واصلت حركة «فتح» تسليم سلاحها الثقيل إلى الجيش اللبناني، وهذه المرّة وصل الدور إلى كل من مخيم عين الحلوة الذي سُحبت منه حمولة 5 شاحنات، ومخيم البداوي الذي سُحبت منه حمولة 3 شاحنات، فيما يستمر الحوار مع حركة «حماس» من دون أن يحقق نتيجة حاسمة حتى الآن.
لعلّ اللافت في المرحلة الرابعة من تسليم سلاح «فتح» انّها غطّت «عين الحلوة» المصنّف من أكبر مخيمات لبنان وأكثرها تعقيداً، بحكم كثرة التنظيمات المنتشرة في أرجائه وتضارب أجنداتها.
ويؤكّد رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير رامز دمشقية، أنّ المرحلة الرابعة من تسليم السلاح الفلسطيني، والتي شملت مخيمي البداوي وعين الحلوة، تمّت بنجاح «وانا مرتاح إلى مسار هذا الملف الذي نحرز تقدّماً فيه وفق السيناريو المرسوم».
ويلفت دمشقية إلى الأهمية الخاصة التي ينطوي عليها تسليم حركة «فتح» في مخيم عين الحلوة 5 شاحنات محمّلة بالسلاح الثقيل إلى الجيش اللبناني، مشيراً إلى انّه كان يُقال سابقاً إنّ «عين الحلوة» هو «تابو» ولا يمكن الاقتراب منه، «لكن ثبت أنّ تلك الفرضيات لم تكن صحيحة، وكسرنا ما كان البعض يُظن انّها محرّمات».
ويشدّد دمشقية على أنّ السلاح الثقيل الذي سُحب من عين الحلوة والبداوي يشكّل في الأساس عبئاً على المخيمات، لأنّه يمثل خطراً على قاطنيها من دون أن يكون له أي دور حقيقي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي او التحرير «وبالتالي فإنّ سحب جزء منه يريح أبناء المخيمات والجوار بالدرجة الأولى، كونه يساهم في تحصين الأمن الداخلي».
ويوضح دمشقية انّ حركة «فتح» لا تزال تحتفظ ببعض السلاح الفردي الدفاعي، في اعتبار انّ الفصائل الفلسطينية الأخرى لم تتخل عن أسلحتها بعد، «ونحن نتفهم هذا الأمر».
ويكشف دمشقية عن لقاء عقده قبل أيام مع قيادة حركة «حماس» في لبنان، لإقناعها بضرورة التخلّي عن سلاحها الثقيل، لافتاً إلى انّه لم يحصل على جواب نهائي في هذا الشأن «إنما هناك قابلية لدى «حماس» لمواصلة الأخذ والردّ. وقد سمعت منها تأكيداً بأنّها منتظمة تحت سقف الدولة اللبنانية وتخضع لقوانينها، وهذا أمر جيد لكنه يحتاج إلى ترجمة، «ومن جهتنا معروف شو بدنا»، وانا كنت واضحاً في شرح الموقف الرسمي المستند إلى خطاب القَسَم والبيان الوزاري و»اتفاق الطائف» وقرارات مجلس الوزراء في 5 و 7 آب و 5 أيلول».
ويشدّد دمشقية على أنّ الحوار سيستمر مع الفصائل الموجودة خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومن بينها «حماس»، لحضّها على تسليم سلاحها الثقيل.
ويرفض دمشقية الربط بين تسليم السلاح ومنح اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الحقوق المدنية والإنسانية، مشدّداً على أنّ تلك الحقوق مشروعة «وانا مستعد ان أتظاهر مع «حماس» والفصائل للمطالبة بها، لكن هذا شيء وتسليم السلاح شيء آخر، لا يجوز ربطه بأي مطالب خدماتية ولو كانت مشروعة، علماً انّ أوضاع بعض المناطق اللبنانية الفقيرة لا تقل سوءاً عمّا تعاني منه المخيمات».
ويوضح دمشقية انّ عملية سحب الأسلحة الثقيلة التي تعود إلى «فتح» ستُستكمل قريباً في مخيمي «الجليل» بقاعاً و«المية ومية» جنوباً، وذلك في انتظار أن تشمل تلك العملية الفصائل الأخرى لاحقاً.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :