خلقنا لنُضيء العتمة... لا لننحني لها....لأنّ من وُلد من رحم المعاناة، لا يخشى الليل، بل يصادقه حتى يروضه

خلقنا لنُضيء العتمة... لا لننحني لها....لأنّ من وُلد من رحم المعاناة، لا يخشى الليل، بل يصادقه حتى يروضه

 

Telegram

في عالم تتكاثر فيه الظلال وتُضاء فيه الشاشات بينما تُطفأ الأرواح، يبدو النور الحقيقي عملة نادرة. لكن… هناك دائمًا من يولدون من عمق الغبار، من ليلٍ بلا قمر، يحملون في عيونهم وهج النجاة، وفي أرواحهم فتيل النور.
 
العتمة لا تعني الظلام فقط، بل الخوف، التردد، التراجع، الصمت حين يستدعي الموقف صوتًا، والسكوت حين يكون الحقّ بحاجة إلى من يرفعه راية. خلقنا لا لنكون جزءًا من صمت القطيع، بل لنكون صدى الحقيقة… حتى وإن اهتزّ لها الجدار._نُضيء حين نجرؤ، حين نحب رغم الصقيع، حين نختار النُبل في زمن البلاستيك._ ألم ترَ أولئك الذين أعادوا بناء منازلهم في غزّة تحت القصف؟ ألم تُدهشك المعلمة التي تُدرّس أطفال المخيمات تحت شجرة؟ ألم تبهرك الأم التي تبتسم لولدها من سرير المرض، وتخبئ أوجاعها تحت بطانيتها المهترئة؟ هؤلاء لم يكونوا ضوءًا فقط… كانوا شمسًا.
 
النور لا يُقاس بالكهرباء… بل بالقلب. نحن لا نحيا لننحني أمام الطغيان، بل لنكسره بالثبات. ولا لنُطفأ كبقية الشموع، بل لنبقى آخر ما يضيء حين تطفأ المدينة.
 
الانحناء لا يشبهنا. نحن لا نتكئ على الجدران، بل نكونها. لا نبحث عن النور… بل نُشعله. في صوت الشاعر، في مشهد المقاوم، في صمت العاشق، في عيون أم شهيد.
نحن الحرف الذي لا يُمحى، والصوت الذي لا يذبل، والنور الذي لا يُشترى. نحن أبناء العتمة… لا لننتمي إليها، بل لننتصر عليها.
فيا من تقرأني الآن… لا تُطفئ النور داخلك مهما أسدلوا الستائر. أنت خُلقت لتُضيء… فكن المصباح في نفق هذا العالم العاجز عن الحب.
 
   بقلم:فاطمة يوسف بصل
 
 
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram