الهجمة على لبنان: هدفها سحق المقاومة قبل سلاحها

الهجمة على لبنان: هدفها سحق المقاومة قبل سلاحها

 

Telegram

 

بقلم: د.محمد هزيمة

كاتب سياسي وباحث استراتيجي 

 

ليست الهجمة على لبنان وليدة لحظة عسكرية أو رد فعل على موقف سياسي. بل هي ثمرة تخطيط بعيد المدى، يتكئ على أدوات ضغط ناعمة وخشنة، سياسية واقتصادية وعسكرية وإعلامية. الهدف؟ ليس مجرد نزع السلاح، بل نزع الروح. سحق المعنويات قبل المنصات، وتحطيم الصورة الشعبية للمقاومة قبل تفكيك صواريخها.

 

المقاومة في لبنان لم تعد بندقية بيد مقاتل فحسب، بل أصبحت فكرة، ثقافة، وهوية. وهذا ما يرعب الخصوم. إنهم يدركون أن البندقية يمكن نزعها، لكن الإرادة لا تُكسر بسهولة. لذلك تأتي الحرب مزدوجة: تجويعٌ اقتصادي، تشويهٌ إعلامي، ضغطٌ خارجي، تخويف داخلي، وشيطنة في المحافل الدولية.

 

من واشنطن إلى تل أبيب، مرورًا ببعض الأبواق العربية، تتكرر النغمة: "سلاح المقاومة يهدد الاستقرار". لكن أي استقرار يُراد؟ الاستقرار المرهون بإرادة الخارج؟ أم الاستقرار الخانع الذي يدفن السيادة ويستبدلها بالتبعية؟

 

في هذه اللحظة الحرجة، يكمن التحدي في الحفاظ على توازن دقيق: بين صلابة الموقف السياسي، وحكمة إدارة الصراع، وتفويت الفرصة على من يراهن على الانقسام الداخلي.

 

فمن يسعى لسحق المقاومة، لا يهاجم سلاحها فحسب، بل يحاول سحق ذاكرة شعبها، وتاريخ تضحياتها، وشرعية نهوضها من تحت الرماد في وجه العدو.

 تبقى المقاومة أكثر من رصاصة، إنها رفضٌ دائم للهزيمة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram