من بروناي إلى آسيان.. "التنين الصيني" يبني قلاعه التجارية وسط ضغوط أمريكية

من بروناي إلى آسيان..

 

Telegram

 

من بروناي إلى آسيان.. "التنين الصيني" يبني قلاعه التجارية وسط ضغوط أمريكية

 

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز نفوذها في جنوب شرق آسيا، بدأت الصين أعمال توسعة ميناء "موارا" في بروناي، الأكبر في البلاد. 

 

المشروع، الذي يُنفَّذ بتكلفة 2 مليار يوان (278 مليون دولار أمريكي)، يهدف إلى مضاعفة قدرة الميناء لتصل إلى 500,000 وحدة مكافئة لعشرين قدمًا (TEU) بحلول نهاية عام 2027 .

 

تُنفَّذ التوسعة بالتعاون بين شركة "دار السلام للأصول البروناوية" ومجموعة "ميناء خليج قوانغشي بيبو" الصينية، التي أسست معًا شركة "ميناء موارا" في عام 2017 .

 

وتتضمن الأعمال إنشاء محطة حاويات جديدة قادرة على استيعاب سفن شحن كبيرة تصل حمولتها إلى 50,000 طن، علاوة على إضافة أرصفة جديدة وتطوير المحطات الحالية.

 

تأثير الحرب التجارية على التجارة الصينية

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تواجه الصين تحديات كبيرة في ظل الحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة.

 

وفقًا لبيانات الجمارك الصينية، انخفضت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 35% في مايو 2025 مقارنة بالعام السابق . في المقابل، ارتفعت صادرات الصين إلى دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بنسبة 16.6% في الشهر نفسه، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا نحو أسواق جديدة.

ميناء "موارا": بوابة جديدة للتجارة الصينية

يُعد ميناء "موارا" نقطة وصل حيوية بين الصين ودول جنوب شرق آسيا، إذ يُسهم في تسهيل حركة التجارة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين. وبدأ تشغيل أول طريق مباشر لشحن الحاويات بين موارا ومدينة تشينتشو في مقاطعة قوانغشي الصينية في يوليو 2023، ما يُسهم في تسهيل تدفقات التجارة بين غرب الصين والمناطق النائية الأقل نموًا في شرق جنوب شرق آسيا .

 

الآفاق المستقبلية

مع اكتمال التوسعة المخطط لها، يُتوقع أن يُصبح ميناء موارا مركزًا إقليميًا رئيسيًا للتجارة والخدمات اللوجستية، ما يُعزز من مكانة بروناي كمحور تجاري في المنطقة. تُشير التحليلات إلى أن هذه الخطوة تُعد جزءًا من استراتيجية الصين الأوسع لتعزيز وجودها الاقتصادي في جنوب شرق آسيا، في مواجهة التحديات التي تفرضها الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

 

تأثير إقليمي أوسع

لا تقتصر جهود الصين لتطوير الموانئ على بروناي وحدها، بل تُعد جزءًا من استراتيجية شاملة لإعادة تشكيل ممرات التجارة العالمية. تهدف هذه الخطوات إلى مواجهة الضغوط الأمريكية، وضمان استمرار نمو الصادرات الصينية، وتأمين الوصول إلى المواد الخام الحيوية، وتعميق التكامل الاقتصادي مع دول رابطة جنوب شرق آسيا.

 

لكن هذه الاستثمارات الصينية في المنطقة أثارت ردود فعل متباينة بين حكومات دول جنوب شرق آسيا، التي تجد نفسها تحت ضغط واشنطن لتطبيق قواعد صارمة تتعلق بأصل البضائع وطرق الشحن، بهدف الحفاظ على شروط تجارية مواتية، ما يضيف بعدًا سياسيًا حساسًا إلى مشاريع البنية التحتية الصينية في المنطقة.

 

باختصار، تعكس استراتيجية الصين لتوسيع الموانئ في جنوب شرق آسيا، والتي يبرزها مشروع ميناء "موارا" الجاري تنفيذه في بروناي، جهودها الرامية إلى تعزيز العلاقات التجارية الإقليمية وحماية طرق التصدير وسط تصاعد التوترات والمناورات التنافسية مع الولايات المتحدة.

 

 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram