أخبار
المفوضية الأوروبية تعلن تعليق جميع المدفوعات لإسرائيل بسبب سلوكها في قطاع غزة مريم البسام ترد على جعجع..ما حدا مقوي العدو علينا إلا تصريحاتكن الباطلة هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة في الساعات الأخيرة أنّ حظوظ نجاح العملية في قطر قليلة جدّاً، وأنّ العملية لم تُلبّي التطلعات الخارجية القطرية: وجهنا رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم "الإسرائيلي" الجبان الذي استهدف الدوحة مصادر في مستشفيات غزة: 34 شهيدا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم بينهم 26 بمدينة غزة حزب الله أحيا ذكرى المولد النبوي (ص) بلقاء وحدوي في الدامور. الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم يتحدث خلال الاحتفال لمناسبة ذكرى المولد النبوي المبارك محفوظ: يجب دفع المتأخّرات بقيمتها الحقيقية | قنوات «العفّة والثورة» تجبي الملايين ولا تدفع الملاليم قبل ولادة الهيئة الناظمة للاتصالات: الحاج يستميت لترخيص «ستارلينك» عناوين واسرار الصّحف الصادرة اليوم الأربعاء 10/09/2025

 

 

 

الكتابة بين نزف القلب وبرودة الإصبع

الكتابة بين نزف القلب وبرودة الإصبع

 

Telegram

"الحرف في قلبي نزيفٌ دائم... والحرف عندك ما تعدّى الإصبع"
ليست الكتابة رفاهية… إنها حملٌ ثقيل لا يقدر عليه إلا من عَرَف وجع السؤال، وذُلّ الإجابة. الذين يكتبون من أطراف أصابعهم، يرمون الكلمات كما يُرمى السكر في قهوة مرة، ظنًّا أنها ستُخفي العتمة. أما أولئك الذين يكتبون من قلوبهم، فكل حرفٍ فيهم طلقة… وكل جملةٍ شهقة ألم… وكل نصّ قبرٌ مفتوح لكبريائهم.
الكتابة الحقيقية نزيف لا يرى، لكنها تترك أثرًا لا يُمحى.
 
حين كتب محمود درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، لم يكن ينحت قصيدة… كان يصيح من جوف قلب فلسطيني تشرّد حتى من ملامحه. وحين همست رضوى عاشور: "الكتابة طريقتي في أن أكون"، لم تكن تصنع مجدًا أدبيًا، بل تبحث عن نجاةٍ من الغرق في وطنٍ يرفض أن يكون وطنًا.
 
أما الآن؟
صار الحرف تجارة. نصوص تُكتب لتُعجب، لا لتُفهم. كلمات مزخرفة كواجهات المتاجر في الأعياد، تلمع من الخارج، لكنها خاوية من الداخل. صارت الروايات مساحيق، والمقالات موضة، والقصائد مجوهرات مزيفة في أعناق الحقيقة. كلّ شيء يُباع… حتى الألم، حتى الوطن، حتى الحنين.
 
لكن ما زال هناك من يكتبون بالدم.
 
حين تتصفّح ما يُكتب عن المجازر، عن العدوان، عن الفقر، عن الأمهات اللاتي يُنجبن شهداء… تدرك أن الكلمة ليست وسيلة تعبير، بل وسيلة نجاة، وصرخة مقاومة. في كل خبر عن صاروخ سقط، وعن حيّ تهدّم، هناك كاتب نزف قبل أن يُرسل مادته… لأنه ليس مراسلًا، بل ابن الوجع ذاته.
 
الحرف الحقيقي... لا يحتاج زخرفة، بل حرارة.
 
لا يحتاج صياغة، بل صدقًا. لا يمرّ عبر القلم فقط، بل من قلبٍ وذاكرة وجرح لم يلتئم. فأنت… حين تكتب، اسأل نفسك: هل فيك ما يستحق أن يُنزَف؟ هل فيك ما يُقاوِم النسيان؟ هل ستترك أثرًا… أم مجرد نصٍّ يُطوى بعد الإعجاب به؟
 
الكاتب الحقيقي لا يكتب ليُصفق له، بل ليصرخ نيابة عن الصامتين.
 
كلماته لا تُقاس بعدد الإعجابات، بل بعدد القلوب التي ارتجفت، والأرواح التي رأت نفسها فيه.
 
في زمن كثر فيه الكُتّاب، وقلّت الكتابة… كن من القلائل الذين إذا كتبوا، نزفوا.
 
كن من الذين إن سقطوا… كتبوا دمهم على الجدران قبل أن تُمحى أسماؤهم من الصحف.
 
   بقلم: فاطمة يوسف بصل
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram