تنكر النعم في ثوب البلاء... ومضمار القدر يقودنا لأجمل الهدايا.

تنكر النعم في ثوب البلاء... ومضمار القدر يقودنا لأجمل الهدايا.

 

Telegram

في لحظات الابتلاء، حين تختفي النعم خلف ستائر الظروف الصعبة، قد نجد أنفسنا تائهين في بحر من الشك والتساؤل. لكن، في عمق هذه التجربة، تكمن الحكمة والهداية. حين تتلبس النعم ثوب البلاء، تغدو الدروب مظلمة، والقلوب تائهة بين الأوهام، تظن أنها خسرت كل شيء، وأن الحياة أغلقت أبوابها في وجهها بلا رجعة. لكن في صمت العتمة، وحين يتوقف الزمن لحظة، تهمس لنا الروح بأسرار القدر، فتُضيء شمعة في زوايا الغموض، وتكشف لنا عن هدايا لا تُقدر بثمن.
 
فالبلاء ليس سوى مرآة تُظهر لنا كم نحن أغنى مما نعتقد، لكنه مقنع ببذاءة الألم وخداع الظن. إنه كالشمس خلف السحب، لا تخبو ولكنها تختبئ لتعيد ترتيب السماء وتنثر الضوء بنعومة على الأرض.
 
تنكر النعم كأنها خصم في لعبة القدر، لكن الحقيقة أنها المعلّم الصامت الذي يرسم لنا دروب الحكمة والامتنان. كم من أرواح انهارت على جرف الألم، لتنهض من رمادها كالطائر الذي يعانق السماء، وكم من قصص نجاح ولدت من رحم المحن، لتصبح أنشودة صمود تلهم القلوب وتحيي الأمل.
 
حين نواجه المحن، قد نغرق في بحر اليأس، لكن بين أمواج العسر تولد اللآلئ التي تزين تاج الحياة. فلنحتضن بلاءنا كرسالة حب من القدر، تحمل بين طياتها دروسًا لا تُشترى، وحكمًا لا تُستنسخ.
 
ففي كل تحدٍّ نكتشف أن النعم الحقيقية ليست في غنى الماديات، بل في قوة القلب، وصفاء النفس، وعمق الإيمان بأن لكل ليل نهاية، ولكل محنة فجر.
 
فلنترك للبلاء دور المعلم، ولنجعل من صعوباتنا جسورًا نعبر بها نحو الفرح، ولنجعل من الألم نغمة في سيمفونية حياتنا التي تُعزف بأوتار الصبر والرضا.
 
في نهاية المطاف، لا تنكر النعم إلا من فقد القدرة على الرؤية، فلنفتح أعيننا، ولننظر بقلوبنا، فربما كانت أجمل هدايا القدر تنتظرنا خلف ستار البلاء. ولنستسلم لرحمة القدر، ولنثق بأن كل ما يحدث لنا هو لخيرنا، وأن الحياة تسير بنا نحو الأفضل، وأن الألم هو طريق النمو والتحول. فلنكن من الذين يرون الجمال في كل شيء، ويشكرون على كل نعمة، ويعيشون الحياة بكل ما فيها من جمال وألم.
 
 
بقلم : فاطمة يوسف بصل

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram