دخل لبنان مرحلة خطيرة جدا بتاريخه، وربما الأخطر منذ نشأة الكيان الصهيوني بعد سايكس بيكو حتى اليوم، حتى لا يمكن مقارنة خطورتها بالحرب الأهلية أو ما تسمى بالاحداث رغم انها استمرت عقدين من الزمن وانتهت بتسوية الطائف وثيقة الاتفاق الوطني التي تحولت دستورا اوقف الحرب الأهلية وادخل لبنان عهد الجمهورية الثانية أو جمهورية الطائف برجالها ودستورها وواقعها ناقلا مركزية القرار من رأس الدولة إلى مجلس الوزراء مجنمعا الذي عمل لإعادة بناء المؤسسات وفق توازنات المرحلة التي ألغت بعض امتيازات أودعها الفرنسي لفريق على حساب الوطن ومكوناته اسرف فيها وفي ممارسة الحكم والتسلط مطبقا على القرار السياسي كله ولم يقبل أن يصنف الوطن عربيا بل ذو وجه عربي وتعبئة غربية لا ترى باسراىيل عدوا او خطرا بل الخطر بمن يقاتل العدو، حتى أنها تشعر بمقاومته تهديدا وجوديا لها بعدما أسقط مشروعها في السابع عشر من أيار وأخرج لبنان من العصر الاسرائيلي وأدخله حضن العروبة من بوابة المقاومة بيوم مجيد من تاريخ الأمة هو السادس من شباط لعام أربعة وثمانين خطوة بمشوار الالف معركة مواجهة العدو من لبنان كتبت اول نصر بتاريخ الأمة العربية حققته المقاومة بسلاحها وثبتت التحرير نصرا استراتيجيا وعيدا وطنيا نقل لبنان من حال القوي بضعفه إلى لبنان القادر بمقاومته التي فرضت نفسها معادلة استراتيجية عاش لبنان معها حال من الاستقرار على الجبهة الجنونية تحولت ورقة قوة أمام أي مفاوضات كانت ترى سابقا لبنان طبقا سهلا على مائدة التسويات منزوع القرار والإرادة ،بل فرضته شريكا اقليميا لا يمكن تجاوزه برا ولا بحرا ولم تقف المقاومة عند هذا الحد بل بقيت السند بمواجهة الأعداء وخاضت معارك مواجهة الإرهاب وتقدمت في الجرود لتكتب مع الجيش فجرا لوطن واحد بثلاثية ذهبية جيش شعب مقاومة معادلة قوة للبنان متجاوزة الانقسام المذهبي الذي كرسه دستور يلاقي نظام فرز عنصري هو سبب لبنان وأساس محنته جعل من المواطنين رعايا مذاهب وليسوا ابناء وهذا لم يكن من قبيل الصدف بل إرادة دولية أميركية غربية تستثمر في تخلف الشعوب ترعى انقساماتها خاصة في لبنان لموقعه ودوره بمشروع الشرق الأوسط الجديد اي اسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل وفيها قناة بن عربون وحقول الغاز والنفط تضاف لدورها المعد واجهة تجارية بين الشرق والغرب عبر خط الحرير الذي يربط الهند باروبا ويجعل من اسرائيل قوة متقدمة وثقلا اقتصاديا إضافة لحجمها قوتها العسكري جيش لا يقهر وأجهزة أمنية ومرافى كلهم سقطوا صباح السابع من تشرين الاول وبداية طوفان الأقصى حرب بعدها استراتيجي قبلها ليس كما بعدها كشف حقيقة الكيان وسقطت اسرائيل وظهر عجزها عن اداء مهمة دورها قاعدة متقدمة لحماية المصالح الغربية في العالم وتحولت عبئ على رعاتها الغربيين حتى داخل ساحات هم وأمام شعوبهم وطلاب جامعاتهم ولم يثنيهم عن استمرار دعمها بقرار أميركي يسيطر على معظم دول العالم الذي فرض مد اسرائيل على الأنظمة العربية والزمهم فتح ابواب المعابر لتتجاوز حصار بحري فرضته القوات اليمنية على باب المندب وانتهى بانسحاب أميركي سقط فيها حارس الازدهار وخسر الأميركي دوره وخسر معه قلق البحار كما خسرت اسرائيل عامل الأمان الذي سقط تحت ظربات الصواريخ اليمنية واللبنانية والعراقية قبل أن تقوله الضربات الإيرانية بالوقت الذي بقيت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية تحطم أسطورة الجيش تغرقه برمال غزة وكمائمنهاويبدل في اسماء العمليات وأهدافها ويزداد الانقسام داخل الإدارة السياسية للكيان ومعها تزداد النقمة الشعبية على مستوى شعوب العالم ويتمزق المجتمع الإسرائيلي أكثر فأكثر وبدأ يفقد الثقة بمستقبل الكيان وترجم بهجرة عكسية تجاوزت المليون مستوطن غادروا فلسطين بغير رجعة واكتشفوا وهم الوطن البديل وأسطورة الهيكل لحظة وجدوا أنفسهم بالملاجئ وليس على أرض المن والسلوى دخل الكيان بمرحلة الياس والخوف من المقاومة وجودها ثقافتها عقيدتها وسلاحها الذي تعهد الأميركي بالقضاء عليه وكلف بالمهمة التي عجزت عنها اسرائيل على مستوى كافة الجبهات المفتوحة من غزة إلى لبنان العراق فاليمن وصولا إلى الجمهورية الإسلامية والتي تكرس معها الفشل العسكري وبقيت الجبهة اللبنانية الأخطر والأهم بعد أن نجح لتحييد جبهة المقاومة العراقية مرحليا وفتح معركة داخلية على الحشد الشعبي بالتوازي مع خروج سوريا من المعادلة وانتهاء دورها كان لبنان أولوية بعد فشل العدو عسكريا بالقضاء على المقاومة برغم الثمن الكبير وحجم المعركة وأطرافها وأسلحتها من سياسية أمنية مالية عسكرية إعلامية حرب دولية على جبهة الداخل اللبناني ثدتمثلت بانقلاب أكثر من سياسي قلب التركيبة الحكومية وإسقاط أقنعة عن وجوه طالما اعتبرت عروبية وجمع المتناقضات كلها بفريق سياسي يقوده الأميركي ويرعاه ويموله السعودي بدوره مستفيدا من مذهبة الصراع بعد سقوط النظام في سوريا وتعيين إدارة معادية للمقاومة شكل الالتفاف العربي حولها نشوة عاشها الداخل اللبناني انقلاب في المشهد وأحجام من خارج التمثيل البرلماني حجم متورم لليمين وإجماع سني خلف مهمة رئيس الحكومة بتبني ورقة أميركية تحمل مطالب اسرائيلية هدفها نزع قوة لبنان وكشفه وإدخاله العصر الاسرائيلي من بوابة التطبيع الذي ترعاه السعودية مرحليا ولعب موفدها دورا سياسيا كبيرا في تشكيل تجمع سياسي ديني جمع الضاد الامس بمهمة مواجهة المقاومة ويحق عقيدتها بدعم أميركي غربي عربي وغطاء ديني خلع ثوب القضية الفلسطينية والعداء لاسرائيل ورماهم في ميدان حرب تدخل الوطن في أتون فتنة لن تقف عند حدوده الجغرافية بل لها تداعيات قد تخدم الأميركي ومشروع اسراىيل الكبرى على حساب الوجود بلحظة تهديد لكامل الكيان اللبناني الذي يعيش تحت احتلال سياسي أميركي سعودي مهدد امنه بحرب مفتوحة ومعركة مستمرة مع العدو الاسرائيلي المقاومة حق مكرس وواجب بمعركة مقدسة تواجه المشروع الإسرائيلي والسعي لنزع سلاح المقاومة يهدف لخدمة إسرائيل وهذا سيترك آثار كبيرة تبدأ بتصعيد التوترات بين مختلف الأطراف في لبنان، ما يوصل لحرب أهلية تؤثر على استقرار لبنان، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى حل شامل يرضي جميع الأطراف ليبقى رفض تسليم السلاح قرار شعبيا وليس حزب الله وحده من يرفض تسليم السلاح بل قناعة عند أكثرية من اللبنانيين ما دام العدوان الإسرائيلي مستمرًا والاحتلال قائمًا والمقاومة هي جزء من الدفاع عن لبنان وفلسطين، وأن نزع السلاح سيكون له تأثيرات سلبية على قدرة لبنان على الدفاع عن نفسه
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي