أخبار
السلم الأهلي وتطبيق القانون في لبنان: تحديات التوازن بين العدالة والاستقرار فلسطين المحتلة: مراسل الميادين: الاحتلال الاسرائيلي ينفذ غارة جوية على حيّ الصبرة جنوبي مدينة غزة وزارة الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 67183 شهيدًا و 169841 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية: أكثر من مليون شخص في #غزة يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي من المنفى إلى الشاشة: الصوت الساخر يعود بسلسلة "كلمة أخيرة" سلطات الاحتلال تغلق مسجد الحرم الإبراهيمي بالخليل أمام المصلين اليوم وغدا بحجة الأعياد اليهودية مراسل mtv: مجلس الشيوخ الأميركي يصادق على تعيين ميشال عيسى سفيراً للولايات المتحدة في لبنان وبيل بزي وهو لبناني الأصل من بلدة بنت جبيل سفيراً للولايات المتحدة في تونس بعد تصويت حاسم افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 8 تشرين الأول 2025 نجاة رئيس الإكوادور من محاولة اغتيال… من هو دانيال نوبوا؟ سعر أونصة الذهب تخطى أربعة آلاف دولار للمرة الأولى في تاريخه

 

 

 

 

 

 

 

الخذلان… حين يطرق باب القلب بأيدٍ ظننّاها مفاتيح النجاة.

الخذلان… حين يطرق باب القلب بأيدٍ ظننّاها مفاتيح النجاة.

 

Telegram

في لحظات الضعف، حين نمد أيدينا لنبحث عن يدٍ تمسك بنا، قد نجد أنفسنا أمام أيدٍ تمتد لتسحبنا إلى الأسفل. هو ليس مجرّد انكسار لحظي، بل خريفٌ داخلي تتساقط فيه أوراق الثقة ورقةً ورقة، ويبرد فيه دفء الظنّ الحسن، وتغلق فيه نوافذ الأمل كأنّها لم تكن.
 
الخذلان لا يأتي من عدوّ يلوّح بسيفه، بل من حبيبٍ يربّت على ظهرك، ثم يطعنك ببطء، باسم الحب والحرص والغياب المبرّر.
 
هو فلسفة قاسية، لا يفهمها إلا من ذاق مرارة الثقة وارتشف من كأس الوهم حتى الثمالة. هو أن تمشي خلف من وعدك بأن يكون عكّازك، فإذا به يدفعك لتتعثّر... لا ليراك تسقط، بل ليرى كيف تنهض وحدك وتعود إليه شاكرًا!
نحن لا نُخذَل في الحقيقة، بل نُبصَر. نُبصِر الحقيقة التي طالما زُيّنت بحروف الحب، نُبصِر الأيدي التي ظنناها أبواب السماء فإذا بها سدود من جليد، نُبصِر القلوب التي نحرنا من أجلها أنفسنا فإذا بها تكتفي بضحكة وترحل.
تلك التجربة، تُعلمنا الكثير، وتجعلنا نرى أنفسنا من جديد. تقف أمام مرآتها فتُدرك كم كنت نقيًا حين صدّقت، وكم كنت وفيًا حين انتظرت، وكم كنت وحدك في معركة لم تبدأها، لكنك خضتها بدمك ومشاعرك وأحلامك.
في تلك اللحظات، تتعلّم أن الحبّ ليس دائمًا نهرًا، قد يكون سرابًا في صحراء اللهفة، وأن القرب ليس دائمًا أمانًا، فقد يكون أعمق خيانة تُرتكب على بعد خطوة من قلبك.
لكنّ تلك التجربة، وإن كانت مؤلمة، فهي معلّم صامت، لا يصرخ لكنه يُربّي. يُربّينا على أن نُحبّ بذوق، ونثق بعقل، ونمشي دون أن نرهن قلوبنا لطريق قد ينقطع دون إنذار. يُربّينا على أن لا نكون أغبياء باسم الطيبة، ولا ضحايا باسم التضحية.
وفي خاتمة القلب، حين يُسدَل الستار وتُطفأ أنوار الحلم، تخرج الحكمة من رحم الخيبة "ليس كل من يطرق قلبك يستحق الدخول، وليس كل من يبتسم لك، يحمل لك النور. بعض الأيدي نُسجت من نار، وبعض الأحضان مقابر، وبعض الكلمات سُمّ في عسل."
فلنُغلِق على أنفسنا جيدًا، لا خوفًا، بل نضجًا. فمن جرّب تلك التجربة، لا يعود كما كان... بل يعود أكثر حذرًا، أكثر وعيًا، وأكثر إيمانًا بأن النجاة ليست في الآخرين، بل في أن تحتفظ بنفسك من أجل نفسك.
 
فيا ليتنا لم نظن أن النقاء يُكافأ دائمًا... فكم من قلبٍ نقي، كان هو الضحيّة الأولى في محراب الألم.
ولكن، رغم كل شيء، يبقى الأمل، أمل أن نجد في أنفسنا القوة لننتفض من جديد، لنعبر الضباب، ولنجد طريقنا إلى النور. طريقًا لا يخدعنا، ولا يخذلنا، بل يقودنا إلى حيث نكون فيه على حقيقتنا، بلا أقنعة، بلا خوف، وبلا انتظار.
"الحياة لا تُعاش بالخوف من الألم، بل بالشجاعة لمواجهته، وبالإرادة لنتجاوزه. فالألم يمر، ويبقى الأثر، إما أن يكون جرحًا ينزف، أو درسًا يعلّمنا."
وكما قال الشاعر في وصف الخذلان:
"وَمَنْ يَجرِ مَطلاً يَرِد مَوارِدَ لَظًى
وَمَن يَضيّع الأَوقات يَخسر حياته"
 
بقلم : فاطمة يوسف بصل

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram