المصروف الخفي.. 5 تسريبات مالية صامتة تلتهم رواتبكم

المصروف الخفي.. 5 تسريبات مالية صامتة تلتهم رواتبكم

 

Telegram

يركز معظم الأفراد عند إدارة شؤونهم المالية على مراقبة النفقات الكبرى كالإيجار أو تكاليف التعليم، باعتبارها المسؤول الأول عن استنزاف الدخل، غير أن هذه الاستراتيجية، كثيراً ما تفشل في تحقيق التوازن المطلوب بسبب ما يُعرف بـ “المصروف الخفي” الذي يأتي على شكل نفقات صغيرة ومتكررة تبدو غير مؤثرة في البداية، ولكنها قد تتحول إلى عبء حقيقي، ينعكس على قدرة الأفراد على الادخار وإدارة مواردهم المالية بكفاءة.
 
وتكمن خطورة “المصروف الخفي” في طبيعته غير المرئية، فهو لا يظهر في الميزانيات أو الخطط المالية بالوضوح نفسه الذي تظهر فيه الالتزامات الكبيرة والثابتة، ولكنه على المدى الطويل يمكن أن يوازي أعباء أساسية كالقروض أو الفواتير، فالتسريبات المالية الصامتة التي يتسبب بها “المصروف الخفي”، تقتطع يوماً بعد يوم جزءاً ملموساً من المداخيل الشخصية.
 
و”المصروف الخفي” ليس وهماً، بل حقيقة اقتصادية يواجهها ملايين الأفراد حول العالم، حيث لم يعد بالإمكان تجاهل تأثير النفقات التي يتسبب بها والتي تنتج عن الممارسات الآتية:
 
الاشتراكات المنسية: فواتير تتكرر بصمت
 
يضع كثيرون بطاقاتهم الائتمانية في بداية العام للاشتراك في خدمات البث التلفزيوني أو التطبيقات الموسيقية أو منصات التدريب عبر الإنترنت، ثم ينسون الأمر تماماً، بعضهم لا يستخدم هذه الخدمات إلا مرات قليلة، ومع ذلك تُخصم الرسوم شهرياً دون توقف.
 
وتشير بعض الدراسات إلى أن متوسط إنفاق الفرد على الاشتراكات الرقمية، قد يصل إلى ما بين 20 و50 دولاراً شهرياً، وعلى مدى عام كامل، يمكن أن تتجاوز هذه المصاريف 600 دولار، وهو مبلغ قد يغطي إجازة سفر أو يشكل جزءاً من صندوق الطوارئ.
 
الرسوم البنكية: التكاليف المخبأة في المعاملات
 
الكثير من البطاقات والحسابات المصرفية تتضمن رسوماً خفية، مثل رسوم السحب من الصرافات غير التابعة للمصرف، أو رسوم التحويلات السريعة، أو حتى الرسوم السنوية. وقد لا ينتبه العميل إلى هذه الاقتطاعات الصغيرة التي لا تتجاوز أحياناً 2 أو 3 دولارات في كل معاملة، لكنها على مدار العام قد تصل إلى مئات الدولارات.
 
وجبات التوصيل: رفاهية تتحول إلى نزيف مالي
 
خدمة توصيل الطعام التي كانت تعد رفاهية، أصبحت اليوم جزءاً من العادات اليومية. ومع انتشار التطبيقات، لم يعد الأمر مقتصراً على وجبات المطاعم، بل أصبح يشمل حتى المشتريات الصغيرة من المتاجر.
 
والمشكلة أن كلفة التوصيل والرسوم الإضافية، قد تجعل سعر الوجبة أعلى بنسبة 30 في المئة مقارنة بشرائها مباشرة. وإذا طلب الشخص وجبتين أو ثلاثاً في الأسبوع عبر التطبيق، فهذا يعني إنفاقاً قد يتجاوز 100 دولار شهرياً، أي أكثر من 1200 دولار سنوياً.
 
التسوق المزاجي: قرار لحظي بثمن كبير
 
التسوق عبر الإنترنت بات أسهل من أي وقت مضى مع الإعلانات التي تستهدف المستخدمين وخيارات “اشترِ الآن وادفع لاحقاً”، وهذا ما يدفع الكثير من الأفراد إلى القيام بمشتريات غير ضرورية، بدافع المزاج أو الضغط النفسي، ليكتشفوا لاحقاً أن المبالغ الصغيرة التي قاموا بدفعها تراكمت وأصبحت كبيرة.
 
وتُظهر الأبحاث أن ما يسمى بـ”التسوق المزاجي” قد يستنزف بين 5 إلى 15 في المئة من دخل الفرد، وهو معدل كفيل بإحداث فجوة كبيرة في ميزانيته إذا لم يضع خطة للحد منه.
 
المصروف النقدي اليومي: القهوة والمشاوير القصيرة
 
القهوة الصباحية، وزجاجة المياه، ومشاوير سيارات الأجرة القصيرة، كلها تبدو تفاصيل صغيرة، لكنها في الواقع تمثل أكبر تسرّب مالي يومي. وأظهرت دراسة عالمية أن الشخص الذي يشتري كوب قهوة واحداً يومياً بمتوسط 3 دولارات، قد ينفق أكثر من 1000 دولار سنوياً فقط على القهوة.
 
الأمر نفسه ينطبق على المصاريف النقدية غير المحسوبة، مثل الإكراميات أو المشتريات السريعة، التي غالباً لا تُسجّل في الموازنات الشخصية.
 
كيف تتجنب “المصروف الخفي”؟
 
ويقول خبير الإدارة المالية حسان حاطوم، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن المصروف الخفي ليس وهماً، بل نزيف مالي صامت يواجهه ملايين الأفراد يومياً، دون أن ينتبهوا لتأثيره التراكمي على ميزانياتهم، ورغم أنه يبدأ على شكل مبالغ صغيرة مثل إشتراك بخدمة الكترونية أو شراء كوب قهوة صباحي أو دفع رسم مالي عابر، إلا أنه مع مرور الوقت يتحول إلى عبء قد يعادل قسط قرض شهري، مشيراً إلى أن المصروف الخفي لن يختفي من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى وعي ومتابعة دقيقة، كونه أشبه بثقب صغير في قارب مالي، وإذا لم يتم سد هذا الثقب، من خلال الانتباه إلى كل دولار يخرج من المحفظة، فإن ذلك سيتسبب في غرق الميزانية.
 
ويشدد حاطوم على أن التعامل مع المصروف الخفي ممكن، عبر مجموعة من الخطوات العملية، التي تساعد على إعادة الانضباط إلى الميزانية، أبرزها:
 
مراجعة دقيقة للاشتراكات الدورية
 
الكثير من الأفراد يشتركون في خدمات البث التلفزيوني، التطبيقات الموسيقية، أو برامج التدريب الإلكتروني، ثم ينسون استخدامها بشكل منتظم. الخطوة الأولى لتقليص المصروف الخفي هي إجراء جردة شهرية لهذه الاشتراكات، وإلغاء غير الضروري منها. فإذا كنت تستخدم خدمة واحدة أو اثنتين فقط بانتظام، فلا داعي للاحتفاظ ببقية الاشتراكات التي تستنزف دخلك شهراً بعد شهر.
 
التفاوض مع المصارف وتقليل الرسوم البنكية
 
الرسوم المصرفية تُعتبر واحدة من أبرز أشكال “المصروف الخفي”، إذ قد لا يلتفت إليها الكثير من العملاء رغم أنها تتكرر بشكل شهري أو عند كل معاملة، لتتراكم وتصل إلى عشرات أو حتى مئات الدولارات سنوياً. الحل لهذه المشكلة يبدأ من التفاوض المباشر مع المصرف، حيث يمكن للعميل أن يطلب حزم مصرفية مصممة خصيصاً تتناسب مع احتياجاته، مثل الحسابات التي تعفى من الرسوم الشهرية، أو تمنح عدداً محدداً من السحوبات والتحويلات المجانية. كذلك، توفر بعض البنوك “الحسابات الرقمية” أو “الحسابات الأساسية” التي تأتي برسوم منخفضة أو معدومة، وتناسب الأفراد الذين يجرون عدداً قليلاً من العمليات. كما أنه من المهم مقارنة العروض بين المصارف المختلفة، فالانتقال إلى بنك آخر، قد يوفّر على العميل مبالغ ملموسة سنوياً.
 
ضبط الإنفاق على التوصيل
 
خدمات توصيل الطعام والسلع لم تعد مجرّد رفاهية، بل تحولت إلى عادة يومية لدى ملايين الأفراد حول العالم، وللحد من هذا التسريب المالي، هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن إتخذها، مثل وضع سقف أسبوعي أو شهري لعدد طلبات التوصيل، أو يمكن التخطيط للشراء بالجملة، ما يخفف من رسوم التوصيل المتكررة.
 
مراقبة المصروف النقدي اليومي
 
قد تبدو النفقات اليومية البسيطة مثل القهوة الصباحية وزجاجات المياه، والوجبات الخفيفة والإكراميات، مدفوعات غير مؤثرة، إلا أن تراكمها على مدار الأشهر قد يجعل قيمتها تفوق الـ 1000 دولار سنوياً. ولتجنب هذا التسريب المالي، من الضروري اعتماد ميزانية يومية محددة لكل المصروفات النقدية، مع الالتزام الصارم بها، وإجراء مراجعة للعادات اليومية وتحديد أولويات الإنفاق
 
تبني عقلية الادخار قبل الإنفاق
 
أفضل وسيلة لتفادي المصروف الخفي هي تحويل الادخار إلى عادة شهرية ثابتة، حيث يمكن اقتطاع 10% من الدخل مباشرة بعد قبض الراتب، وتحويلها إلى حساب ادخار منفصل، وبهذه الطريقة يتحول الادخار إلى أولوية وتصبح المصاريف الأخرى، بما فيها الخفية أقل تأثيراً على الوضع المالي العام.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram