أحداث خلدة بين مسؤولية الدولة ،وثأر العشائر ومشاريع الفتنة  ،وصبر المقاومة 

أحداث خلدة بين مسؤولية الدولة ،وثأر العشائر ومشاريع الفتنة  ،وصبر المقاومة 

 

Telegram


خطورة العملية الثأرية أنها كانت تحمل أكثر من معنى الثأر، فالمكان المختار لتنفيذ العملية يفرض مقتل منفذ العملية وبالتالي تصعيد الخلاف وحدوث ما لم يكن تحمد عقباه .ولكن إلقاء القبض على الجاني منع حصول الأمر الخطير .
طبيعة الجريمة كانت تقتضي من الدولة اللبنانية قراءة أبعاد عملية الاغتيال الثأري والتعامل معها بطريقة تمنع أهدافها وتقضي على غايتها ، ومن أولى التدابير التي كان  على الدولة إتخاذها حماية الطريق التي سيسلكه موكب التشييع .
إن الكمين الذي تعرض له موكب التشييع يؤكد أن الحدث أبعد من عملية ثأرية ، 
وأن شرقطة أحداث خلدة كانت ستنتشر في أماكن خطرة كثيرة ، ودليلنا ردّات الفعل السريعة في أكثر من مكان .
كان على السلطة تقدير خطورة المشهد ، وهي التي تعلم طريقة تفكير العشائر وإرتباطاتهم وتعرف أيضا أنه اجتمعت فيهم أبشع الخصال التي منها :
العقلية العشائرية التي لا تحسب حسابا للمصلحة الوطنية .
العقلية الطائفية التي تعتبر أن مصلحة الطائفة فوق مصلحة الوطن ، 
ولهذين السببين كان على القوى الأمنية أن تكون حريصة على المصلحة الوطنية وتفرض التدابير اللازمة .
إذا كانت السلطة تزعم أنها غير قادرة ، فهي أثبتت بعد الحادثة أنها قادرة عندما أوقفت الإشتباكات وفتحت الطريق وأعادت الأمور الى ما كانت عليه قبل الحادثة .
مسؤولية القوى الأمنية محاصرة موقد النار ومنع إشتعال النار التي قد تصل شراراتها الى مكان لم يكن بالحسبان ، لأ أن تنتظر إشتعال النار وتبادر الى إطفائها .
ما حصل في خلده يحمل وجه من وجهين .
وجه الخربطة المحلية بأوامر من مرجعيات داخلية لها إرتباطات خارجية 
وجه خربطة داخلية بأمر عمليات من الخارج .
وفي الحالتين كان على السلطة تدارك الأمر ومنعه ، أما وقد حدث الأمر فالمسؤولية تقع على السلطة وعلى العشائر .
لقد مارست المقاومة أعلى درجات الإدراك والوعي من لحظة اغتيال المقاوم على شبلي الى لحظة تنفيذ الكمين ، الى هذه اللحظة ، لقد مارست الصبر لأنها أكدّت إدراكها لإستهدافات الإغتيال والكمين .
مش كل مرة تسلم الجرّة ، لذلك لا يجوز الاستهتار بما حدث ، وكي لا يتكرر الحدث ذاته في نفس المكان أو في أماكن أخرى على الدولة اللبنانية وقوى النفوذ الطائفية " نقول الطائفية بحسرة "أن تعمل على  إلقاء القبض على جميع المتورطين من منفذين ومخططين وسوقهم الى السجن ومعاقبتهم بما يستحقون .
لبنان في القعر وهو يمشي على حفاف جهنم التي وعدنا بها رئيس الجمهورية ، وزحطة واحدة نصبح في جهنم الموعودة .
كان جدي يقول  قيلَ: كان فلان يُجبّر اليد المكسورة ، أما أنا فأقول :إني أُجبّرها قبل أن تنكسر .
نحن نعلم جيدا أنهم سيخسرون المعركة بعشائر ودون عشائر ، بـأذيال ودون أذيال ولكن علينا أن نكون حذرين من الوقوع في فخ التجربة ، تجربة الفوضى الداخلية ، أو تجربة الكونفدرالية الطائفية ، مع أننا عمليا نعيش في كيانات الطوائف ولم نعد نعيش في الكيان اللبناني .
علينا أن نقرأ حدث خلدة أبعد من الثأر ونبني على هذه القراءة خططا ومواقفا .
نؤكد من جديد أن بلاءنا بيهود الداخل أشد من بلاءنا بيهود الخارج .
نُكبر صبر المقاومة ووعيها ، وندين من نفّذ جريمة خلدة والكمين لأنه كان يريد فتنة كبيرة .
نداء العمل القومي 
اللجنة الإذاعية 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram