مريم البسام.... في غرفةٍ تُجاوِرُ مكتب تحرير ‎صوت الشعب كانت رنّةُ ضحكتِها تكسرُ جدّيّةَ الخبر

مريم البسام.... في غرفةٍ تُجاوِرُ مكتب تحرير  ‎صوت الشعب كانت رنّةُ ضحكتِها تكسرُ جدّيّةَ الخبر

 

Telegram

صبيّةٌ لم تتجاوزِ العشرين تُعِدُّ النشرة  باللغة الفرنسيّة مع سيد اللغة كريستيان غازي،
كنتُ، عندما أراها من زاويتي، أشعرُ وكأنَّ شمساً  قد أشرقت من الطابق الثاني تحت الأرض،
أقرصُ شعرَها لأتيقّن أنّها حقيقة ،  وليست لعبةً حُلوة، ليست كائناً من مخلوقات فضائية نزل زيارةً إلى الأرض،
بل هي ‎يمنى البنتُ التي جاورَها القمر فلازمَ بسمتَها، وتعاقد لاحقًا مع كلّ برامجِها التلفزيونيّة.
 
كانت تجمعُنا الأيّام في آخرِ خيوط الحرب، وكنتُ أشاهدُ من حيويّتِها سلاماً  وسكينةً وكلَّ مراسمِ الحياة الحُلوة،
وكان كريستيان ، الممنوعُ من الصرفِ عربيّاً، يجهدُ في تحويلِ ضحكتِها إلى نشرة سياسية تتضمّنُ كلَّ أركان الخبر.
 
قفزت يمنى بكامل نشاطِها، وحملت فرنسيّتَها إلى ‎مستقبل جديد يخرجُ من باطن الأرض ليُلامِسَ هلالًا سوف يقترنُ باسمِها.
 
اتّخذت لها ركناً واسعاً  في ‎الليل_المفتوح فكانت هناك أمراةً  يغارُ منها النهار،
لؤلؤةً .. تعدو اليها البحار .. 
وصحافيّةً مجتهدة تُقارِعُ كبارَ النجوم في برنامج شكّل ثورةَ البرامج الفنّية على شاشة ‎المستقبل
 
في كلّ طلاتِها وضعت ‎القمر ‎عالباب صادقَتْه وتلاعَبَتْ في خسوفِه ليكون أقربَ إلى المشاهدين،
ولم تَنْسَ قرصاً  اتّخذتْه  على شكل ‎#زهرة_دوّار_الشمس التي أصبحت علامةً إعلاميّةً حصريّةً لها ، مخصّلةً كأشقر ِشعرها الناعم. 
 
وبعد إقفال أبواب  المستقبل هاجرت يمنى بيأس ٍ إلى ‎كندا لكنّها حولت الغربة الى وطن و نقلت لبنانَنا إلى هناك،
نضالُ سنواتٍ طويلةٍ في مدنٍ كنديّة  ترفعُ فيها يمنى اسمَ بلادِها في غربتِها وتؤسِّسُ لنشاطاتٍ بمفردِها،
تُصارِعُ لتثبيتِ الكاميرا وحدَها، حاملةً معها أخبارَ الدُّنيا في طلّتِها كلَّ صباح سبت على شاشة ‎#الجديد 
 
سفيرةً كانت هناك، لا بل عميدةَ السفراءِ،
لا تتركُ لبنانيّاً  أو عربيّاً  وصل حديثاً  إلى كندا إلّا وتكونُ خارطةَ طريقِه،
تَقودُ الحملات الإنسانيّة، تظهرُ على الشاشةِ والدموعُ تخنقُ صوتَها لأنّ بلادَها قد عصفت بها حرب،
ولم يَثبُتْ بالرؤيةِ الصحافيّة أن يمنى أقامت نزاعاً واحداً  أو بثّت ضغينةً إعلاميّةً ضدَّ أحد، لا بل رفضت الصحافة َالمأجورة ومعروضاتها السخية . 
 
شفّافة  كالمرآة، صافية كالينابيع، صاخبة كمهرجان، بصِفرِ مشاكل كمعاهدةِ سلام، وحُلوةٌ كالأحلام.
 
‎يمنى_شري، صارعتِ الموتَ دون الإبلاغِ عنه،
لم تشأ أن تُحدِث جَلَبةً حولَها، ورحلت غامرةً القمر.
 
وداعًا يا عصفورة الشمسِ وزهرة حريّتِها،
وسنُردّد معكِ ما كنّا نردّدُه يوماً  في ممرِّ الإذاعة الأولى من مكتب التحرير إلى استديو رقم واحد:
 
ضَوُّوا قنديل المحبّة على بيوت الناس
 
قبل ما ينهَدَّ الورد  ويَوسَعْ اليباس 
 
واللي عالبواب… يطلعوا من النّوم
يكسِّروا البواب… ويتهبَّط النّوم
 
وطَلَع الضو… عالسهل الكبير
وطارت السما… عَجناح العصافير
… تركوني… خلّوني طير …‎
يمنى_شري 
لكأن انسي الحاج يعدُّ لاستقبالك  في السماء  طبعةً جديدة من :
الرسولةُ بشعرها الطويل
 حتى الينابيع.. ‎
 
اليمنى 
وداعاً يا أطيب الناس..
تحرسكِ شموسُ النهار،
تحرسكِ الأقمار

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram