيحطّ في المنطقة خلال الساعات المقبلة، ليقطف شخصياً ثمار خطته، باعتبارها فرصة خلاص من حرب دامت لسنتَين، وغير مسبوقة بفظائعها ووحشيّتها والآثار التدميرية والتجويعية التي نتجت منها.

خطة ترامب، كما هو واضح، تتسم بقوّة النفاذ الإلزامي، ويؤكّد ذلك الإلتفاف الدولي حَولها، كما انخراط أطراف الحرب فيها طوعاً أو كرهاً، وتبعاً لذلك، فإنّ طاقة الإنفراج التي فتحتها في غزة، آخذة في التوسّع أكثر فأكثر، مرفودةً بدعم عربي ودولي لتمدّد مناخ التهدئة إلى كل ساحات التوتر في الشرق الأوسط، وترامب نفسه وعد بشرق أوسط عظيم بعد سنة من الآن. فيما كان لافتاً ما أعلنه السفير الأميركي في إسرائيل مايك هوكابي، بأنّ «في الإمكان أن نرى سوريا ولبنان كأحد الشركاء الأوائل في الموجة المقبلة من اتفاقيات ابراهام».

 

انطلق القطار

وفق تقديرات ومقاربات المحلّلين والمطلعين، فإنّ خطة ترامب تسابق الوقت، فقطارها عيّره الرئيس الأميركي على سرعة قياسية لن يكون في مقدور أحد أن يعترضه، أو يُجبره على المكوث طويلاً في محطة غزة، ذلك أنّ ترسيخ التهدئة مرسوم ومحسوم، والنتائج يُريدها ترامب أن تظهر بالسرعة عينها، وقد صرّح بذلك مراراً، ليُكمل القطار مساره نحو محطات أخرى في المنطقة، حيث تتقاطع الترجيحات على تحديد لبنان كمحطة ثانية، لصياغة تسوية تفضي إلى وقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليه منذ إعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني من العام الماضي.

 

تشكيك

على أنّ تلك التقديرات والتحليلات والترجيحات التي تبدو متفائلة جداً، تبقى نظرية، إذ تُقابلها تقديرات ومقاربات حذرة لمسار التسوية التي يُعمل على إنضاجها، إذ إنّ هذا المسار يبقى معرّضاً إلى الاهتزاز، ما لم تُثبت بالملموس جدّية التزام إسرائيل بالإتفاق، ليس بمرحلته الأولى، بل بمراحله التالية، لانعدام الثقة بإسرائيل التي تبقى دائماً محل تشكيك في نواياها، ولا أحد على الإطلاق يضمَن أن تلتزم بموجباتها، وألّا تتعمّد إدخال شياطينها في تفاصيل تلك المراحل.

 

ويؤيّد ذلك مرجع كبير بقوله لـ«الجمهورية»: «لا أحد في العالم إلّا ويتمنى أن تنتهي هذه الحرب، وتوقف إسرائيل ما ترتكبه من جرائم وفظائع في غزة، لكن كل العالم يعرف إسرائيل ومماطلاتها، ولذلك يتملّكني شعور بأنّ جُلّ ما تريده إسرائيل هو إطلاق الأسرى لا أكثر ولا أقل، وأمّا سائر مراحل الاتفاق فأجد صعوبة في افتراض أنّها ستُسهّلها، بل يقيني أنّها ستُعطّلها». كما أنّ المسؤول عينه يؤيّد «فرضية أن ينتقل التركيز، في موازاة المرحلة الأولى من اتفاق غزة، إلى لبنان لتحريك مساره من جديد».

 

وعندما سُئل: «في أي اتجاه سيتمّ تحريكه»؟ أجاب: «لديّ معلومات بسيطة تُفيد بتحضير لتحرّك ما لبلوغ تسوية، لكن لا أملك أي تفصيل إضافي، بالتالي ليس من الحكمة استباق الأحداث قبل حصولها، فربما تحصل، وربما لا تحصل، ولذلك دعونا ننتظر إن كان هناك شيء أو لا».

 

مقاربة ديبلوماسية

وتبرز في هذا السياق مقاربة ديبلوماسية أوروبية للتطوّرات المتسارعة في المنطقة، تُسلّط النظر على ما تصفها بـ«إيجابيات تبعث على التفاؤل إلى حدّ كبير بمسار التسوية الذي انطلق بصورة فائقة الجدّية في المنطقة».

 

ما يلفت الانتباه في هذه المقاربة، أمران؛ الأول، أنّها تقارب اتفاق غزة كحاجة لكلّ أطراف الحرب فيها، والرئيس الأميركي نجح في تأكيد هذه الحاجة، والبناء عليها في خطة الحل التي طرحها للتنفيذ من دون إبطاء، مع تأكيد عدم إخضاع مندرجاتها لأي تعديلات. وأمّا الأمر الثاني، فإنّ هذه المقاربة الديبلوماسية الأوروبية، تشير إلى أنّ كل المؤشرات والدلائل تؤشر إلى أنّ لبنان مُدرَج ضمن مسار التسوية، بدفع قوي من قِبل الولايات المتحدة في هذا الاتجاه، إلّا أنّها لا تلحظ شكل التسوية المتعلّقة بالملف اللبناني، وأي أساس ستقوم عليه، وما إذا كانت ستُبنى على أساس ورقة توم برّاك القديمة التي سبق للحكومة اللبنانية أن وافقت عليها، أو على أساس ورقة جديدة بالمضمون عينه، إنّما باسم مختلف، أو على أساس خطة جديدة بمندرجات جديدة مختلفة عنها جملة وتفصيلاً.

 

ويبرز في خلاصة هذه المقاربة تأكيدها على أنّ «من مصلحة جميع الأطراف إنهاء حالة التصعيد القائم بصورة خطيرة على الجبهة اللبنانية، وعلى أنّ الحاجة باتت أكثر من مُلحّة للخروج من حالة التصعيد هذه، وتجنّب انزلاق الوضع إلى توتر خطير، وهذا ما يُشكّل دافعاً قوياً لبلوغ تفاهمات توفّر الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود الجنوبية، وتُتيح سيطرة الجيش اللبناني على كامل منطقة جنوب الليطاني، وتؤكّد، ليس فقط تقيّد الجانبَين اللبناني والإسرائيلي بصورة ملحوظة وملموسة باتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن في تشرين الثاني من العام الماضي، لا بل تطويره إن أمكن ذلك، وكذلك الالتزام الكامل بمندرجات القرار الدولي 1701».

 

رابح وحيد

 

أمّا في ميزان الربح والخسارة، فوفق تقدير مصدر أممي مسؤول لـ«الجمهورية»، فإنّ ثمة رابحاً وحيداً في هذه التسوية، «هو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي نجح في فرض إرادته وألزَم جميع الأطراف بخطته التي أكّد أكثر من مسؤول في إدارة ترامب بأنّها تميل في جوهرها ونتائجها إلى مصلحة إسرائيل في نهاية الأمر».

 

ورداً على سؤال، أوضح المصدر الأممي: «إنّ الخاسر الأكبر هي غزّة التي لم تعُد غزة، وشعبها الذي لم يَعُد له مأوى بفعل الدمار شبه الكامل لها. وأمّا بالنسبة إلى ادّعاء الربح والنصر، فتجافيه الوقائع على الأرض، فبالنسبة إلى حركة «ح» وخلافاً لما تقوله في بياناتها، فإنّها بلغت من الضعف أقصاه، وفقدت بالكامل إدارة التحكّم بالقطاع، وأولويّتها الحفاظ على نفسها وما تبقّى من قياداتها. أمّا بالنسبة إلى إسرائيل، فثمة استغراب على المستوى الدولي حيالها، فخلال سنتَين من الحرب القاسية، وعلى رغم من القوّة العسكرية والنارية الهائلة التي تمتلكها، لم تتمكّن من الحسم العسكري في بقعة جغرافية ضيّقة مساحتها نحو 360 كليومتراً مربّعاً، وتحقيق أهداف الحرب التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولاسيما تحرير الأسرى الإسرائيليِّين والقضاء على «حركة ح»، والسيطرة الكاملة على قطاع غزة، وفي نهاية الأمر رضخت وسلّمت بالتسوية والتبادل».

 

على أنّ المصدر نفسه لا يستطيع أن يُقدِّر ما سيَؤول إليه حال «حركة ح» في المرحلة المقبلة، ومصير بنيَتها التنظيمية والعسكرية وأين سيستقرّ قادتها، إلّا أنّه في المقابل يعتبر أنّ الوضع في إسرائيل لا يتسمّ بالثبات، واحتمال حصول متغيّرات سياسية صار قوياً، وكبار المحلّلين الأميركيِّين والغربيِّين وحتى الإسرائيليِّين، يتفقون على أنّ خطة ترامب أنقذت نتنياهو، وأكّدت في المقابل عجزه في حرب دامت لأكثر من 700 يوم، على تحرير الأسرى وإنهاء «حركة ح». من هنا، وتحت هذا العنوان، فإنّ التقديرات ترجّح أن تشهد إسرائيل عاصفة سياسية، وارتفاعاً لوتيرة الهجوم والاعتراض السياسي على نتنياهو، بما يضعه وحكومته في موضع الاهتزاز».

 

ماذا عن لبنان؟

في موازاة الحديث عن لبنان كمحطة ثانية لقطار التسوية، أوضح مسؤول رفيع رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «في لبنان لسنا في حاجة إلى تسوية جديدة، فالتسوية قائمة منذ تشرين الثاني من العام الماضي، ولبنان التزم بها من جانب واحد، ونفّذ بالكامل ما هو مطلوب منه إزاءها، وقام بالخطوات المتوجّبة عليه في منطقة جنوب الليطاني، والجيش باعتراف «اليونيفيل» نفّذ نحو 80% من المهمّة الموكلة إليه بالانتشار في المنطقة والتعاون والتنسيق الكاملَين مع قوات «اليونيفيل»، وزاد عديده في المنطقة إلى نحو 9 آلاف. بالتالي، فإنّ التسوية جاهزة، والكرة في ملعب الأميركيِّين تحديداً، ولجنة الإشراف التي يرأسونها للضغط على إسرائيل لإلزامها بالتقيّد بالاتفاق ووقف اعتداءاتها واستباحتها للأجواء اللبنانية بـ«قنّاصات مسيّرة» تغتال المدنيِّين، والانسحاب من الأراضي اللبنانية والإفراج عن الأسرى».

 

ولفت المسؤول الرفيع، إلى «أنّنا على رغم من الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية، لم تُطلَق رصاصة واحدة في اتجاه إسرائيل من قِبل «الحزب» أو غيره، كما لم يبرز أي مظهر عسكري للحزب في منطقة جنوب الليطاني كما في غيرها من المناطق، وتشهد على ذلك القوات الدولية. فعلى رغم من هذه الإستهدافات، ما زلنا على التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار، ونُشدِّد على أن تلعب لجنة «الميكانيزم» التي يرأسها الأميركيّون، الدور المطلوب منها في هذا المجال».

 

ورداً على سؤال حول ما إذا رفضت إسرائيل الإنسحاب وتحرير الأسرى، أجاب: «كلّ شيء وارد، وحتى محاولة إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب، وهذا معناه الإصرار على إبقاء الأمور مفتوحة على التوتير والتصعيد، ورفع احتمالات المواجهة».

 

لا حرب

على أنّ احتمالات الحرب والتصعيد الكبير على جبهة لبنان ضعيفة، وفق خبير عسكري، يُرجّح عبر «الجمهورية» احتمال التسوية على ما عداه. وذلك لأسباب عديدة:

 

«أولاً، الجانب اللبناني أكّد بالقول والممارسة منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، أنّه لا يُريد الحرب والتصعيد. و«الحزب» منخرط بهذا الموقف، إذ على رغم ممّا يتعرّض له عناصره وكوادره من استهدافات واغتيالات، لم تبدر منه أيّ خطوة تجاه إسرائيل، ويترك للدولة اللبنانية أن تمارس الدور المطلوب منها لوقف الاعتداءات وتحرير النقاط المحتلة وإطلاق الأسرى اللبنانيِّين.

 

ثانياً، إنّ إسرائيل، الخارجة من حرب عنيفة في غزة، من الصعب الإفتراض أنّها ستنتقل إلى حرب جديدة، وخصوصاً على جبهة لبنان.

 

ثالثاً، إنّ كلّ المنطقة ملفوحة بخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة. وعلى ما يبدو فإنّ المفاعيل أبعد من نطاق غزة، إذ يبدو في الأفق تبريد غير معلن للنقاط الأكثر سخونة في المنطقة، ولاسيما جبهة إيران، ويبرز في هذا الجانب أمران غاية في الأهمية، وتُقرأ في طياتهما دلالات مثيرة، الأول الشُكر الذي وجّهه ترامب إلى إيران لدورها في تسهيل تسوية غزة. والثاني إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تلقّي روسيا من إسرائيل إشارات طلبت نقلها إلى إيران، تفيد بأنّها ملتزمة بالتسوية المستقبلية، وليست مهتمة بأي نوع من أنواع المواجهة».

 

عون يزور جريحة

داخلياً، برزت في الساعات الماضية زيارة قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزوجته إلى مستشفى الجامعة الأميركية، حيث زارا الجريحة أماني بزي شرارة، التي أصيبت في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بنت جبيل، وأدّت إلى استشهاد أطفالها الثلاثة وزوجها صبحي شرارة. وأعرب رئيس الجمهورية والسيدة الأولى عن تضامنهما العميق مع الجريحة أماني، وأكّدا أنّ اللبنانيِّين جميعاً يقفون إلى جانبها في محنتها، وثمّنا قدرتها على التحمّل وتخطّي هذه المأساة الأليمة. كما عبّرا عن أملهما في شفاء ابنتها أسيل والصلاة من أجل سلامتها.

 

وفد سوري

والبارز داخلياً أيضاً، كانت زيارة وفد سوري ضمّ وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس، بيروت، حيث أجرى محادثات مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ووزيرَي الخارجية والعدل جو رجّي وعادل نصار. وتناول البحث ملفات مشتركة من بينها ضبط الحدود والمعابر ومنع التهريب، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريِّين، بالإضافة إلى ملف الموقوفين السوريِّين في لبنان، والمفقودين اللبنانيِّين في سوريا. وفي موازاة ذلك، أُعلن أنّ وزارة الخارجية تبلّغت من السفارة السورية في لبنان قرار تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني- السوري، وحصر كافة أنواع المراسلات بين البلدَين بالطرق الرسمية والديبلوماسية.

 

شبكة اغتيالات

من جهة ثانية، اعلنت المديرية العامة للأمن العام أنها تمكنت من تفكيك شبكة تعمل لصالح العدو الإسرائيلي كانت بصدد التحضير لأعمالٍ إرهابيّة من تفجيرات وإغتيالات في الداخل اللبناني وتوقيف بعض أعضائها، حيث أقرّ أحد الموقوفين بمسؤولية هذه الشبكة عن تنفيذ إغتيالات سابقة طالت مسؤولين حزبيين في الجماعة الإسلامية».

************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

دمشق تفتح مساراً جديداً من العلاقات مع بيروت تشمل الاقتصاد والأمن والدبلوماسية

الشيباني يلتقي عون وسلام ورجي… ولا يزور بري

بيروت: نذير رضا

 

فتحت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان مساراً جديداً من العلاقات بين البلدين، كرر خلالها موقفه بأن «صفحة جديدة تُفتح مع لبنان» بعد سقوط نظام بشار الأسد، وناقش فيها ملفات أمنية وقضائية واقتصادية ودبلوماسية، وطلب خلالها الرئيس اللبناني جوزيف عون تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت، بعد تعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني – السوري.

 

وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول رسمي سوري إلى لبنان المجاور بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وأكد من وزارة الخارجية اللبنانية أن السلطات الحالية في سوريا «تحترم سيادة لبنان»، ومبدأ «عدم التدخل في شؤونه الداخلية». وأضاف الشيباني: «نريد أن نتجاوز مع لبنان عقبات الماضي».

 

مقاطعة بري

والزيارة التي حُدد موعدها الخميس، ورافق الشيباني فيها، وزير العدل السوري مظهر الويس ورئيس جهاز الاستخبارات السوري حسين السلامة، ومساعد وزير الداخلية السوري للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحان، جال فيها الشيباني على الرئيس اللبناني جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الخارجية يوسف رجي، وكان لافتاً عدم زيارته لرئيس البرلمان نبيه بري، خلافاً لزوار بيروت الخارجيين.


 

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد السوري لم يطلب موعداً من بري، فيما يرى الجانب السوري أن الزيارة «تقنية وتنفيذية، ولا تستدعي لقاء مع رئيس البرلمان».

 

ومع أن الزيارة في شكلها بدت «أمنية – قضائية»، وتأتي بعد 3 زيارات لوفد قضائي إلى لبنان خلال الشهرين الماضيين، فإن الجانب الاقتصادي أخذ حيّزاً واسعاً من النقاشات، حسبما قالت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»؛ إذ استفاض الشيباني في الحديث عن أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري، والاستثمارات الممكنة في سوريا بعد رفع العقوبات الدولية عنها، إلى جانب أهمية استمرار التعاون والتواصل ضمن لجان مشتركة ومواصلة الاجتماعات التي تعمل على حل الملفات الأمنية والقضائية العالقة.

 

لقاء عون

وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن الرئيس عون أبلغ الشيباني بأن «لبنان يتطلع إلى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق الاستقرار في كل من لبنان وسوريا».

 

واعتبر الرئيس عون أن «تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها يتم من خلال تأليف لجان مشتركة تبحث في كل الملفات العالقة، وأهمها الاتفاقات المعقودة بين البلدين والتي تحتاج حتماً إلى إعادة درس وتقييم».

 

وأشار إلى أن القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني – السوري يستوجب تفعيل العلاقات الدبلوماسية، وقال: «ننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت».

 

ولفت إلى أن «الوضع على الحدود اللبنانية – السورية بات أفضل من السابق، وأن المسائل التي تستوجب المعالجة كما اتفقنا عليها مع الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقاءين سابقين في القاهرة والدوحة أبرزها موضوع الحدود البرية والبحرية، وخط الغاز، ومسألة الموقوفين. وسنعمل على درس كل هذه القضايا انطلاقاً من المصلحة المشتركة»، حسبما أفادت الرئاسة اللبنانية. وقال عون: «المنطقة شبعت حروباً وهدراً للمقدرات التي ينبغي أن تستثمر حتى تعيش شعوبنا بكرامة، بعدما دفعت الكثير من العذاب وعدم الاستقرار». كما جدد عون دعوة الرئيس الشرع لزيارة لبنان.

 

تعاون اقتصادي وتجاري

وفي مستهل الاجتماع، أكد الشيباني «أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع بين لبنان وسوريا والتي يفترض تعميقها وتصحيح ما حصل في السابق، والذي أساء إلى صورة سوريا». ودعا الوزير السوري إلى «تعميق التعاون في كل المجالات لا سيما المجالين الاقتصادي والتجاري مع وجود هذا الانفتاح على سوريا وبعد رفع العقوبات عنها؛ لأن لبنان يمكن أن يستفيد من هذه التطورات الإيجابية».

 

وجدد الوزير الشيباني التأكيد على سيادة لبنان، والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون. وقال: «نتطلع إلى أن نطوي صفحة الماضي؛ لأننا نريد أن نصنع المستقبل». وقال إن بلاده جاهزة لمناقشة أي ملف عالق سواء كان ملفاً اقتصادياً أو أمنياً». وأضاف: «لقد عانت شعوبنا من الحروب والمآسي، فلنجرب السلام». وجدد الوزير الشيباني دعوة الرئيس الشرع للرئيس عون لزيارة سوريا.

 

اجتماعات تنفيذية

وفي السراي الحكومي حيث التقى الشيباني والوفد المرافق برئيس الحكومة نواف سلام، طغى على اللقاءات الجانب التنفيذي. وقالت رئاسة الحكومة إن اللقاء عقد في أجواء إيجابية وبنّاءة، تناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا، حيث تمّ التأكيد على الرغبة المشتركة في فتح صفحة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، وصون سيادة كلٍّ من البلدين واستقلال قرارهما الوطني.

 

وشكّل الاجتماع مناسبة للتداول في عدد من الملفات المشتركة، من بينها ضبط الحدود والمعابر ومنع التهريب، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الصديقة، إضافةً إلى ملف الموقوفين السوريين في لبنان والمفقودين اللبنانيين في سوريا. كما تمّ التطرّق إلى إعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية بما يعزّز المصلحة المتبادلة ويواكب المتغيّرات، وإلى إمكانيات تعزيز التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار في سوريا، بما يتيح للبنان المساهمة في هذا المسار من خلال خبراته وقدراته، حسبما قالت رئاسة الحكومة اللبنانية.

 

وأكد سلام خلال اللقاء أن لبنان «حريص على بناء علاقات سليمة ومتوازنة مع سوريا، على قاعدة التعاون بين دولتين مستقلتين تربطهما الجغرافيا والتاريخ»، مشدّداً على أن الانفتاح والحوار الصادق هما الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار في البلدين والمنطقة.

 

وأشار نائب رئيس الحكومة طارق متري، بعد انتهاء الاجتماع، إلى «أننا بحثنا في العلاقات اللبنانية – السورية، وعقدنا العزم معاً على أن نعالج كل المسائل بروح طيبة وبسرعة»، مضيفاً: «الإرادة السياسية عند الإخوة السوريين وعندنا نحن في لبنان هي لمعالجة كل القضايا، من غير محرمات ومن دون الوقوع في منطق المقايضة».

 

الشيباني

من ناحيته، قال الشيباني: «هناك فرص كبيرة جداً في منطقتنا، وفي سوريا ولبنان، وعلى كافة الصعد الاقتصادية والاستثماريّة». وأشار إلى أن الملفات التي بحثها «تحتاج إلى نقاش معمّق وإلى لجان تقنية، بما يدفع في عجلة علاقات هادئة ومستقرة، وتفتح المجال أمام شراكات استراتيجية»، مشيراً إلى أن من أبرزها «ما يتعلق بإعادة تسريع قضية الموقوفين السوريين في سجن روميه، وقد أحدثنا اليوم تقدماً كبيراً جداً في هذا الملف، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة، كما تكلمنا عن برنامج إعادة اللاجئين عودة كريمة إلى ديارهم وبلدهم، كما تحدثنا عن ضرورة ضبط الحدود بين البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار».

 

وقال: «أكدنا تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي المشتركة بين البلدين، كما تطرقنا إلى سبل عقد لجان تقنية واقتصادية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والاستثمار في القطاعين الخاص والعام».

 

وأكد أن «هذه الزيارة هي زيارة تاريخية ومهمة جداً لكلا الطرفين، وأن شكل العلاقة اليوم بين سوريا ولبنان سينتقل من العلاقة التي كانت في السابق في عهد النظام البائد إلى علاقة مبنية على الاحترام بين الأشقاء والإخوة».

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الشيباني في بيروت: تحرير علاقات البلدين من الأمن إلى السياسة والإقتصاد

تعليق العمل بالمجلس الأعلى وتباين حول المفقودين ولا زيارة لبرِّي

 

على وقع «طوفان العودة» وسقوط محاولات تهجير سكان وأهل قطاع غزة، في اليوم الاول لوقف النار.

بدا لبنان انه ليس بمعزل عما يجري في المنطقة من آسيا الوسطى الى غربي آسيا، ولا سيما دول المشرق العربي.

ولعلَّ زيارة الوفد السوري الرفيع برئاسة وزير الخارجية اسعد الشيباني، وعضوية وزير العدل مظهر الويس ورئيس جهاز الاستخبارات السورية ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، شكلت مظهراً من مظاهر تحول العلاقات بين لبنان وسوريا، وطي صفحة وبدء صفحة جديدة، حدَّد مسارها الوزير الشيباني نفسه بالتأكيد ان «الحكم الحالي في سوريا يريد أن ينقل العلاقة مع لبنان من العلاقة الأمنية التي كانت سائدة في الماضي الى علاقة سياسية واقتصادية متطورة تصب في صالح الشعبين».

والأبرز كان تبلغ وزارة الخارجية مع وصول الوفد السوري تعليق العمل بالمجلس الاعلى اللبناني- السوري بعد 34 عاما على قيامه في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، حيث وقع الاتفاقية مع الرئيس الراحل حافظ الاسد في 23 ايار 1991.

إذاً، فتحت الزيارة الباب امام نهاية مرحلة وبدء مرحلة جديدة، وإن كانت زيارة الوزيرين السوريين والوفد الأمني، لم تشمل الرئيس نبيه بري، واقتصرت على لقاءات عمل مع كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية بين القصر الجمهوري والسرايا الكبير.

وسط ذلك، يمر لبنان في مرحلة دقيقة، فإما أن يدخل في تسوية شاملة بعد دخول أطراف جديدة على خط الوساطة لإيقاف العدوان الإسرائيلي نهائيا وتثبيت الاستقرار، واما أن يدخل مجدّدا في المجهول إذا ما فشلت لغة الدبلوماسية في استباق التصعيد الذي تلوِّح به اسرائيل وجهات دولية اخرى.

وكشفت المصادر، ان لبنان سيشهد خلال الأسابيع المقبلة حركة زيارات وموفدين عرب وأجانب في محاولة للاتفاق مع الدولة اللبنانية على «آلية جديدة» لتثبيت اتفاق وقف اطلاق النار، وتحمل في طياتها تعديلا واضحا للقرار ١٧٠١ بما يضمن التزام كل من لبنان والعدو الإسرائيلي بضمانات متبادلة لمنع أي تصعيد، في نوع من التمهيد لإجراء مفاوضات غير مباشرة بينهما مع تطور الاوضاع السلمية في المنطقة.

 

الشيباني في بيروت صفحة جديدة: السياسة بدل الأمن

انفتحت أمس صفحة رسمية جديدة بين لبنان والسلطات السورية الجديدة بزيارة الوزيرين الشيباني والويس مع وفد امني الى بيروت، اساسها التعامل من دولة الى دولة لمعالجة كل الامور العالقة بين البلدين والمجمدة فعليا منذ نحو 20 سنة، بحيث تتحول الى علاقات استراتيجة كما قال الشيباني خلال لقاءاته مع رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية والتي لم تشمل رئيس المجلس نبيه بري «نظراً لطبيعة مهمة الوفد الوزاري والامني التقنية والتنفيذية»، حيث لم يطلب الوزير موعداً مع بري ولا بري طلب اللقاء او رفضه لو طلبه السوري. على ان يتم عند الضرورة احالة بعض الملفات الى الجهات التشريعية في البلدين، وبخاصة حول الاتفاقات التي تحتاج الى تعديل او الاتفاقات الجديدة التي يمكن التوصل اليها مستقبلاً.

وغادر الشيباني والوفد بيروت مساءً، كما غادر الرئيس نواف سلام الى باريس في زيارة خاصة.

وحسب المعلومات، فإن الجانب السوري ركز اكثر ما يكون على اطلاق سراح الموقوفين السوريين في لبنان حيث اشتكى لوفد من»تباطؤ الاجراءات القضائية بحقهم»، لا سيما في الاجتماعات الامنية الجانبية التي عقدت في السرايا الحكومية، لكن ظهر ان امام انجاز هذا الملف بسرعة تعقيدات قانونية- تقنية وتعقيدات سياسية حيث ترفض بعض الجهات السياسية اللبنانية اطلاق سراح من اتهم بعمليات ارهابية واغتيالات وتفجيرات.

وافادت المعلومات ايضاً، اذا تم الالتزام- لا سيما من الجانب السوري- بما تعهد به الوزير شيباني، فإن العلاقات اللبنانية- السورية ستشهد تقدما مضطردا سريعا، لكن لا بد من تسريع تعيين سفير جديد لسوريا في لبنان لتسريع التواصل والتنسيق، حيث افيد ان السفارة بوضعها الحالي لا تلبي متطلبات تعزيز وتطوير العلاقات بالشكل المطلوب مع لبنان، ولا تلبي الاحتياجات المطلوبة كما يجب للمواطنين السوريين.

وحسب المعلومات (الجديد) فإن زيارة الشيباني تركزت على ملف الموقوفين، حيث انتقد الوفد السوري تباطؤ المعالجة، وتم الاتفاق على متابعته عبر لجان مختصة يتولى التفاوض فيها وزير العدل عادل نصار ونائب رئيس الحكومة طارق متري.

وتضيف المعلومات ان تعقيداتٍ تواجه الاجراءات الممكنة، بسبب معارضة، قوى اساسية اخراج سجناء تطالب بهم دمشق على وجه الالحاح.

وطلب الوزير نصار من نظيره السوري تزويد لبنان بما توافر من معلومات لدى الجهات السورية عن عمليات الاغتيال.

ولوحظ انه فور وصول الوزير الشيباني الى لبنان، وقبل لقائه وزير الخارجية يوسف رجي، تبلّغت وزارة الخارجيّة اللبنانيّة عبر السفارة السوريّة في لبنان، قرار «تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري وحصر كافّة أنواع المراسلات بين البلدين بالطرق الرسميّة الدبلوماسيّة».

وبالنسبة لهذا الموضوع، علمت «اللواء» من مصادر متابعة عن قرب لعمل المجلس الاعلى، انه مجمد اصلاً، وان امينه العام نصري خوري يقوم من بيروت بتسيير بعض الاعمال الادارية في مكتب دمشق، الذي يضم بعض الموظفين الذين يعملون تطوعاً بعد وقف رواتبهم وبعد مداهمة المكتب خلال الاطاحة بالنظام السابق ومصادرة بعض محتوياته، وقد توقف تعامل السلطات السورية الجديدة مع المكتب.

وعقد الشيباني فور وصوله اجتماعاً مع الوزير رجّي تلته مباحثات موسّعة عقدها الجانبان مع الوفدَين اللبناني والسوري الذي ضم وزير العدل مظهر اللويس، رئيس جهاز الاستخبارات السورية حسن  السلامة، مساعد وزير الداخلية  اللواء عبد القادر طحان ووفد سياسي.

وبعد اللقاء قال شيباني: زيارتنا تعبّر عن توجه جديد لسوريا تجاه لبنان الذي نكن له كل الاحترام والتقدير ونحن نريد ان نتجاوز عقبات وأخطاء الماضي التي كنا نحن ضحاياها أيضًا. ونحن نحترم سيادتنا ولا نتدخل بشؤون لبنان. وهناك فرصة سياسية واقتصادية ونريد أن ننقل العلاقة مع لبنان الى مرحلة جديدة سياسية واقتصادية.

أما رجي فقال: أبشّر اللبنانيين بتعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني- السوري وإن شاء الله قريباً يصبح خارج القانون. واتفقت مع الوزير الشيباني على إقامة لجان لمعالجة كل الامور العالقة والعلاقات أصبحت مباشرة بين دولتي لبنان سوريا من خلال الاطر الدبلوماسية.

وانتقل الشيباني الى القصر الجمهوري حيث التقى الرئيس جوزاف عون، الذي أبلغ وزير الخارجية السورية، «ان لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق الاستقرار في كل من لبنان وسوريا. وقال: ان تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها يتم من خلال تأليف لجان مشتركة تبحث في كل الملفات العالقة، واهمها الاتفاقيات المعقودة بين البلدين والتي تحتاج حتما الى إعادة ودرس وتقييم.

وأشار عون «الى ان القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني-السوري يستوجب تفعيل العلاقات الديبلوماسية. وننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت».

ولفت عون ضيفه «الى ان الوضع على الحدود اللبنانية-السورية بات أفضل من السابق، وان المسائل التي تستوجب المعالجة كما اتفقنا عليها مع الرئيس السوري احمد الشرع خلال لقاءين سابقين في القاهرة والدوحة أبرزها موضوع الحدود البرية والبحرية، وخط الغاز، ومسألة الموقوفين. وسنعمل على درس كل هذه القضايا انطلاقا من المصلحة المشتركة».

ومن جانبه، دعا الوزير السوري «الى تعميق التعاون في كل المجالات لاسيما المجالين الاقتصادي والتجاري مع وجود هذا الانفتاح على سوريا وبعد رفع العقوبات عنها، لان لبنان يمكن ان يستفيد من هذه التطورات الإيجابية. وجدد الوزير الشيباني التأكيد على سيادة لبنان والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون. ونحن نتطلع الى ان نطوي صفحة الماضي لأننا نريد ان نصنع المستقبل». وقال: ان بلاده جاهزة لمناقشة أي ملف عالق سواء كان ملفا اقتصاديا او امنيا.

وعن موضوع النازحين السوريين قال شيباني: نحن نشكر لبنان وشعبه على هذا الكرم وهذه الإستضافة. ونتوقع بعد زوال السبب الذي كان دفع الناس الى الهجرة والنزوح ان يتم حل هذا الموضوع تدريجا. هناك خطط نناقشها اليوم بدعم دولي لكي تكون هناك عودة كريمة ومستدامة، وتعالج الوضع ما بعد الحرب في سوريا من خلال البنى التحتية وإعادة الإعمار وغير ذلك.

وأشارت المعلومات  الى انه عندما فاتح الشيباني عون بالدعوة إلى زيارة سوريا قال الرئيس: هناك أولاً الكثير من الملفات العالقة والاتفاقات التي يجب أن تقام مع سوريا، وتحديداً في موضوع تعيين سفير سوري لكي تبدأ هذه العلاقات بشكل واضح. و اشار الى انه سبق ووجه دعوة للرئيس السوري احمد الشرع لزيارة لبنان.

وعُقد في السراي الحكومي اجتماعٌ بين الرئيس نواف سلام ونائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، والوزير رجي، والوزير نصّار من جهة، والوزيرين الشيباني والويس والوفد السياسي المرافق. وشكّل الاجتماع مناسبة للتداول في عدد من الملفات المشتركة، من بينها ضبط الحدود والمعابر ومنع التهريب، وتسهيل العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الصديقة، إضافةً إلى ملف الموقوفين السوريين في لبنان والمفقودين اللبنانيين في سوريا.

كما تمّ التطرّق إلى إعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية بما يعزّز المصلحة المتبادلة ويواكب المتغيّرات، وإلى إمكانيات تعزيز التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار في سوريا بما يتيح للبنان المساهمة في هذا المسار من خلال خبراته وقدراته.

وأكد الرئيس سلام خلال اللقاء أن لبنان حريص على بناء علاقات سليمة ومتوازنة مع سوريا، على قاعدة التعاون بين دولتين مستقلتين تربطهما الجغرافيا والتاريخ، مشدّدًا على أن الانفتاح والحوار الصادق هما الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار في البلدين والمنطقة.

وقال شيباني: «اكدنا في حديثنا  مع فخامة الرئيس، وكذلك مع دولة الرئيس نواف سلام ومع وزير الخارجية، معالجة مختلف المواضيع التي تحتاج إلى نقاش معمّق وإلى لجان تقنية، بما يدفع في عجلة علاقات هادئة ومستقرة، وتفتح المجال أمام شراكات استراتيجية، وهذه القضايا هي تهمّ الجانب اللبناني والجانب السوري على حد سواء، ومن ابرز هذه القضايا هي ما يتعلق باعادة تسريع قضية الموقوفين السوريين في سجن رومية، وقد احدثنا تقدما كبيرا جدا في هذا الملف، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة، كما تكلمنا عن برنامج اعادة اللاجئين عودة كريمة الى ديارهم وبلدهم، كما تحدثنا على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين، بما يعزز الأمن والاستقرار، ومن خلال اجتماعات تقنية بين معاون وزير الداخلية ورئيس الاستخبارات السورية في البلدين، ونظرائهم اللبنانيين، وأكدنا على تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي المشترك بين البلدين، كما تطرقنا إلى سبل عقد لجان تقنية واقتصادية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والاستثمار في القطاعين الخاص والعام».

وخلال اجتماع سلام والشيباني، كان مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء حسن شقير ومساعد وزير الداخلية السوري للشؤون الأمنية السيد اللواء عبد القادر طحان يعقدان اجتماعا منفرداً، واجتماع بين مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي ورئيس جهاز الاستخبارات السوري السيد حسين السلامة. للبحث في القضايا الامنية المشتركة لا سيما موضوع الموقوفين السوريين التي يُصرّ الجانب السوري على انهائها سريعاً.

 

الرياض تجدِّد دعم الشرعية اللبنانية

وفي اطار استمرار الدعم العربي للبنان، جدد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري امام ملتقى بيروت برئاسة فوزي زيدان التأكيد على «ثوابت السياسة الخارجية السعودية تجاه القضايا العربية، واللبنانية بخاصة منها»، مؤكّداً دعم بلاده للشرعية ومؤسّساتها الدستورية، وانتظام عملها لما فيه عودة لبنان للعب دوره الريادي والحيوي في المنطقة.

تحليق للطيران الإسرائيلي في البقاع

ميدانياً، سُجِّل تحليق للطيران الحربي المسيّر على علو متوسط فوق السلسلة الغربية، والبقاع الاوسط.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

المسؤولون العائدون من واشنطن: لا حرب على لبنان… وارتياح لدور الجيش

الشيباني في بيروت ولم يزر عين التينة

الأحزاب أطلقت ماكيناتها الانتخابيّة… سلام يدعم «التغييريين» و«القوات» مُمتعضة

لا اجواء دولية وعربية وتحديدا اميركية، توحي بحرب اسرائيلية جديدة على لبنان في المدى المنظور او خلال الاشهر المقبلة. فمعظم المسؤولين الذين زاروا الولايات المتحدة الاميركية مؤخرا، عادوا بأجواء تناقض كليا بعض التسريبات والتحليلات المحلية عن حرب اسرائيلية وشيكة على لبنان. واكد العائدون امام زوارهم «لم نسمع اي كلام من اي مسؤول اميركي على حرب اسرائيلية جديدة على لبنان، وكل ما سمعناه اشادات بالجيش اللبناني ودوره، وارتياح لخطواته في تنفيذ المرحلة الاولى من عملية حصر السلاح في يد الدولة في جنوب الليطاني، ومنع نقل الاسلحة التابعة للحزب شمال الليطاني من مكان إلى آخر». وهذا الارتياح ترجم بتقارير ضباط اللجنة الدولية في الناقورة الى دولهم، بانتظار ما سيتضمنه تقرير الجيش عن تنفيذ المرحلة الاولى من عملية حصرية السلاح في يد الدولة، التي تنتهي اواخر العام.

ونقل الذين زاروا الولايات المتحدة اجواء عن تراجع الاهتمام الاعلامي بلبنان في الصحف الاميركية والاوروبية وحتى في الصحف الاسرائيلية، ولمسوا هذا الامر جيدا خلال اجتماعات الهيئة العامة للامم المتحدة، التي ركزت على غزة والحرب الروسية الاوكرانية، مما يوحي بان لبنان لم يعد أولوية في المدى المنظور، والحلول لمشاكله ستأتي من خلال جاذبية التطورات، التي ستلفح كل المنطقة بموافقة مصرية وتركية وقطرية وسعودية. وهذا ما يؤكد ان المرحلة الانتقالية لن تكون على «الساخن» مطلقا، ولبنان مقبل على مرحلة جديدة من الاستقرار، مغايرة للمرحلة التي سادت البلاد منذ العام 1975، والأمور بحاجة إلى سنة او سنتين كي تبدأ فعليا.

واكدت مصادر سياسية ان التسريبات عن حرب اسرائيلية ليست الا رغبات محلية، والأمور متجهة الى الهدوء، والحزب ليس انتحاريا، ويعرف ظروف المنطقة والتحولات الكبرى، ويتعاون مع الجيش اللبناني، الذي وسع انتشاره في الجنوب إلى 90%، ويبقى الاحتلال الاسرائيلي المشكلة والعقبة الكبرى امام الانتشار الشامل للجيش في كل الجنوب.

 

وتضيف المصادر، ان العلاقة بين الجيش اللبناني واهالي الجنوب ممتازة، وهناك ارتياح لدور الجيش وعمله في مساعدة الاهالي الذي نال ثقتهم، وتبقى المشكلة في غياب الحكومة ومؤسساتها. وسألت المصادر هل يعقل ان ترسل الحكومة مهندسين فقط لتقييم حجم الأضرار ومسح عمليات الدمار في الجنوب والضاحية وبعلبك، فيما الحزب قدم اكثر من مليار دولار في الدفعة الأولى، وباشر الدفعة الثانية منذ اشهر لمساعدة الاهالي على أبواب فصل الشتاء، بالاضافة الى مساهماته في ترميم اكثر من 40 الف شقة حتى الآن.

واكدت المصادر ان هذه الاجواء لا تزيل ولا تبدد قلق المسؤولين من سياسات نتنياهو ومخططاته، وحاجته الى استمرار الاعتداءات وتوسعها، وتنفيذ المزيد من الاغتيالات قبل الانتخابات النيابية في «اسرائيل» منتصف تشرين الثاني 2026، وربما تذهب الامور الى انتخابات مبكرة بعد اتفاق غزة.

 

الشيباني في بيروت

حظيت زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني، «الرجل الثاني في سوريا بعد الرئيس احمد الشرع ومهندس السياسات الداخلية والخارجية»، يرافقه وفد امني كبير، باهتمام المسؤولين اللبنانيين، رغم انه استثنى رئيس مجلس النواب نبيه بري من لقاءاته. وقد تناولت مباحثات الشيباني تطورات المنطقة بعد اتفاق غزة، والعلاقات بين البلدين، وملفات النازحين والحدود والتبادلات التجارية، وعمليات التهريب والمعابر غير الشرعية، والملفات الامنية والقضائية. كما تناولت بشكل اساسي موضوع المعتقلين. كما عقدت في السراي الحكومي لقاءات بين مدير عام الامن العام اللواء حسن شقير، ومساعد وزير الداخلية السوري اللواء عبد الحميد طحان، واجتماع آخر بين مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، ورئيس المخابرات العامة السورية العميد حسن السلامة.

 

وفي معلومات مؤكدة، ان التباينات ظهرت بوضوح حول العديد من الملفات خلال مباحثات الشيباني، لكن الأمور تتطور بشكل ايجابي بين البلدين، والعلاقات حاليا افضل بكثير من الاشهر الماضية، وهناك لجان تتابع الملفات، لكنها لم تصل الى نتائج ملموسة في اي قضية، نتيجة عوامل كثيرة ابرزها تراكمات المرحلة الماضية، والثقة المفقودة بين الطرفين. وعلم ايضا ان الشيباني وجه دعوة للرئيس عون لزيارة سوريا، ووعد بتلبيتها بعد انجاز الملفات العالقة بين البلدين وتشكيل اللجان لحلها. وقد طالب عون بضرورة تعيين سفير سوري جديد في لبنان، كي تكون العلاقات من دولة الى دولة وضمن الاطر الديبلوماسية.

علما ان الرياض تؤدي دورا بارزا في تنقية الاجواء وإنجاز خطوات عملية بين البلدين، ويبقى اللافت ابلاغ وزارة الخارجية السورية وزارة الخارجية اللبنانية قرارها بإنهاء عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري.

 

الاحزاب أطلقت ورشها الانتخابية النيابية

وفي ظل الاجواء الدولية الجديدة على المنطقة، ورياح التسويات الكبرى الآتية، فان جميع القوى السياسية تحاول تثبيت حضورها وزيادة احجامها، وتحسين مواقعها في «كعكة» السلطة، من بوابة الانتخابات النيابية المقبلة، التي حسم اجراؤها في ايار على القانون الحالي، وهذا ما اكد عليه الرئيس بري. في المقابل، تجمع مراكز الدراسات على استحالة تقدم فريق سياسي على آخر، مع بقاء وليد جنبلاط «بيضة القبان»، فكيفما «مال تميل دفة الاكثرية معه».

 

وفي المعلومات المؤكدة، ان جميع الاحزاب السياسية الكبرى بدأت ورش التحضيرات الجدية، واعطيت التعليمات للمباشرة باطلاق التحضيرات الانتخابية.

 

وفي المعلومات ايضا، ان التحالفات باتت واضحة جدا، فالثنائي الشيعي ومعه «التيار الوطني الحر» و «المردة» و «الاحباش» والاحزاب الوطنية، سيكونون على لوائح موحدة، وتجربة جزين البلدية بين «امل» و «التيار الوطني الحر» ستتكرر نيابيا. وفيما الاجواء الودية بين «الوطني الحر» و«المردة» تتعزز يوميا، فان تحالف «القوات» و «الاشتراكي» ثابت في الجبل وفي كل المناطق، وهناك مساع جنبلاطية حقيقية لضم «الكتائب» الى التحالف، لكن اللافت وحسب المعلومات المؤكدة، ان جميع القوى السياسية على مختلف مشاربهم مصممون على اجتثاث نواب «التغيير» من المعادلة النيابية، وهؤلاء بمعظمهم مدعومون من رئيس الحكومة نواف سلام، الراعي الرسمي لجمعية «كلنا ارادة».

 

«المستقبل» لن يدخل الانتخابات الا من البوابة السعودية

ويبقى البارز، ان «تيار االمستقبل» حسم المشاركة اقتراعا وترشيحا في الانتخابات النيابية المقبلة، وسيخوض الاستحقاق من البوابة السعودية، في ظل معلومات مؤكدة عن مسعى مغربي لاعادة الود والتواصل بين الحريري والامير محمد بن سلمان. كما يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتصالات في هذا المجال، يضاف الى ذلك استحالة سيطرة السعودية على الشارع السني من دون سعد الحريري، الذي ما زال اللاعب الاول سنيا ووطنيا، وهذا ما اظهرته الانتخابات البلدية، وستوازي كتلته النيابية كتل الاقطاب السياسيين في البلد.

 

مساكنة بين عون وسلام ولا سلام بين عين التينة والسراي

العلاقات بين الرئيسين عون وسلام نحو المساكنة الاجبارية، رغم التوترات الدائمة وعدم وجود «كريزما» بين رجلين من مدرستين مختلفتين، لكنهما محكومان بالمساكنة لانجاح مسيرة العهد وعمل الحكومة. وبالتالي فان عون وسلام لا يريدان قطع شعرة معاوية بينهما، ويتولى المستشار الرئاسي جان عزيز زيارة السراي بشكل متواصل، وسيستمر العمل الحكومي تحت سقف «المساكنة» حتى الانتخابات النيابية، فيما العلاقة بين عين التينة والسراي «لم تركب بعد»، وهناك جدار من عدم الثقة بين الطرفين، وعندما تصل انتقادات الرئيس بري الى هذا المستوى تجاه الحكومة ورئيسها، وهو المعروف عنه حرصه على عدم إظهار الخلافات بين المسؤولين الى وسائل الإعلام، فهذا يكشف مدى ضيقه من ممارسات رئيس الحكومة، ومن النوادر السياسية منذ الطائف ظهور التباينات بين رئيسي المجلس والحكومة الى هذا المستوى في الاعلام .

 

وهذا الامر لم يحصل بين بري والمرحوم عمر كرامي، فيما العلاقة مع الشهيد رفيق الحريري كانت «سمن وعسل»، وممتازة مع سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام، وعادية مع حسان دياب، وسالكة مع فؤاد السنيورة، لكن العلاقة مع نواف سلام تسودها التوترات وعدم الراحة، حيث يتعامل سلام مع الثنائي بمنطق غير مفهوم بعد حسب مصادر الثنائي، التي تقول انه ما زال سلام متمترسا عند صخرة الروشة ويرفض مغادرتها، رغم ما يتعرض له البلد من اعتداءات اسرائيلية. هذا ما فاقم الخلافات والتوترات بين الطرفين مع استمرار الحملات على رئيس الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وفي معلومات مؤكدة، ان الملاحظات على سلام وصلت الى «القوات» من بوابة امتعاضها من دعمه المطلق للنواب «التغييريين»، وجمعهم في السراي بشكل أسبوعي.

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

اتفاق غزة دخل حيز التنفيذ.. ولبنان يفتح صفحة جديدة مع سوريا

 

في زيارة هي الاولى الى لبنان لمسؤول سوري منذ سقوط نظام بشار الاسد، وصل الى بيروت وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير العدل مظهر الويس ووفد مرافق حيث جال على كبار المسؤولين ونقل دعوة الى رئيس الجمهورية جوزاف عون لزيارة دمشق، كما وجه عون دعوة مماثلة للشرع لزيارة بيروت. وابلغ الشرع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي تعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني –  السوري.

في بعبدا، ابلغ رئيس الجمهورية وزير الخارجية السورية خلال استقباله مع وزير العدل والوفد المرافق، ان لبنان يتطلع الى تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بما يحقق الاستقرار في كل من لبنان وسوريا. واعتبر الرئيس عون ان تعميق العلاقات الثنائية وتطويرها يتم من خلال تأليف لجان مشتركة تبحث في كل الملفات العالقة، واهمها الاتفاقيات المعقودة بين البلدين والتي تحتاج حتما الى إعادة ودرس وتقييم. وأشار الى ان القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني-السوري يستوجب تفعيل العلاقات الديبلوماسية. «وننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت.» وقال الرئيس عون للوزير الشيباني: «امامنا طريق طويل، ومتى صفت النوايا فان مصلحة بلدينا الشقيقين تسمو على كل الاعتبارات، وليس لدينا خيار سوى الاتفاق على ما يضمن هذه المصلحة». ولفت الرئيس عون الى ان الوضع على الحدود اللبنانية-السورية بات أفضل من السابق، وان المسائل التي تستوجب المعالجة كما اتفقنا عليها مع الرئيس السوري احمد الشرع خلال لقاءين سابقين في القاهرة والدوحة أبرزها موضوع الحدود البرية والبحرية، وخط الغاز، ومسألة الموقوفين. وسنعمل على درس كل هذه القضايا انطلاقا من المصلحة المشتركة». وقال: «المنطقة شبعت حروبا وهدرا للمقدرات التي ينبغي ان تستثمر حتى تعيش شعوبنا بكرامة بعدما دفعت الكثير من العذاب وعدم الاستقرار.»

 

طي صفحة الماضي

وكان الوزير الشيباني نقل الى الرئيس عون تحيات الرئيس الشرع، شاكرا الحفاوة التي لقيها خلال الزيارة، مؤكدا على أهمية العلاقات التاريخية التي تجمع بين لبنان وسوريا والتي يفترض تعميقها وتصحيح ما حصل في السابق والذي اساء الى صورة سوريا. ودعا الوزير السوري الى تعميق التعاون في كل المجالات لاسيما المجالين الاقتصادي والتجاري مع وجود هذا الانفتاح على سوريا وبعد رفع العقوبات عنها، لان لبنان يمكن ان يستفيد من هذه التطورات الإيجابية. وجدد الوزير الشيباني التأكيد على سيادة لبنان والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون. «ونتطلع الى ان نطوي صفحة الماضي لأننا نريد ان نصنع المستقبل.» وقال ان بلاده جاهزة لمناقشة أي ملف عالق سواء كان ملفا اقتصاديا او امنيا. اضاف: «لقد عانت شعوبنا من الحروب والمآسي، فلنجرب السلام.»

 

اجتماعات في السراي

ثم انتقل الشيباني والوفد المرافق الى السراي الحكومي يرافقه الوزير رجي للقاء الرئيس نواف سلام وإجراء محادثات معه. وعُقد في السراي الحكومي اجتماعٌ بين سلام، ونائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، ورجي، ووزير العدل عادل نصّار، مع الشيباني، ووزير العدل مظهر الويس، والوفد المرافق. وأكد الرئيس سلام خلال اللقاء أن لبنان حريص على بناء علاقات سليمة ومتوازنة مع سوريا، على قاعدة التعاون بين دولتين مستقلتين تربطهما الجغرافيا والتاريخ، مشدّدًا على أن الانفتاح والحوار الصادق هما الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار في البلدين والمنطقة.

 

وعقد أيضا في السراي اجتماع بين المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومساعد وزير الداخلية السوري للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحان. كما عقد اجتماع بين مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي ورئيس جهاز الاستخبارات السوري حسين السلامة.

 

الخارجية

وفي الخارجية حيث استهل لقاءاته، استقبل الوزير يوسف رجي، الشيباني الذي لبّى الدعوة لزيارة بيروت، وعقدا لقاء ثنائيا تبعه جلسة محادثات موسّعة بين الجانب اللبناني والوفد السوري.

 

آلاف الفلسطينيين يعودون إلى الشمال

الجيش الإسرائيلي ينهي المرحلة الأولى من الانسحاب

وبدء مرحلة الـ72 ساعة لإطلاق الاسرى

 

قال الجيش الإسرائيلي الجمعة، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (09:00 بتوقيت غرينتش).

 

وأضاف: “منذ الساعة 12:00، بدأت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بالتمركز على طول خطوط الانتشار المُحدثة استعدادا لاتفاق وقف إطلاق النار وعودة الرهائن”.

 

وبدأ عشرات آلاف الفلسطينيين، الجمعة، بالعودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله عقب الانسحاب الإسرائيلي التدريجي إلى مواقع التمركز الجديدة داخل القطاع، وذلك وفقا للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وكشف الانسحاب الأولي من مناطق بمدينة غزة عن حجم دمار هائل خلفه الجيش الإسرائيلي خلال عمليته التي كانت ترمي لاحتلال القطاع تدريجيا بدءا بالمدينة.

 

وصُدم الفلسطينيون، بحجم الدمار الذي لحق بمنازلهم ومناطقهم السكنية حيث سوّت إسرائيل مناطق واسعة وأحياء كاملة بالأرض في مدينة غزة. ومنذ ساعات، بدأ الجيش الإسرائيلي انسحابه التدريجي داخل القطاع على أن يستكمل خلال 24 ساعة الانسحاب إلى المواقع الجديدة داخل القطاع والمحددة في الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفق “القناة 12” العبرية الخاصة.

 

وأضافت: “من المتوقع أن تنسحب القوات شرقا من رفح وخان يونس (جنوب) ومن مناطق شمال قطاع غزة وتقترب من الحدود مع دولة إسرائيل”.

وأردفت القناة: “وفقا للاتفاق، فإن الفرق الثلاث العاملة في مدينة غزة في إطار عملية عربات جدعون 2 ستنسحب من المدينة خلال الـ 24 ساعة القادمة، وسيتمركز آلاف الجنود على خطوط جديدة”.

 

وتابعت: “مع تقدم الصفقة، سينسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق سيطرته داخل قطاع غزة إلى مناطق أخرى حتى يسيطر على 53 في المائة من قطاع غزة”.

ولاحقاً، اعلن مبعوث الرئيس الاميركي ستيف ويتكوف نقلا عن البنتاغون ان الجيش الاسرائيلي أنجز المرحلة الاولى من انسحابه الى الخط الاصفر لتبدأ معها فترة الـ72 ساعة قبل إطلاق سراح الأسرى.

***************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

بعد 34 سنة… تعليق العمل بالمجلس الأعلى اللبناني السوري

السعودية واكبت زيارة الشيباني

 

اعتاد لبنان على مدى نصف قرن على العيش في ظل معادلة “شعب واحد في بلدين”. وكان على اللبنانيين أن يتحملوا عسف ديكتاتورية النظام الأسدي باعتبارهم رعايا لهذا النظام في لبنان. لكن هذه المعادلة زالت أمس من الوجود، في الزيارة التاريخية التي قام بها وزير خارجية سوريا الجديدة أسعد الشيباني والوفد الرسمي الموسع للبنان مدشنًا معادلة: “دولتان مستقلتان وشعبان حرّان”.

 

تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري

 

تجاوز هذا الحدث التاريخي أمس الإطار اللفظي إلى العملي. فقبل أن يبدأ وزير الخارجية السوري زيارته إلى بيروت، تبلغت وزارة الخارجيّة اللبنانيّة عبر السفارة السوريّة في لبنان، قرار تعليق عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري وحصر كل أنواع المراسلات بين البلدين بالطرق الرسميّة الدبلوماسيّة.

 

وقد أبلغ الرئيس عون الوفد السوري الزائر أن القرار السوري بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني – السوري يستوجب تفعيل العلاقات الدبلوماسية. أضاف: “ننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت”.

 

سلام: التعاون بين دولتين مستقلتين

 

وفي هذا السياق، لخص رئيس مجلس الوزراء نواف سلام المشهد العام للعلاقات بين لبنان وسوريا بقوله “إن لبنان حريص على بناء علاقات سليمة ومتوازنة مع سوريا، على قاعدة التعاون بين دولتين مستقلتين تربطهما الجغرافيا والتاريخ”.

 

أما وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي الذي عبر بحرارة بعد لقائه نظيره السوري عن نتائج الزيارة التاريخية، فقال: “نزفّ بشرى إلى الشعب اللبناني بأن الحكومة السورية قررت تعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني – السوري، وخلال فترة قريبة سنعمل على إزالته نهائيًا من القانون، لتصبح العلاقات بين البلدين قائمة على القنوات الدبلوماسية المباشرة، كأي علاقتين طبيعيتين بين دولتين مستقلتين”.

 

وفي السياق اعتبر الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أن إلغاء المجلس يشكّل خطوة متقدمة على طريق إقامة علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا.

 

وشارك في المحادثات إلى جانب وزير الخارجية السوري وفد وزاري وأمني رفيع ضم وزير العدل مظهر الويس، مدير المخابرات حسين سلامة، معاون وزير الداخلية للشؤون الأمنية عبد القادر الطحان، إضافة إلى مسؤول الشؤون العربية في وزارة الخارجية محمد الأحمد.

 

وفي إطار متصل، لم تشمل زيارة الشيباني لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ما اعتبره المراقبون بأنه أول زائر مسؤول يعيد نصاب السلطة التنفيذية. وقال هؤلاء إنه في دول العالم يزور المسؤولون الزائرون المعنيون بالمسائل الإجرائية المسؤولين بالسلطة التنفيذية. لكن في لبنان، أتت زيارة وزير الخارجية السوري أمس من دون أن يلتقي بري بمثابة سابقة. إشارة إلى أن الشيباني هو أول وزير خارجية سوري يزور لبنان منذ زيارة وليد المعلم عام 2008. وفي العام ذاته كان وزير الخارجية في لبنان فوزي صلوخ وزير “أمل” في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في حين أن الوزير الحالي هو وزير “القوات اللبنانية” يوسف رجي في حكومة الرئيس نواف سلام.

 

اكتملت الكماشة حول عنق الممانعة

 

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر سياسية بارزة واكبت زيارة الشيباني والوفد المرافق “نداء الوطن” بنتائج الزيارة ، وقالت: “سوريا الجديدة كانت اليوم (أمس) في لبنان من خلال وزير خارجيتها الذي أكد أن الشعبين اللبناني والسوري دفعا ثمن تصرفات النظام السابق وأدائه وسلوكه وممارساته. وجاء ليؤكد متانة العلاقة بين البلدين انطلاقًا من دولة لبنانية ودولة سورية ومنافع العلاقة بينهما السياسية والاقتصادية والتعاون وتطوير العلاقة بينهما”. أضافت المصادر: “نحن أمام وضعية جديدة ما يؤكد أن مشروع الممانعة إلى مزيد من الانكفاء. فقد اكتملت الكماشة حول عنق هذا المشروع إثر خروج “حركة ح” من حلبة الصراع المسلح والسياسي بعد خروج نظام الأسد وبينهما سلطة جديدة في لبنان تذهب إلى بسط سلطة الدولة تطبيقا لقرار 5 آب لحصر السلاح”.

 

الدعم السعودي والتمويل القطري

 

وأفادت مصادر سورية إعلامية بأن زيارة الشيباني، عكست “الدعم السعودي الصريح للزيارة رغبة في الدفع باتجاه إعادة تطبيع تدريجي للعلاقة اللبنانية – السورية، في ظل حاجة البلدين إلى صياغة ترتيبات جديدة تُبعد الهواجس القديمة وتفتح المجال أمام شراكات واقعية”.

 

وفي هذا السياق، علمت “نداء الوطن” أن دولة قطر وافقت على تمويل عودة 400 ألف نازح سوري إلى ديارهم بكلفة تبلغ 30 مليون دولار أميركي بالاتفاق مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. ويشمل المشروع إعادة إعمار منازل هؤلاء النازحين وإعادة تأهيل البنى التحتية في مناطق سكن العائدين ومنح كل عائلة نازحة مساعدة مالية تبلغ 400 دولار أميركي.

 

ووفق هذه المعلومات، فإن التمويل القطري لعودة النازحين السوريين أتى في سياق دور خاص مارسته قطر كي تتم زيارة الشيباني والوفد المرافق لبيروت بعدما خطا لبنان الخطوة الأساسية من خلال لقاء الرئيس عون بالرئيس الشرع وزيارة كل من الرئيس سلام والوزير رجي لدمشق.

 

دمشق تطالب بتسليم ضباط الأسد

 

وأفاد تلفزيون سوريا، بأن مدير المخابرات السوري حسين سلامة عقد اجتماعًا مع نظيره اللبناني العميد طوني قهوجي. وتناولت المحادثات تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب والتهريب، مع إشارة سورية واضحة إلى ضرورة تسليم عدد من الضباط السابقين الموجودين في لبنان والمطلوبين لدى القضاء السوري.

 

لبنان بعد اتفاق غزة

 

من جهة ثانية، أكدت مصادر رسمية لـ “نداء الوطن” أن لبنان الذي رحب باتفاق غزة ينظر بحذر إلى ما سيحصل لاحقًا، فقد يؤدي هذا الأمر إلى تكريس عملية السلام لكنه في المقابل قد يطلق يد إسرائيل بعد الانتهاء من جبهة غزة، وبالتالي هناك اتصالات مع جهات دولية وعلى رأسها واشنطن لاحتواء أي عملية قد تقوم بها إسرائيل التي ترفض حتى الساعة الانسحاب من النقاط المحتلة في الجنوب وإفساح المجال أمام الجيش لإنهاء عمله في جنوب الليطاني والتي لا يوجد أي رادع أمام ما تقوم به.

 

بري ومواقفه

 

في ملف إعادة الإعمار سألت “القوات اللبنانية”: “من أين ستأتي الدولة بالأموال وحتى لو توفرت من جيوب اللبنانيين وهو أمر مستحيل فبأي حق تُصرف من جيوب الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين كانوا ضد حرب الإسناد وما نتج عنها”؟ وتوقفت “القوات” أمام تصريح للرئيس نبيه بري، حين سُئل عن موازنة عام 2026، فأجاب بأن “الموازنة لن تمر إذا لم تتضمّن بندًا واضحًا متعلقًا بإعادة الإعمار”، مستغربة أن “يصدر مثل هذا الكلام عن شخص بعمر الرئيس بري وخبرته، لأن المجلس النيابي مؤسسة دستورية قائمة بذاتها، ولا يمكن لأحد احتكارها أو التحكُّم بها. أما مسألة تمرير الموازنة أو عدم تمريرها، فهي من شأن الأكثرية النيابية، لا أي جهة أخرى”.

 

الأمن العام وشبكة التجسس

 

أمنيا، ضمن إطار مكافحة شبكات التجسس، تمكنت المديرية العامة للأمن العام من تفكيك شبكة تعمل لصالح العدو الإسرائيلي كانت بصدد التحضير لأعمال إرهابية من تفجيرات واغتيالات في الداخل اللبناني وتوقيف بعض أعضائها. وبنتيجة التحقيقات أقر أحد الموقوفين بمسؤولية هذه الشبكة عن تنفيذ اغتيالات سابقة طالت مسؤولين حزبيين في “الجماعة الإسلامية”.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram