بعد خيبة قمة الدوحة العرب ما زالوا مطأطئي الرأس...ورأس لبنان وحده مرفوع بمقارعته قوى الشر

بعد خيبة قمة الدوحة العرب ما زالوا مطأطئي الرأس...ورأس لبنان وحده مرفوع بمقارعته قوى الشر

 

Telegram

- نسيم بو سمرا
الآمال الموضوعة على القمة العربية الاسلامية في الدوحة، كانت مخيبة للشعوب العربية التي سئمت من الاستباحة الاسرائيلية لعواصم دولها فضلا عن غضب هذه الشعوب لما يجري في غزة من ابادة جماعية تخطت حدود العقل، وبات خطرها يتجاوز المحيط بها مثل لبنان وسوريا والاردن، ليمتد الى الدول البعيدة في المنطقة،  في ظل هشاشة الحماية الاميركية لهذه الدول التي يراد منها التطبيع مع العدو، وغياب القرار العربي بردع اسرائيل عن اجرامها ومخططها بتوسيع حدود كيانها حتى تحقيق مشروعها التلمودي باسرائيل الكبرى.
بالأول من امس اتجهت الأنظار الى القمة الطارئة في الدوحة، التي قصفها العدو الاسرائيلي بالرغم من الوجود الاميركي الوازن فيها، (اكبر قاعدة عسكرية اميركية في الخليج والشرق الاوسط)، بعد الهجوم الصادم ضد عضو مجلس التعاون الخليجي دولة الوساطة قطر؛ للدوحة، تلاها بيانات شجب واستنكار، أعقبتها اجتماعات ومؤتمرات.
بالتزامن مع القمة جاءت زيارة وزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو لتل ابيب، بمثابة رسالة دعم اميركية غير مشروطة لاسرائيل وموافقة ضمنية على الضربة ضد وفد حماس التفاوضي في الدوحة،  فالأميركي والإسرائيلي قررا أن يكونا جنبا إلى جنب سواء بروايات متناقضة عن تفاصيل الضربة أو حتى بالزيارة اللاحقة للضربة الاسرائيلية، بينما كان ينتظر بالمقابل من قمة الدوحة إجراءات ردعية وفورية للاندفاعة الاسرائيلية غير الملتزمة بحدود دبلوماسية و أخلاقية، وكان يملك العرب الفرصة لنزع عنهم صفة الخنوع والاستسلام والتآمر على الفلسطينيين، وذلك بعد أكثر من 23 شهرا من الإبادة الجماعية والقتل والتشريد والجوع في غزة وامتداد الاعتداء إلى لبنان وسوريا واليمن وصولا لإيران وليس انتهاء في قطر.
لم تواكب القمة في الدوحة الغليان الشعبي الذي كان يجب ان ترسم القرارات على مقياسه، لا على مقياس الحكام والملوك والمشيخات، فتتصرف بالفعل لا بالكلام بهدف ردع الاحتلال وإرساء الاستقرار، ضمن الحق المشروع بالدفاع عن النفس لا اكثر.
كانت فرصة ذهبية للعرب، للتحرر من الهيمنة الاميركية ولمواكبة بعض الدول الاوروبية التي جاءت مواقفها متقدمة جدا حول الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني كما صدور قرار محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية والأمم المتحدة، وتوجه أسطول بحري مدني عنوانه "اسطول الصمود" انتصارا للإنسانية، ولكن خيبة الامل كانت كبيرة وردة الفعل جاءت أقل بكثير من حجم الاعتداء المتواصل على العرب، وآخره قطر.
اما الخطوات العملية والفورية التي يمكن اخذها فهي: 
-وقف العلاقات فورا مع الاحتلال بما يشمل طرد سفراء وإغلاق سفارات ومنع الاتصال السياسي والأمني وإعادة ملف القضية الفلسطينية للساحة الدولية والأمم المتحدة لتطبيق القرارات الصادرة ووقف تقزيم الملف في إطار الوساطة العربية
-إزالة كلمة "إسرائيل" من إعلام الدول الخليجية والعربية ومراسلاتهم السياسية ووزارات خارجيتهم، وكتابة فلسطين المحتلة مكانها، ومنع الطيران في الأجواء والتواصل عبر البحار ووقف التبادل التجاري وفي قطاع الطاقة مع إسرائيل لحين حل القضية الفلسطينية
-إعطاء مهلة 72 ساعة للأمريكي بإجبار إسرائيل على وقف الإبادة والتجويع في غزة قرار إنساني يكشف نوايا الأميركي تجاه الخليج إذا رفضه، فتنفضح شراكته في الاعتداء على قطر
- اتخاذ إجراءات جديدة بحق القواعد الاميركية والعلاقات الخاصة مع واشنطن واعادة النظر بالاتفاقيات الأخيرة مع ترامب حينما زار الخليج وهدد شعوب العرب من قاعدة العديد القطرية
اما قرار تشكيل درع دفاعي مشترك فهو أمر بديهي بعد الاعتداء وإطلاق عاصفة الحزم لحماية العواصم العربية من التوسع الإسرائيلي 
على صعيد غزة والقضية الفلسطينية كان الاجدى ان تتضمن قرارات القمة دعوة قادة فصائل فلسطين للاجتماع وإعلان حكومة وحدة وطنية فورية وتفعيل اتفاق القاهرة والدوحة الرامي إلى ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد القرار في مواجهة خطة التوسع والضم الاسرائيلية والاهم اعلان الخروج من مبادرة السلام العربية الصادرة في قمة بيروت 2002، لان اسرائيل اجهضتها قبل ولادتها وهي لا تريد السلام بالاساس حتى يقوم العرب بالتمسك بها
وكان يجب ان تصدر قرارات استراتيجية عن القمة مثل العمل على توطيد العلاقات مع تركيا وإيران وروسيا والصين في إطار توازن القوى والذي تسعى روسيا والصين ودول البريكس لاقامته كي يصبح العالم اكثر امنا وعدالة من خلال تشكل نظام دولي متعدد الأقطاب.
 
بالختام، كان يجب على القمة العربية ان تتصرف مع الولايات المتحدة بالمثل؛ فكما يسمح  ان يعطي مبعوث أمريكي مثل توم برام لنفسه حق وضع سقوف للدول العربية حول ردود فعلها تجاه الاعتداءات الاسرائيلية وكذلك تحديد مهلة للبنان كي ينزع سلاح المقاومة ولو أدى ذلك الى حرب أهلية وهذا الفرض بالمناسبة معيب على الذين يقبلوا به من حكام عرب كما انه يخرق سيادة لبنان المستقل، لا بل كان يجب على الدوحة وداعميها في المؤتمر ان يعطوا الأميركي مهلة لوقف الابادة الجماعية في غزة والتهجير القصري في الضفة الغربية، كما الضغط على ترامب لتلتزم اسرائيل باتفاق وقف اطلاق النار ووقف اعتداءاتها واغتيالاتها واحتلالها للبنان.
لبنان وحده مرفوع الرأس بمقاومته التي منعت العدو من تحقيق اهدافه في لبنان وكذلك اليمن الأبي الجبار المستمر بمقارعة الظالمين، فيما العرب لا يرفع الرأس بهم لان رؤوسهم مطأطأة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram