توقيت الحملات الإعلامية ضد الرئيس ميقاتي: قراءة في السياق السياسي والدوافع الخفية

توقيت الحملات الإعلامية ضد الرئيس ميقاتي: قراءة في السياق السياسي والدوافع الخفية

 

Telegram

كتب رشيد حاطوم

في المشهد الإعلامي والسياسي اللبناني الأخير، برزت حملة إعلامية مفاجئة استهدفت الرئيس نجيب ميقاتي وشقيقه رجل الأعمال طه ميقاتي، مما يدفع المراقب إلى التساؤل عن الدوافع الحقيقية وراءها وتوقيت ظهورها تحديداً. ليست هذه الحملة بالضرورة تعبيراً عن قضايا موضوعية أو أخطاء فادحة، بل قد تكون في كثير من الأحيان أداةً لتصفية حسابات سياسية أو استجابة لضغوط خارجية.

إحدى النقاط الجوهرية التي تثير الانتباه هي مسألة التوقيت. فالحملة تتزامن مع مرحلة سياسية حاسمة يتخذ فيها الرئيس ميقاتي مواقف قد لا تتماشى مع مصالح قوى مؤثرة في الداخل أو الإقليم. وهذا النمط يتكرر في الحياة السياسية اللبنانية، حيث يُستخدم التشهير كآلية لإضعاف الخصوم أو إبعادهم عن المشهد عندما تشكل قراراتهم خطراً على أجندات أخرى.

في هذا الإطار، يمكن تحليل الحملة التي ظهرت فجأة ضد الرئيس ميقاتي الذي يُعرف بمسيرة عائلته في العمل الخيري والاجتماعي بعيداً عن الأضواء. فإن استهدافه يبدو متناقضاً مع صورته العامة، مما يلفت الانتباه إلى أن الدافع قد لا يكون فضح أخطاء حقيقية، بل قد يكون رد فعل على مواقف سياسية مستقلة أو رافضة للتبعية.

السياق الإقليمي والمحلي يلعب دوراً محورياً هنا. فالدول الإقليمية الفاعلة، كما هو معروف في تحليلات السياسة الدولية، تميل إلى استخدام وسائل غير مباشرة للتأثير على القرار الداخلي في لبنان. وقد تتضمن هذه الوسائل دعم أطراف معينة أو، على العكس، تشويه تلك التي تعتبر خارج الخط المرسوم. لذلك، عندما يتخذ الرئيس ميقاتي مواقف حازمة أو مستقلة في وقت حرج، فإنه قد يدفع ثمن هذا الموقف بحملة ممنهجة تهدف إلى تشويه سمعته وكسر شوكتة سياسياً.


ختامًا، فإن تحليل توقيت الحملات الإعلامية المشبوهة ضد الرئيس ميقاتي وشقيقه يتطلب فهمًا عميقًا للخلفيات السياسية والتحالفات الإقليمية. لا يُقصد هنا الدفاع عن فرد بعينه أو الهجوم على آخر، بل الدعوة إلى التمحيص والنظر إلى ما وراء الاتهامات السطحية للوصول إلى الجذور الحقيقية لهذه الهجمات. ففي البيئة السياسية اللبنانية المشحونة، يصبح من الضروري التمييز بين الزبد العابر والحقائق الراسخة، وإدراك أن الاستهداف الإعلامي غالبًا ما يكون مؤشرًا على وجود أجندات خفية أكثر من كونه دليلًا على ارتكاب مخالفات فعلية.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram