الولايات المتحدة تتصدى لعصابات المخدرات بالمياه الكاريبية بقوة عسكرية ضخمة
أكدت الولايات المتحدة في 15 أغسطس 2025 نشر قوات جوية وبحرية في جنوب الكاريبي لتصعيد الضغط على كارتلات المخدرات اللاتينية وفقا لتقارير رويترز.
وجاءت المبادرة بأمر من وزارة الدفاع بتوجيه من وزير الخارجية ماركو روبيو، وتعكس استراتيجية واشنطن لمواجهة ما تسميه "منظمات المخدرات الإرهابية" التي تعمل بحرية في المياه والمجال الجوي الدوليين، ولا يعتبر هذا الإجراء مجرد عمل لمكافحة المخدرات فحسب، بل هو مهمة أمن قومي أوسع ذات تداعيات مباشرة على الاستقرار الإقليمي.
مكونات القوة العسكرية الأمريكية وقدراتها على المنع والمراقبة
وتشمل العملية التي تنسقها القيادة الجنوبية للولايات المتحدة، مجموعة "أيو جيما" البرمائية الجاهزة، والوحدة الاستكشافية البحرية الثانية والعشرين، وغواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية، وسفينة صواريخ موجهة، وعدة مدمرات من فئة "أرليغ بيرك"، وطائرات دورية بحرية من طراز Boeing P-8A Poseidon.
ومن المتوقع أيضا أن توفر طائرات الهليكوبتر الداعمة مثل UH-1Y Venom التابعة لمشاة البحرية الأمريكية الدعم الجوي القريب والحركة من المنصات البرمائية، وتوفر طائرة الهليكوبتر Venom، القادرة على نقل ما يصل إلى ثمانية من مشاة البحرية المجهزين للقتال، والدعم الجوي القريب بقذائف الهيدرا 70 ملم ومدافع ميني غان.
كما تسمح طائرة P-8A Poseidon، المصممة لمراقبة البحرية طويلة المدى ومكافحة الغواصات، بالمراقبة المستمرة لطرق الاتجار، مكملة قدرات منع السفن السطحية مجتمعة، وتوفر هذه الأنظمة القدرة على اكتشاف وتتبع واعتراض مركبات التهريب السريعة والطائرات العاملة في منطقة الكاريبي.
استراتيجية متطورة قائمة على تراكم الخبرة التاريخية في المنطقة
وتمتلك الولايات المتحدة تاريخا عملياتيا طويلا في مهمات مكافحة المخدرات في المنطقة، يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي بمبادرات مثل عملية "أفران الانفجار" في بوليفيا وعملية "السبب العادل" في بنما، بالإضافة إلى دوريات بحرية مستمرة تحت مظلة فرقة العمل المشتركة بين الوكالات الجنوبية.
وفي السنوات الأخيرة نشر الأسطول الرابع الأمريكي بانتظام أصولا في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ لدعم عمليات مكافحة التهريب، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين، ومن خلال الجمع بين مجموعات الاعتداء البرمائية ومنصات الدوران والمراقبة المتقدمة، تسعى واشنطن إلى تكرار الدروس المستفادة من حملات المنع السابقة، مع توسيع نطاق وصولها عبر الممرات البحرية الأوسع.
التداعيات الجيوسياسية للعملية
ويبرز النشر الاستراتيجي مخاوف واشنطن المتزايدة من الترابط بين الجريمة المنظمة والجهات الفاعلة الحكومية في أمريكا اللاتينية، فقد اتهم روبيو نظام مادورو في فنزويلا مباشرة بتحويل الدولة إلى "مؤسسة إجرامية"، مستشهدا بادعاءات بتسهيلها للاتجار غير المشروع وتهديدها لشركات النفط الأمريكية التي تعمل بشكل قانوني في غيانا.
وبتصوير المهمة على أنها استجابة لمجموعات المخدرات الإرهابية، تؤكد واشنطن أنها لا تنظر إلى كارتلات المخدرات كتجمعات إجرامية فحسب، بل كتهديدات عابرة للحدود تهدد الأرواح والسيادة الأمريكية.
ويبرز التأييد من غيانا بترحيب نائب الرئيس بهارات جاغديو بالوجود الأمريكي كمكمل لجهود بلاده في مكافحة المخدرات، فالثقل الجيوسياسي للمهمة يضع ضغوطا على الحكومات الإقليمية لتحديد موقفها، مما قد يعزل فنزويلا مع تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الكاريبي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي