هل تنجح مهمة الكاظمي في بيروت.....!!!
تأتي مهمة رئيس حكومة العراق الأسبق، مصطفى الكاظمي، إلى بيروت في إطار نقل مهمة يقال إنها "رسالة أميركية" تتعلق بسـلاح المقاومة وطلب التهدئة مع الثنائي، بما لا يستفز حـزب الله ويسهم في استقرار لبنان ولا ينعكس على دول الجوار وأبعد.
فالرجل يسعى لحل سياسي لأزمة استجدت في لبنان، بعض الداخل لم يقدر خطورتها وحساسيتها أبعد من حدود لبنان، ويعتبر أن الظروف مؤاتية لتغيير الواقع. وساهم تدخل السعودية في مزيد من الانقسام العمودي بعد أن جمع النواب السنة مع الدروز بفريق جمعهم مع القوات اللبنانية واليمين اللبناني، وأثاروا القضية باستفزاز أبداه سمير جعجع بعقلية أعادته لبنان لبداية الحرب الأهلية منتصف سبعينات القرن الماضي وأحلام الكانتونات وتحريك العصابات المذهبية، والتي يعتبرها السعودي تخدم دوره المستقبلي وتهيئ لإدخال لبنان ضمن قطيع الدول المطبعة مع الكيان الإسرائيلي.
في بيروت، التقى الكاظمي رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري لبحث قضية السـلاح وتأثيره على الأمن اللبناني ودوره الإقليمي دون الحديث عن "نزع السلاح"، وهي مهمة ليست سهلة تواجه تحديات كثيرة. لكن واشنطن عرفت من اختارت للمهمة استنادًا لعلاقات الكاظمي مع لبنان، خاصة المقاومة. فالرجل شدد على ضرورة الحل السياسي للأزمة اللبنانية، مع التنبيه إلى أن معالجة سلاح حزب يجب أن يتم في إطار تنظيمي لا يبقيه خارج إطار الدولة، خشية من تصعيد داخلي أو إقليمي نظرًا لتركيبة لبنان ودور الخارج على الساحة اللبنانية.
التي قرأ فيها الأميركي ترابطًا أبعد من سياسي بين الكاظمي والمسؤولين اللبنانيين، بما فيهم الثنائي الشيعي الوطني، وهذا يعزز التعاون بين الأطراف ويسهم في معالجة التحديات المشتركة والتوترات الداخلية اللبنانية والإقليمية، ويحمل فرصًا لنجاح المهمة نظرًا لما يمتلك الكاظمي تأثيرًا إقليميًا يمكنه من لعب دور مؤثر في توازنات المنطقة، الذي بدأه بتنسيق مع الحكومة العراقية، ما يعزز فرص النجاح من خلال التوجيه السياسي والدبلوماسي. لكن هذا يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك مدى استجابة الأطراف اللبنانية والتوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف.
بعدما تجاوزت مواقف داخلية سقف المطالب الأميركية، قبل الحديث عن سلبية الدور السعودي وانغماس الرياض والسيطرة على قرار النواب السنة والاشتراكي مع طاعة عمياء ممزوجة بحقد تتجاوز قضية "السلاح" عند قوى اليمين اللبناني وسعيها لتغيير هوية لبنان وقلب التوازنات وحسم نتيجة الحرب قبل نهاية المعركة والحرب المفتوحة، والتي لا أعرف نهايتها ولا نتائجها أو حدودها.
فالتعويل على نجاح مهمة الكاظمي يعتمد على جدية الأميركي وأولها كف اليد السعودية كليًا وقطع يد يزيد بن فرحان، وهذا بشكل خطوة نحو استقرار يؤسس لمرحلة جديدة تتكيف مع الواقع تسقط معها أحلام اليقظة التي يعيشها بعض الموهومين بإعادة عقارب الزمن إلى الوراء وتغيير هوية لبنان وإدخاله العصر الإسرائيلي.
بقلم: د. محمد هزيمة، كاتب سياسي وخبير استراتيجي
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي