افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم الاربعاء 20 آب 2025

افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم الاربعاء 20 آب 2025

 

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

برّاك عائد وينتظر نتائج لقاءات أورتاغوس في إسرائيل | الجيش للسلطة: لا تضعونا في مواجـهة الناس

يمكن اختصار زيارة الموفد الأميركي توم برّاك لبيروت، برفقة زميلته مورغان أورتاغوس، بعنوان واحد: «الضغط على لبنان لا على إسرائيل»، إذ لا وعود أو ضمانات لدى برّاك يقدّمها، ما يجعل إعلانه عن مسار «الخطوة مقابل خطوة» بلا جدوى عملية، وحديثه عن أن مقترحه ليس اتفاقاً جديداً بديلاً عن اتفاق 27 تشرين الثاني مجرّد كلام في الهواء. ووسط هذا الغموض، دخل لبنان مرحلة انتظار لما قد يتمكّن الأميركيون من انتزاعه من «تل أبيب»، فيما بقيت الأنظار شاخصة إلى السلوك العدواني للرياض تجاه لبنان.

ومن المُنتظر أن يعود برّاك إلى بيروت الأسبوع المقبل، بانتظار ما ستعود به أورتاغوس من زيارتها الخاصة إلى إسرائيل. وفي هذا السياق، كشف مطّلعون أن الموفد الأميركي «فوجئ بقرار حصر السلاح الذي اتّخذته الحكومة اللبنانية»، مشيداً بالسعودية التي «وعدت بالحصول على القرار، ونجحت في ممارسة الضغط المناسب على المسؤولين في بيروت لإنجازه».

ورأى أن قرار الحكومة، إلى جانب الإجراءات التي اتّخذها الجيش جنوب الليطاني، يجب أن يقابلهما تحرّك من الجانب الإسرائيلي. غير أن هذا الموقف لا ترجمة عملية له، إذ أعاد المبعوث الأميركي شرح طبيعة مهمته في لبنان، مؤكداً أنها «مؤقّتة» وتهدف إلى مساعدة أصحاب القرار في بيروت على فهم ما تريده الولايات المتحدة، وإقناع اللبنانيين بالتكيّف مع المتغيّرات الإقليمية.

غير أن هذه المهمة لا تشمل تفويضاً لممارسة الضغط على إسرائيل أو تقييم موقفها. وقد أبلغ برّاك الرؤساء الثلاثة أنه لم يُعفَ من مهمته، وأن أورتاغوس لم يُعَدْ تكليفها رسمياً، بل هو من دعاها للمجيء نظراً إلى شبكة علاقاتها الواسعة وصِلاتها الموثوقة في تل أبيب، طالباً منها أن تُنصِت جيداً إلى ما سيُقال في بيروت لتتمكّن من نقله إلى إسرائيل ومحاولة تحصيل بعض النتائج.

وفي ما يتعلق بعدم تقديمه أي ضمانات أو وعود، فقد جاءت غالبية إجابات برّاك على أسئلة المسؤولين اللبنانيين لتؤكد أنه لا يملك تفويضاً لممارسة الضغط على إسرائيل. وتشير المعلومات إلى أن الاجتماع الأصعب كان في عين التينة، حيث ذكّره الرئيس نبيه بري باللقاء الأخير بينهما، حين أكّد له استعداد لبنان للقيام ببعض الخطوات إذا تمكّن من انتزاع خطوة مقابلة من العدو الإسرائيلي.

وقال بري: «أشرتُ سابقاً إلى ضرورة أن يقوم لبنان بخطوة، لكنك لم تقدّم لنا شيئاً. لا نجحت في وقف الحرب، ولا استطعت فرض هدنة أسبوعين كنت أنت من تحدّث عنها». وأضاف: «اليوم تقول إنه ليس لديك تفويض للضغط على إسرائيل، أي إنك تبلغنا مسبقاً أن كل ما قمنا به أو سنقوم به لن تكون له أي فائدة، وهذا ما سيؤدي إلى فشل مهمتك».

وقبيل زيارته لعين التينة، استمع برّاك من رئيس الجمهورية جوزيف عون ومن السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون إلى تقديرات تفيد بأن خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وزيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، قد ضيّقا هامش المناورة أمام الرؤساء الثلاثة، خصوصاً الرئيس بري.

وردّ برّاك على طلب لبنان بالقول: «أنا وأورتاغوس سنذهب إلى تل أبيب وسنسعى لتحصيل خطوة مقابلة تدعم قرار الحكومة اللبنانية، بما يمكّنها من اتخاذ مزيد من الخطوات».

ويُبدي الأميركيون اعتقاداً بإمكانية انتزاع موافقة إسرائيلية على إطلاق عدد من الأسرى المدنيين (لا يشملون عناصر من حزب الله)، والانسحاب من نقطتين استُحدثتا أخيراً، معتبرين أن ذلك قد يكون كافياً لإقناع اللبنانيين، رغم إدراكهم أن «إسرائيل سترفض بشكل قاطع وقف العمليات العسكرية أو التخلي عن حرية الحركة داخل لبنان».

وفي ما يتعلق بلقاء برّاك وأورتاغوس بقائد الجيش رودولف هيكل، علمت «الأخبار» أن رسائل وصلت إلى الأميركيين قبل الزيارة تفيد بأن الجيش يلتزم بقرار السلطة السياسية التي «طلبت إعداد دراسة، وخطة لا تتضمّن جدولاً زمنياً أو آلية محددة، لكنها تضع إطاراً عاماً».

وترى قيادة الجيش أنه في حال قرّرت الحكومة أي خطوات تنفيذية من دون توافق مع الجهة المعنية، فإنها ستضع المؤسسة العسكرية أمام تحدٍّ كبير، خصوصاً أن ما وصل إليها من حزب الله يؤكد أن موقفه جدّي وليس مجرّد تهويل. وجاء كلام الجيش رداً على كلام جونسون التي اعتبرت أن زيارة لاريجاني لبيروت ومواقف الشيخ قاسم لا تعدو كونها تهويلاً سياسياً. ونُقل عنها قولها: «إن إيران وحزب الله ليسا في وضع يسمح لهما بالقيام بأي ردّ فعل.

وهذا ما ظهر جلياً بعد اتفاق وقف إطلاق النار، إذ لم يتمكّنا من الرد على ما تقوم به إسرائيل، ورضخا لكل الضغوط الداخلية، ولم يستطيعا تعطيل أي استحقاق. وحتى عندما حاولا توجيه رسالة نارية ضد إسرائيل، جاء الرد أقسى مما توقّعا فتراجعا. وفي موضوع الطائرة الإيرانية، لم ينجحا في ثني الدولة اللبنانية عن اتخاذ الإجراءات المطلوبة منها. لذلك، لا ينبغي للجيش أن يخشى من الحزب».

غير أن برّاك سمع موقفاً مغايراً من قيادة الجيش، حيث تبلّغ أن مكتب القائد ومديرية الاستخبارات أكّدا أن المؤسسة «تعمل على إعداد الدراسة المطلوبة منها»، وأن هيكل اجتمع بالرئيس عون لتحديد الإطار العام، مطالباً بتوضيح المهمة بدقّة وعدم تحميل الجيش أي مسؤولية في حال واجه التنفيذ عوائق تحول دون إنجازه.

ابن فرحان ينفخ في نار الفتنة

وعلى المستوى السياسي، تشير التقديرات إلى أن لبنان سيكون أمام موجة جديدة من الضغط السعودي على الحكومة، كي تضغط بدورها على الجيش لتنفيذ المطلوب. وستواكب هذه الموجة بحملات سياسية تقودها شخصيات لبنانية في الخارج على رأسها أنطون الصحناوي، تستهدف دفع لبنان إلى المضي قدماً في التطبيع مع إسرائيل كشرط لانتعاش اقتصاده.

لكنّ الرياض، على ما يبدو، ليست مرتاحة تماماً بعدما لمست أن قرارات حكومة سلام حول سلاح المقاومة، لم تحدث التداعيات السياسية والمجتمعية الصالحة لبناء مواقف وتحركات وحتى سياسات موجّهة في إطار تسخين الساحة الداخلية ووضع المزيد من الضغوط على حزب الله وبيئته، وسط كلام ينقله مقرّبون من السعودية عن أن الرياض تجد أن لبنان أمام فرصة للتخلص من حزب الله، وأن الموفد الأميري يزيد بن فرحان يكرّر لازمة أن على الجيش القيام بما يلزم وأن لا يخاف من تهديدات حزب الله، معتبراً أن خلاص لبنان قد يحتاج إلى عملية جراحية. وجاءت ضغوط السعودية، عبر سياق إعلامي/ يركّز على خلق انشقاق في الموقف بين طرفَي الثنائي الشيعي.

وتولّى ابن فرحان وفريق عمله مهمة مستعجلة بهدف «تسييل» المواقف وتكثيفها في محاولة لإعادة الزخم الإعلامي ضد الحزب من بوابة سلاحه. وفي هذا الإطار تأتي مروحة المقابلات التي تجريها قناة «العربية» مع أطراف لبنانية، بدأتها برئيس الجمهورية واختتمتها بالبطريرك بشارة الراعي أمس، مروراً برئيس حزب القوات سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وغيرهما.

وقد وجّه هؤلاء انتقادات لاذعة إلى حزب الله وسلاحه، ورسموا ما يشبه خريطة طريق لما يمكن أن تكون عليه المواجهة الداخلية مع الحزب في المرحلة المقبلة، انسجاماً مع متطلّبات التصعيد السعودية، والتي تتجاوز في حدّتها ومراميها تلك الأميركية أو حتى الإسرائيلية.

ولفتت مصادر متابعة، إلى أن تدخّل ابن فرحان الحاسم، أتى بعدما توصّل إلى خلاصة من نقطتين:

• الأولى: تشتّت جهود الفريق اللبناني بسبب التباين الأميركي - السعودي حيال درجة التسخين الفضلى في هذه المرحلة بما يخدم الهدف الإسرائيلي.

• الثانية: عدم مواءمة الأفكار التصعيدية المُقترحة من الفريق اللبناني مع مزاج الفريق السعودي الذي يدير الملف اللبناني، إذ يعتبر ابن فرحان أن الفريق اللبناني لا يزال عالقاً في حقبة 14 آذار 2004، من حيث الأداء والأسلوب.

*****************************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

نتنياهو غير معنيّ بمشروع الاتفاق حول غزة بل بالمضي في تدميرها وتهجيرها

لقاء الشيباني – ديرمر بالتزامن مع وضع الحجر الأساس لمستوطنة في جنوب سورية 
قبلان يردّ على الراعي: المقاومة انتصرت للبنان بمسلميه ومسيحييه وسوف تنتصر

بينما تدور في الكواليس الأميركية والإسرائيلية مباحثات حول مشروع اتفاق وافقت عليه حركة حماس لوقف الحرب في قطاع غزة، قام وزير الحرب في حكومة الكيان يسرائيل كاتس ورئيس أركان جيش الاحتلال آيال زامير بتصديق خطط احتلال غزة، وقال رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو إنه غير معنيّ بالبحث عن صفقة جزئيّة وإن لا مكان لحل لا يتضمّن إنهاء حركة حماس ونزع سلاحها، بينما كان لافتاً صدور بيان عن المكتب الأبيض عن دراسة مشروع اتفاق غزة بخلاف ما أوحت به تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن منح التفويض لنتنياهو للمضي قدماً في الحرب، فيما لفت الانتباه الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين حكومة الاحتلال ومنظمي التظاهرات المقرّرة في كل جغرافية فلسطين المحتلة يوم الأحد المقبل طلباً لاتفاق في غزة، ينهي الحرب ويطلق سراح الأسرى، يقضي بتعليق الحراك المقرّر بانتظار ما سيجري على مسار التفاوض، خصوصاً أن نقاشاً في الحكومة سوف يجري حول الاتفاق يوم الخميس.

في باريس التقى وزير الخارجيّة في الحكومة السورية الانتقالية أسعد الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة بنيامين نتنياهو رون ديرمر، لمناقشة التعاون بين الحكومتين بينما كانت مجموعات استيطانية تعبر الأراضي السوريّة وتنصب خيماً وتضع الحجر الأساس لأول مستوطنة صهيونية في الأراضي السورية.

في لبنان تسبّب الحديث التلفزيوني للبطريرك بشارة الراعي الذي تناول فيه المقاومة باتهامات طعنت بانتمائها للبنان، ووصف فيه مواقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالمزايدة، بردّات فعل عنيفة كان أهمها ما قاله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي اعتبر أن المقاومة قدّمت آلاف الشهداء لتحرير الأرض اللبنانية المحتلة من كيان غاصب مجرم تلكأت الدولة عن القيام بواجبها لمواجهته، وأن قرار الحكومة الأخير بتجريد المقاومة من سلاحها هو مجلبة للعار والخزي، وأن اللبنانيين مسلمين ومسيحيين في عين المقاومة وقادتها سواء، وأن هذه المقاومة انتصرت وسوف تنتصر مجدداً.

تعكس زيارة المبعوث الأميركي توم باراك إلى بيروت، ومن ثم انتقاله إلى تل أبيب، مرحلة دقيقة من التفاوض غير المعلن بين واشنطن وتل أبيب من جهة، والدولة اللبنانيّة بمكوّناتها الأساسيّة من جهة أخرى. فلقاء باراك مع قائد الجيش ورئيس الجمهوريّة جوزاف عون لم يكن مجرّد زيارة بروتوكوليّة، بل حمل رسائل واضحة: واشنطن تدرك حساسيّة البيئة الشيعيّة بعد الأزمات السياسيّة الأخيرة، وتحاول طمأنتها عبر التمسك بوقف إطلاق النار والانسحاب التدريجي لـ»إسرائيل» من الأراضي اللبنانيّة المحتلّة، وهو ما يُقرأ كإشارة مباشرة إلى حزب الله.

وبرز موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ثبّت خطوط التفاوض اللبنانية: لا تهدئة من دون التزام إسرائيلي بوقف العدوان والانسحاب الكامل. وقبول باراك بهذه المعادلة يكشف أنّ واشنطن تسعى إلى ضبط الإيقاع الإسرائيلي وربما دفعه نحو تنازلات محدودة، منعاً لانفجار أوسع يهدّد بتقويض أي مسار سياسي أو تفاوضي.

وتشير المعلومات إلى أن قائد الجيش يعمل بحذر استثنائيّ. فهو يحاول حماية المؤسّسة العسكريّة من الانخراط في الاصطفافات السياسيّة والطائفيّة، ويعتمد نهج إعداد خطة أمنية ترفع إلى مجلس الوزراء فقط بعد ضمان غطاء سياسيّ جامع، بما يجنب الجيش استنزافاً داخلياً. هذه المقاربة تمنحه رصيداً إضافياً كضامن للاستقرار وسط مشهد سياسي مأزوم.

وترى أوساط قريبة من حزب الله أنّ وحدة الموقف اللبنانيّ تشكّل ورقة قوّة تفاوضيّة، وأنّ أيّ نقاش حول مستقبل سلاح المقاومة لا يمكن أن يبدأ قبل تحقيق ثلاثة شروط: وقف العدوان، انسحاب «إسرائيل»، والشروع في إعادة الإعمار. هذه الشروط، وفق رؤية الحزب، تمهّد لبحث أوسع في إطار استراتيجيّة الأمن الوطني، لا في إطار ضغوط ظرفيّة أو إملاءات خارجيّة.

هذا وأبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال Diodato Abagnara خلال استقباله له في قصر بعبدا، أن لبنان متمسّك ببقاء القوات الدولية في الجنوب في المدة التي يتطلبها تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته واستكمال انتشار الجيش اللبنانيّ حتى الحدود الدوليّة.

وأكد الرئيس عون أن لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد لـــ «اليونيفيل» نظراً لحاجة لبنان إليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب الى 10 آلاف عسكري، وهذا أمر يتطلب تعاوناً مع «اليونيفيل» التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الأمن في الجنوب، وبالتالي فإن أي تحديد زمني لانتداب «اليونيفيل» مغاير للحاجة الفعلية إليها سوف يؤثر سلباً على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال «إسرائيل» لمساحات من أراضيه.

وفيما اكد الرئيس عون أهمية التعاون القائم بين الجيش «واليونيفيل»، فإنه نوّه خصوصاً بالعلاقات بين القوات الدولية وأهالي البلدات والقرى الجنوبية الذين يلقون كل اهتمام ورعاية صحية واجتماعية وتربوية من القوات المشاركة في «اليونيفيل».

وكانت أفادت وسائل إعلام العدو بأن وزير الخارجية جدعون ساعر وجّه رسالة رسمية إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو طالبه فيها بوقف عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. وقال ساعر لروبيو في رسالته إنه كان من المفترض أن تكون «اليونيفيل» مؤقتة منذ البداية وهي قد فشلت في مهمتها الأساسية بمنع تموضع حزب الله جنوب نهر الليطاني. وقالت «أ ف ب» من جهتها إن «مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا للتمديد لليونيفيل يتضمّن فقرة حول عزم مجلس الأمن العمل لانسحاب هذه القوة الأممية لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان».

وكان مجلس الأمن الدوليّ بدأ الإثنين مناقشة مشروع قرار قدّمته فرنسا، لتمديد ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لمدة عام واحد، تمهيدًا لانسحابها تدريجيًا.

في إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة الأردنيّة عمّان، استقبل الملك عبدالله الثاني رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وأكد «دعم الأردن الكامل للبنان في تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته»، بحسب بيان للديوان الملكي الهاشمي.

وأشار الملك عبدالله خلال اللقاء بحضور ولي العهد الأمير الحسين ورئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، إلى «أهمية توسيع التعاون بين الأردن ولبنان في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية»، مشدّداً على «إدامة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وناقش الجانبان اللبناني والأردني في الشأن السوري، إذ اعتبر الملك عبدالله أنّ «أمن سورية واستقرارها أولوية مشتركة»، لافتاً إلى «دعم الأردن لجهود الأشقاء السوريين في الحفاظ على استقرار بلدهم وسيادته وسلامة مواطنيه».

والتقى سلام نظيره الأردني جعفر حسان الذي ذكر أن «الاحتلال الإسرائيلي واستمراره للأراضي اللبنانية أمرٌ مدان»، مشددًا على «ضرورة إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار بالكامل ووقف الاعتداءات المستمرة على الأراضي اللبنانية».

أما رئيس الحكومة فوصف العلاقات اللبنانية – الأردنية بأنها استراتيجية، مجدداً الشكر للملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية على الدعم المتواصل للبنان في مختلف الميادين خاصة دعم الجيش اللبناني، ومساندة لبنان في المحافل الدولية لا سيما للضغط على «إسرائيل» كي تنسحب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها ولوقف اعتداءاتها اليومية.

وقد شرح الرئيس سلام الجهود التي قامت بها الحكومة منذ تشكيلها في سبيل إعادة تفعيل مؤسسات الدولة عن طريق الإصلاحات، ولتعزيز الامن والسيادة والاستقرار.

هذا وشدد سلام على أنّ لبنان يقف صفاً واحداً مع سائر الدول العربية والإسلامية في رفضه القاطع لتصريحات رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو بشأن ما يُسمّى «إسرائيل الكبرى».

وأكّد أنّ هذه التصريحات تشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

كما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أنه من غير الممكن لحكومته التراجع عن مهلة تطبيق حصرية السلاح بيد القوى الشرعية في الدولة.

وأكد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، اليوم أن انسحاب «إسرائيل» من لبنان سيسهل نزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن هناك إجماعاً لبنانياً حاسماً على تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، وأن قرار الحكومة اللبنانية واضح بحصر كل سلاح غير قانوني.

وقال: «كلام الأمين العام لحزب الله مزايدة ولا وجود لحرب أهليّة»، مشيراً إلى أن «المطلوب من حزب الله تسليم سلاحه للدولة اللبنانية. كما تابع «المقاومة ليست خضوعا لإملاءات إيران»، مبيناً أن حزب الله كان مخترقا داخلياً وجرّد المقاومة من مفهومها الحقيقي، حسب تعبيره.

كذلك، وجّه الراعي رسالة إلى حزب الله قائلاً «رسالتي إلى حزب الله.. أعلن ولاءك النهائيّ للبنان».

وأشار وزير المالية ياسين جابر إلى أن «بعد توقيع القرض مع البنك الدولي وإقراره في المجلس النيابي سيكون هناك صندوق متوفر فيه حوالي 335 مليون دولار للبدء بإعادة إعمار البنى التحتية في المناطق المتضررة».

وكشف أن «هناك حوالي 500 مبنى في الضاحية الجنوبية متصدّع وتكلفة ترميمها تقريباً 60 مليون دولار».

********************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

اشتداد التجاذبات الدولية حول التجديد لليونيفيل… تحذيرات من تداعيات فراغ مفاجئ في الجنوب

معلومات أفادت بأن مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا للتمديد لليونيفيل يتضمّن فقرة حول عزم مجلس الأمن العمل لانسحاب هذه القوة الأممية لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان

 بدأ العد العكسي لبت مصير التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" يحتل صدارة المشهد اللبناني، في ظل معطيات تعكس معركة ديبلوماسية غير مسبوقة لجهة احتمال أن تكون فترة التمديد المرتقبة الأخيرة لولاية اليونيفيل هذه المرة، ما لم تخضع لتعديلات "قيصرية" في صلاحياتها تحت وطأة تشدد أميركي – إسرائيلي في الدفع نحو إنهاء مهماتها. وقبل ستة أيام من موعد تصويت مجلس الأمن الدولي على التمديد لليونيفيل ارتسمت معالم تجاذبات واسعة بين كل من الولايات المتحدة ومعظم الدول المؤيدة للتمديد بلا تعديلات كما طلبه لبنان من جهة، ولبنان وإسرائيل من جهة مقابلة، بما يجعل المعركة الديبلوماسية أشبه بتمدّد للأجواء الميدانية وتداعياتها التي سادت طوال الفترة التي أعقبت الحرب الأخيرة بين اسرائيل و"حزب الله". ودارت مواجهة غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل حول هذا الاستحقاق، إذ أبلغ رئيس الجمهورية جوزف عون، قائد القوة الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ديوداتو أبانيارا، "أن لبنان متمسك ببقاء القوة الدولية في الجنوب في المدة التي يتطلبها تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية"، وأكد "أن لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد لـ"اليونيفيل" نظراً لحاجة لبنان إليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب إلى 10 آلاف عسكري، وهذا أمر يتطلب تعاوناً مع "اليونيفيل" التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الأمن في الجنوب، وبالتالي فإن أي تحديد زمني لانتداب "اليونيفيل" مغاير للحاجة الفعلية إليها سوف يؤثر سلباً على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه".

وتزامن ذلك مع معلومات أفادت بأن مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا للتمديد لليونيفيل يتضمّن فقرة حول عزم مجلس الأمن العمل لانسحاب هذه القوة الأممية لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان.

وكان مجلس الأمن الدوليّ بدأ الإثنين مناقشة مشروع قرار قدّمته فرنسا، لتمديد ولاية اليونيفيل لمدة عام واحد، تمهيدًا لانسحابها تدريجيًا، فيما تعارض إسرائيل والولايات المتّحدة هذا التمديد.

وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ردّاً على سؤال عن موقف الولايات المتّحدة التي تتمتّع بحقّ النقض (الفيتو): "نحن لا نعلّق على مفاوضات جارية في مجلس الأمن الدولي"، علماً أنه من المقرّر أن يصوّت أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر على مشروع القرار في 25 آب قبل انتهاء ولاية اليونيفيل.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وزير الخارجية جدعون ساعر وجّه رسالة رسمية إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو طالبه فيها بوقف عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان.

وقال ساعر لروبيو في رسالته أنه كان من المفترض أن تكون اليونيفيل موقتة منذ البداية، وهي قد فشلت في مهمتها الأساسية بمنع تموضع "حزب الله" جنوب نهر الليطاني.

غير أن تقارير صحافية لفتت إلى أن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي باستثناء الولايات المتحدة، أبدوا في جلسة المشاورات التي عقدت الاثنين دعمهم للتجديد لليونيفيل باعتبار أن دعمها للجيش اللبناني لا يزال حاسماً. وشددت فرنسا على وجوب تجنّب انسحاب مفاجئ وغير منظم، كما شددت دول عدة بينها الدانمارك وبنما وباكستان وسلوفينيا وكوريا الجنوبية وبريطانيا على ضرورة عدم خلق فراغ أمني عبر سحب 10 آلاف جندي فجأة، وأن أي خطوات يجب أن تستند إلى الأوضاع الميدانية لا إلى جداول زمنية. واعتبرت أن "اليونيفيل" تبقى لا غنى عنها لضمان الأمن للطرفين. وأشارت روسيا إلى أن طلب التجديد صدر بوضوح عن الحكومة اللبنانية التي قامت بخطوات ملموسة نحو بسط سلطتها وفق القرار 1701، في حين واصلت إسرائيل هجماتها، فيما طالبت الصين بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية. ولكن الولايات المتحدة اعتبرت أن البيئة الأمنية في لبنان مختلفة عن العام الماضي، ما يتيح للجيش اللبناني فرصة للسيطرة الكاملة على الجنوب. وأكدت أن "اليونيفيل" لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية، وأن الجيش يجب أن يصبح الضامن الوحيد للأمن، لذلك تدعم تجديداً لمدة 12 شهراً مع إنهاء تدريجي لمهمة القوات الدولية، مع منح الوقت اللازم لإعادة توزيع مهامها على وكالات أممية أخرى ومنها بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة للمراقبة والتقارير. وأكدت أميركا أن "اليونيفيل" عانت "عجزاً في الصدقية منذ وقت طويل"، وأشارت إلى زيارة الموفدين توم برّاك ومورغان أورتاغوس للبنان لبحث هذه الملفات مع السلطات اللبنانية، مؤكدة أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام “جميع الأدوات المتاحة" لضمان إنهاء المهمة. ومعلوم أن واشنطن التي لا ترى في وجود هذه القوات أية فائدة، كان أقر وزير خارجيتها ماركو روبيو الأسبوع الماضي خطة لإنهاء عمل قوات حفظ السلام الأممية.

وسط هذه الأجواء، قام رئيس الحكومة نواف سلام أمس بزيارة رسمية للأردن قابل خلالها العاهل الأردني الملك عبدﷲ الثاني، الذي أكد “دعم الأردن الكامل للبنان في تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته”، بحسب بيان للديوان الملكي الهاشمي. وأشار الملك عبدالله خلال اللقاء بحضور ولي العهد الأمير الحسين ورئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، إلى "أهمية توسيع التعاون بين الأردن ولبنان في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية"، مشدّداً على "إدامة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

واجتمع سلام مع نظيره الأردني جعفر حسان الذي شدّد على أن "الاحتلال الإسرائيلي واستمراره للأراضي اللبنانية أمرٌ مدان"، مشددًا على “ضرورة إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار بالكامل ووقف الاعتداءات المستمرة على الأراضي اللبنانية".

بدوره، أشاد سلام "بدور الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في دعم لبنان والوقوف إلى جانبه في كل المراحل"، وأكد أنها "مواقف تاريخية واستراتيجية مقدّرة". واعتبر أن "إسرائيل من عزلة إلى عزلة في العالم في ظل ما تقوم به من إجراءات في غزة والضفة الغربية". وأشار إلى أن "صوت الأردن مسموع في العالم ولبنان يحتاج إلى هذا الدور في هذه المرحلة التي يمرّ بها".

كما أعلن سلام "أننا نقف صفاً واحداً مع سائر الدول العربية والإسلامية في رفضها القاطع لتصريحات نتنياهو بشأن ما يُسمّى "إسرائيل الكبرى".

على الصعيد الداخلي وفي سياق الأصداء السلبية المتواصلة للخطاب التهديدي الذي ألقاه الاسبوع الماضي الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، عقد نواب وممثلون عن الأحزاب اللبنانية السيادية اجتماعاً إستثنائياً لهم أمس في مكتب النائب اللواء أشرف ريفي في الأشرفية، ناقشوا خلاله التصريحات الأخيرة للشيخ نعيم قاسم التي اعتبروا أنها "لامست حدود تعريض لبنان لحرب أهلية وإثارة النعرات الطائفية"، وقرروا "اللجوء إلى القضاء اللبناني كي يتحرّك فوراً تجاه المشكو منه وقبل فوات الأوان، وعليه سيقوم نواب وشخصيات سياسية باللجوء إلى النيابة العامة التمييزية والتقدّم بشكوى جزائية ضد الشيخ نعيم قاسم وكل من يظهره التحقيق واتخاذ الإجراءات القضائية بحقه وملاحقته والإدعاء عليه بالمواد 288 و295 و303 و307 و317 معطوفة على المادة 24 وما يليها من القانون رقم 137/59 المعدّل"، كما كلّف المجتمعون اللواء اشرف ريفي القيام باتصالات مع زملاء نواب آخرين للتقدّم معهم بالشكوى الجزائية المذكورة ضد الشيخ نعيم قاسم “وكل من يظهره التحقيق شريكاً محرّضاً وفاعلا".

الراعي: "المقاومة" سقطت

ومساء أمس وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي انتقادات قاسية للغاية لـ"حزب الله"، فاعتبر أن شعار "المقاومة" سقط مع قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح في يد الدولة، داعياً حزب الله إلى الاقتناع بأن الجيش اللبناني هو الضامن الحقيقي لأمن الجميع دون استثناء.

ورأى الراعي في حديث تلفزيوني أن تصريحات الأمين العام لحزب الله الأخيرة تعبّر عن مزايدة سياسية، مشدداً على أن لبنان لا يعيش حالة حرب أهلية، وأن أبناء الطائفة الشيعية ضاقوا ذرعاً بالصراعات المسلحة ويتطلعون إلى الاستقرار والعيش بسلام.

وأوضح البطريرك أن هناك إجماعاً وطنياً واضحاً على ضرورة تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن العيش المشترك هو جوهر الكيان اللبناني ومكرّس في الدستور، وهو ما يجب الحفاظ عليه بأي ثمن.

********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

3 قضايا داهمة: رد إسرائيل والتمديد لـ"اليونيفيل" وجلسة 2 أيلول... الراعي: لسلام مع إسرائيل مستقبلاً

قضيتان تتصدّران الاهتمامات الرسمية والسياسية في هذه المرحلة: الردّ الإسرائيلي المفترض أن يعود به الموفد الأميركي توم برّاك ونائبته مورغان اورتاغوس أواخر الشهر الجاري، والذي كان ينبغي أن يحملاه في زيارتهما الأخيرة للبنان، واستحقاق التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، التي تنتهي ولايتها بعد 11 يوماً، في الوقت الذي ستكون لمجلس الوزراء جلسة في 2 ايلول المقبل لدرس وإقرار الخطة التنفيذية لقرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح بيد الدولة، التي ستضعها قيادة الجيش في مهلة أقصاها نهاية الشهر الجاري.

شغلت زيارة برّاك وأورتاغوس ونتائجها الوسطين السياسي والإعلامي، وحجبت الضوء ظرفياً عن «القنبلة الموقوتة» التي سلّمتها الحكومة اللبنانية للمؤسسة العسكرية، ضاربة لها موعد 2 أيلول لجلسة تنتظر فيها من قيادة الجيش عرض خطة تنفيذية لقرار حصرية السلاح بيد الدولة، او بالأحرى قرار نزع سلاح «حزب الله» «وبالطريق» نزعه من القوى المسلحة والفصائل الفلسطينية.

بالرضى أم بالقوة؟

وحذّر مصدر سياسي رفيع من «خطورة الكرة التي رمتها الحكومة في حضن الجيش، التي يفترض انّه صمام الأمان وحامي السلم الأهلي». وكشف المصدر لـ«الجمهورية»، «انّ قائد الجيش العماد رودولف هيكل سارع إلى القيام بجولة على القيادات والمسؤولين، في محاولة لإيجاد حل لهذا القرار الذي لا يحتاج فقط إلى غطاء رسمي بل إلى توافق جميع القوى السياسية والحزبية، تصل إلى حدّ التفاهمات الخارجية الكبرى، خصوصاً انّ سلاح «حزب الله» إقليمي يتعلق بقضية كبرى وليس تفصيلاً محلياً». وقال المصدر: «هل حدّدت الحكومة للجيش كيف سيتسلّم السلاح؟ بالرضى أم بالقوة؟ إذا كان بالرضى فكيف تحدّد الحكومة مهلة 3 اشهر، وبناءً على أي معطى؟ فهذا يحتاج إلى حوار مسؤول وعميق بين الجيش و«حزب الله» في الطليعة وأيضاً مع الفصائل الفلسطينية. وإذا كان بالقوة فهذا يمسّ بوحدة الجيش، وسيؤدي إلى صدامات دامية حسمها قائد الجيش في لقاءاته، بأنّه يستحيل أن يعرّض الجيش لها. مذكّراً بما قاله الرئيس نبيه بري للرئيسين عون وسلام وإلى الموفدين الدوليين، من أنّ وقف الاعتداءات الإسرائيلية والتزام العدو بالانسحاب ووقف إطلاق للنار هو ممر إلزامي للكلام حول السلام».

وتوقّع المصدر أن تعود الحماوة إلى الكباش السياسي بعد ذكرى السيد موسى الصدر في 31 من الجاري، وتبعاً لمجريات جلسة مجلس الوزراء في 2 أيلول المقبل في حال أصرّت الحكومة على زجّ الجيش وحشره في مدة زمنية محدّدة لنزع السلاح. وعندها سيُبنى على الشيء مقتضاه.

إلى أين ؟

وإلى ذلك، أكّدت مصادر سياسية، تابعت جولة برّاك واطلعت على أجواء اللقاءات التي عقدها، لـ«الجمهورية»، انّ «الأجواء كانت إيجابية ووصل النقاش إلى ما كان طلبه لبنان منذ البداية وتمسك به رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو إلزام العدو بوقف إطلاق النار والانسحاب. وقد سُئل برّاك في عين التينة، بغض النظر عن قرارات الحكومة إلى أين نحن ذاهبون؟ ما هو الدور الأميركي الآن؟ وأين الالتزام؟». وأضافت المصادر: «انّ زيارة برّاك كانت تأكيداً على انّ لبنان قام بخطوة وbravo والأميركي حاضر في هذا المسار». وكشفت المصادر «أنّ آخر كلام سمعه برّاك من الرئيس بري هو انّ هناك استحقاقاً على الأميركي أن يأتي به من إسرائيل، وهناك اتفاق يتملص العدو من تنفيذه ويمدّد لنفسه ويماطل. وهناك ضغط ما يجب أن يُمارس على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق».

لم تكن سيئة

وأكّدت مصادر رسمية رفيعة المستوى لـ»الجمهورية»، انّ حصيلة زيارة توم برّاك ومورغان أورتاغوس للبنان لم تكن سيئة. ولفتت إلى أنّها لمست ليونة أميركية قد تشمل المهل. لكنها أملت في أن لا يغيّر برّاك وأورتاغوس رأيهما عندما يلتقيان المسؤولين الإسرائيليين.

واشارت المصادر إلى أنّه فُهم من برّاك انّ اورتاغوس سيكون لها دور في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي حول الترتيبات المتصلة بالملف اللبناني. وشدّدت على أنّ لبنان أدّى ما يتوجب عليه لتسهيل الحل، والمطلوب الآن من واشنطن أن تضغط على الطرف الإسرائيلي حتى يبدأ تنفيذ الخطوات المرتبطة به.

مخاوف حقيقية

لكن مصادر سياسية عبّرت لـ«الجمهورية» عن «مخاوف حقيقية من مسار النقاشات المتوقعة، بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، برعاية أميركية، وملامح هذه المخاوف أطلّت من خلال المواقف الإسرائيلية التي تتصف بالتعنت وعدم المساعدة على إنتاج تسوية، على رغم من أنّ الحكومة اللبنانية خطت خطوات بعيدة في القبول بالبرمجة الأميركية للحل، عندما أعلنت تبنيها برنامجاً موقوتاً زمنياً لحصر السلاح بيد الدولة.

وسجّلت المصادر بقلق التزام الجانب الإسرائيلي الصمت في التعليق على ما يحمله برّاك وأورتاغوس من بيروت. فهذا الصمت يؤشر إلى أنّ إسرائيل تبيت رغبة في العرقلة على حدود لبنان، كما على حدود سوريا وفي الاشتباك مع غزة.

وتخشى المصادر أن يكون اتجاه الأحداث هو التريث في الردّ، ثم التصعيد بالتزامن مع استحقاق التمديد لقوات «اليونيفيل» الذي يبدو أنّه محور إشكال كبير بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة، وغالبية القوى الدولية من جهة أخرى.

التمديد لـ«اليونيفيل»

وكان مجلس الأمن الدوليّ بدأ أمس الاول مناقشة مشروع قرار قدّمته فرنسا، لتمديد ولاية «اليونيفيل» لمدة سنة، تمهيدًا لانسحابها تدريجيًا. ولكن إسرائيل والولايات المتّحدة تعارضان هذا التمديد لهذه القوة المنتشرة منذ 1978 في جنوب لبنان.

وأفادت وكالة «فرانس برس» أنّ «مشروع القرار الذي تقدّمت به فرنسا للتمديد لقوات «اليونيفيل» يتضمّن فقرة حول عزم مجلس الأمن العمل لانسحاب هذه القوة الأممية لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان». ومن المقرّر أن يصوّت أعضاء مجلس الأمن الـ15 على مشروع القرار في 25 آب الجاري، قبل انتهاء ولاية «اليونيفيل» نهاية الشهر نفسه. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ردّاً على سؤال عن موقف الولايات المتّحدة التي تتمتّع بحقّ النقض (الفيتو): «نحن لا نعلّق على مفاوضات جارية في مجلس الأمن الدوليّ».

في هذه الأثناء أفادت وسائل اعلام إسرائيلية أنّ وزير الخارجية جدعون ساعر وجّه رسالة رسمية إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو، طالبه فيها بوقف عمل قوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان. وقال ساعر لروبيو في رسالته، إنّه كان من المفترض أن تكون قوات «اليونيفيل» موقتة منذ البداية، وهي قد فشلت في مهمّتها الأساسية بمنع تموضع «حزب الله» جنوب نهر الليطاني.

وتخوفت مصادر مطلعة من ان يؤول مصير «اليونيفيل» إلى تمديد تقني لها لمدة 6 اشهر او سنة، تعمل خلالها على ترتيب نفسها والاستعداد لمغادرة لبنان نهائياً، خصوصاً انّ الولايات المتحدة اوقفت مساهمتها في تمويل هذه «القوات»، فيما يدور عراك سياسي بين إسرائيل والدول الاوروبية المشاركة فيها، والتي أعلنت تأييدها قيام دولة فلسطينية في إطار «حل الدولتين؟ الذي ترفضه تل ابيب وواشنطن.

تمسّك بـ«اليونيفيل»

في هذا الإطار، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال ديوداتو أبانيارا، خلال استقباله له امس، انّ لبنان متمسك ببقاء قوات «اليونيفيل» في المدة التي يتطلّبها تنفيذ القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية.

واكّد انّ لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد لـ«اليونيفيل» نظراً لحاجة لبنان اليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب إلى 10 آلاف عسكري، وهذا امر يتطلب تعاوناً مع «اليونيفيل» التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الأمن في الجنوب، وبالتالي فإنّ أي تحديد زمني لانتداب «اليونيفيل» مغاير للحاجة الفعلية اليها سوف يؤثر سلباً على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه. وشدّد عون على أهمية التعاون القائم بين الجيش «واليونيفيل»، منوّها خصوصاً بالعلاقات بينها وبين أهالي البلدات والقرى الجنوبية الذين يلقون كل اهتمام ورعاية صحية واجتماعية وتربوية منها.

وكان الجنرال ابانيارا الذي رافقه مستشاره السياسي هيرف ليكوك، تداول مع الرئيس عون في الوضع الراهن في الجنوب وعمل القوات الدولية والمداولات الجارية في الأمم المتحدة تمهيداً للتمديد لـ«اليونيفيل» المقرّر في الأسبوع المقبل. وقد التقى ابانيارا لاحقاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل وعرضا لسبل التعاون والتنسيق بين الجيش و«اليونيفيل».

سلام زار عمان

وفي الاردن، أكّد الملك عبدالله الثاني لدى استقباله رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام «دعم الأردن الكامل للبنان في تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته». وأشار خلال اللقاء الذي حضره ولي العهد الاردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان إلى «أهمية توسيع التعاون بين الأردن ولبنان في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية». ودعا إلى «إدامة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي».

ومن جهته، سلام شكر للعاهل الأردني والحكومة الأردنية «الدعم المتواصل للبنان في مختلف المجالات، وخصوصاً دعم الجيش اللبناني ومساندة لبنان في المحافل الدولية، لا سيما في ما يتعلق بالضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها اليومية». وأكّد أنّ لبنان يقف صفاً واحداً مع الدول العربية والإسلامية في رفضه القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يُسمّى «إسرائيل الكبرى»، معتبراً «أنّ هذه التصريحات تشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي». وشدّد سلام على «تمسك لبنان بالمبادرة العربية للسلام التي أقرّت في قمة بيروت عام 2002، لافتاً في الوقت نفسه إلى أهمية تعزيز استقرار سوريا والحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها».

الراعي والسلام

ولفتت الأنظار مساء امس، جملة مواقف بارزة عبّر عنها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، حيث اكّد «أنّ انسحاب إسرائيل من لبنان سيسهّل نزع سلاح حزب الله»، مشيراً إلى «أنّ هناك إجماعاً لبنانياً حاسماً على تنفيذ قرار نزع سلاح «حزب الله»، وأنّ قرار الحكومة اللبنانية واضح بحصر كل سلاح غير قانوني».

وقال الراعي في مقابلة مع قناة «العربية / الحدث»، انّ «كلام الأمين العام لحزب الله مزايدة ولا وجود لحرب أهلية»، مشيراً إلى «أنّ المطلوب من «حزب الله» تسليم سلاحه للدولة اللبنانية». وأضاف: «المقاومة ليست خضوعاً لإملاءات إيران»، مبيناً «أنّ حزب الله كان مخترقاً داخلياً وجرّد المقاومة من مفهومها الحقيقي»، حسب تعبيره. ووجّه الراعي رسالة إلى «الحزب» قائلاً: «رسالتي إلى حزب الله.. أعلن ولاءك النهائي للبنان».

ووصف «تدخّل إيران» في الشأن اللبناني بأنّه «سافر»، وقال: «أبناء الطائفة الشيعية سئموا الحرب ويريدون العيش في سلام». واكّد الراعي انّه تلقّى دعوة لزيارة إيران، لكنه أوضح «أنّ الأوضاع الحالية لا تسمح بالزيارة». وطالب الأمم المتحدة بـ«تحييد لبنان عن النزاعات الإقليمية والدولية»، وقال: «لا أحد يريد الحرب». واكّد «أنّ العيش المشترك هو ما يميّز لبنان ومنصوص عليه في الدستور». مضيفاً: «على «حزب الله» الاقتناع بأنّ الجيش يحمي اللبنانيين دون تمييز». واعتبر «أنّ حرب إسناد غزة التي بدأها «حزب الله» أتت بالخراب على أبناء لبنان». وأضاف: «لا مانع من السلام مع إسرائيل مستقبلاً عندما تكون الظروف مناسبة».

قبلان يردّ

وردّ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على مواقف الراعي ببيان، فقال: «سلاح «حزب الله» سلاح حركة «أمل» وسلاح «حزب الله» وحركة «أمل» سلاح الله، ولا توجد قوة في الأرض تستطيع نزعه، ودون ذلك أنفسنا ووجودنا كل إمكاناتنا التي تتوثب الدفاع عن هذا اللبنان، ونحن قوة خصّها الله بالتضحيات التاريخية والإنتصارات الوطنية رغم طعن الأقربين، وإذا كان للبنان الحديث فدية وقربان تاريخي فهو ما قدّمته حركة «أمل» و»حزب الله» وسائر القوى المقاومة التي هزمت إسرائيل وانتزعت الدولة اللبنانية ومؤسساتها وقطاعاتها المختلفة من بين أنياب إسرائيل يوم احتلته وفرغته من كل وطنية، وإخفاء الحقيقة ممكن إلّا عن الله، والثأر الكيفي ليس منطق الكنسية والمسجد، والإجماع الحاسم من قلة شكلية ولا شأن لها بالوطنية على تنفيذ قرار نزع سلاح المقاومة قرار مجنون وفارغ ورخيص وقيمته من قيمة الحبر الفاسد الذي كتب فيه، ولا قرار أشدّ خيانة لهذا البلد وتاريخه وسيادته من هذا القرار الذي يخدم أكبر مصالح الكيان الصهيوني، ووزنه الوطني صفر، ولن نسمح للصهيونية أن تعيد احتلال لبنان».

وأضاف: «كلام الاخ العزيز الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كلام مطوب بالحقيقة والمواقف الوطنية، وهو الذي قضى تاريخه كله في سبيل قيامة لبنان وحفظ سيادته وما زال». وتابع : «للقاصي والداني أقول: حزب الله يعني حركة أمل وحركة أمل وحزب الله يعني الشيعة، والشيعة تعني كل حرّ بهذا البلد العزيز بمقاومته وتضحياته ووطنيته، وحزب الله ليس مخترقاً ولن يُخترق ولم يُهزم ولن يُهزم وهو الذي هزم أعتى جيش إسرائيلي أطلسي على الحافة الحدودية رغم الترسانة الأسطورية والدعم المطلق من كل حلفاء إسرائيل»، واكّد «أنّ العيش المشترك والدولة الوطنية والسيادة اللبنانية قدس أقداسنا ودونها نحورنا وقدرات من ورائها قدرات، وتاريخنا وتاريخ أيقونة الثورات الكبرى السيد حسن نصر الله والأخ ثقة الوطن وبلاد الشرق الأستاذ نبيه بري علامة شرف وطنية لا مثيل لها في هذا البلد المظلوم الذي يتمرّد علينا بعض أهله بسبب أشلائنا وتضحياتنا التي تتوزع تراب هذا البلد ليبقى لبنان سيداً حراً لأهله وناسه من مسلمين ومسيحيين». وختم : «للتذكير أقول: إيران هي التي طحنت مشروع الشرق الأوسط وحطمت آمال واشنطن وتل أبيب التي تعتاش على الإرهاب والإحتلال والخراب. وهي التي فوتت على واشنطن وتل أبيب حلم إسرائيل الكبرى».

*********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

سلام بعد لقاء الملك عبدالله: طلبت دعم الجيش ولا تراجع عن حصرية السلاح

براك وأورتاغوس في باريس.. وعون يتمسَّك باليونيفيل لتنفيذ كامل القرار 1701

أسبوعان فاصلان عن عودة مجلس الوزراء لاستئناف جلساته، ومناقشة التقرير، الخطة التي تضعها قيادة الجيش اللبناني حول حصرية السلاح، والبرنامج الزمني لذلك.

وفي غمرة الانتظار هذه، تبيّن للاوساط على اختلافها أن الموفد الاميركي توم براك ومساعدته مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة السفيرة مورغن أورتاغوس متواجدان في العاصمة الفرنسية باريس في إطار مهمة وساطة بين دمشق وتل أبيب، وقد يكون لبنان الموجود ملفه في الحقيبة الاميركية على الطاولة أيضاً.

ومن نيويورك، إلى باريس فبيروت وعواصم أوروبية وعربية معنية، بقي ملف التمديد لقوات حفظ السلام في الجنوب، في واجهة الاهتمامات والانتظارات إلى الاسبوع المقبل، لرؤية الصيغة التي ستصدر عن مجلس الامن الدولي بشأن تمديد ولاية اليونيفيل سنة جديدة، تحت ولاية القرار الاممي 1701.

وخلافاً لما أعلن عن توجُّه براك وأورتاغوس إلى تل أبيب، تبين أن الوفد الاميركي توجَّه إلى باريس حيث يقوم براك بدور وساطة بين سوريا واسرائيل، ويتوسط مفاوضات بين وزير الخارجية السوري أسعد شيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر.

وترددت معلومات أن المحادثات ستتطرق إلى الوضع في لبنان.

وفي المعلومات ايضا ان براك عرض الورقة الاميركية على لبنان قبل تعديلها من دون ان يناقشها مع الكيان الاسرائيلي، لذلك كان يتحدث عن عدم وجود ضمانات بتنفيذ اسرائيل المطلوب منها ضمن اتفاق وقف اطلاق النار.لكنه تعهد امام الرؤساء الثلاثة في بيروت بالضغط على اسرائيل للقيام بخطوات تلاقي خطوات لبنان.

ومن المرجّح أن يعود براك وأورتاغوس إلى بيروت نهاية الشهر الحالي بالتزامن مع خطة الجيش اللبناني لنزع السلاح غير الشرعي برفقة 8 شخصيات أميركية، من مجلس الشيوخ إلى القيادات العسكرية.

الملك عبدالله يستقبل سلام

وهذه الانتظارات والمسارات خرقها تحرك على درجة من الاهمية للرئيس نواف سلام، ففي عمان التي وصلها صباحاً إلتقى الرئيس سلام الملك الاردني عبد لله الثاني.

وأكد الملك عبدالله على أهمية توسيع التعاون بين الاردن ولبنان في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية.

ونقلت وكالة الانباء الاردنية «بترا» عن الملك عبدالله قوله أن أمن سوريا واستقرارها أولوية مشتركة، وأن الاردن يدعم جهود السوريين في الحفاظ على استقرار بلادهم وسيادتها وسلامة مواطنيها.

وجرى الاتفاق على أن تعقد اللجنة العليا الاردنية – اللبنانية المشتركة اجتماعها خلال العام الحالي، للتركيز على التجارة والنقل والطاقة، لتوسيع التعاون فيها خلال الفترة المقبلة.

وكان الرئيس سلام وصل الى مطار الملكة علياء الدولي في عمّان في زيارة رسمية الى المملكة الأردنية الهاشمية، يرافقه وزير الدفاع ميشال منسى ووزير الخارجية يوسف رجي. وبداية التقى سلام والوفد الوزاري المرافق، رئيس الوزراء الاردني جعفر حسان، وجرى بحث في العلاقات الثنائية والتعاون في مجالات السياسة والامن والاقتصاد.اضافة الى بحث التطورات الخطيرة في المنطقة.و حضر اللقاء عن الجانب الأردني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء عبداللطيف النجداوي.

وأشاد سلام «بدور الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في دعم لبنان والوقوف إلى جانبه في كل المراحل»، واكد أنها«مواقف تاريخية واستراتيجية مقدّرة».وأعرب عن تقدير بلاده لدعم الأردن للمؤسسات اللبنانية والجيش اللبناني، مؤكدا أن الأردن كان إلى جانب لبنان في مختلف الازمات التي مر بها. وشدد على العلاقات الاستراتيجية بين لبنان والأردن وعلى التقارب الكبير بين البلدين والشعبين والشقيقين في الرؤى والمواقف تجاه مختلف قضايا المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية.

وقال: إن صوت الأردن مسموع في العالم، وأن لبنان يحتاج هذا الجهد والإسناد الأردني في هذه المرحلة التي يمر بها .ولفت في هذا الصدد إلى التحديات التي تمر بها المنطقة في ظل استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي عن ما يسمى «إسرائيل الكبرى» والتصعيد في الضفة الغربية، مؤكدا أن «إسرائيل من عزلة إلى عزلة في العالم»، في ظل ما تقوم به من إجراءات في الضفة الغربية المحتلة ومجازر في قطاع غزة.

وقال إن الدول العربية تقدمت بمبادرة السلام العربية لحل الازمات في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وعلى أساس حل الدولتين مؤكدا انه وبعد مرور عقدين من الزمن، لا يوجد حل آخر واقعي سوى هذا المسار.

كما أعلن رئيس الحكومة في مقابلة على شاشة «المملكة»، أنه من غير الممكن لحكومته التراجع عن مهلة تطبيق حصرية السلاح بيد القوى الشرعية في الدولة..وأكد سلام أن «الحكومة لن تلغي القرار الذي اتخذ بضرورة حصرية السلاح بيد القوى الشرعية» .

وأوضح أن «موضوع حصرية السلاح ليس جديداً ونحن نسميه سحب سلاح حزب الله، لكنه ينضوي تحت ما سمي باتفاق الطائف 1989 القاضي ببسط سلطة الدولة اللبنانية» .

وكشف سلام أنه طلب من الملك عبد الله الثاني الاستمرار بدعم الجيش اللبناني لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها خاصة الوضع في الجنوب.

بدوره قال الرئيس حسّان: إن الواقع لا يشير إلى وهم إسرائيل الكبرى بل إلى إسرائيل المنبوذة المعزولة المحارَبَة المحاصرة، بسبب سياسات التوحُّش والتطرُّف التي تنتهجها.

التمديد لليونيفيل

مجلس الأمن يصوِّت الاثنين

وتنتظر الساحة السياسية لاحقاً ترددات بدء مجلس الامن الدولي امس الاول، في مناقشة مشروع القرار الفرنسي للتجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب.وسط خلافات حادة حول بقائها من عدمه.

مشروع القرار يمدّد ولاية اليونيفيل حتى 31 أب / 2026 ويتضمّن كذلك فقرة يُعرب فيها مجلس الأمن عن «عزمه على العمل من أجل انسحاب هذه القوة الدولية تدريجيا لكي تصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان» ..لكن الطرح الفرنسي واجه اعتراضا إسرائيليا وأميركيا.

وينص مشروع القرار الفرنسي على إبقاء التفويض ساريا حتى 31 آب/أغسطس 2026، مع إشارة واضحة إلى أن ولاية البعثة الأممية لن تكون مفتوحة بلا سقف، بل مرتبطة بمسار تدريجي يعيد المسؤولية الأمنية بالكامل إلى السلطات اللبنانية.

ويُنتظر أن يعرض النص على التصويت في 25 آب، الاثنين المقبل قبل أيام من انتهاء الولاية الحالية، وسط انقسام واضح بين الضغوط الإسرائيلية والأميركية من جهة، والحرص الفرنسي على تثبيت حضور أممي يضمن استقرار الجنوب من جهة ثانية.

وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية،ردّا على سؤال عن موقف الولايات المتّحدة التي تتمتّع بحقّ النقض (الفيتو): نحن لا نعلّق على مفاوضات جارية في مجلس الأمن الدولي.

وحسب المعلومات التي تسربت من المناقشات، بأن المندوبة الاميركية أعادت تكرار موقف بلادها من عدم جدوى اليونيفيل وتوقفت عند الاتفاق الذي لا طائل منه.

ودار نقاش حاد حول هذه النقطة بين ممثل فرنسا وايطاليا والولايات المتحدة حول هذه النقطة، حيث أصر الجانبان الاوروبيان على أهمية التمديد لعام كامل، قبل التطرق إلى أي موضوع آخر كإنسحاب أو سواه.

وفي السياق، أكد الرئيس الجمهورية جوزف عون لقائد «اليونيفيل» اللواء ديوداتو ابنيارا تمسّك لبنان ببقاء القوات الدولية في الجنوب طوال المدة اللازمة لتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية، مشدّدًا على أهمية التعاون بين الجيش و«اليونيفيل» وأهالي البلدات والقرى الجنوبية.

واشارالرئيس عون إلى ان لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد لـ «اليونيفيل» نظرا لحاجة لبنان اليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الامن والاستقرار في الجنوب ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب الى 10 الاف عسكري، وهذا امر يتطلب تعاونا مع «اليونيفيل» التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الامن في الجنوب، وبالتالي فإن أي تحديد زمني لانتداب « اليونيفيل» مغاير للحاجة الفعلية اليها سوف يؤثر سلبا على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه.

التدخل الاسرائيلي المعادي لبقاء اليونيفيل

على أن الانكى، والامر المستفزة التدخل الاسرائيلي الهادف إلى العرقلة.

فقد أفادت وسائل اعلام اسرائيلية بأن وزير الخارجية جدعون ساعر وجّه رسالة رسمية الى نظيره الأميركي ماركو روبيو، طالبه فيها بوقف عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. وقال ساعر لروبيو في رسالته: أنه كان من المفترض أن تكون اليونيفيل مؤقتة منذ البداية، وهي قد فشلت في مهمتها الأساسية بمنع تموضع حزب الله جنوب نهر الليطاني..

المفتي: لا فتنة ولا حرب أهلية

في المواقف، وفي عشاء تكريمي على شرفه، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ان «لبنان يمر بمرحلة حساسة ودقيقة للغاية مع تصاعد الخطاب السياسي في الآونة الأخيرة وخصوصًا على بعض الموضوعات المختلف في معالجتها، مما يتطلب منّا تعزيز وحدتنا وتكاتفنا وتعاوننا لإعادة بناء دولتنا والالتفاف حولها ودعم مؤسساتها الشرعية لكي ننهض بوطننا. علينا أن نحافظ دائما على التلاقي في ما بيننا لأن بالتلاقي والمحبة والتشاور نتجاوز الكثير من الصعاب، وعلينا جميعا أحزابا وتيارات سياسية العودة إلى الثوابت الوطنية وأن يسود منطق الدولة، لا نريد إنشاء دويلات تحل محل الدولة، نحن نؤمن بالدولة الواحدة على الأرض اللبنانية والاحتكام الى الدستور واتفاق الطائف الذي أنهى الحرب العبثية الأهلية في لبنان، وأوقف حمَّام الدم الذي عانينا منه لسنوات».

أضاف:«لن تكون هناك فتنة مذهبية او طائفية أو حرب أهلية في لبنان، لأننا جميعا لا نريد هذا الأمر أبدا، وسنقف سدا منيعا أمام أي تحريض بهذا الخصوص، ما نريده في لبنان السيد الحر العربي المستقل على جميع أراضيه، فغير هذا المنطق يدخلنا في متاهات كثيرة، وعلينا أن نتمسك بعمقنا العربي الذي نعتز بالانتماء إليه».

وتابع:«لبنان استعاد نسج علاقاته مع الدول العربية الشقيقة على أسس صحيحة ومتينة، والعرب ينظرون إلى لبنان أنه بلد العيش المشترك، ولبنان من صدَّر الى العالم هذا المفهوم الوطني الجامع المتعدد الأعراق والأجناس واللغات والشرائع».

الراعي: الشيعة سئموا الحرب

وفي المواقف ايضاً ما أعلنه البطريك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في حوار مع «العربية»، أكد فيه من أن انسحاب اسرائيل سيسهل نزع سلاح حزب الله وأن أبناء الطائفة الشيعية سئموا الحرب ويريدون العيش بسلام، وعلى حزب الله الاقتناع بأن الجيش اللبناني يحب اللبنانيين دون تمييز مشدداً على تمسكه بالعيش المشترك الذي يميز لبنان، ونص عليه الدستور، مؤيداً قرار الحكومة بحصر كل سلاح غير قانوني، وشدد على أن الطائفة الشيعية ممثلة في البرلمان والحكومة، واعتبر أن حرب اسناد غزة التي بدأها حزب الله أتت بالحرب على لبنان.

ولم يرَ الراعي مانعاً من السلام مع اسرائيل مستقبلاً عندما تكون الظروف مناسبة، وقال: رسالتي إلى حزب الله: أعلن ولاءك النهائي للبنان، كاشفاً أن الاوضاع لا تسمح بزيارة ايران مع أنه تلقى دعوة لزيارتها.

شكوى نيابية ضد قاسم

وفي خطوة من شأنها أن تحرك الانشغالات يتجه عدد من نواب وممثلي الأحزاب بالشكوى ضد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.فقد اجتمع ممثلون عن «الاحزاب اللبنانية السيادية» هذه الاحزاب استثنائياً في مكتب النائب اللواء أشرف ريفي في الأشرفية، ناقشوا خلاله التصريحات الأخيرة للشيخ نعيم قاسم والتي قالوا: انها لامست حدود تعريض لبنان لحرب أهلية وإثارة النعرات الطائفية».وتقرر أن يقوم نواب وشخصيات سياسية باللجوء الى النيابة العامة التمييزية والتقدّم بشكوى جزائية ضد الشيخ نعيم قاسم وكل من يظهره التحقيق، واتخاذ الإجراءات القضائية بحقه وملاحقته والإدعاء عليه بالمواد 288 و 295 و 303 و307 و 317 معطوفة على المادة 24 وما يليها من القانون رقم 137/59 المعدّل .

كما كلّف المجتمعون اللواء اشرف ريفي «القيام باتصالات مع زملاء نواب آخرين للتقدّم معهم بالشكوى الجزائية المذكورة ضد المشكو منه الشيخ نعيم قاسم وكل من يظهره التحقيق شريكا محرّضا وفاعلاً».

وفي الاطار القضائي، انتهى التحقيق مع الناشط وليم نون في انفجار مرفأ بيروت في قصر العدل، بعد استدعائه على خلفية دعوى قضائية تتعلق بـ«إثارة النعرات الطائفية وخرق قانون مقاطعة إسرائيل». واستمر التحقيق قرابة ساعتين، خرج بعدها نون بسند إقامة، دون أن يُطلب منه التوقيع على أي تعهّد، وفق ما أفاد أهالي ضحايا انفجار المرفأ.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

لقاء سري يعيد الحرارة بين «بعبدا» و«حزب الله»

شرط اميركي جديد «لتمديد محدود» للطوارئ الدولية
صيد ثمين لـ«الجيش»: تنسيق بين «عين الحلوة» وفصائل سورية

جاءت زيارة الثنائي توم براك – مورغان اورتاغوس الى بيروت، لتشكل لحظة مفصلية في التوجه الاميركي نحو لبنان في ظل التوترات الداخلية المتصاعدة، والانقسامات السياسية حول مستقبل العلاقات الاقليمية والدولية، لا سيما مع اقتراب موعد تسليم الجيش لخطته في ما خص حصر السلاح.

فالرحلة البيروتية، التي حملت في طياتها مروحة من الرسائل الاستراتيجية، رغم قصر مدتها القياسي، عشية زيارات اميركية استطلاعية اخرى لشيوخ من الكونغرس، وسط ضغوط خارجية متزايدة لدفع بيروت نحو خيارات اكثر وضوحا في التموضع الاقليمي، وتحركات ديبلوماسية تشهدها اروقة الامم المتحدة تتعلق بالتجديد لقوات «اليونيفيل»، دفعت بمصادر متابعة الى ابداء اعتقادها بان اولى الارتدادات ستظهر في تسريع بعض المسارات السياسية، خصوصا تلك المتعلقة باعادة تفعيل الحوار بين القوى الداخلية حول تطبيق القرارات الدولية، كما يتوقع ان تشهد العلاقة بين بيروت وواشنطن دفعة اضافية باتجاه بلورة دعم امني واقتصادي مشروط بالاصلاحات والاستقرار المؤسساتي.

وعليه رأت المصادر ان ما بعد الزيارة لن يكون كما قبلها، اذ ان لبنان يقف امام اختبار جديد في ترجمة الرسائل الاميركية الى خطوات سياسية واضحة، فيما تبدو واشنطن وكانها وضعت كرة القرار مجددا في الملعب اللبناني، في انتظار ما اذا كان الداخل سيلتقط الفرصة ام يضيعها، وسط استمرار التكهنات حول فحوى اللقاءات التي عقدت وسرّ انضمام المساعدة السابقة للموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى الوفد.

سر اورتاغوس

اوساط اميركية كشفت ان انضمام مورغان اورتاغوس الى الفريق، وفقا للصيغة التي اعلنها توم براك من بعبدا، بناء على طلب مباشر من الخارجية الاميركية، ليس بروتوكوليا، انما جاء من باب اعادة الاعتبار لها، وبقرار مباشر من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، مشيرة الى ان أورتاغوس سيكون لها دور كبير على صعيد الاتصالات مع اسرائيل، كما سيكون لها دور متقدم في المرحلة المقبلة الى جانب السفير ميشال عيسى، التي تمر علاقتها بتوتر واضح مع براك، فضلا عن العلاقة التي تربطها بقائد القيادة الوسطى الجديد الجنرال كوبر، والذي سيشرف شخصيا على خطط تسليح وتجهيز الجيش، وتقييم مدى التزام لبنان عسكريا بتعهداته.

معادلة جديدة

الى ذلك، ورغم الحراك الديبلوماسي الخارجي، فإن الحراك الداخلي يشهد على ما يشبه القطيعة، لا سيما بين القصر الجمهوري و «حزب الله»، حيث يسيطر نوع من الجفاء في العلاقة، نجح في ترطيبه بشكل محدود، حتى الساعة، سلسلة الاتصالات على اكثر من خط لاعادة وصل ما انقطع بين المقرات على خلفية القرارات الاخيرة لمجلس الوزراء، وآخرها نجاح محاولات كسر الجليد على خط بعبدا – حارة حريك، حيث حصل لقاء بين «المستشار الرئاسي» محمد عبيد ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، تم التطرق خلاله الى العموميات في عملية «غسل للقلوب»، وشرح موفد بعبدا كيفية تطور الامور من وجهة نظر الرئاسة الاولى، على ان تعقد اجتماعات اخرى لاحقا.

ووفقا لمصادر متابعة فان مبادرة عبيد يمكن اختصارها «بانه في حال لم تلتزم اسرائيل بالورقة الاميركية فلبنان في حِل منها، وبالتالي تعتبر قرارات مجلس الوزراء كانها لم تكن»، مشيرة الى ان الموفد الاميركي توم براك اعاد التاكيد خلال زيارته الاخيرة الى ان لا ضمانات، رغم اصرار بيروت على انها شرط اساسي لتنفيذ الورقة الاميركية، وعليه فان الزام تل ابيب بوقف الاعمال العدائية يأتي قبل حصر السلاح بيد الدولة.

وتابعت المصادر بان مجلس الوزراء منح الجيش اللبناني مهلة ولم يفرض على اليرزة جدولا زمنيا، وبالتالي فان الجيش سيعرض خطته وتوقيته وفقا لقدراته، وتصوره للآليات والاحتمالات، وهو ما سيكون موضع نقاش معمق داخل الحكومة، التي قد تلجأ الى استشارة خبراء من العسكريين المتقاعدين، بعيدا عن المزايدات وضغط اي من الشوارع.

التجديد لليونيفيل

وفي انتظار الرد الاسرائيلي على ورقة لبنان التي حملها توم براك معه من بيروت الى تل ابيب، قفز استحقاق التمديد لليونيفيل الى الواجهة، مع اصرار وزير الخارجية الاميركية على كشف قراره بالموافققة على خطة انهاء عمل اليونيفيل، خلال وجود فريقه في بيروت، في رسالة واضحة الى الحكومة اللبنانية، بانها ستكون وحيدة في تنفيذ القرارات التي ستتخذها، بعدما اثبتت اليونيفيل عجزها.

وفي هذا الاطار تكشف المعطيات الديبلوماسية، ان بعثة لبنان في الامم المتحدة تبلغت من 14 دولة تاييدها التمديد المبدئي لقوات الطوارئ الدولية، دون تحديد الآليات والمدة. وفي هذا الاطار تكشف المعلومات ان وقف التمويل قد اتخذ عمليا في واشنطن، ضمن استراتيجية أميركية تقوم على تقليص النفقات الخارجية التي تعتبرها غير ذات فائدة، ولا رجوع عنه، الا ان توم براك نجح في احداث خرق في جدار التصلب الاميركي، حيث يعمل على تمرير تسوية تقوم على تمديد واحد واخير لليونيفيل لمدة عام، مع توسيع الصلاحيات لتشمل الاراضي اللبنانية كافة، بما فيها شمال الليطاني، رغم ان هذا التفويض يحتاج الى موافقة الحكومة اللبنانية، على ان تنجز الوحدات المشاركة في القوة انسحابها الكامل من الجنوب، نهاية آب 2026، مقابل تعزيز عمل لجنة مراقبة وقف اطلاق النار بالتعاون مع الجيش اللبناني، ما يشير الى تماهي طرح براك مع الموقف الاسرائيلي.

مصادر وزارية كشفت ان رئيس الجمهورية قدم مطالعة سياسية – امنية امام الوفد الاميركي، شرح فيها الحاجة الى التمديد لليونيفيل من دون تغيير في مهامها وعديدها، انطلاقا من عدة اعتبارات اولها ان الجيش يستكمل انتشاره في الجنوب وهو بحاجة الى دعم تلك القوات ووجودها، وثانيا وجودها يمنح القرار 1701 الرعاية الدولية المطلوبة، وثالثا، حاجة المواطنين في تلك المنطقة الى الخدمات الاجتماعية والصحية والانسانية التي تقدمها اليونيفيل ، خصوصا في ظل الدمار الذي خلفته الحرب الاخيرة، وتعثر عمليات اعادة الاعمار، مشيرة الى ان الجانب الاميركي لم يعلق على الامر، واكتفى بتدوين ملاحظاته، وتحديدا مورغان اورتاغوس.

مجلس الامن

وكان مجلس الأمن الدولي، بدأ مناقشة مشروع قرار قدّمته فرنسا يقضي بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لعام إضافي، على أن يشكّل ذلك تمهيداً لانسحابها التدريجي.

وبحسب وسائل إعلام دولية، فإن كلّاً من الولايات المتحدة وإسرائيل تعارض التمديد لليونيفيل، المنتشرة منذ العام 1978 على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، حيث كلّفت بموجب القرار 425 الإشراف على انسحاب إسرائيل من الجنوب ومساعدة الجيش اللبناني في بسط سلطته، فيما يُتوقع أن يشهد النقاش مواجهة ديبلوماسية بين الأطراف المؤيدة للتمديد وتلك التي تضغط نحو تقليص أو إنهاء التفويض.

وينصّ مشروع القرار على تمديد ولاية اليونيفيل حتى 31 آب 2026، ويتضمّن فِقرة يعبّر فيها المجلس عن «عزمه على العمل من أجل انسحاب القوة الدولية»، بحيث تصبح الحكومة اللبنانية هي «الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان». ومن المقرّر أن يُطرح مشروع القرار للتصويت في 25 آب الجاري، قبل أيام من انتهاء ولاية القوة في نهاية الشهر، في وقت يتابع فيه لبنان الرسمي بقلق مسار المداولات وسط تصعيد ميداني متواصل مع إسرائيل على الحدود الجنوبية.

اشارة الى ان عديد هذه القوات سبق وتم تخفيضه خلال السنوات الماضية من 15 الف جندي، كما كان مقررا الى حوالي 11 الفا يخدمون حاليا في الجنوب، اكبر الوحدات الكتيبة الفرنسية وعديدها حوالى 850 عنصرا.

الحدود

وفي رد مباشر على تصريحات براك من بيروت، تقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي في اتجاه اطراف كفركلا خلال الساعات الماضية مستحدثا مركزا جديدا عند اطراف البلدة، ما يرفع النقاط المحتلة الى 7، وسط محاولات قضم المزيد من الاراضي، وفرض منطقة عازلة، بدأها على ما يبدو من شبعا ومحيطها.

عين الحلوة

تمكنت امس مديرية المخابرات، في عملية معقدة، وبعد رصد ومتابعة لمدة طويلة، من توجيه ضربة للجماعات الارهابية داخل المخيم، من خلال توقيف كل من نمر عيسى واشرف حمد، عند احد حواجزها في محيط مخيم عين الحلوة، لدى محاولتهما الدخول عائدين من سوريا، وهما من «العناصر» الفاعلة داخل الجماعات الاسلامية المتطرفة في المخيم على صعيد الاغتيالات، ومن الاشخاص المطلوبين بملفات ارهابية.

عملية طرحت اكثر من علامة استفهام لجهة توقيتها، مع وصول اكثر من مسؤول فلسطيني الى بيروت من رام الله، لاستكمال الخطوات اللازمة لسحب السلاح الفلسطيني، حيث يعمل الرئيس عباس على خطين، الاول، انساني – اجتماعي، في ظل الوضع المأسوي الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، والثاني، عسكري، مع قرار اعادة تنظيم صفوف فتح ومنظمة التحرير في لبنان، تمهيدا لمناقشة خطوات ضبط الامن داخل المخيمات ومصير السلاح فيها.

الحدود الشرقية

ووسط موجة الاشاعات المحيطة بالاجواء الميدانية على طول الحدود الشرقية مع سوريا، والحديث عن حشودات مسلحة، فعلت الدولة اللبنانية خطوط التواصل الامني مع الجانب السوري، ومع جهات عربية تعمل على هذا الخط، كما ان الجيش اللبناني عزز من اجراءاته ومن انتشار وحداته في المواقع المتقدمة، مدعومة بالمدرعات والمدفعية وراجمات الصواريخ، كما انه فعل عمله الاستخباراتي والاستطلاعي على مدار الساعة، مستعينا بالطائرات من دون طيار، وبطائرات السوبر توكانو والسيسنا - كارافان، التي تقوم بدوريات على طول الحدود لرصد اي تحركات او عمليات تسلل.

الحملة على المخدرات

وفي الامن ايضا، بدا لافتاً خلال الايام الماضية سلسلة الضربات النوعية التي نجحت القوى الامنية اللبنانية في توجيهها لتجار المخدرات والكبتاغون، حيث تكشف مصادر امنية متابعة ان الخطوات المحققة جاءت نتيجة التعاون الامني وتبادل المعلومات مع الدول العربية الشقيقة التي قدمت معطيات ثمينة نتيجة التحقيقات التي اجرتها مع موقوفين على اراضيها، مؤكدة على ان لبنان ملتزم بتعهداته بمكافحة المخدرات ووقف تجارتها من وعبر الاراضي اللبنانية، الى العالم، وتحديدا دول الخليج، وقد نجحت الاجراءات المتخذة في تحقيق الكثير من الانجازات.

السعودية

ووسط الحديث عن قرب مغادرة السفير السعودي وليد البخاري بيروت للالتحاق بمقر عمله الجديد مطلع العام في احدى الدول الاوروبية، على ان يحل مكانه احد ديبلوماسيي سفارة بلاده في الامارات، القنصل عبدالله المطوع، بعد ترفيعه لرتبة سفير، دعت اوساط ديبلوماسية عربية الى عدم قراءة الانفتاحة الاعلامية السعودية على المسؤولين اللبنانيين في غير محلها، في ظل الاجواء التي تسعى بعض المقرات الى تسويقها، مؤكدة ان أي خطوات عملية سعودية لجهة رفع الحظر عن سفر السعوديين وتوقيع الاتفاقيات مع لبنان لم يحن وقتها بعد.

ورات المصادر أن هناك توافقًا أميركيًا – سعوديًا كبيرًا، وتنسيقًا على أعلى مستوى، وتطابقًا في الرؤى حيال النظر إلى لبنان، وبالأخص في ما يتعلق بحزب الله، موضحة ان الرياض تريد العودة إلى روحية “اتفاق الطائف”، باعتبار أنّ الاتفاق ينص على سحب السلاح وحصرية امتلاك الدولة اللبنانية للقرار السيادي. وبالتالي، هناك دفع سعودي في اتجاه تنفيذ هذه الالتزامات، خاتمة بان الاسابيع المقبلة قد تشهد زيارة لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، رغم ان التحضيرات جارية لزيارة سريعة للموفد السعودي الامير يزيد مطلع ايلول الى بيروت.

سلام في الاردن

على صعيد آخر، استقبل الملك عبدﷲ الثاني رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الذي بدأ زيارة رسمية الى الاردن، وأكد الملك دعم الأردن الكامل للبنان في تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته»، بحسب بيان للديوان الملكي الهاشمي. وأشار الملك عبدالله خلال اللقاء في حضور ولي العهد الأمير الحسين ورئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، إلى «أهمية توسيع التعاون بين الأردن ولبنان في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية»، مشدّداً على «إدامة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي». وناقش الجانبان اللبناني والأردني في الشأن السوري، إذ اعتبر الملك عبدالله أنّ «أمن سوريا واستقرارها أولوية مشتركة»، لافتاً إلى «دعم الأردن لجهود الأشقاء السوريين في الحفاظ على استقرار بلدهم وسيادته وسلامة مواطنيه».

وكان سلام وصل إلى مطار الملكة علياء الدولي في عمّان في المملكة الأردنية الهاشمية، يرافقه وزير الدفاع ميشال منسى ووزير الخارجية يوسف رجي. والتقى سلام نظيره الاردني جعفر حسان في عمان وأكّدا على ضرورة بذل كل الجهود لوقف الحرب في غزة والاعتداءات في الضفة الغربية والتصعيد الخطر في المنطقة. وقال سلام: «صوت الأردن مسموع في العالم ولبنان يحتاج إلى هذا الدور في هذه المرحلة التي يمرّ بها.» وأشار الى أنّ إسرائيل من عزلة إلى عزلة في العالم في ظل ما تقوم به من إجراءات في غزة والضفة الغربية.

عون متفائل

في المواقف الداخلية، استقبل رئيس الجمهورية رئيس لجنة الاشغال والنقل النيابية النائب سجيع عطية الذي قال: جلستنا مع فخامة الرئيس كانت عملية وفعالة ومفعمة بالايجابية. لمست لديه تفاؤلاً كبيراً بالمرحلة المقبلة. وقد جئت للوقوف الى جانبه وتأييد مواقفه وحكمته واسلوبه الوطني الذي يتعاطى من خلاله بمسائل عديدة، منها موضوع الاتفاق المتعلق بجنوب لبنان والمقترحات الأميركية. وبحسب ما قاله لي فخامة الرئيس، هناك تعاط إيجابي، وهو يريد المحافظة على الشعور الوطني والكيان اللبناني، واكد لي ان الجيش جاهز في وجه التهديدات التي تطلق، وتشكل علاقاته الدولية ضمانة كبيرة للبنان.

لا فتنة او حرب

وفي عشاء تكريمي له، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ان «لبنان يمر بمرحلة حساسة ودقيقة جدا مع تصاعد الخطاب السياسي في الآونة الأخيرة وخصوصًا على بعض الموضوعات المختلف في معالجتها، مما يتطلب منا تعزيز وحدتنا وتكاتفنا وتعاوننا لإعادة بناء دولتنا والالتفاف حولها ودعم مؤسساتها الشرعية لكي ننهض بوطننا.

وأضاف «لن تكون هناك فتنة مذهبية او طائفية أو حرب أهلية في لبنان، لأننا جميعا لا نريد هذا الأمر أبدا، وسنقف سدا منيعا أمام أي تحريض بهذا الخصوص، ما نريده في لبنان السيد الحر العربي المستقل على جميع أراضيه، فغير هذا المنطق يدخلنا في متاهات كثيرة، وعلينا أن نتمسك بعمقنا العربي الذي نعتز بالانتماء إليه».

الراعي

وفي حديث تلفزيوني، أكد البطريرك بشارة بطرس الراعي، أن انسحاب إسرائيل من لبنان سيسهل حصر سلاح حزب الله بيد الدولة، مشيرا إلى أن هناك «إجماع لبناني حاسم على تنفيذ قرار سحب سلاح حزب الله»، وأن قرار الحكومة اللبنانية واضح بحصر كل سلاح غير قانوني، واشار الى ان «كلام الأمين العام لحزب الله مزايدة ولا وجود لحرب أهلية»، وإلى أن المطلوب من حزب الله تسليم سلاحه للدولة اللبنانية.

بارقة امل

وفيما يتوقع ان يحدث قرار العودة الى فرض الرسوم على المشتقات النفطية، لتمويل الزيادة المقرة للعسكريين، وسط الضغوط الكبيرة التي تمارس على مجلس الشورى للسير بالمراجعة المقدمة امامه، ازمة كبيرة في الاوساط الشعبية، ارتدى التصنيف الدولي الطويل الأجل بالعملة المحلية الجديد للبنان والذي حددته وكالة SP بـccc مع نظرة مستقبلية مستقرة، طابع الإيجابية من قبل مؤسسة دولية، وذلك للمرة الأولى بعد أكثر من 7 أعوام من التصنيف السلبي، ما يطرح نظرةً مستقبلية إيجابية، وإن كانت توقعات الخبراء لا تزال تشوبها نظرة تشاؤمية ما دام لبنان مهدداً باللائحة السوداء. ويرى الخبراء الاقتصاديون، ان الوصول إلى نتائج أكثر إيجابية ونجاح لبنان في استعادة تصنيفه السابق، يتطلب مسيرةً شاقة من الإصلاح وإعادة بناء مؤسسات الدولة على قواعد الشفافية والمحاسبة، فيما تبقى الخطوة الأكثر أهمية، هيكلة المصارف وتفعيل عمل القطاع المصرفي، وبالتالي استعادة المصارف لدورها الطبيعي، عندئذ فقط سيرتفع تصنيف لبنان فعلا، وخصوصاً أن المصارف ما زالت العمود الفقري في الاقتصاد لجهة التمويل وتحريك عجلة القطاعات الاقتصادية كافةً.

*************************************************


افتتاحية صحيفة الشرق:

إسرائيل تريد إلغاء «اليونيفيل » ولبنان يتمسّك بوجودها

قبل ستة ايام على التئام مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار فرنسي للتمديد لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، بدأ مناقشته اول امس، تفاعل الملف اقليميا ومحليا ودولياً، في ضوء توجيه تل ابيب رسالة رسمية الى واشنطن تطالب بوقف عملها ما دامت فشلت في مهمتها، تم كشف النقاب عن فقرة في متن المشروع حول عزم مجلس الأمن العمل لانسحاب هذه القوة الأممية لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان، في مؤشر الى تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار وحصر السلاح بيد الجيش ، تزامنا مع معلومات عن امكان نشر قوات متعددة الجنسية بأعداد جد محدودة بعد سحب اليونيفيل، لمساعدة الجيش في اتمام مهمته.

وفي انتظار الرد الاسرائيلي على ورقة لبنان التي حملها اول امس الموفد الاميركي توم براك معه من بيروت الى تل ابيب، قفز استحقاق التمديد لليونيفيل الى الواجهة. ، ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجنرال Diodato Abagnara خلال استقباله في قصر بعبدا، ان لبنان متمسك ببقاء القوات الدولية في الجنوب في المدة التي يتطلبها تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية. واكد الرئيس عون على ان لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي، والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد لـ”اليونيفيل” نظرا لحاجة لبنان اليها من جهة، ولضرورة المحافظة على الامن والاستقرار في الجنوب ومواكبة تمركز الجيش بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب الى 10 الاف عسكري، وهذا امر يتطلب تعاونا مع ” اليونيفيل” التي تقوم بواجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الامن في الجنوب، وبالتالي فإن أي تحديد زمني لانتداب ” اليونيفيل” مغاير للحاجة الفعلية اليها سوف يؤثر سلبا على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني من احتلال إسرائيل لمساحات من أراضيه.

رفض اسرائيلي

في المقابل، أفادت وسائل اعلام اسرائيلية بأن وزير الخارجية جدعون ساعر وجّه رسالة رسمية الى نظيره الأميركي ماركو روبيو طالبه فيها بوقف عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. وقال ساعر لروبيو في رسالته أنه كان من المفترض أن تكون اليونيفيل مؤقتة منذ البداية، وهي قد فشلت في مهمتها الأساسية بمنع تموضع حزب الله جنوب نهر الليطاني. من جانبها، اشارت وكالة الصحافة الفرنسية الى ان “مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا للتمديد لليونيفيل يتضمّن فقرة حول عزم مجلس الأمن العمل لانسحاب هذه القوة الأممية لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان”. وكان مجلس الأمن الدوليّ بدأ الإثنين مناقشة مشروع قرار قدّمته فرنسا، لتمديد ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لمدة عام واحد، تمهيدًا لانسحابها تدريجيًا. ومن المقرّر أن يصوّت أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر على مشروع القرار في 25 آب، قبل انتهاء ولاية اليونيفيل.

سلام في الاردن

على صعيد آخر، استقبل الملك عبدالله الثاني رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الذي قام امس بزيارة رسمية الى الاردن، وأكد الملك دعم الأردن الكامل للبنان في تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته”، بحسب بيان للديوان الملكي الهاشمي.

تفاؤل رئاسي

في المواقف الداخلية، استقبل رئيس الجمهورية رئيس لجنة الاشغال والنقل النيابية النائب سجيع عطية الذي قال: جلستنا مع فخامة الرئيس كانت عملية وفعالة ومفعمة بالايجابية. لمست لديه تفاؤلاً كبيراً بالمرحلة المقبلة. وقد جئت للوقوف الى جانبه وتأييد مواقفه وحكمته واسلوبه الوطني الذي يتعاطى من خلاله بمسائل عدة، منها موضوع الاتفاق المتعلق بجنوب لبنان والمقترحات الأميركية. وبحسب ما قاله لي فخامة الرئيس، هناك تعاط إيجابي، وهو يريد المحافظة على الشعور الوطني والكيان اللبناني، واكد لي ان الجيش جاهز في وجه التهديدات التي تطلق، وتشكل علاقاته الدولية ضمانة كبيرة للبنان.

شكوى ضد قاسم

اما بعد خطاب أمين عام حزب الله الاخير، فاجتمعت الجبهة السيادية واعتبرت أن مواقف نعيم قاسم المهددة تعرض اللبنانيين للخطر. وقرر المجتمعون اللجوء الى القضاء اللبناني والتقدم بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية ضد قاسم وملاحقته والادعاء عليه، وكلف المجتمعون النائب اللواء اشرف ريفي بالقيام بسلسلة اتصالات مع النواب للادعاء على قاسم وكل المشتركين معه.

ابدأ بنفسك

من جهته، رد عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ على كلام الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم وتوجه اليه بالقول: “شيخ نعيم ماذا فعلت بنا؟ حولتنا كلنا نحن الموجودين هنا وكل اللبنانيين إلى صهاينة! استطعت بساعة كلام واحدة ان تقوم بما لم تستطع ان تقوم به اسرائيل من اول ما وجدت، استطعت ان تجعل من لبنان كله صهيونيا. ماذا فعلت بنفسك؟ ماذا فعلت بمشروعك؟ ان اردت ان تتهم فابدأ بنفسك لانه بالمحصلة يتبين انك انت من يخدم مشروع اسرائيل واذا كنا صهاينة فأنت الاول فينا باعمالك وكلامك!”.

التحقيق مع نون

قضائيا ايضا، أنهى وليام نون، شقيق الضحية في انفجار المرفأ جو نون، التحقيق معه في قصر العدل، بعد استدعائه على خلفية دعوى قضائية تتعلق بـ”إثارة النعرات الطائفية وخرق قانون مقاطعة إسرائيل”. واستمر التحقيق قرابة ساعتين، خرج بعدها نون بسند إقامة، دون أن يُطلب منه التوقيع على أي تعهّد، وفق ما أفاد أهالي ضحايا انفجار المرفأ في بيان.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

خطة فرنسية - أميركية لإنهاء مهمة «اليونيفيل» في 18 شهراً

برّاك أقنع مسؤولي ترمب بالحفاظ على القوة المؤقتة حالياً وسط «تفهم» لبناني

 كشف دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» عن أن مشروع القرار الذي وزعته فرنسا في مجلس الأمن للتجديد 12 شهراً للقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل)، يواجه تحفظاً من الولايات المتحدة التي تسعى إلى وضع جدول زمني واضح للبدء في تصفية البعثة الأممية التي تنتشر في جنوب البلاد منذ 48 عاماً، وسط ضغوط إسرائيلية لإنهاء عملها فوراً.

وعملت الدبلوماسية الفرنسية بشكل دؤوب مع المفاوضين الأميركيين خلال الأسابيع القليلة الماضية، للتوصل إلى مشروع القرار الذي وزع على أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة عقدت بعد ظهر الاثنين؛ لمناقشة وضع «اليونيفيل» التي ينتهي تفويضها الحالي في 31 أغسطس (آب) الحالي.

وبصفتها رئيسة لمجلس الأمن هذا الشهر، حددت روسيا، الاثنين المقبل، موعداً للتصويت على النص الذي وصفه دبلوماسيون بأنه «متوازن»؛ إذ إنه يستجيب لمطالبة الحكومة اللبنانية بالتجديد لـ«اليونيفيل» من جهة، ولمساعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخفض مساهمة الولايات المتحدة في كل عمليات حفظ السلام عبر العالم، بما فيها «اليونيفيل»، من جهة أخرى.

وتضغط إدارة ترمب لسحب قوات الأمم المتحدة في كل من جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي. غير أن بريطانيا ودولاً أوروبية أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا وغيرها تصر على إبقاء مهمة «اليونيفيل» في لبنان، رغم مطالبة إسرائيل بسحبها.

الجدل الإسرائيلي

ورداً على ذريعة الجانب الإسرائيلي للمطالبة بإنهاء عمل «اليونيفيل» لأن اسمها يشير إلى أنها «قوة مؤقتة» وهي تواصل عملها منذ بدء انتشارها الأول عام 1978، كشف الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه لأن المفاوضات لا تزال جارية على المسودة المقترحة، عن أن أعضاء مجلس الأمن عبروا عن «ارتياحهم»؛ لأن الجانب اللبناني يبدي «تفهماً لطبيعة العمل المؤقتة لليونيفيل»، علماً بأن ذلك «لا يعني انسحابها في هذا الوقت الحرج»، في إشارة إلى الأعباء الكثيرة الملقاة على عاتق الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية المختلفة، والتي تشمل حفظ الأمن على طول الحدود اللبنانية - السورية لمنع تسلل أي إرهابيين، وفي محيط المخيمات الفلسطينية تمهيداً لسحب السلاح منها، فضلاً عن الاستعداد لتنفيذ قرارات الحكومة اللبنانية في شأن «حصرية» السلاح ضمن مؤسسات الدولة، بما يشمل الأسلحة التي يملكها «حزب الله»، وتلبية التزامات لبنان في شأن التفاهمات الواردة في ورقة المبعوث الأميركي توم براك.

ووفقاً لمصدر أميركي، أبدى براك «تفهماً مقابلاً» لمشاغل المسؤولين اللبنانيين في شأن ضرورة استمرار عمل «اليونيفيل» خلال الأشهر المقبلة، علماً بأنه كان واضحاً لجهة أن مسؤولين كباراً في الإدارة لديهم موقف غير محبذ للعمل الذي تقوم به أجهزة الأمم المتحدة.

ويبدو أن ذلك يشير ضمناً إلى وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يتولى أيضاً منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، وهو قريب من الرئيس ترمب. ورغم ذلك، توجد تباينات رئيسية مع وجهة نظر إسرائيل التي تضغط لسحب للقوة بذريعة عدم فاعليتها. ويرى دبلوماسيون أن سحب «اليونيفيل» في الوقت الراهن «سيؤدي إلى فراغ هائل لا يمكن للحكومة اللبنانية وقواها الذاتية ملأه على الفور».

تشدد روبيو

ووقّع روبيو أخيراً على خطة من شأنها تقليص عمل «اليونيفيل»، وإنهاء وجودها في غضون الأشهر الستة المقبلة، علماً بأن «اليونيفيل» التي تتألف حالياً من نحو 10500 جندي من 47 دولة، اضطلعت بدور مهم في مراقبة الوضع الأمني في جنوب لبنان، لكنها أثارت انتقادات من عدد من المشرعين الأميركيين، الذين يعدّونها «هدراً غير فعال للمال، ولا تؤدي إلا إلى تأخير هدف القضاء على نفوذ (حزب الله)، واستعادة السيطرة الأمنية الكاملة للجيش اللبناني».

وهذه مجرد خطوة أخرى في ظل تقليص إدارة ترمب بشكل كبير لأولوياتها وميزانيتها للشؤون الخارجية، بما في ذلك التعبير عن تشككها في التحالفات الدولية، وخفض تمويل وكالات الأمم المتحدة وبعثاتها.

وبدعم من براك نجح المفاوضون اللبنانيون والفرنسيون في الضغط على روبيو وآخرين لدعم تمديد مهمة «اليونيفيل» لعام إضافي، تليه فترة ستة أشهر لتصفية عملياتها.

ودفعت هذه الأجواء المفاوضين الفرنسيين إلى توجيه «نصيحة» للجانب اللبناني بعدم الإصرار على «مجرد التجديد التقني» لبعثة «اليونيفيل» خشية أن يؤدي ذلك إلى استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع ذلك.

مشروع القرار

وصاغ الدبلوماسيون الفرنسيون مشروع القرار، الذي يتضمن ديباجة وعشر فقرات عاملة، بشكل يراعي مطالب الولايات المتحدة إلى حد ما. وتمثل ذلك خصوصاً في الفقرة العاملة الخامسة التي تنص على أن مجلس الأمن «ينوي العمل على انسحاب (اليونيفيل) بهدف جعل الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان، شريطة أن تسيطر حكومة لبنان سيطرة كاملة على كل الأراضي اللبنانية»، داعياً المجتمع الدولي إلى «تكثيف دعمه، بما في ذلك المعدات والمواد والمال» للجيش اللبناني. وربط سحب «اليونيفيل» بأن يتفق الطرفان اللبناني والإسرائيلي «على تسوية سياسية شاملة».

ولا يتضمن مشروع القرار موعداً محدداً لسحب «اليونيفيل». وخلال المفاوضات، اقترح المفاوضون الأميركيون تقليص المهمة لأسباب مالية، في ظل التخفيضات الكبيرة المتوقعة في ميزانية الأمم المتحدة، علماً بأن أحد الخيارات المطروحة يتمثل بتقليل عدد جنود «اليونيفيل» مع تعزيز وسائلها التكنولوجية لمراقبة الوضع على الأرض. غير أن النص الفرنسي المقترح لم يتضمن أياً من هذه التفاصيل.

وباستثناء ممثل الولايات المتحدة، أكد دبلوماسي في مجلس الأمن أن الأعضاء الـ14 الآخرين خلال الجلسة المغلقة أيدوا النص الذي اقترحته فرنسا، فيما حرص الجانب الأميركي على أنه ينبغي تمديد المهمة لعام أخير فقط. ولم يشأ الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على «المفاوضات التي لا تزال جارية حول (اليونيفيل)»، أو على درجة مشاركة نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، في هذه المفاوضات نيابة عن إدارة الرئيس ترمب..

***********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

مصير اليونيفيل نحو الحسم وترقب لرد إسرائيل
 

من بيروت إلى عمَّان إلى باريس إلى نيويورك، توزع الاهتمام اللبناني والمتابعة اللبنانية. الاستحقاق الأقرب هو التمديد لقوات الطوارئ الدولية، وأهمية هذا الاستحقاق هذه المرة أنه مرتبط بعمل هذه القوات في ما يتعلق ليس فقط بالقرار 1701 بل بتطبيق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني من العام الفائت، وورقة الموفد الأميركي توم براك التي وافق مجلس الوزراء اللبناني عليها، في جلستين متتاليتين في الخامس والسابع من هذا الشهر.

واشنطن ستوافق على التمديد

في الـخامس والعشرين من هذا الشهر سيصوت أعضاء مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار التمديد لـ «اليونيفيل»، أي قبل ستة أيام على انتهاء ولايتها، وسط ترقب للموقف الأميركي. لكن واشنطن، وعلى رغم معارضتها القوية للتجديد لـ «اليونيفيل»، تتجه إلى الموافقة على مشروع القرار الفرنسي بالتجديد لهذه القوة، مشترطة أن يكون ذلك لعام أخير فقط. مصادر قريبة من الخارجية الأميركية قالت إن هذه الموافقة المشروطة هي فرصة أخيرة للحكومة اللبنانية، وتأتي إفساحًا في المجال لتنفيذ قراراتها بأن تصبح الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأمن في جنوب لبنان، وأن تسيطر سيطرة كاملة على جميع الأراضي اللبنانية.

إسرائيل تعارض التمديد

توازيًا، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الخارجية جدعون ساعر وجّه رسالة رسمية إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو، طالبه فيها بوقف عمل قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان.

وقال ساعر لروبيو في رسالته إنه كان من المفترض أن تكون «اليونيفيل» موقتة منذ البداية، وهي فشلت في مهمتها الأساسية في منع تموضع «حزب الله» جنوب نهر الليطاني. يُذكَر أن «مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا للتمديد لـ «اليونيفيل» يتضمّن فقرة عن عزم مجلس الأمن على العمل لانسحاب هذه القوة الأممية لتصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في جنوب لبنان».

وقال متحدّث باسم الخارجية الأميركية، ردّا على سؤال عن موقف الولايات المتّحدة التي تتمتّع بحقّ النقض (الفيتو): «نحن لا نعلّق على مفاوضات جارية في مجلس الأمن الدوليّ».

عون: لبنان متمسك ببقاء «اليونيفيل»

في المقابل، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، لقائد «اليونيفيل» اللواء Diodato Abagnara «تمسّك لبنان ببقاء القوات الدولية في الجنوب طوال المدة اللازمة لتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية»، مشدّدًا على «أهمية التعاون بين الجيش و«اليونيفيل» وأهالي البلدات والقرى الجنوبية».

في هذا السياق، علمت «نداء الوطن» أن لبنان الرسمي لم يتبلغ أي جديد من واشنطن بخصوص «اليونيفيل»، ولم يُعلم ما إذا كانت هناك ليونة، في حين أن بعثة لبنان في الأمم المتحدة لم تُعلم المسؤولين اللبنانيين بأي جديد أو أي تغيير في الموقف الأميركي يمكنه أن يفتح باب التجديد لعام. وهناك تخوف رسمي لبناني من أن تبقى الضبابية الأميركية حتى موعد جلسة مجلس الأمن على رغم أن لبنان شرح موقفه، في ما خص «اليونيفيل»، لمورغن أورتاغوس وتوم براك.ومن جهة ثانية لم تبلغ واشنطن لبنان بأي جديد بالنسبة إلى الموقف الإسرائيلي من الورقة، وبقيت أمس الأمور مبهمة بانتظار تواصل براك أو السفارة الأميركية مع المسؤولين اللبنانيين.

الراعي ينتقد تدخل إيران في الشأن اللبناني

وفي المواقف، اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في حديث لقناة «العربية»، أن «قرار الحكومة واضح بحصر كل سلاح غير قانوني بيد الدولة»، وقال: «هناك إجماع لبناني حاسم على تنفيذ قرار نزع سلاح «حزب الله»، وأبناء الطائفة الشيعية سئموا الحرب ويريدون العيش بسلام».

واعتبر أن «كلام الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم مزايدة ولا وجود لحرب أهلية»، لافتًا إلى أن «حزب الله» كان مخترقًا داخليًا ولا أحد يريد الحرب. وقال: «على «حزب الله» الاقتناع بأن الجيش يحمي اللبنانيين من دون تمييز، والعيش المشترك هو ما يميز لبنان ومنصوص عنه في الدستور». وطالب الأمم المتحدة بـ «تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية»، منتقدًا تدخل إيران في الشأن اللبناني.

قبلان و"سلاح الله"

وفي رسالة مباشرة إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي،أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بيانًا مؤكّدًا أنّ»سلاح حزب الله هو سلاح حركة أمل، وسلاحهما سلاح الله، ولا توجد قوة تستطيع نزعه، ودونه أنفسنا ووجودنا وكل إمكاناتنا دفاعًا عن لبنان». ورأى أنّ ما قدّمته المقاومة وأمل من تضحيات هو الذي هزم إسرائيل وانتزع الدولة من أنيابها يوم احتلت لبنان وفرغته من وطنيته.

وتابع، «الحديث عن إجماع على نزع سلاح المقاومة قرار فارغ وخيانة خطيرة تخدم مصالح إسرائيل، ووزنه الوطني صفر. لن نسمح للصهيونية بإعادة احتلال لبنان، وثقتنا بالله وبالشعب والجيش والمقاومة ثابتة، والطائفة الشيعية سئمت الاستسلام والخيانة وتتهيأ دوماً لبذل الدماء دفاعاً عن الوطن».

إحياء اللجنة اللبنانية - الأردنية المشتركة

وفي زيارة مهمة في توقيتها ومضمونها، زار رئيس الحكومة نواف سلام الأردن والتقى الملك عبدالله الثاني الذي أكد دعم الأردن الكامل للبنان في تعزيز أمنه والحفاظ على سيادته. وأشار الملك عبدالله إلى أهمية توسيع التعاون بين الأردن ولبنان في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية. ودعا إلى إدامة التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي. وبالحديث عن سوريا، أكد الملك عبدالله أن أمن سوريا واستقرارها أولوية مشتركة، لافتًا إلى دعم الأردن جهود السوريين في الحفاظ على استقرار بلدهم وسيادته وسلامة مواطنيه.

الرئيس سلام، وبحسب وكالة الأنباء الأردنية «بترا»، أكد «أن إسرائيل من عزلة إلى عزلة في العالم، في ظل ما تقوم به من إجراءات في الضفة وغزة. وأشار إلى أن «صوت الأردن مسموع في العالم، ولبنان يحتاج إلى هذا الدور في هذه المرحلة التي يمرّ بها».

لقاء سوري - إسرائيلي - أميركي في باريس

ومساء، اتجهت الأنظار إلى باريس التي جمعت وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك. اللقاء هو الثاني خلال شهر بين ديرمر والشيباني برعاية أميركية، وتسعى إدارة ترامب إلى التوسط بين إسرائيل وسوريا للتوصل إلى اتفاق يقضي بإنشاء ممر إنساني من إسرائيل إلى مدينة السويداء جنوب سوريا، بهدف إيصال المساعدات إلى الطائفة الدرزية.

ربما في هذا السياق جاء لقاء الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف مع براك في العاصمة الفرنسية قبل اجتماع ديرمر، براك والشيباني.

صواريخ «غراد» إلى «حزب الله» مجددًا

وفي خبر لافت، كان قد أعلن جهاز الأمن الداخلي السوري، عن ضبط شاحنة محملة صواريخ «غراد» في حمص، كانت متجهة إلى لبنان، وصادر جميع الأسلحة التي كانت على متنها، والصواريخ عائدة لـ «حزب الله».

الداخلية السورية أصدرت بيانًا قالت فيه إنه بعد ضبط سيارة محمّلة بصواريخ غراد كانت معدة للتهريب باتجاه الحدود اللبنانية. وبالمتابعة الدقيقة ورصد الكاميرات لتحديد خط سير السيارة ومصدرها، إضافةً إلى الاستعانة بمعلومات الأهالي وتمشيط المنطقة، تم العثور على كميات كبيرة من القذائف المدفعية والهاون وأنواع متعددة من الذخائر، مخبأة في منطقة شرقي الفرقلس، وكانت معدة للتهريب.

ويجري التحقيق لتحديد المسؤولين عن تخزين هذه الأسلحة والجهة التي كانت وراء محاولة تهريبها، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram