"الحرب الإدراكية: سلاح أميركا الخفي في معركة العقول والسيطرة"
في عالم اليوم حيث الأرقام تُقاس بمليارات المشاهدات، والكلمة قد تُدمّر دولًا، صارت الحرب الإدراكية هي الجبهة الأهم بمعركة ليست تقليدية تُدار في الميادين بحرب تُخاض في الأذهان تُشحن فيها الرسائل، وتُزرَع بالمفاهيم تشويشا ويتحكم بالإرادات...
فما هو مفهوم الحرب الإدراكية ومدى أهميتها!؟؟
الحرب الإدراكية هي نشاط متزامن مع أدوات القوة الأخرى، يهدف للتأثير في المواقف، والسلوك والإدراك العام عبر التأثير على الإدراك الفردي والجماعي، ومن خلال الحرب الإدراكية، تتحول المعركة من القتال العلني إلى معركة الأفكار حيث يُهاجم المنطق والتفكير وتُشوَّش الرؤية يستخدم العدو التضليل والأخبار الزائفة برسائل تُنشَر بطريقة مدروسة تشكل حملات نفسية المكثفة توتر الانسان تبعده عن الصواب والرؤية والهدف
ولنعرف كيف تستخدم أمريكا الحرب الإدراكية؟
- اولا: التحكّم في السياق الإعلامي من خلال دفع وسائل إعلام موالية، أو دعم شبكات إعلامية تعمل على صياغة الرأي العام بما يخدم مصالحها.
- ثانيا :عمليات الإنترنت والتفاعل الرقمي من خلال استخدام البريد والمدونات وغرف الدردشة لنشر الرسائل الموجهة.
-ثالثا :الدعم التشريعي والدبلوماسي
سنّ قوانين لدعم الدبلوماسية العامة، وإنشاء مراكز حكومية للتعامل مع الدعاية الأجنبية
- رابعا : اكتساب ميزة علمية وتقنية في عالم يركّز على معرفة السرعة والدقة، تُحوّل أمريكا المعلومات إلى سلاح، وتستفيد من التطور التقني لتوجيه الرسائل بدقة وتأثير.
فما هي تداعيات الحرب الإدراكية على الواقع العربي واهدافها
ا- ضعاف المقاومة عبر تشويه صورة الحركات المقاومة وتحويلها إلى “إرهاب” في أذهان الجمهور العالمي والعربي
ب - تفكيك الهوية الجمعيّة يُخاطب القائد المحليين برسائل مغلوطة لتفريقهم عن انتمائهم القومي أو العقائدي.
ج- إشغال الداخل بقضايا هامشية تُروّج قضايا ثانوية أو خلافات داخلية لتشتيت الانتباه عن القضايا الكبرى.
د- قرصنة الوعي الثقافي إدخال مواد إعلامية وثقافية تحمل الميغاء القيمي والرسالة التي تخدم النفوذ.
ما هي سبب مقاومة الحرب الإدراكية!! وكيف نواجهها؟
ا- بناء الوعي الإعلامي تعليم الأفراد التمييز بين المصادر، والتحقّق من المعلومات قبل نشرها.
ب- المنصة الوطنية القوية(اقتراح) بإنشاء وسائل إعلام وطنية قوية تُحافظ على الرواية الحقيقية ولا تترك المساحة خالية لرسائل الأعداء.
ج- الرّدّ في الوقت المناسب عندما يُطلق سردٌ مغلوط، يجب أن يُردّ عليه بسرعة وبحجة واضحة، قبل أن يترسّخ في الوعي العام.
ج- تقوية التحالفات الفكرية عبر التنسيق بين الدول والمجموعات المناهضة لنفوذ الهيمنة لتعزيز الرسالة المشتركة.
الحرب الإدراكية ليست خيارًا صغيرًا في معركة النفوذ، بل هي قلب المعركة. من يهيمن على العقل، يسيطر على الرؤية، ومن يملك الرؤية، يُوجّه المصير. إنها ليست حربًا تُرى بالعيون، لكن آثارها تُرى في الأجيال والحضارات. لن يقوى أي احتلال بجيش فقط، إذا هُزم في وعي الشعوب. فلنُدرك طُرق المعركة الجديدة، ونجهّز أدوات المقاومة الفكرية، لنكون لا متفرّجين في ساحات الحرب التي صارت تُخاض في عقولنا وقلوبنا.
بقلم : محمد هاني هزيمة كاتب ومحلل سياسي خبير استراتيجي.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
.اضغط هنا
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي