مادونا في عيدها الـ67: ملكة البوب بين الأسطورة والاستفزاز

مادونا في عيدها الـ67: ملكة البوب بين الأسطورة والاستفزاز

 

Telegram

 

 

 

في السادس عشر من أغسطس 1958، ولدت مادونا لويز فيرونيكا سيكوني في مدينة باي سيتي بولاية ميشيغان، لأسرة كاثوليكية من ستة أطفال، لأب من أصول إيطالية وأم كندية.

 

ومنذ طفولتها، كانت تملك وضوح الرؤية وقوة الشخصية التي ميزتها لاحقًا، حتى وصفها والدها بأنها أصبحت “الأم الثانية” للأسرة بعد وفاة والدتها المفاجئة.

 

حلمت منذ صغرها بالشهرة والخروج من ميشيغان، وقالت في إحدى مقابلاتها عام 2021: “كنت أعرف ما أريد: أن أصبح مشهورة، وأفعل كل ما يلزم لتحقيق ذلك.”

 

بدايات صعبة وعناد لا يلين

هربت من المنزل أكثر من مرة وهي مراهقة، وفي سن الثالثة عشرة حاولت التوجه إلى برودواي مع شاب يكبرها بخمس سنوات، قبل أن يوقفها والدها في محطة الحافلات.

 

وبعد سنوات قليلة، غادرت إلى نيويورك بجيوب شبه فارغة لكنها مسلحة بالطموح والإصرار.

في التاسعة عشرة، أعادت المحاولة مرة أخرى، ومع الوقت بدأت شقتها الصغيرة في نيويورك تتحول إلى منصة انطلاق لمسيرة غير مسبوقة. أغنيتها الأولى Born to Be Alive أنتجها صديقها ودي جي الدومينيكاني جيليبين بينيتيز عام 1982، ومنها انطلقت لتكتب تاريخًا جديدًا في عالم الموسيقى.

 

أيقونة موسيقية وثقافية

 

على مدار أكثر من أربعة عقود، لم تكن مسيرة مادونا مجرد نجاحات موسيقية أو جولات حطمت الأرقام القياسية، بل كانت أيضًا حكاية إعادة اختراع متواصلة ومعارك ثقافية مفتوحة.

في الثمانينيات، ارتبطت بعلاقة مثيرة مع الفنان التشكيلي جان ميشيل باسكيات، الذي وصفته لاحقًا بـ “العبقري الحساس الذي أخفى ألمه بالمخدرات والكحول”. ورغم أن العلاقة لم تدم سوى أربعة أشهر، فإنها تركت بصمة قوية في حياتها.

 

لاحقًا، أثارت زيجاتها وعلاقاتها مع مشاهير مثل الممثل شون بن والمخرج البريطاني غاي ريتشي، وأسماء أخرى مثل توباك ووارن بيتي ودينيس رودمان، اهتمام الإعلام، لكنها ظلت تؤكد استقلاليتها: “من أنا لأبرر من أريد أن أعيش معه؟“

 

الاستفزاز كهوية فنية

عرفت مادونا كيف تستخدم الجدل وسيلة للتأثير. كليب Like a Prayer أثار ضجة بسبب رموزه الدينية، بينما منع Justify My Love من العرض على MTV بسبب جرأته.

 

لكن بدلًا من أن تهرب من الانتقادات، حولت كل جدل إلى منصة تثبت من خلالها حرية تعبيرها، لتصبح رمزًا للتحرر النسائي وكسر التابوهات.

 

ولم يكن تأثيرها أقل في عالم الموضة، إذ تعاونت مع مصممين مثل جان بول غوتييه، وأعادت تعريف مفهوم العرض الموسيقي من خلال استعراضات أيقونية مزجت بين الموسيقى والمسرح والرقص.

 

مادونا اليوم: أم وفنانة ورائدة أعمال

 

اليوم، وفي سن الـ67، تعيش مادونا حياة مزدوجة بين الأمومة والفن. لديها ستة أبناء: ابنتها الكبرى لورديس ماريا من علاقتها بالراقص كارلوس ليون، وروكو من زواجها من غاي ريتشي، إضافة إلى أربعة أطفال بالتبني يرافقونها في جولاتها حول العالم.

 

إلى جانب الغناء، تدير مادونا أعمالها عبر شركتها Maverick Records، وتواصل إنتاج الموسيقى. باعت خلال مسيرتها نحو 300 مليون تسجيل، وحصدت أكثر من 355 أسبوعًا في قوائم الموسيقى العالمية. ثروتها تقدَّر بـ200 مليون دولار، وتعيش متنقلة بين نيويورك ولندن ولشبونة ولوس أنجلوس.

 

إرث لا ينطفئ

رغم الانتقادات المتكررة بشأن اعتمادها على الأداء المسجل في بعض عروضها الأخيرة، تظل مادونا واحدة من أكثر الفنانين متابعة على وسائل التواصل، مع أكثر من 100 مليون متابع، بينهم 20 مليونًا على إنستغرام فقط.

 

كما لم تغب عن الجانب الإنساني، حيث تدعم مشاريع تعليمية وصحية في إفريقيا، ما يعكس وجهًا آخر لنجمة عُرفت دومًا بالتمرد والاستفزاز.

 

وبين الفن والحياة الشخصية، لا تزال مادونا حتى اليوم ملكة البوب التي صنعت أسطورة خاصة بها، وأسهمت في تشكيل ثقافة كاملة، ولا تزال تواصل كتابة فصول جديدة من قصتها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram