اكتئاب نفسي أم بيئة مريضة؟

اكتئاب نفسي أم بيئة مريضة؟

 

Telegram

يقول سيغموند فرويد: «قبل أن تقرر أنك مصاب بالاكتئاب النفسي والإحباط، تأكد أولًا أنك لست محاطًا بالأغبياء!»

هذه العبارة ليست مجرد سخرية فكرية، بل تحليل عميق: أحيانًا لا ينبع الألم من داخلنا، بل من بيئة ملوثة بالتفاهة، محاصَرة بعقول مغلقة لا تُنتج سوى الإحباط.

وإذا أسقطنا هذه الفكرة على واقعنا اللبناني، نكتشف أن جزءاً كبيراً من إحباطنا الجماعي ليس مرضاً نفسياً صرفاً، بل انعكاس لبيئة اجتماعية باتت خانقة:

خطاب عام سطحي، ممل، فارغ من الرؤى.

غياب الحوارات الفكرية المنتجة، واستبدالها بالثرثرة العقيمة.

محيط لا يشجع على الإبداع، بل يستهلك كل طاقة إيجابية باليأس والتكرار.

من هنا، لم يعد مستغرباً أن يفقد اللبناني واللبنانية الدافع لابتكار مشروع، أو إطلاق مبادرة، أو حتى الحلم بتحسين واقعه. النتيجة: خراب على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، أساسه بيئة مريضة بالتفاهة لا بالفقر وحده.

ما العمل؟

بناء بيئة محفزة: خلق مساحات فكرية وثقافية بديلة، عبر منصات رقمية أو مجتمعية، تُعيد توجيه النقاش من الشكوى إلى الحل.

التشجيع على المشاريع الصغيرة: دعم المواطن ليبدأ من ذاته، بمبادرات إنتاجية محلية، مهما كانت بسيطة، لإعادة زرع الأمل بالجدوى.

 

تعزيز الوعي النقدي: تعليم الناس كيف يميزون بين التفاهة والفكر البنّاء، بين الضجيج والمحتوى، وبين الثرثرة والعمل.

إعادة الاعتبار للقيم: إحياء فكرة أن الكرامة والعمل الجاد والصدق ليست شعارات، بل أساس للنهضة الفردية والجماعية.

إن كسر دائرة الإحباط يبدأ من كسر دائرة التفاهة. وبدل أن نلوم أنفسنا على الاكتئاب، علينا أن نعيد النظر في محيطنا، وأن نتحرر من البيئة التي تُقيد عقولنا وتكسر إرادتنا.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram