جريمة مزدوجة للزوج وصور من مخفر بيروت تهزّ الضمير!

جريمة مزدوجة للزوج وصور من مخفر بيروت تهزّ الضمير!

 

Telegram

منذ انفجار مرفأ بيروت عام 2020، تحوّلت قصة الناجية ليليان شعيتو إلى رمز للوجع اللبناني، لكنها لم تقتصر على معاناة الجروح الجسدية التي أصابتها في ذلك اليوم الكارثي.
 
فقد جاءت الصدمة الأكبر بعد النجاة، حين اكتشفت أنّه منذ لحظة الانفجار، ومن دون أي سبب منطقي أو قانوني، حُرمت من رؤية ابنها، بعدما قرّر زوجها السابق حسن حدرج ووالدته انتزاع الطفل منها، بزعم أن “الأم بلا دماغ”.
 
في عام 2021، أصدر القضاء الشرعي حكمًا يقضي بتمكين ليليان من لقاء ابنها سبع ساعات أسبوعيًا، كل يوم جمعة، وهو حكم مجحف بحق الأم.
 
ومع ذلك، رضخت ليليان للحكم من أجل فرصة نادرة لرؤية فلذة كبدها، محاولة الحفاظ على رابطها الأبدي مع طفلها. لكن حتى هذا الحق البسيط لم يُنفّذ، تاركًا الأم في مواجهة العدمية والحرمان.
 
توضح محامية ليليان، فاطمة زعرور، عبر “ليبانون ديبايت”: “تم تنفيذ الحكم في دائرة التنفيذ، ووجّه إنذار إجرائي بوجوب تسليم الطفل خلال خمسة أيام، لكن الجهة الحاضنة لم تلتزم ولم تسلّم الطفل”.
 
بعد ذلك، وصل الملف إلى يد القاضي زاهر حمادة، الذي حدد موعد التسليم اليوم الجمعة في فصيلة المصيطبة، مبلّغًا وكيلتهم بوجوب التنفيذ.
 
لكن الجهة الحاضنة لم تحضر ولم تسلّم الطفل، في تحدٍ صارخ لقرار القضاء. وبما أنهم متوارون عن الأنظار، أفاد ناطور المبنى الذي يقطنون فيه بأنهم “مسافرون”، إلا أن هذا الكلام غير مؤكّد ولا دليل على أنهم خارج البلاد.
 
ففي كل مرة يُحدَّد موعد لتسليم الطفل، تبرز الحجج نفسها: تارةً سفر، وتارةً مرض، أو حتى تجاهل كامل للاتصالات، وما ذلك إلا ذريعة واضحة لعدم الحضور.
 
في المقابل، حضر والدا ليليان، الأم والأب، ومعهما المحامية، ليجدوا أبواب العدالة موصدة وطفلهم بعيدًا عن أعينهم.
 
خرج الأجداد من المخفر باكين، مثقلين بحرقة الاشتياق ولوعة الفقدان على حفيدهم.ليوم يرتكب حسن حدرج جريمتيْن موصوفتيْن:التمنع عن تنفيذ حكم قضائي نافذ، ما ينسف هيبة القضاء ويهين مؤسسة العدالة اللبنانية.
 
المس المباشر بمبدأ “مصلحة الطفل الفضلى”، وهو مبدأ دستوري ودولي يحمي الطفل ويضعه في قلب الحماية القانونية.
 
رغم وضوح الجريمة، يبقى القضاء عاجزًا، مترددًا وبطيئًا في التحرك. لو كانت هناك قوة صارمة لتنفيذ الحكم، لما وصلت قضية ليليان إلى هذا الحد من الكيدية والوقاحة.
 
لمشهد اليوم يثير الغضب والاستنكار: جدّة الأب تتحكم بحضانة الطفل وكأنها وصيّة على مصيره، بينما تُمنع جدّة الأم حتى من رؤيته.
 
ليليان، التي نجت من حافة الموت بفضل تمسّكها بالحياة وابنها، تُعاقب بحرمانه، فيما والداها ينتظران بلا جدوى، عاجزين عن لمس حفيدهما.
 
القضية تكشف تلاعبًا صارخًا بالذرائع وخرقًا لكل الأعراف القانونية والأخلاقية، لتجعل حياة طفل بريء رهينة للأنانية والكيدية العائلية، بينما يبقى القضاء عاجزًا عن الحماية أو الإنصاف.
 
القضاء اليوم أمام امتحان إنساني وأمومي حقيقي: إما أن يثبت أنه سلطة تحمي الضعفاء والحق، أو أن يرسخ صورة سلطة عاجزة تتحكم بها الأهواء والعلاقات الشخصية.
 
السؤال المشروع والمُلّح: من يحمي حسن حدرج ووالدته؟
 
أي قانون أو شرع أو دين يجيز حرمان أم من طفلها خمس سنوات متواصلة؟ليليان شعيتو ليست مجرد أم محرومة؛ إنها مرآة لواقع قضاء يتنقل بين البطء والخذلان، ويظهر مدى التواطؤ الذي قد يفضي إلى ظلم فادح بحق الأمهات وأطفالهن.
 
هذه القضية ليست مجرد ملف قضائي، بل فضيحة مكتملة الأركان، تكشف هشاشة العدالة في لبنان وحجم الخلل الذي يصل إلى قلب المجتمع ويقع على كاهل الأضعف دائمًا.
 
صور مؤلمة من داخل المخفر، تُظهر الأجداد وهم ينتظرون حفيدهم لساعات طويلة من دون جدوى، قبل أن يخرجوا والدموع تملأ أعينهم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram