في عيد الجيش اللبناني… جيشٌ قويّ أولاً، قبل أي حديث عن السلاح!

في عيد الجيش اللبناني… جيشٌ قويّ أولاً، قبل أي حديث عن السلاح!

 

Telegram

 

كتب سومر أمان الدين

في الأول من آب، يحتفل اللبنانيون بعيد جيشهم، هذا الجيش الذي لطالما شكّل رمزاً للوحدة الوطنية في وطن مشرذم، وصمام أمان في وجه الفتن والانقسامات. لكن هل يكفي أن نحتفل؟ أم أن واجبنا أن نصارح أنفسنا ونعترف بالحقيقة: لا سيادة من دون قوة، ولا جيش قوياً بلا إرادة سياسية ولا رؤية استراتيجية تحرّره من العجز الممنهج؟

 

لقد أُثقل الجيش اللبناني بمهمات حفظ الأمن الداخلي، وترك وحيداً في مواجهة الإرهاب على الحدود الشرقية، ومن دون غطاء سياسي حقيقي في مواجهة العدو الصهيوني جنوباً. ومع كل هذا، يخرج علينا البعض في كل مناسبة يكرر المعزوفة نفسها: “سلّموا سلاح حزب الله للجيش!” وكأنهم يعيشون في دولة مكتملة السيادة، تمتلك جيشاً مجهزاً ومنيعاً، قادراً على ردع إسرائيل ومجابهة التحديات الإقليمية.

 

لكن الحقيقة المرة أن الجيش اللبناني، رغم بطولاته وشهدائه، ما زال ممنوعاً من أن يتحول إلى جيش فعّال قادر على خوض معارك سيادية حقيقية. ممنوع من التسلح النوعي، خاضع لشروط المانحين، ومقيّد بمعادلات طائفية تمنعه من اتخاذ قرارات استراتيجية مستقلة.

 

فكيف يمكن أن نطلب من المقاومة أن تسلّم سلاحها لجيش نمنع عنه السلاح؟

كيف نطلب من حزب الله الانسحاب من معادلة الدفاع، بينما الدولة غائبة عن تحمل مسؤولياتها في بناء منظومة دفاع وطني شاملة؟

هل نطلب من المقاومة أن تتخلى عن دورها بينما السماء مفتوحة لطائرات العدو، وحقوقنا البحرية تُنهب، والعدو يهددنا كل يوم؟

 

نعم، نريد سلاح المقاومة في حضن الدولة،

لكن أي دولة؟

دولة خاضعة؟ أم دولة ذات سيادة فعلية؟

دولة تقيم حساباتها على وقع السفارات؟ أم دولة تمتلك قرارها الوطني المستقل؟

 

المعادلة واضحة:

جيش قوي = دولة قوية = مقاومة في قلب استراتيجية دفاع وطنية.

أما أن نرفع شعارات فارغة ونُفرغ الجيش من قدراته، ثم نلوم المقاومة لأنها لم تنكفئ، فهذه قمة الانفصام الوطني.

 

في عيد الجيش، تحية لكل جندي وضابط سهر وواجه وقاوم وصمد.

لكن أيضاً، دعوة صريحة:

حرّروا الجيش من القيود السياسية، سلّحوه بما يلزم، ضعوه في موقع السيادة الفعلية، لا الرمزية.

عندها فقط، يصبح الحديث عن “احتكار السلاح بيد الدولة” حديثاً جدياً، لا مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي والسياسي.

 

لبنان لا يُحمى بالأغاني ولا بالبيانات.

لبنان يُحمى بالرجال، بالسلاح، وبالقرار الوطني الحر.

 

كل عام وجيشنا بخير، وكل عام ونحن نقترب أكثر من الدولة التي تستحقه ويستحقها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram