المنطقة على حافة الغليان... من يرسم خرائط النار ومن يطفئها؟
في مسرحية التجدد المستمر، تُسطر المنطقة صفحاتها بالدماء، وتُحكى حكاياتها بالصراعات التي لا تنتهي. من لبنان إلى فلسطين، ومن اليمن إلى سوريا، تمضي الخارطة السياسية كأنها لوحة فنية من الألم والوجع، تُعاد كتابتها باستمرار بفعل فاعل لا يكلّ ولا يملّ.
المنطقة ليست ساحة نزاع فقط، بل هي ميدان اختبار لنفوذ الدول الكبرى، وحديقة خلفية لصراعات تتجاوز الحدود. من يرسم هذه الخرائط الملغومة؟ هل هي أميركا، التي تتحرك على رقعة الشرق الأوسط كأنها لاعبة شطرنج ماهرة، تتحكم في البيادق وتخطط للاستنزاف؟ أم هي إسرائيل، التي ترى في كل تسوية تهديدًا لوجودها القائم على التوسع والعدوان؟ أم هي القوى الإقليمية التي تبحث عن حصتها من الكعكة الممزقة؟
وفي خضم كل هذا، تقف الشعوب بين مطرقة المعاناة وسندان الخوف من الغد. في لبنان، يترنح البلد بين أزمة اقتصادية خانقة وشبح انفجار أمني محتمل، وسط عجز داخلي وضغوط خارجية تدفع باتجاه نزع سلاح المقاومة لا حبًا بالسيادة، بل حماية للعدو. وفي غزة، لا يزال الدم طريًّا، واليمن تحت النار، تلعب دور البطولة في هذه المسرحية.
كل هذا يحدث، فيما يُغيب الصوت العربي الفاعل، ويتراجع الدور الوطني لحساب الوكالات والارتهان. وكأن العالم يكتب علينا أن نعيش بين توقيت القصف وتوقيت البيان! المنطقة على فوهة بركان، لا يحتاج إلا إلى شرارة.
يبقى السؤال: أين هو القرار العربي؟ ومن سينهض بالأمة؟ ومن سيصرّ على العبور من الرماد، لا ليرسم خرائط جديدة، بل ليرمم الذاكرة الجمعية قبل أن تلتهمها نار المصالح والخذلان.
في ظل هذا الوضع المتأزم، يبقى الأمل في السلام قائمًا، رغم كل العراقيل. هل يمكن أن نجد طريقًا للسلام؟ هل يمكن أن نرسم خارطة جديدة للمنطقة، تخلو من النار والدمار؟ الإجابة ليست سهلة، ولكنها ضرورية لإنقاذ المنطقة من دوامة العنف والدمار.
المنطقة تحتاج إلى من يرسم لها خارطة جديدة، تقوم على العدل والمساواة، والاحترام المتبادل. تحتاج إلى من يوقظ الضمير الإنساني، ويوقظ الأمل في النفوس. تحتاج إلى من يقف بكل قوة ليقول: "كفى!" كفى حروبًا، كفى دمارًا، كفى معاناة.
في النهاية، يبقى السؤال: من سيكون البطل الذي سيغير مجرى الأحداث؟ من سيكون القائد الذي سيقود المنطقة نحو السلام والاستقرار؟ الإجابة ليست واضحة، ولكن الأمل موجود، والأمل هو ما يجعلنا نستمر في الكفاح من أجل غد أفضل.
بقلم: فاطمة يوسف بصل
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي