حطّ “مؤتمر الذكاء الإصطناعي في لبنان” رحاله, في زحلة, محطته ما قبل الأخيرة من جولته على خمس مدن لبنانية. وحلّ ضيفاً على غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع, ببرنامج متنوّع غطى مختلف جوانب إستخدامات الذكاء الإصطناعي, وحضور رسمي لراعي المؤتمر وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي كمال شحاده, وزيرة الإعلام السابقة منال عبد الصمد, رئيس مجلس إدارة غرفة زحلة والبقاع منير التيني والأعضاء في المجلس أمين المال محمد بكري, رئيس لجنة الإعلام سعيد اللقيس, رئيس لجنة الاقتصاد طوني طعمه رئيس لجنة التخطيط والإنماء منيب الشوباصي, رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل سليم غزالي, رئيس بلدية بعلبك أحمد طفيلي, مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود, رئيس المؤتمر حكمت البعيني , رئيس تجمّع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل, رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة, مدير عام الغرفة يوسف جحا, وممثلون عن القطاعات الرسمية والمدنية في زحلة والبقاع الى حشد من المهتمين بإستكشاف آفاق الذكاء الإصطناعي.

 

جلسة الإفتتاح

 

مفتتحاً أعمال المؤتمر زفّ رئيس غرفة زحلة والبقاع منير التيني بشرى إطلاق الغرفة زحلة خدمة رقمية جديدة: “التوأم الرقمي ووكيل المحادثة المتعدد اللغات مدعوماً بالذكاء الإصطناعي” – AI Powered Digital Twin and Multi- Lingual Conversation Agent – شارحاً بأنها “منصة تفاعلية ذكية تمكّن المستخدم من التعرّف على خدمات الغرفة, والإستفسار عن المستندات المطلوبة, والوصول الى مختلف الدوائر, في أي وقت ومن أي مكان, من دون الحاجة الى زيارة المبنى”. كما أعلن عن إتجاه غرفة زحلة والبقاع الى إنشاء “مركز لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الإصطناعي” في مبنى إدمون جريصاتي الجديد التابع للغرفة بالتعاون مع الجامعات اللبنانية, وبرعاية مباشرة من وزراء التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي. ويهدف المركز الى “إحتضان الطاقات الشابة, توجيهها, دعمها ومساعدتها على إنشاء شركات ناشئة والدخول في شراكات بنّاءة مع القطاعين العام والخاص, في الداخل والخارج”.

 

من جهته أعلن رئيس المؤتمر الدكتور حكمت البعيني عن فكرة AI in the Sky- AI in the Sea – AI on the Road التي كان ينوي تنفيذها في دبي, إلا أن ما شهده من إقبال ونجاح للمؤتمر دفعه الى نقل تنفيذها الى “الوطن الأم” لبنان. وتقضي الفكرة, كما شرحها البعيني بتنظيم مؤتمر تفاعلي للذكاء الإصطناعي بالجوّ وفي المطار, على قارب ضخم وبباصات تجوب المناطق.

الى كلمة راعي المؤتمر الوزير شحاده, وقد إستهلها بتهنئة زحلة على نيلها لقب “مدينة عالمية للكرمة والنبيذ” من “المنظمة العالمية للكرمة والنبيذ”, آملًا “أن نجتمع بعد بضعة سنوات لنحتفل بزحلة “مدينة عالمية للذكاء الاصطناعي”. وأعتبر أن “الفكرة ليست بعيدة, لما يتميز به لبنان من طاقات بشرية وجامعات ومؤسسات لديها الإستعداد لتتوجه الى المناطق والإستثمار فيها بقطاع التكنولوجيا, بخاصة بعد صدور قانون المناطق التكنولوجية الحرة”.

وشارك شحادة الحضور رؤية وزارته ل “الجمهورية الرقمية”, من أجل خلق بيئة حاضنة للتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي, تمنح الشباب خصوصاً فرصة للبدء ببناء مستقبلهم في لبنان. موضحًا ما يتضمنه مشروع “الجمهورية الرقمية” من تطلعات لتأمين الخدمات العامة بشكل أفضل للمواطنين, والتخلي عن الوسطاء, ووقف هدر مزيد من الوقت والأموال من أجل الحصول على الحقوق. كما تطمح الرؤية الى أن “يصبح لبنان مساهماً بصناعة التكنولوجيا”.

 

ولأننا “لم نعد نملك ترف الانتظار لموكبة هذه الثورة” كما قال, أعلن الوزير شحاده عن البدء بوضع التشريعات والسياسات, التي إعتبر أن أهميتها هي “في وجود المؤسسات التي تطبقها, وتحمي خصوصيات المعلومات, وتواكبها إن كان بالتربية أو بالصحة أو بأي خدمة أخرى تطبق الذكاء الاصطناعي”.

 

وكانت مداخلة للوزيرة السابقة منال عبد الصمد أملت فيها “أن تكون زحلة مركزًا لإنطلاقة الذكاء الإصطناعي”, معتبرة أن “أنجح المشاريع هي التي تنطلق من السلطات المحلية, وفي زحلة هذه المبادرات تظهر في الإرادة المتوفرة لدى فعالياتها”.

 

كما عرض المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود لظروف ومفاعيل إدراج زحلة على لائحة المدن العالمية للنبيذ والكرمة, والتي كان لغرفة زحلة مساهمة في تحقيق هذا الإنجاز.

 

أعمال المؤتمر

لتبدأ من بعدها أعمال المؤتمر التي توزعت على تسعة محاور. خصّص المحور الاول لعرض نموذج زحلة, موطن أول نظام ذكاء اصطناعي حيّ في لبنان لخدمة المواطنين سواء في بلدية زحلة أو في غرفة زحلة والبقاع التجارة, من تنفيذ الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Inovise الزحلي إيلي حجار الذي صمّم ونفّذ أول تطبيق للذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية اللبنانية من خلال “التوأم الرقمي” و”الوكيل الذكي التفاعلي” لبلدية زحلة وغرفة زحلة والبقاع.

 

بحث المحور الثاني الذكاء الإصطناعي في الزراعة , لجهة مساعدته المزارعين على تحسين غلال محاصيلهم, إدارة الموارد بكفاءة وإستشراف المخاطر الناجمة عن العوامل المناخية والآفات الزراعية في الوقت الفعلي, مع مؤسّس شركة BTEKUP ومديرها العام الدكتور المهندس أنطوني شربل تنوري بخبرته الطويلة في التعليم العالي, البحث العلمي, والتطوير التكنولوجي الرقمي.

 

في المحور الثالث إستكشف الحضور مع مؤسس شركة Slangit Technologiesورئيسها التنفيذي ربيع شحادة الذكاء الإصطناعي في الحكومة, آفاق دمجه في الخدمات العامة بغرض تعزيز عملية إتخاذ القرار, أتمتة الإجراءات وحوكمة أكثر شفافية تتمحور حول المواطن.

 

فهم الذكاء الإصطناعي: ماهيته, كيف يعمل, وكيف يُشكّلنا, طرحت في المحور الرابع الذي تناوب خلاله على الكلام مهندس أنظمة ذكاء اصطناعي ومؤسس شركة Uplift AI جان بحنيني شارحاً كيفية عمل الأنظمة الذكية, فيما تناولت إخصائية علم النفس العيادي ومؤسسة مركز YouSpace للإرشاد والدعم النفسي سيبيل الحاج التأثيرات السيكولوجية للتفاعل مع الآلات الذكية

 

في المحور الخامس حول الذكاء الاصطناعي في الأعمال, عرضت الدكتورة ساندرين حتي, من خبرتها الإستشارية للشركات وعملها الأكاديمي, كيفية إستخدام الشركات للذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية, تحسين العمليات, وتحويل الخدمة الى تجربة خاصة بالعميل.

ناقش المحور السادس التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي في مجالي الروبوتات والتعليم. وفي مداخلته سلّط الخبير في علوم الكومبيوتر, الباحث الاكاديمي الدكتور شربل بستاني الضوء على التطبيقات الواقعية للذكاء الإصطناعي, الإعتبارات الأخلاقية, وتطور دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل بيئات التعلم والأنظمة الذكية.

 

إستطلع المحور السابع الذكاء الاصطناعي في الشركات الناشئة, وشرح مؤسس شركة Devoted لتطوير البرمجيات والإستشارات التقنية والمدير التقني لتطبيق Nuwatt الدكتور جورج شديد كيفية إستفادة الشركات الناشئة من الذكاء الاصطناعي لتجاوز الموازين التقليدية وبناء حلول مبتكرة, وتحقيق النمو بسرعة أكبر وموارد أقل.

 

إستعرض المحور الثامن مع الصحافي الخبير في الإعلام الرقمي والذكاء الإصطناعي وصانع محتوى “هنا Tech” عمر قصقص تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات, من المدن الذكية إلى الرعاية الصحية, وكيف تُعيد أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة تشكيل الخدمات الرقمية.

 

“دمج الذكاء الاصطناعي في شركتك” كان عنوان المحور التاسع, عرض خلاله أندرو مارون لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الواقعية التي تقدمها شركة Almind في لبنان, التي يشغل فيها منصب الشريك المؤسس والمدير التنفيذي, ومن هذه التطبيقات روبوتات الدردشة Chatbots وروبوتات المكالمات Callbots والوكيل الذكي AI Agent.

تخللت أعمال المؤتمر اداء الفنانة ماريتا أبي نادر لإغنية “لبنان الذكي” والفنان مروان يوسف لأغنية “طير الفينيق”. وكلا الأغنيتين تم تأليفهما بواسطة الذكاء الإصطناعي ومهدتان من لبنان الى العالم