بدأ عمل الترامواي في بيروت في عام 1908 وتوقّف نهائيًّا في أيلول 1965، مع إزالة مساراته بشكلٍ تدريجي نتيجة زيادة الاعتماد على السيارات. وقد شهد نظام الترام في بيروت فترة ذروتها عام 1931 بتغطية شبكته حوالى 12 كيلومتراً حول مركز المدينة.
بذلك، كوّن الترامواي شبكة مترابطة ضمن مشهدٍ نابض ولعب دوراً محوريًّا في انتشار البنية التحتية، إذ ظهرت المستشفيات، المدارس، السينما، الأسواق، المؤسسات الحكومية وحتى المقاهي لتمركزها على امتداد حركته.
ولم يكن مجرّد وسيلة نقل، بل شكّل مساحةً عامة تعلّم النظام واشتركت فيها مختلف الطبقات؛ إذ كان هناك قسم للمسافرين الجالسين وآخر للواقفين، بأسعارٍ متفاوتة.
يعود الموضوع إلى الواجهة من جديد مع موقف لوزير الأشغال العامّة والنّقل فايز رسامني الذي يرى أنّ البلاد تحتاج إلى خطّة نقل حضري أوسع وأكبر، “وهو ما تسعى الوزارة إلى تحقيقه عبر البدء بالإحصاء والحماية لأملاك مصلحة السكك الحديد وموجوداتها، من أجل الشروع في إطلاق خدمة القطارات”، موضحاً: “نتعامل مع ملفّ سكك الحديد بحذر وواقعية، والأولوية اليوم لحماية الممتلكات التابعة للمصلحة وقد باشرنا إجراءات قضائية ضد التعديات. توازياً، نعمل على إعادة توظيف بعض العقارات العائدة إلى السكك الحديد لمشاريع تراثيّة وثقافيّة، بما ينسجم مع أيّ خطّة مستقبليّة لإحياء القطارات. وعلى المدى البعيد، نقوم بدراسات لتطوير الترامواي داخل بيروت وضواحيها (بيروت – خلدة، بيروت – الحازمية، بيروت – الدورة)، وهي مشاريع يُمكن أن تغيّر وجه النقل الحضري”.
ماذا عن إحياء شبكات السكك الحديدية؟ وهل ينجح الترامواي في لبنان اليوم؟
هناك حملات قام بها ولا يزال، المجتمع المدني وبعض النواب، مطالبين بإعادة إحياء مشروع سكك الحديد القديمة وربطها ببلاد الجوار ضمن رؤية استراتيجيّة طويلة الأمد. كما تتحدّث دراسات وتصوّرات أكاديميّة عن إمكان إنشاء ترامواي أو سكة حديد لربط بيروت بالضواحي، لكن حتّى الآن لم نشهد أي إعلان رسمي بهذا الخصوص ولا أيّ خطّة مطبّقة من الدولة أو المعنيّين.
أمّا عن احتمال نجاح هذا المشروع، فالأمر يعتمد على مجموعةٍ من التحديات الواقعيّة التي قد تقف في وجه تنفيذه بنجاح مثل التمويل والتكاليف، الجهوزيّة التنظيميّة، والاستقرار السياسي.
بالتالي، يكمن النّجاح الفعلي لمشروع ترامواي في لبنان اليوم في التّخطيط الجيّد مع استراتيجيّات طويلة الأمد تأخذ بالاعتبار كلّ المذكور أعلاه… ولا ننسى أنّ في لبنان “ما في شي مستحيل”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :