الترامواي هو وسيلة نقل حيوية في مختلف أنحاء العالم لكننا في لبنان حُرمنا منها، الا انه تم مؤخرا الحديث عن إمكانية إعادة تشغيله حيث كشف وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني عن إجراء دراسات لتشغيل “الترامواي” في مدينة بيروت وضواحيها.
وقال رسامني إن البلاد تحتاج إلى خطة نقل حضري أوسع وأكبر وهو ما يتم السعي إلى تحقيقه عبر البدء بالإحصاء والحماية لأملاك مصلحة السكك الحديد وموجوداتها من أجل الشروع في إطلاق خدمة القطارات.
وأعلن رسامني ان الوزارة باشرت إجراءات قضائية ضد التعديات على الممتلكات التابعة لمصلحة سكك الحديد، كما تقوم على المدى البعيد بدراسات لتطوير الترامواي داخل بيروت وضواحيها (بيروت–خلدة، بيروت–الحازمية، بيروت–الدورة). فما هي قصة الترامواي في لبنان؟

عام 1908 استحصلت شركة بلجيكية مؤلفة من رأسماليين عثمانيين وبلجيكيين على امتياز من السلطنة العثمانية لتسيير ترامواي كهربائي في بيروت بدل المقطورات التي كانت تجرها البغال والأحصنة.
وكان هذا الامتياز يقضي بتشغيل الترامواي على القوة الكهربائية شرط أن لا تنقطع عنه أبداً، وبتزويد بيروت بالإنارة.
عام 1909 انطلق “الترامواي” الكهربائي في بيروت وشكّل ظهوره حدثاً استثنائياً، وكان يصل الأحياء البيروتية بعضها ببعض، وبمنطقة فرن الشباك، النقطة الحدودية الفاصلة آنذاك بين متصرفية جبل لبنان وولاية بيروت، وذلك تسهيلًا لتنقل السكان بين الولايتين، كما كان يصل أبناء المدينة بمحطتين للقطار في مار مخايل والمرفأ لتسهيل حركة البضائع.
اختلف شكل الترامواي بين سنة وأخرى، ففي بداياته، كان الناس يخافون من شكله وكانوا يصفونه بـ “دولاب الشيطان” أو بـ “الحارة المتنقلة”. وكان أولًا على شكلين، منها المغلق والكبير والواسع يتسع لخمسين راكباً ويبلغ وزنه 7 أطنان، ومنها الشكل الوسطي الذي يتسع لثلاثين راكباً ووزنه 4 أطنان، وكان مؤلفًا من قسمين قسم للسيدات وآخر للرجال.
في 2 حزيران 1954 استملكت الدولة اللبنانية الترامواي وجدّدت القسم الأكبر من عرباته، واضطرّت إلى رفع ثمن التذكرة من قرشين ونصف إلى 5 قروش من دون أن تمس بثمن تذكرة الدرجة الأولى الأمر الذي أدى إلى انتفاضة شعبية.

ربط الترامواي متصرفية جبل لبنان بولاية بيروت عبر منطقة فرن الشباك حيث تمّ تركيز المحطة المركزية.
وفي أواخر عهد السلطنة العثمانية (1908-1918) كان هناك 5 خطوط:
– الخط الأول: فرن الشباك – باب ادريس – الجامعة الأميركية – رأس بيروت -المنارة.
– الخط الثاني: ساحة الحميدية (ساحة الشهداء اليوم) – طريق بيروت دمشق – فرن الشباك.
– الخط الثالث: ساحة الاتحاد (ساحة رياض الصلح اليوم) – البسطة – الحرش.
– الخط الرابع: فرن الشباك – شارع فوش – شارع المرفأ – محطة القطار.
– الخط الخامس: فرن الشباك – البرج – النهر – الدورة.
وقام الفرنسيون بتطوير خطوط الترامواي وجعلوها في الاتجاهين ذهاباً وإياباً بعدما كانت باتجاه واحد، ووسّعوا الطرقات في الأماكن التي لا تشكّل خطراً على السلامة العامة.
عام 1964 قررت الدولة إيقاف الترامواي فاشترت الصين عدداً من حافلاته وذهب بعضها الآخر إلى تجار الخردة، أو تحوّل إلى مطاعم.
