أقدم أثر موثق لحلب يعود للألف الخامس قبل الميلاد، وبذلك يكون عمر المدينة نحو 7 آلاف عام، حكمها الآراميون والرومان والمسلمون.
في مكان ما على مفترق الأساطير والحضارات، تحت أنقاض الزلازل وضجيج الحروب، تفتح مدينة عينيها كل صباح كما لو أنها ترفض أن تنسى، مدينة ليست من هذا الزمان، ولا لزمان بعينه، بل لكل الأزمنة دفعة واحدة، كأنها ذاكرة الأرض تجسدت في حجر وصوت وتاريخ لا يمحى. هي حلب، رواية من 7 آلاف عام، كتبتها الممالك والفتوحات والحضارات التي تناوبت، قصة كتبتها آلهة الشعوب القديمة، والأديرة والكنائس والمساجد والابتهالات والصلوات والأناشيد والأغاني. مدينة لا تموت قبل موت الأرض، وإن تبدل سكانها وأحجارها، هي حلب شاهد على أنقاض الزمن، هي حلب مهد الديانات والمعتقدات، مدينة "الإله حدد"، التي صمدت أمام الزلازل والغزوات، مفترق طرق التجارة القديمة التي لم تعد مكاناً... بل سؤال مؤجل عن معنى الصمود، تتغير فيها الأسماء والوجوه، لكنها تبقى سوراً عالياً وسوقاً ضاجة وقلعة شامخة ومدينة تأبى أن تكون من الماضي.
في قلب الشمال السوري، تقف مدينة مشيدة على طبقات التاريخ، لا تكاد تخطو فيها خطوة إلا وتجد أثراً لحضارة، أو بقايا مملكة، أو صدى معركة غيرت مجرى الزمان. هي حلب، ليست كباقي المدن، بل كائن حي يعيش منذ أكثر من 7 آلاف عام، شاهدة على تحولات الشرق من الممالك الكنعانية إلى ردع العدوان.
يروي المفكر العربي الشهير، ابن حلب، عبدالرحمن الكواكبي، في كتابه "طبائع الاستبداد"، كيفية تأثير البيئة الثقافية خلال نشأته في المدينة العتيقة، فيقول: "في حلب، كنت أسمع الخطيب يحاور الفقيه، ويساجلهما تاجر البز، من دون أن يعلو صوت أحد على صوت الآخر".
تبعد حلب عن العاصمة دمشق نحو 310 كيلومترات، وتعد واحدة من أكبر بلاد الشام، وثاني أقدم مدينة في سوريا بعد دمشق. تعاقبت عليها حضارات عدة، بدءاً من الحضارة الحيثية ثم الآرمية والآشورية والفارسية والهلينية والرومانية والبيزنطية، قبل أن تمر عليها الحضارة الإسلامية بمختلف حقبها، وتبقى بها حتى اليوم.
أقدم أثر في حلب جرى اكتشافه عام 1996 على يد علماء آثار من جامعة تورنتو الكندية، حيث اكتشفت بقايا مدينة في منطقة تل السودة وتل قصر شمال حلب، تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، وبذلك يكون العمر الموثق لحلب يمتد لنحو 7 آلاف عام.
AFP__20250104__36T28U4__v3__HighRes__TopshotSyriaConflictKurds.jpg
تربطها علاقة جغرافية وعاطفية بتركيا (أ ف ب)
أصل التسمية
مثلها مثل باقي المدن العظيمة، تعددت النظريات في شأن اسم حلب، أقدم اسم لها ورد موثقاً في عهد مملكة إبلا باسم "أرمان"، وذلك في الألف الثالث قبل الميلاد. وفي وثيقة أخرى بالعهد ذاته، كان يطلق على منطقة حلب اسم "آران"، وفي عهد مملكة ماري سميت "هليا"، قبل أن يغير اسمها إلى "حلبو" منذ نحو عام 1800 قبل الميلاد، وذلك في عهد الأموريين. وعام 312 قبل الميلاد، قامت دولة السلوقيين على يد مؤسسها سلوقس الأول نيكاتور، الذي أطلق على حلب اسم "بيروا"، وبقيت المدينة تحمل هذا الاسم طوال العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية. أما حول تسميتها باسمها الحالي "حلب"، يرى بعض اللغويين العرب أن الكلمة هي تعريب لكلمة "حلبا" السريانية، التي تعني البيضاء، فيما ذكر المؤرخ خير الدين الأسدي أن أصل كلمة حلب يعود إلى "حل لب، إذ إن معنى كلمة حل هو المحل وكلمة لب هو التجمع، فيصبح معنى كلمة حلب هو موضع التجمع". وإلى جانب اسمها الحقيقي يطلق على حلب إلى اليوم "الشهباء"، التي فسرها البعض من الشهب، وهو البياض يتخلله السواد، حيث لقبت بهذا اللقب لبياض تربتها وحجارتها، فيما تقول أساطير شعبية إن أصل كلمة الشهباء يعود إلى بقرة شهباء كان النبي إبراهيم يحلبها فقيل "حلب الشهباء"، وقد قوبل هذا الطرح بكثير من الانتقادات كونه غير مبني على أساس علمي، كما أنه لم يرد في النصوص الدينية.
كما أسلفنا فإن أقدم أثر لحلب يعود للألف الخامس قبل الميلاد، لكن لا تتوفر معلومات عن تفاصيل تاريخ المدينة قبل عام 3 آلاف قبل الميلاد عندما كانت تابعة لمملكة أرمان. وبعد ما استطاع الأكاديون تدمير مملكة أرمان، تراجعت أهمية حلب حتى عام 1800 قبل الميلاد عندما استولى عليها البابليون في فترة الدولة البابلية القديمة، وبقيت تحت سيطرتهم حتى نهاية القرن الـ16 قبل الميلاد عندما دمرها الحيثيون بقيادة مرسيليس الأول، واستولى عليها. وبعد انهيار مملكة الحيثيين في القرن الـ12 قبل الميلاد، أصبحت حلب جزءاً من مملكة أرفاد الآرامية. وفي القرن التاسع قبل الميلاد، أصبحت عاصمة للدولة الآرامية قبل أن تستولي عليها الإمبراطورية الآشورية الثانية، ثم تمكنت المملكة البابلية الثانية من استعادة حلب من الآشوريين، قبل أن تغزوها الإمبراطورية الفارسية.
عام 333 قبل الميلاد استولى الإسكندر المقدوني على حلب، وبقيت تحت حكم المقدونيين حتى عام 64 قبل الميلاد حين أصبحت جزءاً من مقاطعة سوريا الرومانية، وبقيت تحت الحكم الروماني.
AFP__20241220__36QU4QD__v1__HighRes__SyriaConflictHistoryHeritage.jpg
تعد جامعة حلب ثاني أهم جامعة سورية بعد جامعة دمشق، تضم 18 كلية و8 معاهد تقنية (أ ف ب)
المسلمون في حلب
عام 637 وصل المسلمون للمرة الأولى إلى مدينة حلب، ضمن موجة الفتح الإسلامي خلال فترة الخلافة الراشدة، كان أول من وصلها القائدان العسكريان الإسلاميان خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح. وشكلت المدينة مركزاً اقتصادياً مهماً ومستقراً طوال فترة الدولة الأموية، واستمرت حالها كما هي خلال فترة الحكم العباسي، واستقلت للمرة الأولى عن الخلافة عام 944 عندما أصبحت عاصمة للدولة الحمدانية التي يقودها سيف الدولة الحمداني، وفي فترة حكمه عاشت المدينة عصراً ذهبياً على رغم وقوعها على الثغور التي تواجه المد الصليبي. وبالفعل تمكن الصليبيون من احتلالها فترات قصيرة مرتين، الأولى عام 974 والثانية عام 987. كذلك تعرضت للحصار مرات عدة خلال فترة الحروب الصليبية بين عامي 1098 و1124. وفي التاسع من أغسطس (آب) 1138، تعرضت منطقة حلب لزلزال مدمر، قلب سافل المدينة على عاليها، محدثاً دماراً لم تشهده حلب من قبل.
عام 1183 أصبحت حلب تحت سيطرة الدولة الأيوبية، التي يحكمها صلاح الدين الأيوبي، وفي الـ24 من يناير (كانون الثاني) 1260 حاصرها المغول بقيادة هولاكو، وبعد ستة أيام من الحصار الخانق والقصف بالمنجنيق، تمكن المغول من الدخول إلى حلب، فدمروا المدينة وقتلوا من سكانها ما لا يعد ولا يحصى، ولا يوجد حتى اليوم إحصاء دقيق لعدد الضحايا الذين قتلهم المغول من سكان حلب. وبعد الانتهاء منها وتثبيت حكمهم فيها، جهزوا جيشاً لغزو دمشق التي تمكنوا أيضاً من الاستيلاء عليها.
لم يبق المغول طويلاً في دمشق وحلب، ففي الثالث من سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، استطاع المماليك بقيادة الظاهر بيبرس الانتصار على المغول في معركة عين جالوت الشهيرة، وتوالت انهزامات المغول بعد ذلك فاستطاع المماليك استعادة دمشق ثم حلب.
حلب العثمانية
عام 1516 أصبحت حلب تحت سيطرة الدولة العثمانية، بل وكانت في بداية الدولة العثمانية ثاني أهم مدينة في تركيا بعد إسطنبول، وأصبحت مركزاً للتجارة بين الشرق والغرب. وإلى اليوم تربطها علاقة جغرافية وعاطفية بتركيا، وبقيت حلب تحت سيطرة العثمانيين حتى انهيار الإمبراطورية بعد الحرب العالمية الأولى، حيث حددت معاهدة "سيفر" منطقة حلب كجزء من سوريا، لكن مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك رفض معاهدة "سيفر"، وخاض بعدها "حرب الاستقلال"، وطالب بإعادة ضم حلب ومحيطها إلى الدولة التركية الجديدة، لكن جاءت معاهدة "لوزان" عام 1923، وحددت الحدود الجديدة لتركيا التي لا تشمل حلب.
الخروج الفعلي للعثمانيين من حلب كان عام 1918، وعام 1920 أعلنت فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان، ودخل الجيش الفرنسي إلى حلب، حيث لاقى مقاومة شعبية، كذلك رفض أهالي حلب المقترح الفرنسي بتقسيم سوريا إلى دويلات تكون إحداها "دولة حلب"، ثم انضم أهالي المدينة عام 1925 للثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين، وشاركت في النضال طوال فترة الوجود الفرنسي التي استمرت 26 عاماً، انتهت بإعلان استقلال سوريا في الـ17 من أبريل (نيسان) 1946.
AFP__20241212__36Q99YM__v6__HighRes__SyriaConflictReligionChristianity.jpg
أقدم أثر في حلب جرى اكتشافه عام 1996 على يد علماء آثار من جامعة تورنتو الكندية (أ ف ب)
شارك أبناء حلب في صناعة السياسة السورية بعد الاستقلال، فكان سعد الله الجابري هو أول رئيس حكومة سورية بعد الجلاء. وفي الـ27 من يوليو (تموز) 1963، وصل البعثي أمين الحافظ إلى منصب رئاسة الجمهورية بعد استيلاء "حزب البعث" على السلطة قبل أشهر من هذا التاريخ.
في الفترة ما بين 1979 و1982 شاركت حلب في الانتفاضة ضد حكم حافظ الأسد، وعانى أهالي المدينة الحملة العسكرية التي شنها رفعت الأسد عليها، ويقال في تقارير غير رسمية إن مدينة حلب هي ثاني مدينة سقط فيها أكبر عدد من القتلى بعد حماة في تلك الفترة.
حلب... بين الثورة والحرية
الجمعة الـ25 من مارس (آذار) 2011، مرت 10 أيام على اندلاع الانتفاضة السورية ضد حكم "البعث"، يدعو منسقو الاحتجاجات إلى تظاهرات حاشدة تحت اسم "جمعة العزة"، ليخرج أهالي حلب للمرة الأولى في تظاهرة داخل المدينة تطالب بإسقاط نظام الأسد، قبل أن تتحول التظاهرات إلى روتين أسبوعي ظهر كل جمعة.
حرص المتظاهرون في حلب، كباقي المدن السورية، على سلمية التظاهر، وعلى رغم ذلك كان يقابلهم النظام الرد بالرصاص الحي، وفي الـ30 من يونيو (حزيران) سقط أول قتيل في المدينة بنيران قوات النظام، مما زاد من حال الغضب الشعبي، لتتحول التظاهرات بعد ذلك إلى شبه يومية، مع دعوات للاعتصام في ساحة سعد الله الجابري، التي تعد واحدة من أهم الساحات في حلب.
تطورت الأحداث بسرعة في عموم سوريا، ونظراً إلى استخدام النظام العنف وسقوط ضحايا، لم يعد للحل السياسي أي معنى، وتحول إلى وسيلة لشراء الوقت. وفي الـ20 من يوليو 2012، دخل "الجيش السوري الحر" آنذاك للمرة الأولى إلى أحياء داخل مدينة حلب، واندلعت اشتباكات بينه وبين جيش النظام، خاض الطرفان "معركة حلب" التي أسفرت عن سقوط أكثر من 4 آلاف ضحية خلال أشهر بسبب قصف النظام للأحياء السكنية واتباع سياسة الأرض المحروقة.
تقول تقارير الأمم المتحدة إن نحو ثلث مدينة حلب تدمر بالكامل خلال الحرب التي شنها النظام على المدينة.
استمر وجود الجيش الحر في حلب حتى أواخر عام 2016، بعد أعوام من الحصار الخانق والقصف المتواصل، الذي اشترك به الطيران الروسي في العام الأخير، جرى التوصل إلى اتفاق أفضى إلى تهجير سكان حلب الشرقية ودخول قوات النظام إليه مع جيش من الميليشيات الإيرانية.
دخل قاسم سليماني إلى حلب نهاية 2017 يحمل نصراً إيرانياً على السوريين، وفتحت طهران قنصلية لها في المدينة، ونجحت "موقتاً" في تنفيذ واحد من أخطر مشاريع التغيير الديموغرافي، إذ هجر الآلاف من سكان حلب إلى محافظة إدلب وباقي مناطق الشمال السوري.
خلال الفترة ما بين 2017 و2024 عاشت مدينة حلب فترة من الاستقرار الأمني، يقابله وضع معيشي مترد وفقر مدقع وانعدام شبه تام للطبقة المتوسطة وهيمنة مطلقة للجماعات الموالية لإيران، بيد أن في الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بدأت المعادلة تتغير. ففي صبيحة ذلك اليوم أعلنت فصائل المعارضة السورية إطلاق عملية "ردع العدوان" وكانت حلب هدفها الأول.
بدأت المعركة من ريف حلب الغربي، وخلال ساعات سيطرت قوات المعارضة على عشرات القرى والبلدات، لتصل إلى "الفوج 46"، الذي يعد واحداً من أهم المقار العسكرية للنظام في الشمال السوري.
في اليوم الثاني للمعركة سيطرت الفصائل على الفوج العسكري وعلى باقي القرى المحيطة بحلب من الجهة الغربية. وفي اليوم الثالث بدأت بالدخول إلى المدينة، ومع نهاية الـ29 من نوفمبر، وصلت قوات المعارضة إلى أحياء الحمدانية وحلب الجديدة والجميلية وصلاح الدين والفرقان والأعظمية وسيف الدولة، وتوالت الأحياء بالسقوط واحداً تلو الآخر طوال الليل، ومع ساعات الصباح الأولى من الـ30 من نوفمبر، وصلت الفصائل المقاتلة إلى قلعة حلب ومقر المحافظة الرئيس، وبنهاية اليوم أعلنت "تحرير كامل مدينة حلب" للمرة الأولى منذ سيطرة البعثيين عليها عام 1963.
خلال الفترة ما بين الأول والسابع من ديسمبر (كانون الأول)، تعرضت المدينة لغارات جوية محدودة في محاولة لوقف عملية "ردع العدوان"، بيد أن صبيحة الثامن من ديسمبر غيرت مجرى التاريخ كله بعد إعلان انتصار الثورة السورية من العاصمة دمشق.
AFP__20241220__36QU4QA__v2__HighRes__TopshotSyriaConflictHistoryHeritage.jpg
خلال الفترة ما بين 2017 و2024 عاشت مدينة حلب فترة من الاستقرار الأمني (أ ف ب)
تنوع عرقي طائفي متناغم
أحدث إحصاء سكاني لمدينة حلب أجراه المركز السوري للإحصاء عام 2010، فقدر عدد سكانها بنحو 4.6 مليون نسمة. وتتميز المدينة بتنوع عرقي وطائفي متناغم، فعلى رغم أن نحو 80 في المئة من سكان المدينة هم من المسلمين السنة، غالبيتهم عرب يليهم التركمان والأكراد مع وجود للشركس والألبان، فيما يتركز الوجود الكردي في منطقة حي الشيخ مقصود شمال غربي المدينة.
إلى جانب المسلمين يعيش في حلب عشرات الآلاف من المسيحيين. وفي سبتمبر 2022، نشر الفاتيكان على موقعه الرسمي دراسة أعدها القس السوري داني جوري، يقول فيها إنه "لا يزال نحو 20 ألف مسيحي يعيشون في مدينة حلب، التي كان يعيش فيها قرابة 250 ألف مسيحي قبل الحرب السورية". وهو ما يعني أن نحو 90 في المئة من المسيحيين غادروا المدينة خلال أعوام الحرب السورية الـ14، تاركين أكثر من 50 كنيسة تدق أجراسها بلا مصلين، فيما شهدت الأشهر الستة الأولى من عام 2025 عودة محدودة للمسيحيين إلى حلب.
لم تكن حلب موطناً للمسلمين والمسيحيين فحسب، بل كان لليهود وجود في المدينة. ففي القرن الخامس جرى بناء ما يسمى "الكنيس القديم" لليهود من أهالي حلب، وبعد ظهور محاكم التفتيش في إسبانيا استقبلت حلب أيضاً عدداً من اليهود المهاجرين الذين استقروا في المدينة، وتركز وجود اليهود خلال القرن الماضي في حيي الجميلية وباب الفرج. وبعد إعلان "قيام دولة إسرائيل" عام 1948، هاجر عدد كبير من يهود حلب إلى فلسطين، وفي إحصاء صدر عام 1968 بقي في حلب فقط ما يقارب من 700 يهودي، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2016، هاجر آخر يهودي من مدينة حلب إلى إسرائيل.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :