"الأمل... يتخطّى" الشعور ليصبح مقاومة
في هذا العالم المثقل بالخذلان، حيث تُسرق الأحلام على قارعة الواقع، لم يعد الأمل مجرد شعور شفاف نلجأ إليه هروبًا من الألم، بل بات سلاحًا. نعم، الأمل لم يعد رفاهية المشاعر، بل تمرّد هادئ على الانهيار، وصوت باطني يرفض الانكسار.
_الأمل اليوم هو المقاومة التي لا ترفع شعارًا ولا تُطلق رصاصًا._ هو المقاومة التي تبدأ حين لا يبقى شيء، سوى إيمان داخلي يقول: "لن أنتهي الآن." هو مقاومة أم لم تجف دمعتها منذ الغياب، لكنها لا تزال تعد طعامًا وكأن الحياة لم تتكسر. هو مقاومة أب يغسل يديه من الإسمنت، وينظر إلى أولاده كمن يرى الحياة تخلق من جديد. هو مقاومة شابة تكتب في العتمة، كي لا تنطفئ الكلمات داخلها. هو مقاومة من فقد، وانكسر، وبكى... لكنه نهض.
_في زمن يتاجر بالكلمات، صار الأمل فعلاً._ هو تلك الطاقة التي تدفع الجسد المتعب إلى الاستيقاظ، والعقل المنهك إلى التفكير، والقلب الموجوع إلى النبض. هو أن تصنع من كل جرح منارة، ومن كل خيبة حجرًا تبني به ذاتك.
_من علم أطفاله تحت ظل شجرة، ليمنحهم مستقبلًا لا يشبه ماضيه… كان يقاوم بالأمل._
_من عالج الناس في خيمة، بلا كهرباء ولا دواء، لأن الاستسلام موت… كان يقاوم بالأمل._
_من رسم حلمه على جدار مهدم، وآمن أن البناء سيعود… كان يقاوم بالأمل._
_الأمل ليس هروبًا من الواقع… بل شجاعة البقاء فيه._
هو أن تستمر رغم كل ما لا يُحتمل، أن تحب رغم الخوف، أن تؤمن رغم الخراب، أن تكتب رغم الصمت. الأمل ليس مجرد نور… إنه الضوء الوحيد الذي ينبثق من داخلنا عندما يظلم كل شيء. هو لغة القلوب التي اختارت أن لا تموت.
هو أن تهمس الحياة في أذنك: _"قد تتألم، قد تنهار… لكن لا تسقط."_
فالأمل ليس شعورًا. إنه فعل مقاومة، وقرار نجاة، ونبض من لا زال يؤمن أن الغد يستحق أن يولد من جديد.
بقلم: فاطمة يوسف بصل
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي