افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 19 آب 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 19  آب 2021

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

اهتمام خارجي وداخلي بكلمة السيد نصرالله اليوم… وإعلان موعد وصول المحروقات؟ المسار الحكومي يواجه مطبات تخلط أوراق الحقائب والأسماء وتدفع المهل للأسبوع المقبل أول أيلول موعد نهائي لرفع الدعم الكامل… وتعهّدات بوضع البطاقة التمويلية في التطبيق

 

خطفت أفغانستان الاهتمام الدولي والإقليمي، فعادت المطبات للظهور في طريق المسار الحكومي، وعاد الحديث عن خلط أوراق ناجم عن تضارب الطلبات، وتعقيد الخريطة التي بدا أنها نهاية الماراتون وأمتاره المتبقية، بعدما ألغي موعد الأمس المفترض بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعاد الحديث عن تمديد مهلة ولادة الحكومة من نهاية الأسبوع الحالي الى الأسبوع المقبل، في ظل الحديث عن عودة مصرف لبنان لتمويل دعم المحروقات حتى نهاية الشهر الحالي على ان يتوقف كلياً وبصورة نهائية مطلع أيلول، في ظلّ تعهّدات حكومة تصريف الأعمال بوضع البطاقة التمويلية قيد التطبيق نهاية الشهر الحالي، وأول ايلول هو الموعد الذي قالت مصادر سياسية إنّ الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي قد وضعه كنهاية للمهلة المفترضة لتأليف الحكومة الجديدة، بينما ينعقد مجلس النواب غداً للنظر في كلمة رئيس الجمهورية الخاصة برفع الدعم، حيث يرجّح الاكتفاء بأخذ العلم والتأكيد على الموقف السابق المقرّر بموجب قانون، ويقوم على تزامن رفع الدعم مع البدء بالعمل بالبطاقة التمويلية.
اليوم تتوجه الأنظار في الداخل والخارج نحو الضاحية الجنوبية حيث سيتحدث عند التاسعة صباحاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في آخر أيام عاشوراء، في ظلّ توقعات تحدثت عن تضمبن نصرالله لكلمته شرحاً تفصيلياً لملف المحروقات واستيرادها من إيران بالليرة اللبنانية، وربما موعد بدء وصولها، استناداً لإيحاء السيد نصرالله بأنه سيحدّد موعد البدء بإستيراد المحروقات خلال أيام معدودة، مشيراً الى إطلالاته في مناسبة عاشوراء.
الاهتمام الداخلي نابع من أنّ الأزمة المتفاقمة ستزداد تفاقماً مع مطلع أيلول والرفع الكامل والنهائي لكلّ أشكال الدعم، وسعر الصرف سيتأثر حكماً بالطلب الذي سيشهده سوق الصرف على الدولار لتمويل عمليات الاستيراد، وقيمتها تشكل أضعاف المبالغ التي يشهد السوق الطلب عليها بالمقارنة مع مرحلة تمويل مصرف لبنان لعمليات الاستيراد، فإذا كان سعر صفيحة البنزين يقارب 12 دولاراً فإنّ هذا السعر بالليرة اللبنانية قد يصل الى 300 الف ليرة مع دولار 25 ألف ليرة، تضاف إليه الرسوم والجعالات، بينما صفيحة المازوت التي يقدّر سعرها بـ 8 دولارات، ستصبح بقرابة 200 ألف ليرة، تضاف إليها الرسوم والجعالات، وسيرتفع السعر كلما ارتفع سعر النفط عالمياً وكلما ارتفع سعر الدولار في سوق الصرف بسبب تزايد الطلب، بينما قيام حزب الله بالاستيراد بالليرة اللبنانية، واو اقتصر على نصف حاجيات السوق فسيسهم في تنظيم السعر سواء بكسر الاحتكار أو بتخفيف الطلب على الدولار.
الاهتمام الخارجي الذي لا تستثنى منه السفارات الغربية وفي طليعتها السفارة الأميركية ينطلق من مخاوف تحدثت عنها وسائل الإعلام في كيان الاحتلال، مشيرة الى قلق قادة الكيان من الخطوة وانعكاساتها، حيث سيظهر حزب الله ومن خلفه إيران كجهة وحيدة داخلياً وخارجياً تهتمّ لمعاناة اللبنانيين، ويظهر الآخرون الأكثر قدرة بأنهم يقدّمون ادّعاءات فارغة ويستثمرون في معاناة اللبنانيين دون أن يقدّموا حلولاً، ورأت مصادر دبلوماسية متابعة للأزمة اللبنانية أنّ هذا التحوّل سيعني نقطة بداية لمسار يوسع نفوذ حزب الله في شرائح الشعب اللبناني التي تشكل المحروقات حاجة يومية لها من المسشتفيات الى الأفران والبلديات، وسترتبط كلها بشبكة مصالح مع حزب الله وستكتشف معاملة تجعلها أكثر قرباً منه، وستجعل من حلفائه مركز استقطاب في بيئاتهم وطوائفهم، وتضعف حجم جمعيات المجتمع المدني التي يراهن عليها الغرب في الانتخابات المقبلة، وقد يصبح لسان حال اللبنانيين لم يعد مهماً سواء تشكلت الحكومة أم لا فالعملية ستشكل الحدث الأهمّ في الحياة اللبنانية.
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ "رسالتنا في هذه الليلة وككل ليلة عاشر من كل عام تمر بنا ظروف صعبة وتحديات وتهديدات، لكنّ المسيرة لن تنتهي إلا بالنصر الإلهي والرهان هو على صبرنا ووعينا وجهادنا، وسنمضي في هذا الطريق ونصبر على التهديدات والحروب الاقتصادية والسياسية والأمنية والإعلامية وضيق العيش وخذلان الجميع وقعودهم جانباً وراية الحسين لن تسقط من أيدينا، ومهما فعلوا بنا نحن في لبنان وغير لبنان لن نتركك يا أبا عبدالله الحسين ومن يقول لنا اتركوا الحسين نقول ما تركتك يا حسين وهذه الراية الخالدة ستنتقل من جيل إلى جيل".
ولفت السيد نصرالله إلى أنّ "قيادتي حزب الله وحركة أمل اتفقوا هذا العام على أن لا يكون في لبنان مسيرات في يوم العاشر لكي لا ندخل في المحظور الصحي، واتفقنا على أن تنقل كلمتي عند الساعة التاسعة صباحاً لتكون موحّدة في كل المجالس".
وفيما تتجه الأنظار يوم غدٍ الجمعة إلى قصر الأونيسكو حيث يعقد المجلس النيابي جلسة عادية لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية بما خص قرار مصرف لبنان رفع الدعم، تترقب الأوساط السياسية والشعبية والخارج الإقليمي والدولي المواقف التي يطلقها الأمين العام لحزب الله اليوم في كلمته في العاشر من محرم، حيث من المتوقع بحسب معلومات "البناء" أن يستعرض مختلف التطورات والمستجدات الأخيرة في لبنان والمنطقة ومختلف الملفات من الانسحاب الأميركي من أفغانستان إلى المحادثات النووية في فيينا إلى الوضع في سورية والعراق واليمن، كما يتطرق إلى مختلف الملفات الداخلية اللبنانية والمتوقع أن يطلق مواقف هامة في الملف الحكومي وموضوع المحروقات ربما تكون الإعلان عن موعد حاسم لاستيراد النفط الإيراني إلى لبنان، في حال لم يحصل تقدم في مفاوضات التأليف خلال الساعات المقبلة.
ولفتت أوساط سياسية في فريق المقاومة لـ"البناء" إلى أنّ "الموقف الأميركي يلفه الضبابية ويتأرجح بين استمرار الضغط على لبنان رهاناً على أنّ مزيداً من الخناق الاقتصادي والمالي سيحدث فوضى في لبنان وفي بيئة المقاومة خصوصاً، ما سيدفع حزب الله والرئيس عون إلى تقديم تنازلات في الملف الحكومي وملفات أخرى، وبين الطلب من الرئيس المكلف تسهيل التأليف لقطع الطريق على توجه الحزب لاستيراد النفط من إيران، ما يؤدي إلى تعاظم دور حزب الله في لبنان شعبياً وسياسياً واقتصادياً، وبالتالي الدور الإيراني ما يؤدي إلى الإضرار بالمصلحة الأميركية في لبنان"، وتوقعت الأوساط أن تترك مواقف السيد نصرالله اليوم تأثيرات إيجابية على مجريات الأوضاع في لبنان، لا سيما في مفاوضات الحكومة وموضوع المحروقات.
وعاد المناخ الضبابي ليخيّم على المشهد الحكومي مع تراجع أسهم التأليف في البورصة الحكومية، لا سيما أنّ اللقاء المتوقع ظهر الأمس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، لم ينعقد من دون تبيان الأسباب ما يحمل مؤشرات سلبية تظهرت في حرب المصادر بين بعبدا والرئيس المكلف. وذلك بعدما تقدمت المفاوضات وسادت الأجواء الإيجابية في اللقاء الأخير بين عون وميقاتي الذي أعلن بأنّ أمتاراً قليلة تفصلنا عن ولادة الحكومة، لكن يبدو أنّ شياطين التفاصيل الكامنة في توزيع الحقائب الأساسية والخدماتية على الأطراف السياسية أعادت الأمور إلى نقطة الصفر، بحسب ما قالت لـ"البناء" أوساط مطلعة على مجريات المفاوضات، لافتة إلى أنّ "المفاوضات الحكومية دخلت في مدار المد والجزر، وفي ربع الساعة الأخير الذي تشتد فيه المفاوضات"، موضحة أنّ "المشكلة تكمن في أنّ كلّ تعديل أو تغيير في إسم أو توزيع حقيبة يؤدي إلى تعديل وخلط حقائب في تركيبة الحكومة برمتها"، كاشفة أن "لا توافق حتى الساعة على حقيبة الداخلية ولا على اسم وزير المالية ولا على توزيعة نهائية للحقائب الخدماتية رغم حسم بعض الحقائب الأساسية كالطاقة والاتصالات".
وأشارت مصادر معلومات أخرى إلى أنّ عون أوفد المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير إلى الرئيس المكلف وحمل معه اقتراحات لتنقيح المسوّدة الوزارية، لافتة إلى أنّ "الرئيس المكلف استشعر ثلثاً معطلاً كامناً بين المطالب بالأسماء والحقائب ليعود التأليف إلى ما دون الصفر". فيما دعت مصادر ميقاتي إلى عدم الإفراط في التفاؤل بولادة الحكومة في تراجع واضح عما أعلنه الرئيس المكلف الثلاثاء الماضي.
كما أفيد أنّ "عملية تأليف الحكومة سقطت، كما أنّ الجهود الآيلة إلى التشكيل والتي تصاعدت نهاية الأسبوع الماضي شهدت انحساراً أمس بعد وضع اللمسات الأخيرة، ليتبين أنّ أحداً من طرف الرئيس ميقاتي غيّر أحد عشرة مقعداً من المقاعد الوزارية، ما أدّى إلى رفض رئيس الجمهورية وفريقه للتشكيلة برمتها وبذلك نكون عدنا إلى المربع الأول في عملية التشكيل. ونفت مصادر نيابية في كتلة التحرير والتنمية لـ"البناء" ما يتم تداوله من أنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس سعد الحريري يعرقلان تأليف الحكومة عبر مطالب إضافية بحقائب وزارية، مشيرة إلى أنّ العودة إلى نغمة المطالبة بالثلث المعطل وتدخل أطراف أخرى في التأليف هو سبب العرقلة"، محذرة من أنّ المطالبة بالثلث المعطل ستطيح بالحكومة وليس فقط يعرقلها.
وتلاقت الأجواء السلبية مع ما أوردته قناة "OTV" بأن لا أجواء توحي حتى اللحظة بأنّ رئيس الحكومة المكلف سيتوجه اليوم إلى بعبدا، لا سيما أنه يوم عطلة رسمية، فيما الجمعة جلسة مجلس النواب لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية"، مشيرة إلى أنه "يفترض أن تكون الأيام المقبلة حاسمة والأسبوع المقبل هو الشوط الأخير، فإما سلبية وإما ايجابية". ولفتت إلى أن "حقيبة الاقتصاد لم تُحسم بعد ما إذا كانت ضمن حصة عون أو ميقاتي ومصادر الرئيس المكلف أوضحت أنها ستكون ضمن العرض الكامل مع الاتفاق على أسماء الحقائب العالقة". وتجدّد أجواء التيار الوطني الحر لـ"البناء" تأكيدها أنّ الرئيس عون يسعى جهده لولادة الحكومة بأسرع وقت ممكن والكرة في ملعب الرئيس المكلف"، نافية تدخل النائب جبران باسيل بالتأليف كما يصور بهدف تحميله مسؤولية التعطيل وبالتالي الضغط على رئيس الجمهورية.
وتعود الأجواء السلبية على وقع تسارع وتيرة الانهيار في مختلف القطاعت الحيوية بسبب الشحّ في المحروقات ونفاد المخزون إلى الحد الأدنى، ما يهدّد البلاد بشلل عارم وعتمة كاملة وتوقف شامل للقطاعات الحيوية عن العمل والحركة التجارية والنشاط الاقتصادي الرسمي والخاص، وسط غموض في آلية التسعير الجديدة للمشتقات النفطية وتضارب في المعلومات بين وزارتي المال والطاقة ومصرف لبنان الذي اجتمع مجلسه المركزي أمس وأفضى إلى "التمسك التام بالقرار من دون تراجع"، بحسب ما نقلت مصادر المجتمعين "على أمل تشكيل حكومة ووضع خطة إنقاذية، وأن نستطيع التعاون لحماية البلد وفي الوقت الراهن لا نستطيع القيام بشيء". وأكدت المصدر أنّ "قرار رفع الدعم واضح وصريح واتخذناه كمجلس مركزي بقناعة تامة، وقد وصلنا إلى مرحلة لا يمكن الوصول إلى حل إلا عبر التعامل مع حكومة جديدة تضع خطة إصلاح كي نضمن أن هناك مجتمعاً نستطيع أن نؤدّي له خدمة بهدف واضح وأن تكون هناك خطة مع صندوق النقد الدولي ومؤتمر "سيدر" مترافقة مع إصلاحات"، في حين تتقاذف وزارتي المال والطاقة المسؤولية، ففي حين لم تُصدر المديرية العامة للنفط التسعيرة الرسمية الجديدة للمحروقات التي أفيد عن رفعها من 3900 إلى 12 ألف ليرة، نفى المكتب الإعلامي لوزارة المالية الخبر المتداول حول موضوع التسعيرة الجديدة على سعر12000 ليرة التي وضعتها وزارة المالية لاستيراد المحروقات. وأكد المكتب أن لا علاقة بتاتاً لوزارة المالية بوضع التسعيرة وأنها تصدر من قبل وزارة الطاقة بالاتفاق مع مصرف لبنان.
وهرع المواطنون إلى محطات الوقود ومراكز تعبئة الغاز للتزود بما يتوفر لهم من محروقات لملء خزانات سياراتهم بالوقود قبل رفع الدعم حيث تحولت الطرقات الساحلية إلى موقف كبير للسيارات، وقال ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا إنّ "مخزون الشركات من البنزين نفد ولا اتفاق حتى اليوم بين حاكم مصرف لبنان ووزارة الطاقة والمسؤولين، أما المواطن فيُذلّ". بدوره، أشار عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس إلى أنّ "تسعيرة الـ12000 مطروحة كما وسيناريوات أخرى".
من ناحيته، أوضح رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أنّ الشركات حذرت سابقاً من أنّ مخزون البنزين الذي كان متوفراً لا يكفي إلا لأربعة أيام وهذا المخزون نفد، مؤكداً أن لا إمكانية لدى الشركات بالاستيراد وسط غياب التوافق بين مصرف لبنان والمسؤولين على تحديد السعر، محذراً من أنّ باخرتي المازوت اللتين سيتم إفراغهما لن تكفيان إلا لأسبوع واحد نتيجة الحاجة الكبيرة إلى المازوت في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي.
في الموازاة، أوضح رئيس نقابة أصحاب السوبرماركت نبيل فهد أنه يتم اللجوء إلى السوق السوداء لتأمين المازوت للسوبرماركت، حرصاً على سلامة الغذاء في البرادات. ولفت إلى أن عدداً من السوبرماركت يلجأ الى الإقفال باكراً توفيراً لمادة المازوت، أو تصغير عدد من الأقسام، بسبب غياب الطلب على عدد من المواد.
وتجلى الوضع الاجتماعي بأسوأ مظاهره بالصرخة المدوية التي أطلقتها نقابة المستشفيات التي دعت، في بيان، إلى تفعيل دور المجلس الأعلى للصحة برئاسة وزير الصحة على أن يجتمع على الأقل مرتين في الأسبوع لدراسة السبل الآيلة إلى ضبط الأمور والحد من الانهيار المتسارع، محذرة من أنه "إذا استمرت الأمور على هذا المنحى الانحداري فنحن أمام سيناريو كارثي محتم سوف نصل إليه في أقل من أسبوعين وسوف نشهد فوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها وتوقف قسري لعدد من المستشفيات".
وفيما تتهم مصادر مصرف لبنان وأوساط اقتصادية حكومة تصريف الأعمال بالتأخير بتطبيق قانون البطاقة التمويلية الذي أقره مجلس النواب، ما دفع المصرف المركزي إلى إصدار قرار برفع الدعم بسبب نفاد الاحتياطات الإلزامية لديه، أشارت مصادر حكومية لـ"البناء" إلى أن "البطاقة التمويلية أصبحت شبه جاهزة للتطبيق بعد أن وضعت اللجنة الوزارية المكلفة هذا الملف وضع اللمسات الأخيرة على المشروع ويتابع الوزراء المعنيون التواصل لوضع الآليات التطبيقية موضع التنفيذ، لا سيما إطلاق المنصة الإلكترونية لتسجيل أسماء الراغبة بالحصول على البطاقة وآليات أخرى على أن يتم ذلك خلال مهلة أقصاها منتصف أيلول المقبل". واستغربت المصادر استباق مصرف لبنان البدء بتطبيق القانون ورفع الدعم في وقت كان يستطيع المركزي إرجاء قراره لأسابيع قليلة ريثما يتم توزيع البطاقة على المواطنين لتفادي تعطل قطاعات الحياة وموجة الفوضى التي نعيشها في الشوارع بسبب الشحّ في المحروقات.
وفي سياق متصل، واصل الجيش اللبناني والقوى الأمنية حملة مداهمة محطات الوقود في عدد من المناطق اللبنانية حيث صادر كميات كبيرة من مادتي المازوت والبنزين في خزانات محطات ومستودعات تقدر بآلاف الليترات. فيما عمد عدد كبير من المحطات والمواطنين إلى إفراغ ما يخبئونه وبيعه بأسعار أقل من السوق السوداء قبل وصول الجيش إليهم.
 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

 فرملة التفاؤل الحكومي وسلطة الإذلال تتفرّج

 

بدا من العقم فعلاً التسليم بلعبة إلهاء الناس بالتسريبات الطيارة وفق موجات المدّ والجزر اليومية المتصلة بمسار تأليف #الحكومة والمحاصصات التي تكتنفه، في حين تتصاعد كارثة الازمات الحياتية والخدماتية على نحو هستيري تحول معه لبنان “جهنماً” بكل المعايير المفجعة التي تطبع معاناة نادراً ما شهد شعب في العالم مثيلا لها.

 

ذلك ان مشهد طوابير السيارات والمواطنين المتحرقين داخلها امس في طول بيروت وعرضها وعبر الضواحي، كما في معظم المناطق، حيث عزّ فتح محطات نادرة كانت توزع البنزين. وحده هذا المشهد كان كافياً لتسليط الأضواء الكاشفة على أسوأ ما يمكن تصوره من سلطة تتفرج منذ أسبوع تماماً بعد انفجار الخلاف على قرار رفع الدعم عن المحروقات على الكارثة من دون ان تحرك ساكناً. تفاقمت ازمة البنزين الى حدود باتت تهدد باشعال إشكالات أسوأ من مجزرة التليل التي شيعت امس، مع عدد من قرى عقارية أخرى، ضحاياها، فيما لا يزال الخلاف الناشب بين السلطة السياسية ومصرف لبنان حول رفع الدعم عالقاً والسلطة التي اتخذت قرارات عقب قرار مصرف لبنان ما لبثت ان جمدت كل شيء بما فيه واجبها الأول بإصدار جدول أسعار جديد يتيح استيراد المحروقات. ولكن لعبة الاقتصاص والتحجيم وعدم التراجع عن المناكفات والمكايدات أدت بالعهد كما بحكومة تصريف الاعمال الى ارتكاب أسوأ ما يمكن سلطة ان تلجأ اليه امام كارثة كهذه، وهو ترك الأمور تتفاقم الى الذروة وتجفيف البلد من البنزين والمازوت والتسبب بانقطاع غير مسبوق للتيار الكهربائي في كل لبنان مع تعطل النسبة الساحقة من المولدات وتأخر مؤسسة كهرباء لبنان عن الإيفاء بمعظم الإنتاج، وكل ذلك من دون أي افق زمني معروف او محدد لإجتراح مخارج لهذه الكارثة المنذرة باخطر العواقب والتداعيات.

 

وما ارتسم امس على الأرض وفي الشارع في معظم المناطق اللبنانية، بدا بمثابة بوادر انفجار شعبي وأهلي امام ترك الازمة تتعملق وتتضخم، اذ ان قطع الطرق والأوتوسترادات بصفوف وطوابير عشرات الوف السيارات المتهالكة امام القليل من المحطات التي كانت توزع البنزين أدى الى زحمة سير خانقة عند مداخل بيروت وفي عدد من المدن والبلدات الأخرى، كما ان عشرات الإشكالات والصدامات سجلت في المناطق، فيما أقفلت حركة السير تماما في بعض المناطق الحيوية كما حصل بين الضبية والدورة، وتحديدا في جل الديب حيث اطلقت نداءات استغاثة لفتح الطريق امام حالات صحية طارئة شكل اقفال الطريق خطراً جسيماً على حياة أصحابها.

 

ولعلّ اخطر ما برز في الساعات الأخيرة ان الازمة لا تزال طويلة ولا تبدو امام حلول عاجلة من شأنها ان تضع حداً لازدواجية القرار في شأن أسعار المحروقات بدليل ان حكومة تصريف الاعمال تلتزم التفرج والانتظار والعهد يلجأ مجددا الى أساليب عقيمة يدرك سلفاً انها لن تقدم له ما يحقق أهدافه في محاصرة حاكم مصرف لبنان، ولذا سينتظر جواب مجلس النواب على رسالته في الجلسة التي دعي اليها المجلس غدا الجمعة للاستماع الى رسالة الرئيس ميشال عون التي يتهم فيها حاكم مصرف لبنان بانه مسؤول عن قرار أحادي برفع الدعم عن المحروقات، علما ان الرسالة تتجاهل الجانب المتصل بمسؤولية العهد والحكومة وكل السلطات السياسية والمصرفية عن حماية بقايا الودائع المصرفية الموجودة ضمن الاحتياط الالزامي المقدر بـ 14 مليار دولار. ووسط هذه الدوامة اتسعت مأساة اللبنانيين بحيث بات مئات الألوف، ان لم نقل بضعة ملايين، محرومين تماما من الكهرباء والإنترنت والمازوت والبنزين، وارجعتهم الكارثة الى العصور الوسطى بفضل دوامة الصراعات ومعارك تصفية الحسابات ناهيك عن الازمات المتصلة بالدواء والمستشفيات وبمجمل الواقع الكارثي للقطاعات اللبنانية.

 

جرس الإنذار

ودقت نقابة المستشفيات ناقوس الخطر مجدداً داعية الى تفعيل دور المجلس الاعلى للصحة برئاسة وزير الصحة على ان يجتمع على الاقل مرتين في الاسبوع لدراسة السبل الآيلة الى ضبط الامور والحد من الإنهيار المتسارع. وحذرت من انه “إذا استمرت الامور على هذا المنحى الانحداري فنحن امام سيناريو كارثي محتّم سوف نصل اليه في اقل من اسبوعين وسوف نشهد فوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها وتوقفا قسرياً لعدد من المستشفيات. أما تلك التي قد تستمر في تقديم الخدمات فسيكون ذلك بإمكانات محدودة جداً وهي حكماً لا تؤمن سلامة المريض وفق الحد الأدنى  من المعايير المعقولة”.

 

ووسط هذه الأجواء اكد المجلس المركزي لمصرف لبنان بعد اجتماعه امس لمتابعة قرار رفع الدعم “التمسّك التام بالقرار من دون تراجع…” بحسب ما أكد مصدر من المجتمعين “على أمل تشكيل حكومة ووضع خطة إنقاذية، وأن نستطيع التعاون لحماية البلد. وفي الوقت الراهن لا نستطيع القيام بشيء”.

 

وعما إذا كان البنك المركزي سيعمل على توصية لجنة الطاقة النيابية القاضية برفع الدعم تدريجاً، ذكّر بأن “مصرف لبنان سبق ودعا إلى رفع تدريجي للدعم منذ أشهر عديدة، ولم يلقَ آذاناً صاغية، كما وجّهنا لهذه الغاية كتاباً خطياً بضرورة ترشيد الدعم كخطوة أولى قبل رفعه بشكل تام، تبعته كتب عدة في هذا الشأن عدا عن المناقشات والندوات وغيرها”.

 

وأكد المصدر أن “قرار رفع الدعم واضح وصريح واتخذناه كمجلس مركزي بقناعة تامة، وقد وصلنا إلى مرحلة لا يمكن الوصول إلى حل إلا عبر التعامل مع حكومة جديدة تضع خطة إصلاح كي نضمن أن هناك مجتمعاً نستطيع أن نؤدّي له خدمة بهدف واضح وأن تكون هناك خطة مع صندوق النقد الدولي ومؤتمر “سيدر” مترافقة مع إصلاحات”.

 

تبخر التفاؤل  

على الصعيد الحكومي، فلم يعقد امس لقاء جديد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وسط انطباعات ان الاجواء الايجابية التي عمل على ضخها اول من امس، ولا سيما من فريق القصر الجمهوري تلبّدت، وتبخّر التفاؤل وسط خلافات على الأسماء بما رحّل الحكومة اسبوعاً اضافياً.

 

ويستبعد عقد لقاء اليوم بين عون وميقاتي  في عطلة عاشوراء، فيما يوم الجمعة مخصص لتلاوة ومناقشة الرسالة الرئاسية بشان قرار حاكم مصرف لبنان رفع الدعم في مجلس النواب.

 

وعلم ان حركة الاتصالات والموفدين والتي شارك فيها المعاونان علي حسن خليل وحسين خليل وغيرهما لم تعالج التباينات التي برزت بين عون وميقاتي على الاسماء المرشحة لحقائب سيادية واساسية كانا اتفقا على ان يسميا وزراءها بالتوافق بينهما كالداخلية والعدل والطاقة والشؤون الاجتماعية .

 

كما علم ان رئيس الجمهورية اوفد المدير العام للرئاسة انطوان شقير الى الرئيس المكلف مع لائحة باسماء يقترحها للحقائب التي اعطيت له في حصته، وهي التي عززت التباعد واستدعت اتصالات رفيعة المستوى لانقاذ التشكيلة الحكومية بعدما قطعت شوطاً كبيراً لاسيما بتوزيع الحقائب على القوى والاطراف .

حتى ان بعض الاسماء كان تمٌ حسمها كقبول رئيس الجمهورية بمرشح الرئيس بري لوزارة المال يوسف خليل وحقيبة الاشغال لـ”حزب الله” من دون اي فيتو والاتصالات اعطيت للمردة  والتربية للاشتراكي والصحة بقيت لمرشح ميقاتي والحريري فراس الابيض.

 

اما العقد الاساسية التي فرملت الحكومة فهي اربع:

الداخلية التي اقترح لها ثلاثة مرشحين هم مروان زين وابرهيم بصبوص واحمد الحجار  دون ان يحظى واحد منهم بالموافقة الثلاثية المطلوبة من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ومعه الرئيس سعد الحريري.

 

حقيبة العدل التي اقترح لها ميقاتي فايز الحاج شاهين ثم القاضي جهاد الوادي ورفضهما تباعاً الرئيس عون الذي اقترح شكيب قرطباوي ورفضه ميقاتي.

حقيبة الطاقة اعطيت لرئيس الجمهورية الا انه يقترح لها اسماً دون التوافق عليه مع ميقاتي . والخلاف نفسه بينهما على الاسم الذي سيتسلم حقيبة الشؤون الاجتماعية.

 

وتؤكد المصادر المعنية  تراجع نسبة التفاؤل بولادة قريبة للحكومة، مع التسليم بأن الحكومة رحّلت اسبوعاً اضافياً وما لم تعالج مسألة اختيار اسماء الوزراء بحصرها بالمستقلين عن اي فريق سياسي فالثلث المقنّع وراء التسميات قد يطيح الحكومة.

 

***********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

المستشفيات تحذّر: سيناريو كارثي خلال أسبوعين

ميقاتي يستعجل “الحسم”… وحظوظ الاعتذار “50/50”!

 

على دارج العادة المملّة التي ألفها اللبنانيون على امتداد جولات التكليف والتأليف العقيمة، يخرج الرئيس المكلف من قصر بعبدا يعلو محياه الرضى عن مجريات النقاش مع رئيس الجمهورية، ولا يلبث أن يبلغ عتبة داره حتى تلحق به “شياطين” التفاصيل التي يدخل على خطها جبران باسيل فتتبدل المعطيات وتتلبّد الأجواء ويتغيّر المزاج الرئاسي 360 درجة. فبالأمس، وبينما كان الرئيس ميشال عون منكباً على التنظير بعمق في الأهمية التي يوليها شخصياً لقطاع الزراعة وفي جهوده المثمرة لزرع بذور “الاقتصاد المنتج الذي يعمل على تحقيقه”، كان الرئيس نجيب ميقاتي “يحصد” مؤشرات الخيبة وتنكيس الآمال التي عقدها على نتيجة لقاء أمس الأول في بعبدا، بعدما طرأت معطيات مستجدة من دوائر الرئاسة الأولى تتصل بطلب إجراء تعديلات على بعض الأسماء المتفق على توزيرها. الأمر الذي قاربته مصادر مواكبة للنقاشات الحكومية من زاوية المناورة والاستمرار في سياسة استنزاف الوقت مقابل “استعجال الرئيس المكلف الحسم خلال مدة زمنية محددة”، معربةً عن اعتقادها بأنّ ميقاتي “أدهى من أن يجرفه “تسونامي” التعطيل ولذلك فإنّ حظوظ الاعتذار ستبقى مناصفة “50/50″ مع التأليف حتى لحظة صدور مراسيم بعبدا، سواءً لاعلان ولادة الحكومة أو لقبول الاعتذار”.

 

ورغم أنّ معلومات متواترة تحدثت خلال الساعات الأخيرة عن ربط الرئيس المكلف أي زيارة جديدة يقوم بها إلى قصر بعبدا بخروج اللقاء بنتائج نهائية تفضي إلى ولادة الحكومة، أكدت أوساط معنية باتصالات التأليف أنّ “التشاور مستمر ولا شيء حتى الساعة يحول دون استئناف لقاءات القصر الجمهوري لاستكمال النقاش”، مشيرةً إلى أنّ “التقدم الذي حصل في مسألة توزيع الحقائب يجب أن ينسحب على عملية إسقاط الأسماء في حال صفت النوايا الإيجابية وصدقت التوقعات بأنّ كل أطراف الداخل راغبة في تذليل العقبات وتدوير الزوايا لولادة الحكومة”.

 

أما إذا مرّ الأسبوع الجاري من دون بلوغ مشاورات التأليف أي منعطف مفصلي على الطريق الآيل نحو بلورة الصيغة التوافقية النهائية للتشكيلة الوزارية العتيدة، فإنّ “الحسابات ستختلف ويبدأ العد التنازلي لأسبوع حاسم للمواقف والتوجهات”، وفق تعبير الأوساط نفسها، مشددةً على أنّ “الحسّ الوطني يغلّب اتجاه الأمور نحو خواتيمها المنشودة في الأيام المقبلة، لكن يبقى الحذر واجباً إزاء الأجندات العاملة على إجهاض الحلول وتغليب سيناريو الفوضى في البلد”.

 

وفي إطار منزلقات الفوضى الشاملة، برز أمس دقّ نقابة المستشفيات في لبنان ناقوس الخطر من تداعيات “الانهيار المتسارع” في البلد، محذرةً من أنّ استمرار الأمور “على هذا المنحى الانحداري” يدفع باتجاه “سيناريو كارثي محتّم سوف نصل إليه في أقل من أسبوعين وسوف نشهد فوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها وتوقفاً قسرياً لعدد من المستشفيات”.

 

وإذ أكدت أنها “ساعة الحقيقة وسط انهيار كامل للدولة وتخبط مخيف للمسؤولين الذين يحاولون المعالجة في جو هو أقرب إلى حوار الطرشان وتبادل الاتهامات بالفشل بين مسؤول وآخر”، نبّهت المستشفيات إلى أنّ “المسؤولية المعنوية والجزائية عن صحة المواطنين وتوفير العناية الطبية والأدوية اللازمة للمحافظة على سلامتهم تقع حصراً على عاتق القيّمين عل شؤون البلد”، مشددةً على أنّ الأوضاع وصلت “إلى نهاية المطاف ولم يعد هناك مكان للمناورة وكسب الوقت وتجميل الأمور”.

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

عون يتفاءل «نظرياً» بولادة الحكومة… والمطلوب ترجمته عملياً

بيروت: محمد شقير

لم يعد من مبرر لتمديد فترة تأخير إعلان التشكيلة الوزارية الذي يتحمل مسؤوليته – كما يقول مصدر سياسي – رئيس الجمهورية ميشال عون رغم أن مكتبه الإعلامي استبق انعقاد الجولة الحادية عشرة من مشاورات تأليفها، التي عُقدت أول من أمس، وراح يوزع جرعات من التفاؤل يُفترض أنها أُخضعت إلى الاختبار للتأكد مما إذا كانت جدية ولا يراد منها رمي المسؤولية على الآخرين الذين يحمّلون مسؤولية التأخير للفريق السياسي المحسوب عليه ويديره رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

ويؤكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يمكن التعامل مع جرعات التفاؤل التي يروّج لها عون إلا من «زاوية أنه يتوخّى رمي مسؤولية التأخير على الآخرين، ما لم يثبت العكس بترجمة أقواله إلى أفعال تدفع باتجاه تشكيلها قبل نهاية الأسبوع الحالي».

ويلفت إلى أن عون «بات محشوراً؛ ما اضطره إلى التفاؤل لاستيعاب الضغوط التي تحاصره وتتهمه بعدم الإفراج عن التشكيلة الوزارية في ضوء حصر مشاورات التأليف بتسمية الوزراء»، ويؤكد أن عون «يصر على الالتفاف على الإيجابية التي يبديها الرئيس نجيب ميقاتي للتصالح مع بيئته المأزومة وتطويق الضغوط الدولية والإقليمية التي ظهرت جلياً في الموقف الذي أعلنته السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا بعد اجتماعها به والذي يحمل دلالة واضحة بتحميله مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة، وإلا فلماذا حرصت على إطلاق تحذيرها من أمام قصر بعبدا في مقابل إحجامها عن الإدلاء بموقف مماثل بعد اجتماعها بميقاتي الذي سبق اجتماعها بعون».

ويرى المصدر نفسه أن عون مضطر للتفاؤل بعد أن أحيط علماً بتقارير أمنية واضحة بأن استمرار التأزم الذي بلغ ذروته بعد المجزرة التي أصابت بلدة التليل العكارية سيأخذ لبنان إلى مزيد من الانهيار وسيرفع حجم الأثقال الملقاة على عاتق القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش، ما يفقدها السيطرة بالكامل على الوضع الأمني للحفاظ على الاستقرار.

ويسأل عما «إذا كان عون بخلفيته العسكرية يأخذ على محمل الجد التحذيرات التي أُعلم بها مراراً من القيادات الأمنية والعسكرية التي يرزح ضباطها ورتباؤها وأفرادها تحت وطأة الضائقة المعيشية التي لم تقف حائلاً دون الحفاظ على تماسك المؤسسات وانضباطها، مع بقاء نسبة عدم التحاق العسكريين بمراكزهم أو الفرار منها تحت السيطرة».

 

وبكلام آخر؛ فإن عامل الوقت، بحسب المصدر نفسه، إذا استمر تعطيل الحكومة، فسيؤدي إلى «خلط الأوراق، ولن يكون لصالح الحفاظ على الاستقرار، وستكون له تداعيات على أداء المؤسسات العسكرية والأمنية التي حافظت حتى الساعة على صمودها وتماسكها؛ لأن حالات فرار العناصر وعدم التحاقهم بمراكز عملهم ليست منظّمة ولا تحمل بعداً سياسياً».

ويحذّر من «استمرار عون؛ بناء على نصائح فريقه السياسي، في اللعب على عامل الوقت الذي لم يعد لصالحه في مقابل حرص ميقاتي على عدم هدر الوقت معتمداً على التدخل الدولي من جهة؛ والضغوط الداخلية من جهة ثانية»، ويقول إن لجوء عون إلى تعميم موجة من التفاؤل لا يفيد، ويعزو السبب إلى أن المجتمع الدولي يحمّله مسؤولية إعاقة تشكيل الحكومة، وأن «اختبار تفاؤله لن يكون إلا بترجمته إلى خطوات ملموسة غير قابلة للنقض من قبل وريثه السياسي باسيل».

ويعدّ المصدر نفسه أن «ما يؤخر تشكيل الحكومة لا يتعلق بالخلاف على توزيع الحقائب ولا على تسمية الوزراء؛ وإنما فيما إذا أعاد عون النظر في حساباته وبادر إلى مراجعة مواقفه لملاقاة ميقاتي في منتصف الطريق شرط أن يتخلى عن مناوراته، ما يفسح المجال أمام ولادة الحكومة».

ولا يستبعد المصدر أن يكون عون «لا يزال مصراً على إعطائه الثلث الضامن في الحكومة ولو جاء مقنّعاً»، كاشفاً في الوقت نفسه عن أنه «لمح في أحد اجتماعاته بميقاتي إلى استعداده للتدخل لدى باسيل لحضّه على منح الثقة للحكومة»، ويقول إنه طرحه من باب السؤال للوقوف على رأي الرئيس المكلف.

لكن يُخشى من طرح عون أن يكون للتمهيد أمام حصر تسمية الوزيرين المسيحيين به بالنيابة عن باسيل بدلاً من التوافق على الاسمين مع ميقاتي، إضافة إلى أن خصوم عون ينظرون إلى جرعات التفاؤل التي يطلقها على أنها للاستهلاك المحلي بعد أن تعذّر عليه تطييف تشكيل الحكومة.

لذلك دخلت مشاورات التأليف دائرة الحسم، وتبقى كلمة الفصل لعون في إزالة العقبات التي تعترض ولادتها، ما يفتح الباب أمام الإعلان عنها قبل نهاية الأسبوع الحالي؛ لأن تمديد المشاورات في ظل انسداد الأفق يعني أن لبنان يتدحرج بسرعة نحو التهرُّؤ الشامل، وهذا ما يزيد الأثقال الأمنية الملقاة على المؤسسات العسكرية والأمنية التي أنذرت بأن الحل السياسي وحده يتيح لها السيطرة على الوضع للحفاظ على الاستقرار. فالقوى الأمنية ليست في وارد إقحامها في مواجهة أكثرية سكان لبنان الذين يشكون من الجوع والفقر وانعدام الحد الأدنى من الخدمات الصحية والطبية بسبب فقدان الأدوية، فيما تحاصر الضائقة المعيشية عديد هذه القوى.

ويبقى السؤال: أين يقف «حزب الله»؟ وهل يستمر في مراعاة حليفه باسيل، فيما يستعجل ولادة الحكومة من دون أن يضغط على عون؟ فإعلانه عن تسهيل تأليفها لن يقدّم أو يؤخّر ما دام لم ينخرط في الجهود الرامية لإخراجها من المراوحة، علماً بأن الوضع المأزوم يشمل أيضاً حاضنته السياسية، وهذا ما يظهر من التفلُّت الأمني في معظم المناطق الخاضعة لنفوذه أسوة بالمناطق الأخرى المهجورة سياسياً من قبل المنظومة الحاكمة.

 

 

**************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

تعديلات ميقاتية «شبه انقلابية» مقابـــل التزام عون بالاتفاق

 

لاحظ مواكبون للاتصالات حول الشأن الحكومي، انّ الإيجابيات التي سادت امس الأول لم تصمد طويلاً، بل انخفض منسوبها أمس تحت وطأة التجاذبات المستمرة حول بعض الاسماء والحقائب. واشار هؤلاء الى انّ أزمة الثقة والخصومة الحادة بين بعض القوى السياسية المعنية بالتأليف، تتسببان في تحسس زائد وارتياب مبالغ فيه احياناً حيال هذا الاسم او ذاك، الأمر الذي يؤدي إلى إحاطة عملية التشكيل بضغوط وهواجس من أكثر من جهة داخلية.

واستبعد المواكبون للاتصالات عبور الأمتار الاخيرة وتشكيل الحكومة هذا الأسبوع كما كان يؤمل، الّا اذا حصلت مفاجأة سارة قبل نهايته، لافتين الى انّ الحسم سيؤجّل على ما يبدو حتى الأسبوع المقبل، استناداً الى المؤشرات الأخيرة. واستغربت مصادر قصر بعبدا ما رُوّج له في بعض وسائل الاعلام، من أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يتمسك بعشرة وزراء، وغير ذلك من اجواء اعتبرتها كاذبة، وقالت لـ»الجمهورية: «لقد فوجئنا بتعديلات أجراها الرئيس المكلّف، وهي تعديلات شبه انقلابية، حيث عدّل في نحو 10 أسماء مسيحية ولم نعرف الاسباب التي أملت عليه ذلك». واضافت: «انّ الرئيس عون ملتزم بكل ما تمّ الاتفاق عليه مع الرئيس ميقاتي».

غداة اللقاء الحادي عشر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، لم ينعقد اللقاء الثاني عشر بينهما أمس، وشاعت اجواء سلبية ردّت اوساط معنية بالاستحقاق الحكومي اسبابها الى خلافات بين المعنيين حول اسماء وزراء العدل والداخلية والطاقة، والى اشتباه البعض بسعي البعض الآخر للاستحواذ على «ثلث وزاري معطّل» يتخفّى خلف اسماء مطروحة لتولّي هذه الوزارات الثلاث ووزارات اخرى غيرها.

 

وحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ البعض يعتبر انّ من اسباب التعثر إصرار ميقاتي على اسم اللواء مروان زين لوزارة الداخلية، الذي كان تمسك به الرئيس سعد الحريري ايام تكليفه تأليف الحكومة، فيما الأسماء المطروحة لوزارتي العدل والطاقة من الجانبين لم ترسُ على برّ بعد.

 

لكن مصادر أخرى مطلعة ذهبت الى أبعد من ذلك، بحيث ردّت الاسباب التي تعوق التأليف الحكومي، الى سعي فريق من السياسيين يعارض رئيس الجمهورية، لإحباط مهمة ميقاتي بغية إصطياد عصفورين بحجر واحد: إعاقة عهد عون لأنّه (في رأي هذا الفريق السياسي) يلفظ أنفاسه الاخيرة، وبالتالي لا يجوز مدّه بالاوكسيجين الذي تؤمّنه له حكومة ميقاتي في حال تأليفها. كما أنّ هذا الفريق يسعى لإفشال ميقاتي وعدم تمكينه من تأليف حكومته، لأنّه لا يريد له أن ينجح حيث فشل من سبقه. ذلك أنّ ميقاتي في حال نجاحه في تأليف الحكومة وتحقيق بعض الخطوات التي تلجم الانهيار وتدفع البلاد على سكة الاصلاح، فإنّه سيكتسب قوة دفع سياسية على المستوى الوطني وضمن بيئته، من شأنها ان تعبّد امامه الطريق لإقامة طويلة في السرايا الحكومية قد تمتد الى عهد رئيس الجمهورية المقبل.

 

موعد لم يكن محسوماً

والى ذلك، وإذ لم يُعقد اللقاء الثاني عشر بين عون وميقاتي امس، فإنّ كل الأجواء لم تكن قد حُسمت مثل هذا الموعد. وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّه عندما انتهى اللقاء بينهما اول امس، اتفقا على استكمال الاتصالات التي تعهّد بها كل منهما، على ان يتمّ التواصل بينهما بعد 24 ساعة. ولمّا لم تصل هذه المفاوضات الى نتيجة حاسمة تُرك الموعد الى الايام المقبلة، مع استبعاد ان ينعقد اللقاء اليوم الخميس، لتزامنه مع ذكرى عاشوراء. وربما تجاوز الموعد غداً الجمعة ايضاً إن لم تتقدّم الاتصالات في السرعة المطلوبة، لانشغال المسؤولين بجلسة المجلس النيابي التي دعا إليها رئيس المجلس نبيه بري بعد الظهر، لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى المجلس، في شأن قرار المجلس المركزي لمصرف لبنان برفع الدعم عن المحروقات، قبل إطلاق البطاقة التموينية واتخاذ الإجراءات التي تحمي ذوي الدخل المحدود والمتوسط والفئات المهمشة.

 

العِقَد على حالها

وفي هذه الأجواء، قالت مصادر مواكبة للاتصالات لـ«الجمهورية»، ان لا شيء تغيّر منذ ان انتهى اللقاء الأخير بين عون وميقاتي، وبقيت العِقَد المتحكمة بأسماء وزراء العدل والداخلية والطاقة معلّقة الى أمد غير محدّد، كما بالنسبة الى حقيبة وزارة المال، بعدما انتهى الرئيسان من البت بعدد من الحقائب الأخرى لجهة توزيعها المذهبي وأسماء الاشخاص الذين ستُسند اليهم.

 

شقير موفداً

وعلمت «الجمهورية»، انّ عون أوفد أمس المدير العام للقصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير الى ميقاتي، حاملاً رسالة مفصّلة تتصل بأسماء بديلة من تلك التي وقع الخلاف في شأنها، ومن بينها حقيبتا الداخلية والعدل، كذلك تضمنت الرسالة اسماء جديدة لحقيبتي الاقتصاد والطاقة، وهو ما لم يشكّل حلاً نهائياً كما استنتجت مراجع مراقبة.

 

مخاوف من ثلث معطّل ملغوم

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ الملاحظات التي سلّمها شقير الى ميقاتي نسفت تشكيلة سابقة، واستنتج ميقاتي منها انّها ستؤدي الى توفير «ثلث معطّل»، لأنّه وبعد درس الأسماء المقترحة بدقة وخلفيات اختيارها قد يكون عون ضمن 10 وزراء من التشكيلة وليس 9 ليتجاوز ثلث التركيبة بوزيرين وليس بوزير واحد، وخصوصاً انّ حصة عون و«التيار الوطني الحر» فيها بقيت خارج حصة الوزير الدرزي الارسلاني ووزير الطاشناق.

وليلاً نفت مصادر مطلعة مقرّبة من قصر بعبدا عبر «الجمهورية»، ما تداولته وسائل اعلام من «سيناريوهات ومعلومات خاطئة ومضلّلة»، واكّدت «ان لا صحة لما سُرّب من انّ الرئيس عون طالب بعشرة وزراء. واكّدت ان لا تبديل في الحصة الرئاسية المتفق عليها من الأساس».

واشارت الى «انّ الرئيس ميقاتي طرح اسماء لوزراء مسيحيين في حقائب من حصّة الرئيس عون، في الوقت الذي لم يسمِ عون اي اسم من حصّة الرئيس المكلّف».

 

صمت ميقاتي

وتجدر الإشارة الى انّه الى جانب الصمت المطبق الذي تلتزمه اوساط ميقاتي لأسباب تتصل بالسرعة المطلوبة لتشكيل الحكومة، فقد تردّد انّ خلافه مع عون حول الاسماء المطروحة لبعض الحقائب، وفي مقدّمها وزارة العدل، سببه أنّ أصحابها من الحزبيين ومن اوساط «التيار الوطني الحر»، فيما هو يفضل ان يكون هذا الوزير تحديداً ومعه وزير الداخلية، من المستقلين، لتكون مهمة الإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة في عهدة حياديين غير حزبيين.

 

مواقف لنصرالله

والى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله سيعلن اليوم في خطاب له في ذكرى العاشر من محرم، جملة مواقف لافتة من القضايا المطروحة، من الاستحقاق الحكومي الى الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي وصولاً الى النفط الايراني والاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتهديدات الاسرائيلية.

وكان «حزب الله» قرّر عدم تنظيم مسيرة عاشورائية لهذه السنة، التزاماً بإجراءات السلامة العامة، على أن يقتصر إحياء ذكرى عاشوراء على مجلس عزاء مركزي يُقام في «باحة عاشوراء» في محلة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت، مع مراعاة كافة الإجراءات الصحية من تباعد إجتماعي وإرتداء كمامات، على أن يُختتم بكلمة للسيد نصرالله.

 

الموقف الروسي

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، إنّ نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، التقى أمس مستشار رئيس الجمهورية اللبناني أمل أبو زيد. وخلال اللقاء، تبادل بوغدانوف، الذي يشغل أيضاً منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، مع ضيفه اللبناني «بنحو مفصّل وعميق وجهات النظر والآراء حول تطورات الوضع في الشرق الأوسط، مع التركيز على الوضع في لبنان. وتمّ التركيز خصوصاً على أهمية إنجاز تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، في أسرع وقت ممكن، من أجل التغلّب على الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية». وقال البيان: «جدّد الجانب الروسي موقفه الثابت في دعم سيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وحل كل القضايا المطروحة على جدول الأعمال الوطني للبنانيين أنفسهم من دون تدخّل خارجي.

وتمّ خلال اللقاء كذلك، بحث ومناقشة عدد من الجوانب الآنية، لزيادة تعزيز التعاون الروسي- اللبناني المتعدّد الوجوه، بما في ذلك إمكانية توفير الأدوية والمعدات الطبية من روسيا، والمساعدة في علاج ضحايا الانفجار في عكار بشمال لبنان».

 

 

*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«ملهاة التأليف»: عهد يتفرج على مأساة شعب ووطن!

ميقاتي يرفض «الثلث المعطّل».. وظلمة الكهرباء والمحروقات تصيب سيّدة العواصم

 

 

بالضبط، ماذا يريد فريق الرئيس ميشال عون؟

برمشة عين، تراجعت اجواء التفاؤل، وتقدمت الاجواء المسمومة على ما عداها؟

 

على الأرض ممارسات لمؤسسة كهرباء لبنان، بإضاءة مناطق، وحرمان مناطق، تسببت بردة فعل ضد بعض المحطات، فاقتربت العاصمة بيروت التي كانت «ست الدنيا» من ظلام دامس، لم يقو عليها في أيام الاحتلال الاسرائيلي لسيدة العواصم العربية صيف 1982.

 

وعلى الأرض ايضاً، سباق محموم بين اسعار طن المازوت الذي اشتد الطلب عليه، في ضوء مناورات الشركات المستوردة وقلة خبرة، إن لم نقل تواطؤ، والتباين حول التسعيرة الجديدة التي لم يعد لها قيمة ما دام الطن الواحد من المازوت يلعب على حافة الـ30 مليون ليرة لبنانية؟!

 

وعلى الأرض ايضاً، انقطاع ارغفة خبز الفقراء من الحوانيت والسوبرماركات فضلاً عن الأفران، أمر يدعو للعجب ان تسأل هذه الأماكن عن ربطة خبز!

 

وعلى الأرض أيضاً، استفادت مؤسسة مياه بيروت من عقم الوضع وانعدام المازوت، لتوقف أو تقنن هي الاخرى تزويد المنازل بالمياه، بعدما كانت بيروت عائمة على آبار الماء، ومن هنا اشتق اسمها.

 

وعلى الأرض أيضاً، تحولت محطات البنزين، ما بقي منها فاتحاً، إلى غابة مخيفة، من عناصر ميليشيات الحرب، القديمة والجديدة، فضلاً عن كثافة غير مسبوقة للدراجات النارية، في حين تمكنت العناصر الامنية من الحد من تعبئة الغالونات بالبنزين وبأسعار خيالية.

 

قتلى وجرحى ومطاردات ومشاحنات في الشوارع بين العائلات والعصابات، والمافيات المستجدة على الوضع، حيث تتزايد المخاوف من عودة النفايات إلى الشوارع.

 

هذا غيض من فيض! ثم ماذا بعد؟ إذا كان الفريق الرئاسي يرغب بحكومة، فماذا ينتظر؟ وإذا كان يعتقد ان بامكانه تحويل نكساته في الشعارات والممارسات وانفضاض غالبية المواطنين عن مشروع فريقه السياسي، من خلال فرض اجندات على الرئيس المكلف وفريق «رؤساء الحكومات السابقين» فهو على خطأ بالطبع.

 

فماذا في الوقائع اليومية الأليمة في السياسة والمعيشة والمال والاقتصاد ودورة الحياة ككل بعدما كشفت «الدولية للمعلومات» ان مليارا ومئة مليون ليرة كلفة خسائر الاقتصاد من جراء طوابير البنزين؟!

 

ملهاة التأليف

 

هكذا، تحولت عملية التأليف إلى ملهاة، لتكشف مأساة شعب ووطن يتفرج على آلامه حكم وعهد، كان يأمل منه اللبنانيون شيئاً، لكن الوقائع جاءت خلافاً للآمال.

 

ولاحظت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة، تعثرا واضحا في مسار التشكيل، عكسه انقطاع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن زيارة الرئيس ميشال عون في بعبدا امس،بينما كانت الانظار مشدودة،لاستمرار التواصل والمشاورات المكثفة بين الطرفين لإنجاز التشكيلة الوزارية باقرب وقت ممكن  لأن الأوضاع بالبلد تتدهور بسرعة. واشارت المصادر الى ان ما تروجه اوساط بعبدا عن ايجابيات بالتشكيل والمنحى التفاؤلي للقاءات الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية، مبالغ فيه ولا يعكس الواقع ،بل يهدف الى حرف مسؤولية التعطيل عن رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي.

 

وحددت المصادر احدى العقبات الاساسية التي ادت إلى توقف مسار تشكيل الحكومة، وهي مطالبة رئيس الجمهورية بالثلث المعطل  بالتشكيلة الوزارية، حملها الى الرئيس المكلف امس موظف رئاسي، وهو ما رفضه ميقاتي لانه يتعارض مع مهمته تشكيل حكومة انقاذية اصلاحية، وينقلب على ما تم التفاهم بينه وبين عون منذ البداية. وبينما لم تحدد المصادر نقاط الخلاف الاخرى، اشارت إلى ان عون يعترض على اسماء مرشحين مسيحيين، ومحسوبين على خصومه، ليس لمؤهلاتهم المهنية ومسيرتهم الناجحة، بل لوضع عراقيل اضافية، امام تشكيل الحكومة. وذكرت المصادر ان عون اعترض على ترشيح موريس الدويهي المحسوب على المردة لتولي وزارة الاتصالات، لاسباب سياسية، كما لايزال يرفض اي مرشح للداخلية من الاسماء المطروحة والمشهود بكفاءاتها على كل المستويات. وفي اعتقاد المصادر ان تولي عون للتعطيل الممنهج لتشكيل الحكومة، ما يزال مستمرا بالتنسيق والتماهي مع حليفه حزب الله، الذي يوظف ورقة تشكيل الحكومة الجديدة في يد المفاوض الايراني بالملف النووي مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموما، ولم يتم تركها بعد، برغم كل ايحاءات ومواقف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ودعواته لتسريع عملية التشكيل، بينما لاحظت المصادر ان مواقف نصر الله ليل الثلاثاء الماضي، تتجاوز كل مواقفه السابقة وتؤشر بوضوح الى فرملة عملية تشكيل الحكومة الجديدة.

 

إلا أن مصادر قالت لـ»اللواء» ان لا صحة لما سرب من ان الرئيس عون طالب بعشرة وزراء، وأكدت ان لا تبديل في الحصة الرئاسية المتفق عليها من الأساس.

 

وأشارت إلى ان الرئيس ميقاتي طرح اسماء لوزراء مسيحيين في حقائب من حصة الرئيس عون، في الوقت الذي لم يسم عون اي اسم من حصة الرئيس المكلف.

 

وكانت اوساط على اطلاع على ما يجري تحدثت ان الرئيس عون يريد ما لا يقل عن تسعة وزراء من بين الـ24 وزيراً، اي الثلث المعطل، المكتمل الاوصاف والوظائف.

 

وتتحدث الاوساط عن ان الاولوية في بعبدا بعد تأليف الحكومة هي اجراء تعيينات تستمر في الوظائف بعد نهاية عهد الرئيس عون في 31 آب 2022، فضلاً عن اطاحة رياض سلامة من حاكمية المصرف المركزي، ووظائف عالية في القضاء والادارة والمال والاقتصاد والأمن.

 

وعليه، ينقل عن مصادر الرئيس المكلف الدعوة إلى وجوب التزام الحذر والابتعاد عن تعميم اجواء التفاؤل.

 

لا يخفى ان الخلافات راحت تطفو على السطح بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، وهذا ما ادى إلى ارجاء زيارة بعبدا، على الرغم من استمرار المشاورات والاتصالات.

 

مع انقطاع التواصل الرئاسي المباشر أمس وحصره بالشكل غير المباشر وتحديدا من خلال موفدين بدأ يسري جو مفاده أن ثمة عراقيل لا تزال تحيط بعملية تأليف الحكومة وهنا أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن أبرز هذه العراقيل تتمثل في موضوع الأسماء وعدم الاتفاق عليها وهذه الأسماء تتصل بحقائب سيادية واساسية كالداخلية والطاقة والعدل والشؤون الاجتماعية.

 

وأشارت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لديهما ملاحظات على الأسماء التي تم تبادلها ومن هنا كان لا بد من حركة اتصالات من أجل ترتيب الأسماء على ان يصار إلى وضع اقتراحات جديدة ومن شان ذلك أن تؤثر على بقية توزيع الأسماء.

 

وقالت المصادر إن التفاهم على التوافق على الأسماء ادى الى بعض التباينات.

 

وفهم أن وزارة الطاقة عادت إلى رئيس الجمهورية وينتظر أن يتم التوافق على الاسم.  ولفتت المصادر إلى أن هذا الخلاف يعد سببا في تأخير تشكيل الحكومة لكن المفاوضات مستمرة إلا إذا برز تشبث أكثر في الرأي.

 

وفي المعلومات ان الرئيس المكلف طرح اسم القاضي جهاد الوادي لوزارة العدل، فيما يتمسك الرئيس عون باسم فايز الحاج شاهين.

 

وحسب المعلومات المستجدة، فإن الرئيسيان اتفقا على مهلة 48 ساعة بعد لقائهما الاخير من اجل إجراء الاتصالات لمعالجة الاشكالات الباقية، وجوجلة اسماء الوزراء المقترحين والتعرف عليهم شخصيا من قبل الرئيس ميقاتي.حيث ما زالت بعض الاسماء المرشحة لبعض الوزارات مدار بحث كأسماء وزراء الطاقة والاتصالات والعدل والخارجية والدفاع والداخلية وربماحقيبة الشؤؤون الاجتماعية ايضاً، ولم يُعرف ما اذا كان قد تم فعلا تجاوز اسم المرشح لحقيبة المال يوسف خليل.

 

وذكرت المصادر المتابعة فإنه بعدما اصبح توزيع الحقائب شبه منتهِ، ما زالت بعض الحقائب مدار اخذ ورد لا سيما لجهة الحقيبة الثانية التي ستمنح لتيار المردة بعد حقيبة الاتصالات، حيث لم يثبت نهائياً انه سيحصل على حقيبة الصناعة لكن البحث جارٍ حول الموضوع. كما انه ثبتت مشاركة الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحكومة وكان موعوداً بحقيبة الاقتصاد لكن الرئيس عون طلبها، ولم تُحسم المسألة بعد، مع ان اوساط «القومي» قالت لـ«اللواء»: انه امام سقوط البلد ومقومات الدولة لم تعد اي حقيبة مهمة والحزب قرر التسهيل لا التعطيل ولا مانع لدينا بحقيبة اخرى غير الاقتصاد، فالمهم تشكيل الحكومة للقيام بأبسط الحلول الممكنة للأزمات وتنفيس حالتي التشنج والاحتقان.

 

روسيا على الخط

 

على صعيد اخر، دخلت روسيا مجدداً على خط الموضوع اللبناني، فاستقبل مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل أبو زيد.

 

وأوضح بيان للخارجية الروسية، انه «تم خلال اللقاء تبادل معمق لوجهات النظر حول تطورات الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على الوضع في لبنان. وتم البحث خصوصا في أهمية الانتهاء في أقرب وقت من تأليف حكومة في لبنان برئاسة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي من أجل التغلب على الأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية».

 

تفاقم الازمات

 

على الصعيد الحياتي، تفاقمت بقوة ازمة فقدان البنزين وعادت لتشتد وبقوة على الارض، بفعل شح المحروقات بعدما تدنى مخزون المحطات الى الحد الادنىوبسبب تعثر التوصل الى اي اتفاق حول اعتمادات جديدة بين المستوردين ومصرف لبنان.

 

وعقد المجلس المركزي لمصرف لبنان اجتماعاً لاتخاذ قرار بشأن رفع الدعم. وحسب  مصدر مطلع فان الاجتماع خرج بتمسّك تام بقرار رفع الدعم من دون تراجع على أمل تشكيل حكومة ووضع خطة إنقاذية.

 

وقال ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا: مخزون الشركات من البنزين نفد ولا اتفاق حتى اليوم بين حاكم مصرف لبنان ووزارة الطاقة والمسؤولين، أما المواطن فيُذلّ. اما عضو نقابة اصحاب المحطات جورج البراكس فاشار الى ان « تسعيرة ال12000 مطروحة اليوم كما وسيناريوهات اخرى». في المقابل، نفى المكتب الإعلامي لوزارة المالية الخبر حول موضوع التسعيرة الجديدة على سعر١٢٠٠٠ ليرة التي وضعتها وزارة المالية لاستيراد المحروقات ولا علاقة بتاتاً لوزارة المالية بوضع التسعيرة التي تصدر من قبل وزارة الطاقة بالاتفاق مع مصرف لبنان.

 

فياض

 

الى ذلك، أوضح رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أنّ الشركات حذرت سابقاً من أن مخزون البنزين الذي كان متوفرا لا يكفي إلا لأربعة أيام وهذا المخزون نفد، مؤكدا ألا إمكانية لدى الشركات بالاستيراد وسط غياب التوافق بين مصرف لبنان والمسؤولين على تحديد السعر.

 

ومن شأن فقدان المازوت ان ينعكس على الافران والمستشفيات والكهرباء، التي يزودها الجيش بالكميات القليلة من التي يصادرها من المحتكرين والذين يخزنونها في باطن الأرض لبيعها بأسعار مرتفعة.

 

ونتيجة فقدان المازوت والادوية وانقطاع الكهرباء، صدر عن نقابة المستشفيات في لبنان بيان مما جاء فيه: بالرغم من جميع التحذيرات التي اطلقتها نقابة المستشفيات والتي حذرت من اننا سنصل الى يوم لن يكون بإمكان المستشفيات الاستمرار في العمل او بإمكان المريض الحصول على العناية الطبية الملائمة، وبالرغم من كل الجهود المتواصلة التي يبذلها وزير الصحة الدكتور حمد حسن، لقد وصلنا اليوم الى ساعة الحقيقة وسط انهيار كامل للدولة ووسط تخبط مخيف للمسؤولين الذين يحاولون المعالجة في جو هو اقرب الى حوار الطرشان بين بعضهم البعض ووسط تبادل الاتهامات بالفشل بين مسؤول وآخر. اليوم وصلنا الى نهاية المطاف ولم يعد مكان للمناورة وكسب الوقت وتجميل الامور. المستشفيات تخسر يوماً بعد يوم من قدراتها والمواطن يصعب عليه يوماً بعد يوم الحصول على علاجه.

 

اضاف: اختفاء الادوية من جهة، والارتفاع الجنوني في ثمن المستلزمات الطبية اثبت كم هي خاطئة آلية الدعم التي اتبعت والتي نبهنا منذ بداية تطبيقها انها لن تؤدي الى نتيجة سوى الاثراء غير المشروع للمحتكرين وللمتواطئين معهم. والنتيجة التي وصلنا اليها هي عدم وجود المواد الصيدلانية والطبية وإن وجدت فبأسعار توازي عدة اضعاف السعر الرسمي الذي كان من المفترض ان يبقى على حاله مع الدعم.

 

وقال: إن عدداً كبيراً من المستشفيات لن يتمكن بعد الآن من تقديم العديد من الخدمات الدقيقة والضرورية كتأمين العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، والمضادات الحيوية للمرضى الذين يعانون من الصدمة الانتانية choc septique)) أو الأدوية الضرورية لعلاج مرضى غسل الكلي أو البنج الضروري للعمليات! هذه مجرد امثلة وهناك الكثير غيرها، ناهيك عن النقص في العديد من المستلزمات الطبية الضرورية للفحوصات والاعمال الطبية والتداخلية وسواها.

 

وختم: نقابة المستشفيات تدعو الى تفعيل دور المجلس الاعلى للصحة برئاسة معالي وزير الصحة على ان يجتمع على الاقل مرتين في الاسبوع لدراسة السبل الآيلة الى ضبط الامور والحد من الإنهيار المتسارع. أما إذا استمرت الامور على هذا المنحى الانحداري فنحن امام سيناريو كارثي محتم سوف نصل اليه في اقل من اسبوعين وسوف نشهد فوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها وتوقف قسري لعدد من المستشفيات.

 

ميدانياً، توقف السير بشكل شبه نهائي أمس، على طول الاوتوستراد الساحلي بسبب الزحمة امام المحطات والتهافت اليها، وناشد المواطنون العالقون على اوتوستراد جل الديب القوى الأمنية التدخل وفتح الطريق بسبب وجود حالات طارئة يجب ان تصل الى اقرب مستشفى وحالات إغماء في الزلقا.. كما وقع إشكال كبير على إحدى المحطات في محلة البسطة التحتا ببيروت، كذلك شهد الأوتوستراد الساحلي في محلة الجية والسعديات، زحمة سير خانقة على المسربين، ما دفع المواطنين الى سلوك الطرق الفرعية، وسط غضب واستياء كبيرين .

 

وبعد الظهر، قطع سائقو الشاحنات و»البيك آب» في حسبة صور، الطريق العام عند دوار ثكنة صور الطريق بشاحناتهم احتجاجا على نفاد المازوت، مطالبين بتأمين المادة لشاحناتهم أسوة بباقي القطاعات. وقالوا ان ذلك سيؤدي الى توقف عملهم وشل الحركة الحياتية في المدينة، مما يزيد الوضع تفاقما.. في حين محتجون قطعوا الطريق بالشاحنات عند محطة توتال العدوسية الزهراني، بسبب رفض المحطة بيع البنزين.

 

في وقت قطع مواطنون طريق البداوي الدولي في الإتجاهين، ووضعوا إطارات سيارات وحاويات نفايات وحجارة وسط الطريق، إحتجاجا على انقطاع المحروقات من السوق وامتناع محطات الوقود عن العمل. كما أدى الإزدحام الكبير عند محطة ملص في المنية، التي فتحت أبوابها أمام الزبائن، إلى ازدحام خانق للسيارات على طريق المنية الدولي.. ووقع إشكال بسبب أفضلية الوقوف للانتظار ضمن طوابير السيارات عند إحدى المحطات على اوتوستراد البترون تطور الى إطلاق نار في الهواء من قبل مجهول وفر إلى جهة مجهولة.

 

تشييع ضحايا التليل

 

الى ذلك، شيعت المؤسسة العسكرية وعكار واهالي شهداء التفجير الكارثي لخزان البنزين في بلدة التليل، جثامين عدد من الشهداء، الذين عملت سيارات الاسعاف التابعة للصليب الاحمر اللبناني على نقلهم من مستشفيات عدة الى بلداتهم وقراهم، بمواكب حزينة وحضور حشد من ابناء المنطقة، مطالبين بـ»الاقتصاص من الجناة ومعاقبتهم»، ومؤكدين «ضرورة الاسراع بالتحقيق لكشف ملابسات هذه الجريمة وكل الضالعين بها من مخزنين ومهربين ومرتكبين كبارا وصغارا».

 

وكان لموكب الشهداء وقفات عدة في حلبا والكويخات والتليل وصولا الى القرى والبلدات كافة مسقط راس الشهداء.

 

إلى ذلك، جال الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير مع وفد طبي مصري ضم: الدكتور أحمد محمد المهدي سالم، الدكتور مصطفى علي محمود هارون والدكتور وائل محمد عبدالله عياد، على كل من وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حمد حسن في وزارة الصحة، ومستشفى الجعيتاوي في بيروت حيث يعالج عدد من المصابين بحروق بالغة جراء انفجار التليل.

 

وشكر اللواء خير الوفد الطبي والسفير المصري والحكومة المصرية على المبادرة الاخوية الطيبة بارسال وفد طبي وكميات من الادوية لمساعدة المصابين جراء انفجار التليل في عكار.

 

من جهة أخرى، وصلت امس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي طائرة مرسلة من قبل وزارة الصحة التركية، لإجلاء عدد من الجرحى المصابين بحروق بسبب كارثة التليل.

 

عاشوراء

 

وفي موضوع احياء مسيرات العاشر من محرم (واقعة كربلاء) اتخذت القوى الأمنية الاجراءات المناسبة في حين اتفق حزب الله وحركة امل على ان تكون المسيرات واحدة حسبما كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

 

586585 إصابة

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها خلال الـ24 ساعة الماضية عن 1689 اصابة جديدة بفايروس كورونا، مع تسجيل 5 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 586585 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

التأليف أو الاعتذار اواخر الأسبوع وتسمية وزير المال من حق بري فقط ؟

المشرفية لـ«الديار»: البطاقة التموينية خلال شهرين لـ ٧٥٠ الف عائلة و١٢٥ دولار شهرياً

 رضوان الذيب

مصدر في «القوات» لـ«الديار» : الانتخابات المبكرة «مش محرزة بقا» والعلاقة مع الحريري ليست جيدة

 

لبنان لن يتعافى طالما بقيت الطبقة السياسية متحكمة في كل مفاصل الحياة، ولن تتراجع ولن تتنازل عن شهواتها في مص دماء الناس وقتل كل امل فيهم، وهذه الطبقة السياسية أذلت اللبنانيين باسم حقوق الطوائف وامتيازاتها وعممت الخوف والضغينة من الاخر، هم شركاء النهب في المحروقات والخبز والدواء وكل مفاصل الحياة، بارعون في الاحتيال والنميمة حتى وصلت الامور باحد سفراء الدول الكبرى إلى القول» قادة الطبقة السياسية في لبنان يقدمون لنا التقارير «ببلاش،بارعون في لعبة المخابرات «يقيمون» العشوات « ويقولون بحق بعضهم» كل شىء « ولا يتورعون عن نصب الكمائن من أجل حصصهم وامتيازاتهم « فهذه المنظومة الحاكمة لن تنهي العذابات أمام المحطات التي فاقت كل التوقعات أمس وبلغت عدة كيلومترات في كل المناطق وبيعت صفيحة البنزين في السوق السوداء بين ٢٥٠الى٣٠٠ الف وربطة الخبز ب٥٠الفا وقارورة الغاز ب ٣٠٠ ألف.

 

وحسب المصادر السياسية المتابعة للتأليف،فإن المشكلة في البلد أعمق من حكومة وأسماء ووزارات وتجزم بأن العماد عون لن يتخلى عن الثلث الضامن وربما عن موقفه بتعديل الطائف في اخر سنة من عهده، ويخوض مواجهة مباشرة مع بري والحريري اللذين يريدان بالمقابل كسر التيار الوطني الحر وانهاء عهد عون بالفوضى والفراغ، فيما المعارك بين بري والحريري وباسيل» تكسير رؤوس» ولايمكن لاي فريق التراجع على أبواب الانتخابات النيابية وكلهم يريدون الوزارات « الدسمة « ولذلك فإن تشكيل الحكومة يشبه « السفرجلة « «كل عضة بغصة» حسب المصدر نفسه، الذي يؤكد صعوبة تشكيل الحكومة في ظل هذا الوضع رغم التسريبات الإيجابية حرصا على الدولار ومنعا للفوضى الشاملة في البلاد،هذا بالإضافة إلى أن العلاقة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي يحكمها جدار سميك من الثقة المفقودة التي لا يمكن أن تنتج حكومة مع تمترس كل منهما خلف مواقف من المستحيل التراجع عنها.

 

وفي المعلومات المتعلقة بالتشكيل، فإن العقد الباقية ليست سهلة وصعبة جدا، والرئيس عون يريد أن يكون شريكا بتسمية وزراء الداخلية والمالية ورد النائب قاسم هاشم المقرب من بري بالقول» تسمية وزير المال من حق بري فقط وهو يختار من يريد والحديث عن وزارة المال سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر» كما أن الحريري مصر على كارول عياط لوزارة الطاقة فيما عون مصر على اسم اخر، وهذا ما يسري على وزارة الداخلية أيضا التي حسمت لميقاتي وبقي الخلاف على الاسم، اما جنبلاط «الناسك والزاهد» فشعاره « خذوا المناصب والمكاسب بس خلولي الوطن» ولذلك عندما اتصل به ميقاتي ليبلغه طرح عون ورغبة باسيل باعطائه وزارة المهجرين بدلا من التربية رد قائلا «ما فارقة معي ،ليس عندي اي مطلب، المهم التأليف السريع « لكن ميقاتي تمسك بالتربية لجنبلاط حيث ستسند لعباس الحلبي والمهجرين لارسلان وقد تسند للوزير السابق مروان خير الدين فيما ميقاتي يرغب باسم الوزير السابق عادل حمية، اما حزب الله فمحركاته لا تهدأ اطلاقا وبدأت من عين التينة الى الحريري وميقاتي وباسيل والقومي وكل ٨ آذار وتفاهم مع فرنجية على وزارتي الاتصالات والصناعة على أن تذهب الاقتصاد إلى القومي، علما أن وزارة الخارجية حسمت للسفير السابق عبدالله بو حبيب، والداخلية بين العميدين المتقاعدين ابراهيم بصبوص ومروان زين.

 

وحسب المصادر، كل هذا النشاط والحركة لم ينتج « حبلا» الذي يلزمه عناية ودعوات ربانية، وحسب مصادر عليمة ومطلعة على أجواء ميقاتي، فإن أواخر الأسبوع سيكون حاسما، اما الولادة أو الاعتذار، وعامل الوقت بات ضاغطا على ميقاتي بعد انفجار التليل، وهو ينتظر جواب بعبدا ليبنى على الشيء مقتضاه. لكنه لن ينتظر أكثر من يومي السبت والأحد.

القوات اللبنانية

 

وفي ظل هذه الأجواء، لم يعلق مصدر في القوات اللبنانية ل «الديار» على أجواء التأليف لكنه أوحى أن العلاقة بين الرئيسين عون وميقاتي أفضل باشواط من العلاقة بين عون والحريري، داعيا إلى الاهتمام بالامورالمعيشية ومشاكل الناس والتخفيف من اوجاعهم، وأشار إلى أن القوات اللبنانية ستعلن موقفها اليوم من المشاركة في جلسة المجلس النيابي غدا لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية موحيا بالمشاركة لأن القوات حضرت الجلسات السابقة المخصصة لمناقشة رسائل عون، ومقاطعة الجلسة الماضية كان بهدف الضغط لاقرار رفع الحصانات دون أي نقاش اخر، لكن القرار سيصدر اليوم.

 

وأكد أن العلاقة مع عون وباسيل مقطوعة كليا وهذا لا يمنع من مشاركتنا في الاستشارات، أما مع بري فالعلاقة معه كرئيس للمجلس ومع الحريري ليست جيدة ومع جنبلاط على» القطعة» و طرحنا بعد انفجار التليل استقالة رئيس الجمهورية وهو عارض ذلك، وأشار المصدر إلى أن علاقة كل القوى السياسية مع بعضها البعض ليست على ما يرام وتمر بحالات هبوط وصعود، وهذا ما يسري على علاقة القوات بالقوى السياسية، وكشف المصدر، أن طرح إجراء انتخابات نيابية مبكرة عارضه الجميع، «ومش محرزة بقا «حيث لايفصلناعن الانتخابات سوى ٦ اشهر «وختم بالقول « الله ينجينا من الاعظم «.

البطاقة التموينية

 

وفي ظل التخبط في كل مرافق الدولة ومؤسساتها كشف وزير الشؤون الاجتماعية رمزي المشرفية ل»الديار» أن البطاقة التموينية ستدخل حيز التنفيذ خلال شهرين ل ٧٥٠ الف عائلة بقيمة ١١٥ إلى ١٢٦ دولارا في الشهر حسب سعر الصرف في السوق السوداء،نافيا وبشدة كل ما يتردد عن عدم انجاز البطاقة التموينية أو اختيار الاسماء على قاعدة ٦و٦مكرر، مشيرا إلى إنجاز الآلية سينتهي خلال ١٠ أيام وبعدها ندخل الى المرحلة التطبيقية لجهة تقديم الطلبات ودرسها ومراقبتها، وهذه المرحلة يشارك فيها عدة وزارات والبنك الدولي، ونحتاج لشهر ونصف للانتهاء منها، وقال: الأعمال متواصلة وحريصون على مساعدة كل الناس لكن هناك أمورا تطبيقية لا يمكن تجاوزها داعيا الى عدم التشكيك ونشر الاخبار غير الدقيقة، وختم قائلاً «البطاقة التموينية ستنجز ل٧٥٠ الف عائلة دون اي تمييز سياسي أو طائفي».

طوابير الذل

 

في موازاة ذلك، تواصل مشهد» طوابير الذل» أمام محطات الوقود في كل لبنان وسط امتناع العديد من الشركات عن تسليم مادتي البنزين والمازوت وعدم تحديد أسعار جديدة من قبل وزارة الطاقة ولذلك بقيت الاسعار على سعر صرف الدولار ٣٩٠٠ ليرة، وهذا ما فاقم من الأزمة وأدى إلى نزول الجيش اللبناني إلى العديد من المحطات لتنظيم عملية البيع ومنع الإشكالات التي توسعت رقعتها خلال اليومين الماضيين واستخدمت فيها القذائف الصاروخية وعالجها الجيش بحكمة احيانا وبالحسم احيانا أخرى، لكن ذلك سيؤدي إلى المزيد من الارهاق للجيش في ظل وضع معيشي صعب رغم أن الأمن في البلاد وانتظام عمل المؤسسات لن يتحقق إلا بتطبيق الأمن الاجتماعي حتى لو تم نشر ٢٠٠ الف جندي، علما أن الجيش اللبناني واصل حملاته على محطات الوقود ومصادرة الخزانات التابعة للمحتكرين من كبار القوم.

 

***************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق  

 

التشكيل يتعثر .. و «المركزي » يتمسّك برفع الدعم

 

في لبنان الذي تحوّلت طرقه واوتوستراداته الى مرآب ضخم للسيارات اللاهث اصحابها خلف صفيحة بنزين قبل ان يخرج سعرها عن قدرتهم الشرائية، وحيث كل شيء في حال نزاع تمهيدا لاعلان لحظة الوفاة، ليس من رئيس او مسؤول يستعجل الانقاذ او يبحث عما يخفف عن الشعب المقهور المذلول. فنصفهم منشغل في نسج بيانات الاتهامات المتبادلة حول من يتحمل مسؤولية ما اوصلوا البلاد اليه، والنصف الاخر يحاول اقتناص الفرص لتحصيل اكبر قطعة من قالب الجبنة الحكومي او ضمان مستقبله السياسي او مقعده الرئاسي. مخزون المحروقات في الشركات نفد، المواد الغذائية في المحال التجارية تتلف بفعل انقطاع الكهرباء ومازوت المولدات، الناس تقبع في بيوتها على العتمة، تشحذ رغيف الخبز امام الافران المهددة في اي لحظة بالتوقف عن الانتاج اذا ما اوقف الجيش الذي يمضي في ضبط مخازن المحروقات على انواعها مدّها بما تيسر من مضبوطات يقسّمها بين المخابز والمستشفيات… ونحو الاسوأ درّ.

 

تلبّد من جديد

 

ولم يعقد امس لقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، ويبدو ان الاجواء الايجابية التي عمل على ضخها اول امس، لاسيما من قبل فريق القصر الجمهوري، تبددت او تلبّدت، بفعل الخلاف على وزارة الطاقة حسب ما تردد، والتباينات ايضا على اسماء الوزراء المرشحين لتولي الحقائب السيادية والخدماتية الاساسية، وقد بات من المستبعد ان تولد الحكومة هذا الاسبوع.

 

التسعير

 

وبينما تحول الاوتوستراد الساحلي امس الى مرآب كبير للسيارات بفعل توافد الناس الى المحطات لملء خزانات سياراتهم بوقود سيصبح قريبا وبعد رفع الدعم عملة نادرة، قال ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا: مخزون الشركات من البنزين نفد ولا اتفاق حتى اليوم بين حاكم مصرف لبنان ووزارة الطاقة والمسؤولين.

 

فياض

 

الى ذلك، أوضح رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أنّ الشركات حذرت سابقاً من أن مخزون البنزين الذي كان متوفرا لا يكفي إلا لأربعة أيام وهذا المخزون نفد، مؤكدا ألا إمكانية لدى الشركات بالاستيراد وسط غياب التوافق بين مصرف لبنان والمسؤولين على تحديد السعر.

 

التيار والمداهمات

 

وفي وقت يواصل عناصر الاجهزة الامنية مداهمة المحطات والمستودعات المحتكرة للمحروقات، ضابطا كميات بآلاف الليترات المخزّنة، صدر عن التيار الوطني الحر البيان الآتي: يقدّر التيار الوطني الحر الجهود التي تبذلها راهنا القوى العسكرية والأمنية في مصادرة المخزونات الكبيرة من المحروقات التي يخزنها المحتكرون بغية بيعها في السوق السوداء أو تهريبها. ويرى التيار بُدّاً أن تعلن هذه القوى عن هوية التجار المرتكبين وكمية المصادَرات ووجهة توزيعها تفادياً للشائعات، تحقيقاً للشفافية القصوى التي تحصّن العمل، وصوناً للجهد الذي تبذله، وقطعا للألسنة التي تبغي التشويش على هذا المجهود، مع الإشارة الى ان من غير الجائز توزيعها مجاناً وعشوائياً على المواطنين، انما مصادرتها بحسب الأصول القانونية والادارية وتوزيعها على المنشآت الحيوية كالمياه والاتصالات وعلى المؤسسات الرسمية.

 

قائد الجيش

 

ولبّى قائد الجيش العماد جوزاف عون دعوة نظيره القبرصي قائد الحرس الوطني الجنرال Dimokritos  ZERVAKIS  لزيارة جمهورية قبرص.

 

وأقيمت للعماد عون مراسم استقبال وتشريفات في مبنى وزراة الدفاع حيث التقى وزير الدفاع القبرصي Charalampos PETRIDES بحضور السفيرة اللبنانية في قبرص السيدة كلود الحجل ونظيره قائد الحرس الوطني الجنرال Dimokritos ZERVAKIS.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram