رفعت_ابراهيم_البدوي رئيس ندوة العمل الوطني.. الدين_الطائفة_والوطن

رفعت_ابراهيم_البدوي رئيس ندوة العمل الوطني.. الدين_الطائفة_والوطن

 

Telegram

أؤمن بالأديان السماوية ، ولا أؤمن بالطائفية، وأمقت المتزمتين للطائفة، خصوصاً أولئك الذين هجروا رسالة الدين الحقيقية ونصّبوا أنفسم حرّاس على الطائفة،  وطعنوا رسالة الدين، وحاصروا الدين بالطائفة، وجعلوا الالتزام بالدين  بمقدار التزمت للطائفة.
 
الدين الحقّ لا طوائف فيه ، لأن رسالة الاديان السماوية كافة، لم تخصص لطائفة بعينها، فجميع الرسالات الإلهية دعت كل الاديان لاحقاق الحق، و وتحقيق العدالة الاجتماعية واجتناب الفتنة و الاذية والنميمة واكل السحت بين الناس، كما ان رسالات الاديان شددت على مبدأ احترام الإنسانية بين كل البشر بدون تفرقة وبغض النظر عن الشكل و اللون أوالعقيدة والانتماء. 
 
الدين عبارة عن مفهوم متكامل غير قابل للتجزئة تماماً كالوطن، فالوطن عباره عن انتماء كامل لا يقبل التجزأة ولا التمييز بين جزء وآخر ولا بين منطقة واخرى من الوطن، انتماء لا يعترف بالطبقية ولا بالامتيازات، تتساوى فيه كل الأديان ومكونات الوطن. 
 
الوطن عبارة عن مساحة جغرافية محددة، يعيش فيها  الناس بمختلف اديانهم وطوائفهم ومعتقداتهم، يجمعهم الولاء للوطن الواحد أي لكل مساحة الوطن، لكن البعض في لبنان اختصر الوطن والدين  بالطائفة، و نصّب نفسه حارساً على طائفته او لمنطقة محددة من الوطن، وقفز فوق باقي  طوائف ومناطق الوطن، متجاهلاً الانتماء لخارطة الوطن، معتقداً بذلك تطبيق رسالة الدين.
لكن هذا البعض من حراس الطوائف شرع في تطبيق الجزء الذي يتناسب ومصلحته من الرسالة السماوية، فاهمل الجزء المكمل للدين، طمعاً في ممارسة السلطة على طائفته أو على جزء من الوطن، متغاضياً عما امرنا الله به، بضرورة الالتزام بمضمون رسالاته السماوية كاملة، اي الولاء لكامل الدين وبالتالي لكل الوطن.
 
حراس الطوائف في لبنان كثر، يتبارزون ويتفننون في اساليب الدفاع عن طوائفهم، معتقدين ان دفاعهم عن طائفتهم يسهم في تقوية شوكتهم ويرسخ نفوذهم في داخل الوطن، فلجأوا الى استجرار القوى الخارجية مقرونة بشعارات مزيفة ظاهرها وطني مثل حماية سيادة الوطن وضرورة بسط سلطة الدوله الخ لكن حقيقة تلك الشعارات تخفي في باطنها استجداء الوصاية والاستعمار الاجنبي عبر التدخل الخارجي الذي لا يتفق ومبدأ حماية السيادة الوطنية 
 
واقع الامر يشير الى ان البعض من حراس الطوائف المدعومين من دول اجنبية جعلوا من لبنان ساحة مباحة للاملاءات الاميركية بشكل سافر ومنفّر ومستفز للسيادة الوطنية في محاولة لفرض امر واقع جديد ولو على حساب سيادة وكرامة الوطن، 
 
استجرار او استجداء التدخل الاميركي الهدفه منه الاستقواء على باقي طوائف الوطن  وبالاخص تلك الطائفة التي رفضت الاملاءات الاميركية وهي المتهمة بمقاومة العدو الاسرائيلي  وقدمت  الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن السيادة وحماية الوطن، ولتحرير ارض لبنان من الاحتلال.
 
صفحات التاريخ اثبتت ان كل من جلب قوى خارجية للاستقواء على اي من الطوائف التي نتشارك واياهم البحر و الهواء والماء والسماء وتراب الوطن ، يتحول تلقائياً الى مجرد عبد مأمور لأسياده من خارج الوطن، همه تنفيذ اوامر واملاءات الخارج، محللاً الاطاحة بكل المحرمات فتغدو عنده العمالة والخيانة مجرد وجهة نظر، عدوه الاوحد كل من يقاوم العدو الاسرائيلي.
هذا هو حال حراس الطوائف اولئك الذين طالبوا بممارسة السيادة الوطنية بالجملة لكن هم انفسهم باعوها في سوق التجزأة، فاضحت السيادة في مفهومهم تخص جزءا من الوطن دون سواه، وكل ذلك بهدف جني المكاسب الشخصية او الحزبية و ممارسة الاستبداد والفوقية على باقي الطوائف  لتثبيت نفوذهم المستمد من القوى المعادية لثقافتنا ولهويتنا ولتاريخنا العربي، وبالتالي لسيادة وكرامة لبنان.
 
خطاب القسم الرئاسي تضمن فقرة في غاية الاهمية مفادها، اذا تعرضت طائفة من طوائف الوطن للظلم او الغبن، فان باقي الطوائف ستصاب بنفس الظلم والغبن، فكيف نفسر ممارسة الظلم و التهكم والتحريض والشماتة بحق طائفة تعتبر من اسس هذا الوطن وهي الطائفة التي افتدت الوطن والسلم الاهلي بالقادة الشهداء وقدمت التضحيات الجسام و تحملت ما لا يطاق جراء الاعتداء الاسرائيلي على لبنان، طائفة اصيب ابناؤها بويلات فقد العيون والاطراف وانكَوَت عائلاتها بعذابات التهجير القسري، وكل هذه التضحيات قدمت في سبيل الدفاع عن كرامة وسيادة الوطن.
 
لأولئك الذين يدعون الحرص على السيادة و الدولة وهم في حقيقة الواقع مجرد عبيد للمستعمر الاجنبي و حراس لطوائفهم نستحضر لهم ويلات جبران خليل جبران حين قال: 
 
ويل لأمة تنصرف عن اصل الدين الى الطائفة. ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين، ويل لأمة مقسّمة الى اجزاء وكل جزء يحسب انه امة.
ايها اللبنانيون الخلّص فلنجعل الولاء لكل الوطن صلاة جامعة لكل اديان الوطن، ومن السيادة الوطنية طائفة لكل طوائف الوطن، لتفخر بنا اجيالنا و للفوز باحترام التاريخ، لتجنيب كل الوطن ويلات جبران.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram