7 أنواع للجوع تكشف أسرار الإفراط في الأكل
الجوع ليس مجرد إشارة بيولوجية صادرة من المعدة تخبرنا بحاجة الجسم للطعام، بل قد ينبع من أماكن أخرى مثل العين أو القلب أو حتى العقل. فكثيرا ما نلجأ للأكل بدافع الملل أو التوتر، أو نتيجة انجذابنا لصورة طعام شهية في إعلان، وقد تلاحقنا رائحة المعجنات الطازجة رغم شعورنا بالشبع، مما يجعل مهمة إنقاص الوزن والحفاظ عليه أكثر تعقيدا.
وتشير الخبيرة الأميركية في مجال الأكل الواعي، جان تشوزين بايز، إلى أن للجوع أشكالا متعددة تظهر في صورة أحاسيس وأفكار أو حتى مشاعر داخل أجسادنا وعقولنا وقلوبنا، تجعلنا نتناول الطعام رغم عدم حاجتنا الفعلية إليه.
"الأكل الواعي.. دليل لإعادة اكتشاف علاقة صحية وممتعة مع الطعام"، تشرح أن الاعتماد على الحلول الطبية التقليدية مثل حبوب إنقاص الوزن أو جراحات السمنة قد لا يحقق النتائج المرجوة، ما لم يصاحبه وعي أكبر أثناء تناول الطعام وفهم أعمق للدوافع النفسية والعاطفية التي تؤثر على سلوكنا الغذائي.
أنواع الجوع
وفق كتاب بايز، هناك 7 أنواع مختلفة من الجوع، وفهم هذه الأنواع وأسبابها، يساعدنا على التعامل والتحكم في عاداتنا الغذائية بوعي أكبر:
جوع العين
تستطيع أعيننا خداع العقل ليتجاهل إشارات الشبع التي ترسلها المعدة، فنرغب في تناول الطعام لمجرد أنه يبدو جذابا للعين، كما هو الحال عند رؤية إعلانات الطعام، حتى قراءة كلمات مثل "لذيذ"، "كريمي"، "رطب" أو "مقرمش" من شأنها أن تثير الجوع البصري وتحفز شعورك بالرغبة في تناول الطعام.
ويمكنك مواجهة هذا الجوع عبر الاستمتاع بالطعام وتأمل ألوانه وأشكاله وملمسه قبل تناوله، وتقترح بايز إعداد "وجبة واعية" لأنفسنا مرة أسبوعيا، تُقدم بطريقة متناسقة وجذابة.
جوع الأنف
يظهر عندما تستثير الروائح اللذيذة رغبتنا في الأكل، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك رائحة الشواء القادمة من منزل جارك والتي تثير إحساسا مفاجئا بالجوع، ورائحة المعجنات الطازجة التي تطاردك عندما تمر بجانب مخبزة حتى لو لم تكن جائعا.
وللتغلب على جوع الأنف، ينصح الخبراء باستنشاق رائحة الطعام قبل تناوله، أو الابتعاد قد الإمكان عن الروائح المغرية، وفي حال استمر الإحساس، يمكنك تناول وجبة صحية خفيفة كبديل مناسب.
استخدام الطعام لإدارة المشاعر السلبية ليس أمرا سيئا بالضرورة (فري بيك)
جوع القلب "الجوع العاطفي"
في كثير من الأحيان، يرتبط ما نأكله بمشاعرنا، فقد نشتاق إلى طعام مُعين اعتدنا عليه في طفولتنا أو لأننا نربطه في أذهاننا بذكريات وتجارب معينة، فنطلب أطعمة معينة عندما نشعر بالحزن أو الوحدة ونميل إلى أطعمة أخرى عندما نشعر بالغضب أو الملل.
ومع ذلك فإن استخدام الطعام لإدارة المشاعر السلبية ليس أمرا سيئا بالضرورة، إلا أن الاعتماد عليه كوسيلة دائمة للتكيف قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، ولذا ينصح الخبراء بتناول كميات قليلة من الأطعمة التي تشعرنا بالرضا والراحة، مع البحث عن بدائل أخرى لإشباع العاطفة مثل التحدث إلى صديق مقرب أو قضاء وقت مع حيوان أليف أو ممارسة نشاط بدني يعزز تحسين مزاجنا.
جوع العقل
يرتبط جوع العقل بأفكارنا ومعتقداتنا عن الطعام، ويتأثر بما نقرؤه أو نسمعه من نصائح وحميات غذائية. وغالبا ما يقوم على التناقضات: ما هو صحي وما هو ضار، ما يجب تناوله وما ينبغي تجنبه. فقد يخبرك عقلك مثلا بتجنب السكر والكربوهيدرات، والحرص على شرب لترين من الماء يوميا، والإكثار من البروتين.
ورغم أن هذه التوصيات تبدو صحية، فإنها قد تدفعنا أحيانا إلى تجاهل الإشارات الطبيعية التي يرسلها الجسم. كما أن جوع العقل من أصعب أنواع الجوع إشباعا، لأنه يتغير باستمرار بتأثير النصائح الغذائية المتناقضة أو القواعد التي نضعها لأنفسنا. فقد يقنعك يوما بأن الحلوى تؤدي إلى السمنة، ثم يعود في اليوم التالي ليسمح لك بتناولها كمكافأة. وقد يمنعك من الزبدة فترة طويلة، ثم يخبرك لاحقا أنها دهون صحية يحتاجها الجسم.
ولذلك، ينصح الخبراء بمحاولة تهدئة هذه "الأصوات الداخلية" من خلال ممارسة اليقظة الذهنية، والإنصات بصدق إلى ما يطلبه جسدك فعلا.
جوع الخلايا
يمثل هذا النوع من الجوع الحاجة الحقيقية للجسم إلى العناصر الغذائية الأساسية، وهو الشعور الذي يظهر غالبا عند الحرمان من الطعام أو اتباع حمية صارمة لا توفر ما يكفي من الفيتامينات والمعادن.
وللتعرف عليه، حاول الإصغاء لما يشتهيه جسدك والتمييز بين رغباته الفعلية وما يمليه عليك العقل أو العادات. فقد يكون اشتهاء الموز مثلا إشارة إلى نقص البوتاسيوم، في حين قد تدل الرغبة المفاجئة في تناول الأطعمة المالحة على حاجة الجسم إلى تعويض نقص في الإلكتروليتات.
أفضل طريقة لفهم هذا الجوع هي التفكير فيما تشتهيه والاستماع إلى جسمك (فري بيك)
جوع المعدة
هو أكثر أنواع الجوع وضوحا وشيوعا، إذ تخبرك ساعتك البيولوجية أن وقت تناول الطعام قد حان، ولا يعني هذا بالضرورة حاجة أجسامنا للطعام، بل إن ساعتك البيولوجية هي ما تصر على أن هذا هو وقت الإفطار أو الغداء أو العشاء، وأن معدتك تتوقع الطعام بناء على الجدول الذي فرضناه عليها.
ولإشباع جوع معدتك، انتظر قليلا قبل تناول الطعام حتى تتمكن من تقييم جوعك والتأكد مما إذا كان شعورك ناتجا عن جوع حقيقي أم أنك تعاني من مشكلة أخرى مثل التوتر أو الملل، كما يستحسن تناول الطعام ببطء ومضغه جيدا والتوقف فور الشعور بالامتلاء.
إعلان
جوع الفم
يظهر جوع الفم عندما تستفزنا نكهات الطعام ومذاقه الشهي، فنجد أنفسنا نرغب في الاستمرار بالأكل حتى وإن لم تكن معدتنا بحاجة حقيقية للطعام.
وفي النهاية، وبعد أن تعرفت على الأنواع السبعة للجوع، جرّب أن تراجع نفسك في كل مرة تشعر فيها بالجوع: ما نوعه؟ وما الذي يدفعك لتناول الطعام حقا؟ لا تتردد في إشباعه، لكن بوعي وانتباه. استنشق الرائحة، استمتع بالنكهة، وتذوق كل لقمة ببطء. قد تساعدك هذه الخطوات البسيطة على الوصول إلى إحساس بالشبع الحقيقي، بعيدا عن الإفراط في الأكل أو الإحساس بالذنب.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي