افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 25 تموز 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الجمعة 25 تموز 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

توم برّاك في زيارته الثالثة -1: وقائع من «الاجتماع الوحيد» وضجيج لقـاءات العلاقات العامّة
 

كثر الحديث عن شخصية توم برّاك: من أين أتى وماذا يفعل مع دونالد ترامب، وكيف يتصرّف في الملفات التي بين يديه؟

تاريخ الرجل في عالم المال والأعمال أساسي في شخصيته. صلته بلبنان تتجاوز، في مكان ما، فكرة جذور العائلة.

وهو حاول في ذروة أعماله دخول السوق العقارية في لبنان، وتحديداً في ملف سوليدير، لكنه خرج بنصيحة من أحدهم، بأن المصارف التي تعده بتمويل العملية تعرف أن الملف ليس فيه أي ربح حقيقي. وهو لم يكن يومها على استعداد لخوض مغامرات جديدة، سيما أن في لبنان من ساعده أيضاً على الخروج سالماً من استثمار كبير في جزيرة سردينيا.

وقد اضطر في السنوات الأخيرة إلى تخفيف نشاطه المباشر في السوق، بعدما أمضى وقتاً طويلاً مديراً لواحدة من أكبر شركات الاستثمار العقاري الخاصة في العالم («كولوني كابيتال إل إل سي»)، وهي شركة أميركية أدخلتها أعمالها إلى نحو عشرين دولة في العالم.

وربما أسعفته خبرته القانونية في إدارة استراتيجية الخروج، فقد سبق أن عمل محامياً لشركات كبرى كانت منخرطة في أعمال في العالم وفي العالم العربي.

عندما يتحدّث برّاك عن لبنان، فإنه لا يملك ذاكرة خاصة فيه. يتحدّر من عائلة زحلاوية هاجرت بداية القرن العشرين إلى الولايات المتحدة ضمن هجرة كثيفة لمسيحيين هرباً من الحكم العثماني.

وهو من أبناء الجيل الثاني في العائلة التي عملت في نطاق تجاري ووظيفي بسيط. تخرّج من الجامعة أواخر ستينيات القرن الماضي، وبدأ نشاطه عام 1972، في أول مهمة له إلى السعودية، قبل أن يتعزّز نشاطه السياسي إلى جانب عمله في المحاماة ولاحقاً في التجارة.

وكان دوره الأول عام 1982، عندما اختاره الرئيس رونالد ريغان لمنصب نائب وكيل وزارة الداخلية. وكان برّاك تعرّف إلى ريغان بحكم جيرتهما في السكن، ثم صار مع الوقت قريباً جداً من كبار رجال الأعمال الناشطين في الحزب الجمهوري، ومن بينهم دونالد ترامب الذي تعرّف إليه أواخر ثمانينيات القرن الماضي، عندما لعب برّاك دور الوسيط في صفقة عقارية تخصّ ترامب.

وسرعان ما صارا صديقيْن. عندما ترشّح ترامب للانتخابات الرئاسية، طلب من برّاك مساعدته في حملته الأولى عام 2016، واختاره بعد فوزه رئيساً للجنة التنصيب الرئاسية.

ورغم أن برّاك تعرّض يومها لحملة ملاحقة قضائية، بسبب تعاونه مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وصلت إلى حدّ اتهامه بـ«الخيانة»، خصوصاً أن الوثائق التي سُرّبت لاحقاً، كشفت عن علاقة خاصة كانت تربطه بالسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، المعروف عنه إنفاقه ملايين الدولارات على حملة العلاقات العامة في أميركا.

وقد تواصل العتيبة مع برّاك يومها للتعرّف أكثر إلى ترامب بعدما علمت أبو ظبي أنه «من كبار الأغنياء وأقرب الأصدقاء الشخصيين لترامب».

علاقة برّاك بترامب أكثر من وثيقة. وينقل أشخاص على صلة بالرجلين أن برّاك من القلائل جداً الذين يمكن أن يقولوا لترامب إنك مخطئ في هذا الأمر أو ذاك.

وربما يعود السبب إلى لجوء ترامب إلى برّاك منتصف تسعينيات القرن الماضي لإنقاذه من ورطة مالية نتيجة تعثّر مشاريعه العقارية. كما ساهم برّاك في مشاريع تعود لصهر ترامب، اليهودي الطامح جاريد كوشنير.

هذا التقديم هدفه محاولة الإضاءة على جانبين في شخصية برّاك. الأول، حول طبيعة العلاقة التي تربطه بالرئيس الأميركي، وهي علاقة قوية جداً إلى حدّ أن ترامب كلّفه بمهمة خاصة في تركيا، كون الاثنين متوافقيْن على أن لتركيا دوراً كبيراً يمكن أن تلعبه، في ظل نظرتهما المشتركة بقلة تقدير إلى غالبية الدول الأوروبية، ورؤيتهما المشتركة بأن أنقرة أقوى من عواصم أوروبية كثيرة، وقادرة على المساعدة في بناء مرجعية أقوى من مرجعية طهران لعدد من دول التوتر في المنطقة، من العراق إلى سوريا والأردن ولبنان وحتى فلسطين.

وعندما ناقش برّاك العلاقات الثنائية مع تركيا، كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلحّ عليه بضرورة مغادرة مربّع الحظر والمقاطعة لسوريا.

وقد لعبت أنقرة دوراً مركزياً في إقناع برّاك، ومن خلاله ترامب، بأهمية أن تعترف أميركا بالقيادة السورية الجديدة في دمشق. ولم يكن الأمر يخص السعودية وحدها، وبرّاك، هو أكثر من يعرف حجم التنافس بين تركيا والسعودية في سوريا. لكنه ذكي إلى درجة يعرف فيها أن للسعودية دورها الكبير في تمويل تعويم حكومة أحمد الشرع، بينما تتولى تركيا تثبيت حكمه السياسي والأمني.

أمّا فكرة تولي برّاك ملف لبنان فليست متصلة فقط بما حصل مع مورغان أورتاغوس، وللأخيرة قصتها المشوقة أيضاً، التي ستُروى في مكان ما.

لكنّ برّاك، جاء إلى بيروت لأن ملف لبنان، صار مع الوقت جزءاً من الملف المتصل بسوريا وإسرائيل. وعندما يتهيّب سياسيون لبنانيون الحديث عن علاقة لبنان بالملف السوري، تراهم يصمتون في حضرة الأميركي.

لا بل إن برّاك نفسه، الذي التقى في هذه الزيارة أكبر عدد من السياسيين والإعلاميين والأمنيين ورجال الدين، كان يجد نفسه مضطراً إلى الإجابة عن أسئلة تخص الوضع في سوريا أكثر من الأسئلة المتعلقة بلبنان.

كما كان كثير المبادرة إلى الحديث عمّا يجري في «بلاد الشام»، وهي عبارة يحب برّاك تكرارها، ولو أن البعض عزاها إلى أن ذاكرة الرجل عن موطنه الأصلي تتصل بكون مسقط رأس أجداده، كان في قرية كبيرة تابعة لبلاد الشام.

وبرّاك الذي يُظهِر إعجاباً حقيقياً برجل مثل أحمد الشرع، لا يهتم لملاحظات الآخرين على منشأ حاكم دمشق الحالي، ولا على أداء جماعته.

في ملف لبنان، يبدو أن حصيلة الزيارات الثلاث صارت كافية ليتم التعرف إلى موقف الرجل من اللاعبين المحليين. في الشقّ الرسمي، لم يُظهِر الرجل خشية في الإعلان بأنه يجد في نبيه بري العنوان الوحيد للبحث الذي يمكن الخروج منه بنتيجة. والأمر لا يتعلق فقط بكون بري هو الناطق باسم البيئة الحاضنة لحزب الله، بل لأن برّاك يعرف قبل وصوله إلى لبنان، أن بري قد يكون آخر السياسيين المحنّكين في لبنان. وبرّاك، المحامي ورجل الصفقات، يجد في بري شريكاً ممكناً في صفقة كبرى.

لكنّ للمسؤول الأميركي رأيه الخاص في بقية المسؤولين في الدولة. وربما بات لديه رأيه بالعاملين مع الرؤساء وليس بالرؤساء فقط. أمّا بقية اللقاءات التي عقدها على هامش زيارته، فهي تندرج – كلّها – ضمن برنامج العلاقات العامة الخاصة بالسفارة الأميركية في بيروت. كان الرجل يلبّي طلبات وزارة الخارجية ممثّلة بالسفارة في بيروت، لكون عوكر تبذل الجهد الكبير في جعل رجالاتها اللبنانيين على قدر الآمال.

وإن كان برّاك بدا ضيّق الصدر في بعض هذه اللقاءات، وكان يستعجل الانتهاء منها. وحتى في لقاءاته الإعلامية، كاد صبره ينفد ويرتفع صوته عندما وقع خطأ الترجمة في مقابلته مع قناة «الجديد»، إذ إن من كان يتولى نقل الترجمة بينه وبين الزميل جورج صليبي، كان يوقع الرجل في مواقف لا تعبّر عما قاله، فاضطر إلى رفع الصوت أكثر من مرة. وتقرّر على إثر ذلك إعادة «منتجة» المقابلة، ما أخّر بثها لأكثر من ساعة عن التوقيت المُقرّر.

عدا أن برّاك، غادر مقر القناة، وهو لا يعرف أن معركة كادت تقع قبل وصوله، لأن في القناة من كان يعتقد أنه (أو أنها) الأكفأ لإجراء المقابلة. لكنّ المهم أن برّاك كان يعبّر عن ضيقه من تكرار الأسئلة بحثاً عن أجوبة ليست موجودة لديه أصلاً.

في نقاشه الموسّع مع بري، وصل برّاك إلى الاجتماع، وفي جعبته بعض الملاحظات المُسبقة، سواء تلك المُجمَّعة من فريق السفارة في بيروت، أو تلك التي جمعها شخصياً، بما في ذلك جولته غير المُعلنة على قرى حدودية في الزيارة السابقة.

لكنّ بري الذي أتيح له الاطّلاع على تفصيل ما دار بين برّاك والرئيسين عون وسلام قبل يوم، سارع إلى إعداد سيناريو للحديث، بما لا يتيح للرجل إدارة الحوار وفق قواعده.

وكان بري شديد المباشرة والوضوح، وقدّم له عرضاً بالوقائع لما قامت به إسرائيل ضد لبنان وضد حزب الله منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً: «تعرف، أن إسرائيل قُتل لها جندي في هذه الفترة نتيجة انفجار في إحدى القرى الحدودية، لكنها قتلت أكثر من مئتي لبناني بينهم مقاتلون في حزب الله.

وهي قصفت في كل لبنان، من جنوب نهر الليطاني إلى بقية الجنوب، مروراً بالضاحية الجنوبية وطريق عام صيدا – بيروت، وصولاً إلى البقاع والشمال أيضاً.

وهي تفعل ذلك من دون أن يردّ عليها حزب الله برصاصة واحدة، فيا مستر توم، هل تعتقد أن ما تقوم به إسرائيل، يسمح لأحد القول إنها تريد حقاً وقف إطلاق النار، وعندما ترفض الانسحاب من النقاط المحتلة، وتواصل اعتقال لبنانيين، كما تواصل خروقاتها البرية والجوية والبحرية، وتمنع أبناء القرى الحدودية من الوصول إلى حقولهم، أو إلى ما تبقّى من منازلهم... هل إسرائيل هذه يمكن الوثوق بها، وماذا أنتم فاعلون معها حتى نقول إن الاستقرار حاصل؟».

وقبل أن يستمع بري إلى جواب ضيفه، أكمل: «أنت الخبير في ملف سوريا، وما يحصل هناك، سواء ما سبق أن حصل في قرى الساحل السوري، أو ما يحصل حالياً في السويداء، حيث المجازر التي تُرتكب على أيدي مجموعات منظّمة أو مفكّكة، ألَا ترى في ذلك ما يعزّز المخاوف في لبنان، خصوصاً أنه لا يوجد أيضاً من يضمن عدم توجّه هؤلاء المسلحين إلى لبنان؟».

بينما كان فريق برّاك يدوّن الأرقام والتواريخ والملاحظات، كان بري يستعدّ لجملته المفتاحية: من يمكن له أن يتحدّث عن نزع السلاح في ظل هذه الأوضاع؟

لم يكن برّاك ليتوقّع أن يسمع من بري كلاماً فيه أنه هو أو حزب الله وافقا على برنامج سحب السلاح طواعية خلال فترة أشهر، ثلاثة أو ستة أو تسعة. لكنّ برّاك، كان يريد أن يلتقط ما يمكن وصفه لاحقاً بالثمن الذي يريده «شيعة لبنان مقابل السلاح»!.

غداً: رشوة وإطار جديد

************************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

الوفدان الأميركي والإسرائيلي يغادران الدوحة… ويتكوف يهدّد… وحماس إيجابية

غزة تنزف قتلاً وتجويعاً… والمقاومة واليمن يردّان بالنار والاحتلال يحاصر حنظلة 
مفاوضات بين حكومة الشرع وقسد برعاية أميركية فرنسية… ودعم سعودي لدمشق

غادر الوفدان الأميركي والإسرائيلي إلى مفاوضات حول اتفاق غزة الدوحة تحت شعار التشاور، وسط حديث متضارب في تل أبيب عن كون السبب انسداد أفق المفاوضات أم العكس مع الإعلان عن مناقشة رد حركة حماس والقول إنه لا يفتح طريق الوصول إلى حل، لكن يمكن التعامل معه تفاوضياً، بينما أصدر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تصريحات تهديد تصعيدية حملت حماس مسؤولية فشل جولة المفاوضات متحدثا عن البحث عن بدائل لإطلاق سراح الأسرى غير التفاوض، بينما كانت غزة تنزف تحت ضربات الغارات الإسرائيلية والحصار وخطط التجويع فتخسر المزيد من أرواح أبنائها وبناتها كباراً وصغاراً، والمقاومة تردّ على القتل والحصار باستهداف جيش الاحتلال بالمزيد من الضربات النوعيّة، ويشارك اليمن بضربات في البحر الأحمر لإحكام الحصار على الكيان.

حركة التضامن مع غزة تزيد من ضغوطها على الحكومات الأوروبية فتصدر مواقف منددة بالجرائم الإسرائيلية، وتلوح بعقوبات على كيان الاحتلال كما قال رئيس الحكومة البريطانية مضيفاً أن لندن على طريق الاعتراف بدولة فلسطينية، بينما قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن حكومته سوف تعترف بالدولة الفلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.

في المنطقة لا زال الوضع في سورية في صدارة الاهتمام مع مخاطر انفجار الوضع نحو حرب أهلية وفشل مساعي التهدئة في السويداء بالتوازي مع فشل محاولات التوصل إلى اتفاق دولي إقليمي تلتزم بموجبه “إسرائيل” بوقف الاعتداءات المتمادية داخل الأراضي السورية، حيث الموقف الأميركي يكتفي بتوجيه النصائح للنظام الجديد في سورية بما يشبه غسل اليدين من ردع “إسرائيل” والاستعداد لتحميل النظام الجديد مسؤولية التعثر، وتركيا تكتفي بالحديث عن عدم السماح بإضاعة إنجازاتها في سورية، بينما تتراجع أمام التحركات والتهديدات الإسرائيلية، والحضور العربي يتجاهل ضعف البنية السياسية للنظام الجديد واستحالة بناء الجيش الذي يحفظ الأمن من فصائل تمّ تأسيسها على تكفير أغلبية السوريين، وخصوصاً أبناء المكونات الطائفية التي تنتمي إلى الأقليّات الدرزية والعلوية والمسيحية، ويأتي مؤتمر الاستثمار الذي عقد في دمشق وشارك فيه وفد سعوديّ كبير محاولة سعودية لإمداد نظام دمشق بجرعة دعم تؤكد أنه يحظى بمساندة الرياض ومخاطبة جمهور السوريين للثقة بمستقبل سورية في ظل النظام الجديد، بينما تشهد باريس جولة تفاوض بين حكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقوات سورية الديمقراطية برعاية أميركية فرنسية، تقول التصريحات المتبادلة إن نجاحها مهمة مستحيلة.

وبعد ساعات على مغادرة المبعوث الأميركي توم برّاك لبنان، استأنف العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، عبر سلسلة غارات استهدفت عدداً من القرى في الجنوب، في تصعيد عسكري ربطته مصادر سياسية بفشل المفاوضات بين براك والمسؤولين اللبنانيين بعد رفض لبنان وضع جدول زمني لسحب سلاح حزب الله شمالي الليطاني من دون ضمانات حقيقية، مقابل رفض براك تقديم ضمانة للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب. ولفتت المصادر لـ»البناء» الى أن برّاك سبق ووجه أكثر من رسالة تهديد بعودة التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان بحال لم يلتزم وضع مهلة زمنية لتسليم السلاح، وذلك بقول برّاك في تصريحاته الأخيرة خلال لقاء مع صحافيين لبنانيين من لونٍ واحد، إنه لا يضمن «إسرائيل» وليس وسيطاً بل جاء بطلب لبنان للمساعدة لإيجاد الحلول. وتوقعت المصادر تصعيداً إسرائيلياً خلال الأسبوعين المقبلين حتى عودة براك الى لبنان بزيارة رابعة، وذلك لمفاوضة لبنان تحت النار حتى التوصل الى اتفاق مع «إسرائيل» بالشروط الإسرائيلية.

لكن جهات رسمية تشدد لـ»البناء» على أن الموقف الرسمي اللبناني موحد وجامع لرئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة، ويُعبَر عنه بالورقة التي سلمها رئيس الجمهورية لبرّاك والاقتراحات العامة والشاملة التي شرحها الرئيس نبيه بري الى المبعوث الأميركي والتي تتطابق مع العناوين والمسلمات الوطنية في ورقة رئيس الجمهورية، وهذا ما ناقشه براك والسفيرة الأميركية وخبراء أميركيون مع مستشار بري علي حمدان مساء الأربعاء في عين التينة. ومن المتوقع وفق مصادر «البناء» أن يناقش براك الموقف اللبناني والاقتراحات مع المسؤولين الإسرائيليين خلال لقاءاته في تركيا لرعاية مباحثات ومفاوضات بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين سوريين.

وأبدى مصدر نيابي عبر «البناء» استغرابه الشديد حيال كلام براك عن مزارع شبعا واستخفافه بمساحتها وأهميتها ووضعها القانوني، وكأنها أرض أميركية لا لبنانية، ما يشكل انتهاكاً فاضحاً وواضحاً للسيادة اللبنانية وتدخلاً بالشؤون اللبنانية الداخلية وتهديد الدولة اللبنانية لعدم المطالبة بها على أنها سورية لتبرير استمرار الاحتلال الإسرائيلي للمزارع. وكشفت المصادر عن ضغوط أميركية وعربية على سورية لإعلان أن المزارع سورية وليست لبنانية لتبرير الاحتلال الإسرائيلي لها ولنزع الحجة من حزب الله لعدم تسليم سلاحه وإزالة العقبة أمام مشروع السلام مع «إسرائيل» عندما يحين الأوان لطرحه وفرضه على لبنان.

ووفق معلومات «البناء» فإن الطرح الذي قدمه الرئيس بري أمام براك يتضمن كافة الجوانب وجدول زمني للإنسحاب الإسرائيلي مقابل وعود لبنانية بطرح ملف السلاح عبر حوار بين الدولة وحزب الله ضمن استراتيجية الأمن الوطني، ولاقى طرح بري ترحيباً من برّاك لكن وضع ملاحظات على بعض التفاصيل بما يتعلق بتوازي المهل وآليات التنفيذ. وهذا ما جرى بحثه في اجتماع عين التينة مساء الأربعاء بين براك ووفد السفارة الأميركية مع علي حمدان، لكن كل ذلك وفق المصادر مرهون بموقف إسرائيل وتعاطيها مع الطرح.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أمس، عدّة غارات استهدفت مناطق في جنوب لبنان، واستهدفت غارات العدو مناطق الريحان، المحمودية، برغز والجرمق في الجنوب.

كما شن الطيران الحربي الصهيوني غارات على أطراف سجد، الوردية، مجرى نهر الليطاني، خراج ميدون والجبور، بالإضافة إلى استهداف المنطقة الواقعة بين بلدتَي أنصار والزرارية.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن غارة العدو الإسرائيلي بمسيرة استهدفت سيارة في عيتا الشعب قضاء بنت جبيل أدّت إلى سقوط شهيد.

في المواقف شدّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ووفد من مفتي المناطق زاره في قصر بعبدا، أننا «أمام مفترق طرق مفصليّ وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هم الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى إلى تسويق جو عاطل جداً ويُصرّ على تسريب شائعات لا أساس لها». واعتبر أن «لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، وخصوصاً جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل وتأكيد انتماء لبنان الى محيطه العربي». وشدّد رئيس الجمهورية على أن «اللبناني تعب ولم يعد قادراً على تحمل أي حرب إضافية، ونحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى المزيد من الدماء، لدينا فرص كبيرة جداً، وانتم تشاهدون كيف ان إخواننا العرب يفتحون أياديهم ويأتون إلينا. علينا أن نربح هذه الفرص وننقل بلدنا من وضع الى آخر».

كما جال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على القيادات، وخلال زيارة قام بها الى قصر بعبدا أكد «اننا نحن في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرّقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. القرار 1701 نفذ من جانب لبنان فقط، ولم تقم «إسرائيل» بتنفيذه، وإنما على مدى السنوات الماضية خرقته كثيراً. ولبنان التزم بالاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، ولكن «إسرائيل» لم تلتزم به الى الآن، ولها خروقات واعتداءات يومية على أهلنا في الجنوب وفي المناطق اللبنانية. أكدنا مع فخامة الرئيس ان أقوى سلاح في وجه «إسرائيل» وأطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن أجل ذلك أكدنا ان لبنان بوحدته لن يستطيع احد ان يمرر أي مشروع تقسيمي او تفتيتي يفرق بين أبناء الوطن الواحد. صوت الاعتدال والوسطية يجب أن يسود عند كل اللبنانيين. فخامة الرئيس يقوم بواجباته الدستورية على اكمل وجه، ولا شك في أننا جميعاً نلاحظ ما يقوم به في الداخل اللبناني، وما يقوم به ايضاً في اللقاءات العربية وغير العربية من اجل ان يكون لبنان حاضراً عربياً ودولياً». بعدها، توجه دريان ووفد المفتين الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ونقل عنه تفاؤله بأن مسار الأمور تتجه نحو الإيجابية، رغم المشهد السوداوي الذي يلف المنطقة برمتها.

وتناول اللقاء الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً وطنية وبعد اللقاء تحدث المفتي دريان قائلاً: «سعدنا اليوم بلقاء دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الذي نعتبره ضمانة وطنية صادقة والذي يعمل بجد من أجل إخراج لبنان من أزماته ومن أجل تجنيب لبنان الحرب الإسرائيلية عليه، وهو يتابع هذا الملف بعناية كبيرة وحذر شديد على لبنان واللبنانيين» .

وأضاف: اللقاء كان جولة أفق وطبعاً استفدنا جداً من ما تم تداوله في هذه الجلسة ويمكن أن نقول بأن دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري في هذه الجلسة كان متفائلاً جداً بأن الأوضاع سوف تتجه إلى الأفضل والأحسن مع أن الأجواء لدى الناس هم في حالة من التخوف ولكن طالما أن هناك وحدة موقف لبناني بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء في وحدة الموقف وفي تقديم الجواب الواضح للمبعوث الأميركي فنحن مطمئنون على أن الأمر اللبناني ممسوك من قبل الرؤساء الثلاثة .

بدوره، التقى رئيس الحكومة نواف سلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، في لقاء يحضر في صلبه الوضع الأمني جنوباً وملف سلاح حزب الله وأيضاً الإصلاحات الاقتصادية والتمديد لليونيفيل.

وشكر سلام في تصريح له فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره.

وأردف سلام: «أعود إلى بيروت مطمئناً نتيجة التزام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمساعدة لبنان والتجديد لقوة اليونيفيل، وتعزيز علاقاتنا الثنائية، لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة».

أمنياً، أعلنت قيادة الجيش في بيان، توقيف «المواطنين (ا.س.) و(و.س.) و(ب.ف.) لتأليفهم خلية تؤيد تنظيم داعش الإرهابي. وقد تبيّن خلال التحقيقات الأولية أن الخلية تخطط للقيام بأعمال أمنية ضد الجيش بتوجيهات من قياديين في التنظيم خارج البلاد. وتجري المتابعة لتوقيف بقية أفراد الخلية. وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص».

على صعيد آخر، أشار حزب الله في بيان أن «تصويت الكنيست على اقتراح يدعو الى فرض السيادة «الإسرائيلية» على ‏الضفة الغربية وغور الأردن هو انعكاس لطبيعة المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي، وتأكيد أن هذا الكيان يُمعن في ‏احتلاله وغصبه للأرض الفلسطينية، ويقفز فوق كل الالتزامات والاتفاقات الدولية، لِيثبت أن تلك الاتفاقيات ‏لم تكن إلا مجرد غطاء لتوسيع احتلاله واستيطانه وتهويد الأرض الفلسطينية وتصفية القضية برمّتها».

بدوره وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة مفتوحة متلفزة إلى الشعب الفلسطيني في غزة بالقول: «ندفع معكم هذه الفاتورة عن العرب والمسلمين الذين يتخاذلون عن المشاركة فيها، ويندفعون لإشعال الحروب المذهبية والطائفية بين شعوبهم، ولكننا وإياكم نحيا ونموت واقفين».

وأضاف: «الإخوة من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، ان ما قدمتموه من تضحيات عظيمة وما تظهرونه من جلد وصبر لا مثيل له في التاريخ، لم يبق معه الا القليل من الصبر والجلد على كل الألم. فأنتم على قاب قوسين او أدنى من إفشال أهداف العدو، وانا اكيد انكم لن تضيعوا كل هذه التضحيات التاريخية في آخر لحظات المعركة، وأن الله ناصركم ولن يضيّع هذه التضحيات وهذه المعاناة».

وتابع الخطيب: «نحن نحاصَر وتستمر الحرب علينا من الداخل والخارج، فنُمنع من إعادة إعمار بيوتنا التي تشبه بيوتكم في غزة، لأننا نقف معكم ونصرّ على الوقوف الى جانبكم، وابناؤنا يلاحقون بالمسيّرات ويُغتالون، لأننا نرفض الخضوع لإملاءاتهم، والقضية الأساس غزة وشعب فلسطين. ندفع معكم هذه الفاتورة عن العرب والمسلمين الذين يتخاذلون عن المشاركة فيها، ويندفعون لإشعال الحروب المذهبية والطائفية بين شعوبهم، ولكننا وإياكم نحيا ونموت واقفين، فيما لن ينجيهم جبنهم وتآمرهم من الموت أذلاء مقهورين».

*****************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

ماكرون أحاط زيارة سلام باهتمام استثنائي… تدقيق في الخطوات الإصلاحية والتجديد لليونيفيل

علمت "النهار" أن المبعوث الأميركي توم برّاك الموجود في باريس سيلتقي اليوم الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لتبادل الآراء والتنسيق معاً حيال المرحلة التالية من وساطتي البلدين في لبنان

 اتخذت الزيارة الرسمية الأولى لرئيس الحكومة نواف سلام لباريس أمس دلالات مهمة وبارزة، أولاً لجهة الإحاطة الدافئة واللافتة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بضيفه وحرصه على الاطلاع منه على أدق التفاصيل المتصلة بالملفات السيادية والإصلاحية من كل جوانبها، وثانياً لظهور فرنسا مجدداً في دور الشراكة الفعالة مع الولايات المتحدة الأميركية في الانخراط بمعالجة الملف اللبناني، بما يساهم على الأقل في الدفع قدماً نحو بلورة اتجاهات مشتركة أميركية فرنسية حيال المرحلة الطالعة الصعبة والمعقدة في لبنان.

وأفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقبل بعد ظهر أمس رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى غداء عمل في قصر الاليزية بحفاوة حيث عانقه لدى وصوله إلى باحة القصر تحت المطر وأحاطه بذراعه وسار معه إلى باب القصر حيث أخذا صورة معاً. وانتهى الغداء بلقاء منفرد بين الرئيسين. ثم توجّه سلام مع القائم بالأعمال زياد طعان والسفيرة هند درويش ومدير البروتوكول لحود لحود إلى دار السفارة اللبنانية في باريس حيث عقد سلام لقاء مع الصحافة اللبنانية قبل مغادرته إلى المطار عائداً إلى بيروت. وأبرز ما أعلنه رئيس الحكومة هو أن الرئيس ماكرون رغب في الاستماع عن مسار الإصلاحات التي نفذتها الحكومة اللبنانية حتى الآن. فأوضح سلام أنه قال إن الحكومة تبنّت رفع السرية المصرفية التي تم التصويت عليها، ثم وضع مشروع إعادة هيكلة المصارف وهو القانون الذي سيقر في الحكومة الأسبوع المقبل، أما بالنسبة لقانون الفجوة المالية التي تهم الفرنسيين بشكل خاص لتنظيم مؤتمر إعادة الإعمار، فقال سلام إن لدى الحكومة أمل بأن تنجز مشروع قانون في وقت قريب وأيضاً إصلاح القضاء، وطلب مساعدة فرنسا في قطاع إصلاح الإدارة وتخريج كبار الموظفين في الدولة. كما تحدث مع ماكرون عن انطلاق تأليف الهيئات الناظمة للطيران المدني والكهرباء وهيئة الرقابة المالية.

وعن نزع سلاح "حزب الله" وإذا كان لدى الحكومة خطة، قال سلام: هناك اتفاق الطائف الذي ينصّ على بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وعلى حصرية السلاح والاتفاق الأخير لوقف الاعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل ينص على سحب السلاح بدءاً من جنوب الليطاني ولكنه لا يعني فقط في الجنوب. وقال إن قرار الحرب والسلم أصبح بيد الدولة. وذكر أن الفرنسيين تكلموا عن ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان وهم مستعدون للمساعدة. وعن التجديد لليونيفيل، قال سلام إن هناك احتمالاً ألا يسدّد الأميركيون المستحقات المالية لتمويل اليونيفيل، علماً أنهم يخفضون مشاركتهم في منظمات للأمم المتحدة العديدة، ولم يستبعد إدخال تعديلات على نص قرار تجديد القوة الدولية ولكن لا تغيير في مهمتها، وأكد أنه مطمئن إلى أن الفرنسيين مسؤولون عن صياغة القرار.

وقال سلام إن مهمة الموفد الأميركي توم برّاك لم تنته، فهو عائد إلى لبنان وأن ليس هناك موعداً لمؤتمر إعادة الإعمار الذي تريد تنظيمه فرنسا.

وفي السياق، علمت "النهار" أنه تم تعيين جاك دو لاجوجي الاقتصادي المالي الفرنسي إلى جانب المبعوث الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان، وقد زار لبنان للنظر في الإصلاحات المالية. وسبق لدو لاجوجي أن كان ممثل المالية في الشرق الأوسط في بيروت في عهد الرئيس شيراك وهو يعرف جيداً السياسيين اللبنانيين . وعلم أيضاً أن توم برّاك الموجود في باريس سيلتقي اليوم لودريان لتبادل الآراء والتنسيق معاً حيال المرحلة التالية من وساطتي البلدين في لبنان.

وكتب سلام على صفحته لدى مغارته باريس عائداً إلى بيروت: "أشكر فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره. أعود إلى بيروت مطمئناً نتيجة التزام الرئيس ماكرون بمساعدة لبنان والتجديد لقوة اليونيفيل وتعزيز علاقاتنا الثنائية لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة".

وفي غضون ذلك، كان لرئيس الجمهورية جوزف عون موقف بارز أمام وفد كبير من مفتي المناطق تقدمه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، إذ قال "إننا أمام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، وحدتنا وتعاوننا وتضامننا هم الأساس، ولكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية، ويسعى إلى تسويق جو عاطل جداً، ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها". واعتبر "أن لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، وخاصة جماعة السنَّة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل، وتأكيد انتماء لبنان إلى محيطه العربي". وشدّد رئيس الجمهورية على "أن اللبناني قد تعب ولم يعد قادراً على تحمّل أي حرب إضافية، ونحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى دم بعد، لدينا فرص كبيرة جداً، وأنتم تشاهدون كيف أن إخواننا العرب يفتحون أياديهم ويأتون إلينا. علينا أن نربح هذه الفرص، وننقل بلدنا من وضع إلى آخر". وشدّد على أن "لا خوف على لبنان. طمئنوا اللبنانيين أن لبنان بخير ولا عودة إلى لغة الحرب. وسقفنا لبنان. وبوجود أشخاص بوعيكم وحسكم الوطني، أنا مطمئن أن لبنان لن يذهب إلا إلى حالة الاستقرار والازدهار".

بدوره، أكد المفتي دريان "أننا في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. القرار 1701 نفذ من جانب لبنان فقط، ولم تقم إسرائيل بتنفيذه، وإنما على مدى السنوات الماضية خرقته كثيراً. ولبنان التزم بالاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل لم تلتزم به إلى الآن، ولها خروقات واعتداءات يومية على أهلنا في الجنوب وفي المناطق اللبنانية. أكدنا مع فخامة الرئيس أن أقوى سلاح في وجه إسرائيل وأطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن أجل ذلك أكدنا أن لبنان بوحدته لن يستطيع أحد أن يمرّر أي مشروع تقسيمي أو تفتيتي يفرّق بين أبناء الوطن الواحد. صوت الاعتدال والوسطية يجب أن يسود عند كل اللبنانيين".

وعلى الصعيد الميداني، برز تصعيد إسرائيلي لافت أمس، إذ شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء سلسلة غارات عنيفة على الريحان وإقليم التفاح ومنطقة بين الزرارية وأنصار وأطراف سجد. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن الغارات استهدفت مستودعات اسلحة ومنصة قذائف صاروخية لحزب الله. وكانت أغارت مسيّرة إسرائيلية على بيك أب في بلدة عيتا الشعب بعد الظهر متسببة بمقتل مصطفى حاريصي. كما أغارت مسيّرة بصاروخ على منطقة حرجية في أطراف بلدة بيت ليف، ما أدى إلى اشتعال حريق، قبل أن تطلق صاروخاً ثانياً لمنع فرق الإطفاء من السيطرة على النيران.

وأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص من تلة الحمامص باتجاه محيط رعاة الماشية في منطقة العمرة. ونفذ تفجيرين في محيط الموقع المستحدث في الأراضي اللبنانية في تلة الحمامص بالتزامن مع عملية توسعة وتحصين الموقع. وتوغلت قوة إسرائيلية حوالى الرابعة فجر أمس، داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حولا، حيث اخترقت الحدود بمسافة تقدّر بنحو 800 متر. وخلال العملية، نفّذت تفجيراً أدى إلى تدمير غرفة تستعمل للمواشي قبالة موقع العباد.

وفي سياق أمني آخر، أعلنت قيادة الجيش أمس، أنه ضمن إطار الرصد والملاحقة الأمنية للتنظيمات الإرهابية، نفّذت مديرية المخابرات سلسلة عمليات أمنية وأوقفت بنتيجتها المواطنين (ا.س ) و(و.س) و(ب.ف) لتاليفهم خلية تؤيد تنظيم داعش الإرهابي، وتبيّن خلال التحقيقات الأولية أن الخلية تخطط للقيام بأعمال أمنية ضد الجيش بتوجيهات من قياديين خارج البلاد.

********************************************


افتتاحية صحيفة اللواء:

سلام يعود من لقاء ماكرون مطمئِناً للتجديد لليونيفيل وللدعم الفرنسي

مهمة براك في لقاء مع لودريان.. وعون وبرّي أمام المفتي: لا عودة للحرب

 بقيت نتائج المحادثات التي أجراها الموفد الأميركي توم باراك في بيروت في واجهة الاهتمام اللبناني والاقليمي، على الرغم من توسُّع مهامه، لتشمل إيجاد تفاهم اسرائيلي- سوري حول الوضع في منطقتي درعا والسويداء والجولان، بعد المعارك الاخيرة في السويداء.

ترك باراك الوضع معلقاً على غارات ضد مواقع او اهداف لحزب الله، وربط وقفها او الالتزام بالقرار 1701 لجهة وقف الاعمال العدائية، من القصف الى احتجاز الاسرى، ومنع المواطنين من اعادة ترميم او بناء منازلهم، فالمعادلة واضحة: لا نزع للسلاح يعني غارات وقصف وعمليات.

ومجمل الاوضاع بحثها الرئيس نواف سلام مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه، الذي استقبله على مدخل القصر الرئاسي رغم الطقس الماطر.

ودعا الرئيس ماكرون خلال لقائه رئيس الحكومة الى ضرورة تنفيذ الاصلاحات المطلوبة لإنعاش الاقتصاد اللبناني.

واكد ماكرون دعم بلاده القوي للجهود التي تبذلها السلطات اللبنانية لإنعاش الاقتصاد اللبناني ومؤسساته، مضيفاً: فرنسا ستواصل مساهمتها في تعزيز الجيش اللبناني بما يضمن احتكار الدولة للسلاح في جميع انحاء البلاد، وختم: فرنسا مستعدة لدعم التعاون بين لبنان وسوريا لتأمين حدودهما المشتركة وترسيمها.

ومع ان اجتماع توم باراك مع وزير الخارجية الفرنسي اليوم جان نويل بارو، يأتي في سياق الجهد الاميركي من اجل سوريا، الا ان ما رشح يشير الى احتمال قوي للتطرُّق الى الوضع في لبنان في ضوء سلسلة متغيرات، بحثها الرئيس سلام مع الرئيس ماكرون.

وحسب المعلومات ان رئيس الحكومة في الزيارة القصيرة، يسعى لتحريك المياه الراكدة حول موضوع التجديد لليونيفيل كون فرنسا حاملة قلم صياغة مشروع قرار التجديد، ولها تأثيرها في مجلس الامن- بإستثناء التأثير على قرار الفيتو الاميركي لو حصل- وحاول استجلاء المسعى الفرنسي لتخفيف حدّة الطروحات الاميركية- الاسرائيلية من موضوع حصرية السلاح والتهدئة في الجنوب واعادة الاعمار ودعم لبنان اقتصادياً. ومنع التصعيد الاسرائيلي الذي لوّح به باراك امام عدد من الشخصيات التي التقاها خلال زيارته بيروت. ولكن اسرائيل بدأت حملة التصعيد مساء امس بغارات مكثفة على مناطق واسعة في الجنوب.

وكتب رئيس الحكومة على منصة «اكس» بعد الزيارة: أشكر فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره. أعود إلى بيروت مطمئنًا نتيجة التزام الرئيس ماكرون بمساعدة لبنان والتجديد لقوة اليونيفيل، وتعزيز علاقاتنا الثنائية لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة.

وحسب مصادرمتابعة «فإن الادارة الاميركية لا تقيم وزنا كبيرا للموقف الفرنسي، وقد تأخذ ببعض النصائح الفرنسية بعين الاعتبار، لكنها في النهاية تتخذ القرار الذي يناسب مصالحها واجندتها في المنطقة ووفق مصالح اسرائيل. وهذا الامر يستلزم توسيع حلقة اتصالات لبنان مع الدول المعنية في مجلس الامن لإستقطاب اكبر دعم دولي يمكن ان يكون ضاغطاً على الادارة الاميركي لمنعها من استخدام حق النقض- الفيتو وتعطيل التجديد للقوات الدولية. لذلك يبقى الرهان قائما على المسعى الفرنسي لتدوير الزوايا الاميركية وتمرير المرحلة بأكبرقدرمن الهدوء لا التصعيد».

وعلى هذا سيكون شهر آب المقبل شهر ترقب حذر للتوجهات الاميركية والاسرائيلية السياسية والامنية– العسكرية في التعاطي مع لبنان، لا سيما مع تفعيل الاتصالات التي تراجعت في الامم المتحدة مؤخرا حول مشروع التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، بإنتظار ان يتسلم مندوب لبنان الجديد السفير احمد عرفة مطلع آب مهامه من سلفه السفير هادي هاشم، ويباشر اتصالاته مع مندوبي الدول المعنية في مجلس الامن الدولي. علماً ان الادارة الاميركية تستخدم ايضا موضوع التجديد لليونيفيل كمصدر ابتزاز وضغط سياسي وامني على لبنان، لجهة وقف وقف تمويلها من جهة، والسعي من جهة اخرى لتعديل وتوسيع مهامها وقواعد اشتباكها، وإلّا إستخدام حق النقض لقرار تجديد الولاية.

باراك- لودريان

وبالتوازي مع زيارة سلام، وصل الى باريس المبعوث الاميركي توماس باراك، وذكرت المعلومات انه سيعقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين تتناول نتائج زيارته الى لبنان والرد الذي تسلمه من رئيس الجمهورية جوزاف عون على الورقة الاميركية. ويجتمع باراك اليوم مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لوضعه في حصيلة زيارته للبنان والبحث في مجمل الملفات اللبنانية التي يتابعها الطرفان، ومن بينها ملف التجديد لقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان «اليونيفل»، في ظل وجود تباين في موقفي البلدين، اذ تسعى فرنسا للإبقاء على هذه القوات وفق ما هي حالياً، في حين تميل الولايات المتحدة الى الموقف الاسرائيلي الساعي الى تقليص عددها وحصر مهامها وصولا الى سحبها اذا امكن.

ولا تستبعد مصادر مواكبة امكان عودة لودريان الى بيروت متابعة للأوضاع، في وقت غير بعيد.

جولة المفتي

وكان البارز في الحركة السياسية، جولة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان على رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي على رأس وفد من مفتي المناطق، وخلال زيارة قام بها الى قصر بعبدا أكد «اننا نحن في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. القرار 1701 نفذ من جانب لبنان فقط، ولم تقم إسرائيل بتنفيذه، وانما على مدى السنوات الماضية خرقته كثيرا. ولبنان التزم بالاتفاق الأخير لوقف اطلاق النار، ولكن إسرائيل لم تلتزم به الى الآن، ولها خروقات واعتداءات يومية على أهلنا في الجنوب وفي المناطق اللبنانية. اكدنا مع فخامة الرئيس ان اقوى سلاح في وجه إسرائيل واطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن اجل ذلك اكدنا ان لبنان بوحدته لن يستطيع احد ان يمرر أي مشروع تقسيمي او تفتيتي يفرق بين أبناء الوطن الواحد. صوت الاعتدال والوسطية يجب ان يسود عند كل اللبنانيين. فخامة الرئيس يقوم بواجباته الدستورية على اكمل وجه، ولا شك اننا جميعا نلاحظ ما يقوم به في الداخل اللبناني، وما يقوم به ايضاً في اللقاءات العربية وغير العربية من اجل ان يكون لبنان حاضرا عربيا ودوليا».

وأكد عون، أننا «أمام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هم الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى الى تسويق جو عاطل جدا ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها، واننا لا نريد اخذ البلد الى الحرب والمزيد من الدماء، مشددا على اننا نريد ان نربح الفرص وننقل بلدنا الى واقع آخر». واعتبر، ان «لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، وخصوصا جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الإعتدال في الداخل وتأكيد إنتماء لبنان الى محيطه العربي». وشدد رئيس الجمهورية على أن «اللبناني تعب ولم يعد قادرا على تحمل أي حرب اضافية، ونحن لا نريد ان نأخذ البلد الى المزيد من الدماء، لدينا فرص كبيرة جدا، وانتم تشاهدون كيف ان إخواننا العرب يفتحون اياديهم ويأتون إلينا. علينا ان نربح هذه الفرص وننقل بلدنا من وضع الى آخر».

بعدها، توجَّه دريان ووفد المفتين الى عين التينة حيث التقى الرئيس بري. وقال بعد اللقاء: بري الذي نعتبره ضمانة وطنية صادقة، والذي يعمل بجد من أجل إخراج لبنان من أزماته ومن أجل تجنيب لبنان الحرب الإسرائيلية عليه، وهو يتابع هذا الملف بعناية كبيرة وحذر شديد على لبنان واللبنانيين .

وأضاف: اللقاء كان جولة أفق، وطبعاً إستفدنا جداً من ما تم تداوله في هذه الجلسة ويمكن أن نقول بأن الرئيس بري في هذه الجلسة كان متفائلاً جداً بأن الأوضاع سوف تتجه إلى الأفضل والأحسن، مع أن الأجواء لدى الناس هم في حالة من التخوف ولكن طالما أن هناك وحدة موقف لبناني بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وفي تقديم الجواب الواضح للمبعوث الأميركي فنحن مطمئنون على أن الأمر اللبناني ممسوك من قبل الرؤساء الثلاثة.

وتابع: الأمر المهم أيضاً ركزنا في هذه الجلسة مع دولة الرئيس على وحدة اللبنانيين، هناك طبعاً وحدة موقف رسمي لبناني، ونحن أيضاً نعمل مع كل المخلصين في هذا البلد من مسؤولين وغير مسؤولين على أن تكون وحدة العيش الواحد بين اللبنانيين والوحدة الوطنية هي أقوى سلاح للرد على ما يمكن أن تخطط له إسرائيل من تفتيت لبنان وإستمرار الإعتداءات الصهيونية عليه، نحن في حالة تفاؤل كبير وإن شاء الله الأمور ممسوكة في لبنان وأن الأزمات التي قد تحصل من وقت إلى آخر لا يمكن أن تحل إلا بوحدة اللبنانيين، نحن في دار الفتوى موقفنا واضح وصريح نحن لا نتكلم أبداً بلغة مذهبية أو طائفية نحن نتكلم بلغة جامعة لكل اللبنانيين، نتمنى على كل السياسيين أن يتحلوا بهذه الروح الجامعة حتى يكونوا بالفعل في خدمة لبنان وفي خدمة اللبنانيين .

الهيئات عند بخاري

وفي الحراك الاقتصادي، زار وفد من الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير السابق محمد شقير سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في مقر إقامته في اليرزة، وجرى خلال الإجتماع البحث في التطورات في لبنان والتقدم الحاصل على مستوى الدولة اللبنانية. كما جرى البحث في سبل تقوية العلاقات الاقتصادية اللبنانية السعودية وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.

ورحب السفير بخاري بالوفد، منوهاً بجهود القطاع الخاص اللبناني وبدوره الفعَّال. كما أكد وقوف المملكة الدائم الى جانب لبنان وشعبه الشقيق. وإذ لفت بخاري الى الأهمية الكبيرة للمنتدى الإقتصادي السعودي- السوري الذي عقد في دمشق، وفي النتائج الهامة التي أسفر عنها والتي تصب في مصلحة إستقرار سوريا وتعافي إقتصادها وتحسين المستوى الحياتي للسوريين، دعا الهيئات الإقتصادية الى التحضر منذ الآن لمثل هكذا مؤتمرات التي يمكن أن تحصل في اي لحظة.

أما شقير، فنوّه بالدور الإيجابي الذي يلعبه السفير بخاري في لبنان، والذي يعكس محبته الكبيرة لبلدنا وسياسة القيادة السعودية الداعمة للدولة اللبنانية لترسيخ الإستقرار والبدء بعملية النهوض، مثمناً الدور السعودي الذي ساهم الى حد بعيد في الوصول الى المرحلة الجديدة الواعدة في لبنان.

اجتماع أمني

أمنياً، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي في الوزارة، خُصّص للبحث في الأوضاع الأمنية العامة في البلاد. ونوّه الوزير الحجار بالجهود المبذولة من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية في مجال مكافحة الجريمة والأمن الاستباقي، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل الميداني وتكثيف الدوريات وتعزيز الحضور الأمني في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة إلى تعزيز الإجراءات المتخذة لضبط الحدود. كما أكد الحجار أهمية الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحفاظ على الأمن، داعياً إلى التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية كافة لترسيخ الاستقرار الداخلي ومنع أي خروقات أمنية.

وليلاً، اغارت الطائرات المعادية الاسرائيلية على مرتفعات جبل الريحان، وانصار والمحمودية وبرغز.

وتوغلت قوة اسرائيلية حوالى الرابعة من فجر أمس، داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حولا، حيث اخترقت الحدود بمسافة تقدّر بنحو 800 متر. وخلال العملية، نفّذت تفجيراً ادى الى تدمير منزل مقابل مستعمرة المنارة وغرفة تستعمل للمواشي قبالة موقع العباد.

وألقت محلّقة إسرائيلية معادية قنبلة على بلدة عين عرب شمالي سهل الماري، جنوب لبنان.

وسجل تحرك دبابات للعدو الاسرائيلي في موقعي العباد والمنارة عند اطراف بلدتي حولا وميس الجبل، كما اطلق العدو قنابل ضوئية في اجواء منطقة كروم المراح على اطراف ميس الجبل.

وظهر أمس، شنت مُسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخين على منطقة حرجية في اطراف بلدة بيت ليف ما ادى الى اندلاع حريق.

وقرابة الرابعة عصر أمس، اغارت مُسيّرة معادية على «بيك أب» في بلدة عيتا الشعب، ما ادى الى ارتقاء شهيد يدعى مصطفى حاريصي، وهو يعمل في جمع الخردة والحديد، وقد أوصل أولاده إلى المنزل، ثم توجّه لشراء بعض الأغراض من الدكان.

ونفذت قوات الاحتلال تفجيرين في محيط الموقع المستحدث في الاراضي اللبنانية في تلة الحمامص بالتزامن مع عملية توسعة وتحصين الموقع ونقل غرف محصنة الى داخل الموقع عبر قاطرات.

وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص من تلة الحمامص باتجاه محيط رعاة الماشية في منطقة العمرة في الخيام. كما اطلقت مدفعية العدو قذائف ضوئية في اجواء بساتين الوزاني لجهة اطراف الخيام.

هذا، وحلّقت مسيّرتان معاديتان في أجواء مدينة النبطية، زبـدين، كفرجوز والجوار.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

رسالة أمنية حازمة شمالا... وغياب للمرجعية السنية!

الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية
جورج عبدالله يعود اليوم بعد 41 عاماً...

 بعدما ثبت «بالوجه الشرعي» من خلال زيارة المبعوث الاميركي توم براك الثالثة ان لبنان ليس اولوية اميركية- اسرائيلية راهنا، صعدت «اسرائيل» كالعادة ميدانيا بغارات عنيفة استهدفت جبل الريحان واقليم التفاح، اما «الانزال» الاقتصادي السعودي في دمشق، فجاء ليؤكد ايضا ان الساحة اللبنانية لا تزال ثانوية بالنسبة للرياض التي قدمت موعد المؤتمر الاستثماري دعما للحكم الجديد. هذا ووقعت السعودية اتفاقيات استثمار و «شراكة» مع سوريا بقيمة 6,4 مليارات دولار للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والاتصالات وغيرها من القطاعات الحيوية.

وفيما يعمل رئيس الجمهورية جوزاف عون جاهدا للحفاظ على وحدة البلاد متسلحا بالوحدة، لمواجهة «اسرائيل»، كما قال بالامس، فان انتهاء جولة براك دون نتيجة تذكر،علما انه قضى معظم وقته في اقامة العلاقات العامة، استنفرت القوى السياسية المعادية لحزب الله بعد وقبل مغادرته الى باريس، وبعد كلام رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع العالي السقف، ومزايدة النائب فؤاد مخزومي على الاميركيين انفسهم، جاء دور رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي عقد مؤتمرا صحفيا خصصه للهجوم على السلاح وعلى القرض الحسن، محرضا الدولة على الحزب ومتهما اياها بالتقصير!

هذا التسخين السياسي، لا يبدو مقلقا حتى الان بالنسبة لاوساط سياسية بارزة، لان حدود هذه الحملة تصطدم حتى الان بتفاهم الرؤساء الثلاثة على تحييد لبنان عن مخاطر الانقسام وعدم القيام باي خطوة عملانية قد تؤدي الى مواجهة داخلية، وثمة تفاهم واضح مع حزب الله على ادارة هذه المرحلة الحساسة بالكثير من الحكمة والتنسيق العالي المستوى كي ينجح لبنان في تجاوز «الزلزال» الذي يضرب المنطقة باقل الاضرار الممكنة.

كلام «ارعن»

في هذا الوقت، تواصلت التسريبات حول لقاءات براك في بيروت، ووصفت مصادر سياسية كلامه حول مزارع شبعا، امام عدد من الصحافيين»بالارعن»، بعدما استغرب ان هذه المزارع هي مجرد مساحة جغرافية، غير مهمة، وبالتالي يمكن التخلي عنها في اطار تبادل الاراضي. لكن الاخطر كان قوله انه لمس تفهما من بعض الشخصيات اللبنانية للتطبيع مع «اسرائيل» التي ستتكفل بعملية نزع السلاح في وقت ما.. واشار الى انه لا «يمون» على «اسرائيل» باعتباره مجرد وسيط طلب لبنان حضوره؟

مذكرة استسلام!

وتجدر الاشارة الى ان المعلومات المسربة حول المذكرة الاميركية تجعل منها وثيقة استسلام مهينة، وهي مؤلفة من 3 فصول، العلاقة مع» اسرائيل»، العلاقة مع سوريا، والاصلاحات، مع تهديد لبنان بالعقوبات، «والعصا» الاسرائيلية، اذا لم ينفذ ما هو مطلوب منه، فيما اكتفت المذكرة بالحديث عن» توبيخ» «اسرائيل» اذا لم تلتزم. مع وعد بزيادة مئة دولار لافراد وضباط الجيش اذا قامت المؤسسة العسكرية بواجباتها؟! هذه المطالب التعجيزية، التي تتحدث عن تسليم السلاح، مع ايراد الانواع وتحديدها، على ان يقوم الجيش بتوثيق عملية التخلص منها، يضاف اليها حوافز اميركية تقضي برفع تجميد اصول لبنان وارصدته في الخارج، كذلك اصول المصرف المركزي، علما ان احدا لم يتحدث عن حصول تجميد لـ 35 في المئة من ذهب لبنان، الموجود في اميركا، او ال11 مليار دولار الموجودة عند المصارف المراسلة في نيويورك، وهذا يحتاج الى توضيحات رسمية عاجلة. وفي الخلاصة، المطلوب من لبنان الاستسلام، دون ضمانات، لكن لا تشمل المذكرة اي مهل محددة. وفي هذا السياق، وعد براك بالعودة إلى لبنان او الاجابة على افكار الرئيس نبيه بري عبر السفارة الاميركية، وذلك بعد استشارة «اسرائيل». وهو سمع كلاما واضحا انه اذا لم تلتزم «اسرائيل» بوقف النار، فان طرح ملف السلاح صعب داخليا.

التجديد «لليونفيل»؟

وقد انتقل، المبعوث الاميركي الى باريس، حيث يعقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين تتناول نتائج زيارته الى لبنان والرد الذي تسلمه من رئيس الجمهورية جوزاف عون على الورقة الاميركية. وفي السياق، يجتمع برّاك اليوم مع وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، ويلتقي ايضا، الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لوضعه في حصيلة زيارته للبنان والبحث في مجمل الملفات التي تعنى بها باريس وواشنطن، ومن بينها ملف التجديد لقوات الطوارئ الدولية، في ظل وجود تباين في موقفي البلدين، اذ تسعى فرنسا للإبقاء على هذه القوات وفق ما هي حالياً، في حين تميل الولايات المتحدة الى الموقف الاسرائيلي الساعي الى تقليص عددها وحصر مهامها وصولا الى سحبها اذا امكن. ولا تستبعد مصادر مواكبة امكان عودة لودريان الى بيروت لمتابعة الأوضاع، في وقت غير بعيد.

لقاء سوري -اسرائيلي

وفي سياق متصل، كشف مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى عن انعقاد لقاء، اليوم في العاصمة الفرنسية، بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. وأكد هذا الديبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «لوكالة الصحافة الفرنسية» أن توم براك، يرعى هذا الاجتماع بين الوزيرين.

غياب المرجعية السنية

في هذا الوقت، تبقى الجهود منصبة في هذه الفترة على محاولة منع تداعيات الاحداث السورية على لبنان، والبارز بالامس زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الى بعبدا وعين التينة حيث تجهد دار الفتوى للملمة انعكاسات المواجهات في السويداء، خصوصا بعدما شاركت مجموعات مسلحة من الشمال تحت عنوان «عشائري» في مواجهات الجنوب السوري ضد الدروز. ووفقا لمصادر مطلعة، ثمة تعويل كبير من قبل الرئيس عون على المرجعية الدينية السنية لمحاولة لملمة حالة «النشوة» في بيئات بقاعية وشمالية باتت تنظر الى النظام في دمشق باعتباره مصدر حماية في غياب المرجعية السياسية السنية في لبنان، والمهمة المطلوبة راهنا من القوى السياسية والدينية عدم تطور هذه الحالة الى مصدر للاستقواء على الصعيد الداخلي.

«رسالة» امنية حازمة

وفي هذا الاطار، تتحرك الاجهزة الامنية بفعالية في الكثير من المناطق، لمتابعة ورصد التحركات التي تقوم بها بعض المجموعات التي قاتل بعض افرادها في سوريا مؤخرا، وثمة مواكبة حثيثة للاتصالات السياسية بين القوى الفاعلة لترجمتها على الارض خفضا للتوتر، في ظل تعليمات واضحة للقوى الامنية بالتعامل بحسم مع اي حراك يعرض السلم الداخلي للخطر، وتم ابلاغ الكثير من الشخصيات والقيادات المحلية خصوصا في الشمال «رسائل» حازمة بضرورة عدم تجاوز «الخطوط الحمراء».

الامن المركزي

وفي هذا السياق، ترأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي في الوزارة، خُصّص للبحث في الأوضاع الأمنية العامة في البلاد. ونوّه الوزير الحجار بالجهود المبذولة من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية في مجال مكافحة الجريمة والأمن الاستباقي، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل الميداني وتكثيف الدوريات وتعزيز الحضور الأمني في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة إلى تعزيز الإجراءات المتخذة لضبط الحدود. كما أكد الحجار أهمية الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحفاظ على الأمن، داعياً إلى التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية كافة لترسيخ الاستقرار الداخلي ومنع أي خروقات أمنية.

عون: لا للحرب

في هذا الوقت، اكد رئيس الجمهورية جوزاف عون انه «لا نريد اخذ البلد الى الحرب والمزيد من الدماء، مشددا على اننا نريد ان نربح الفرص وننقل بلدنا الى واقع آخر». وامام مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ووفد من مفتي المناطق زاره في قصر بعبدا، أكد عون، أننا «أمام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هي الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى الى تسويق جو عاطل جدا ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها». واعتبر، ان «لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، وخصوصا جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل وتأكيد انتماء لبنان الى محيطه العربي.

من جهته، قال الشيخ عبداللطيف دريان «اننا نحن في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا. واضاف» اكدنا مع فخامة الرئيس ان اقوى سلاح في وجه إسرائيل واطماعها واعتداءاتها، هو وحدة اللبنانيين، ومن اجل ذلك اكدنا ان لبنان بوحدته لن يستطيع احد ان يمرر أي مشروع تقسيمي او تفتيتي يفرق بين أبناء الوطن الواحد. وقد التقى الشيخ دريان ووفد المفتين في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري.

دعم السويداء

من جانبه، حمّل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدولة السورية مسؤولية ما حصل في السويداء، ودعا الى «فك الحصار عن السويداء وتأمين مستلزمات الحياة وإعادة الإعمار والتعويض عما نهب وسرق»، مطالبا بإجراء «تحقيق دقيق وشفاف حول ما ارتكب من مجازر، وأعلن إطلاق حملة إنسانية واسعة، موجها نداء عاجلا من أجل «بلسمة جروح السويداء».

الاعتداءات الاسرائيلية

ميدانيا، صعدت اسرائيل اعتداءاتها واستهدفت بغارات عنيفة مرتفعات اقليم التفاح وجبل الريحان، كما أغارت مسيرة إسرائيلية بصاروخ على منطقة حرجية في اطراف بلدة بيت ليف ما ادى الى اشتعال حريق، قبل ان تطلق صاروخا ثانيا لمنع فرق الاطفاء من السيطرة على النيران. وأطلق جيش الاحتلال ايضا الرصاص من تلة الحمامص باتجاه محيط رعاة الماشية في منطقة العمرة. وتوغلت قوة اسرائيلية حوالى الرابعة فجر امس الاول، داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حولا، حيث اخترقت الحدود بمسافة تقدّر بنحو 800 متر. وخلال العملية، نفّذت تفجيراً ادى الى تدمير غرفة تستعمل للمواشي قبالة موقع العباد. وبعد الظهر، استهدفت غارة من مسيّرة اسرائيلية آلية في بلدة عيتا الشعب، ما ادى الى وقوع اصابات.

جورج عبدالله يعود اليوم

وفي سياق آخر، يعود اليوم الاسير المحرر من السجون الفرنسية جورج إبراهيم عبدالله المدان بالمشاركة في اغتيال ديبلوماسيين أميركي وإسرائيلي في ثمانينيات القرن الماضي، بعد نحو 41 عاما من السجن. ومن المقّرر أن يتوجّه عبدالله إلى مسقط رأسه في القبيات في الشمال حيث سينظّم له استقبال شعبي ورسمي. وأصدرت محكمة الاستئناف في باريس الخميس قرارها بالإفراج عنه شرط ان يغادر فرنسا وألا يعود إليها، وكان مؤهلا للإفراج المشروط منذ 25 عاما، لكن 12 طلبا لإطلاق سراحه رُفضت كلها بضغوط اسرائيلية –اميركية. واعتبر قضاة محكمة الاستئناف الفرنسية أن مدة احتجازه «غير متناسبة» مع الجرائم المرتكبة.

********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

لبنان ينتظر ردّ إسرائيل... وانقسام في واشتطن حول الجيش واليونيفيل

بعدما غادر الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك لبنان من دون التوصل إلى اتفاق حول المقترحات الأميركية والردود اللبنانية عليها، بدا انّ لبنان وكأنّه تُرك لقدره، ليتبين أنّ الاتصالات مستمرة بين المسؤولين والموفد الأميركي الذي حمل الملاحظات اللبنانية لينقلها إلى الجانب الإسرائيلي، على أن يعود لاحقاً بردّ عليها. وفي هذه الأثناء، تسود مخاوف من احتمال لجوء إسرائيل إلى موجة جديدة من التصعيد، تحت جنح انصباب الاهتمام على الوضع السوري المرشح لمزيد من التطورات الدراماتيكية، مع ارتفاع منسوب النزاع التركي ـ الإسرائيلي غير المباشر على الساحة السورية.

نافذة انتظار فتحها برّاك خفّضت منسوب الخوف والحذر من تصعيد إسرائيلي محتمل ومتوقع في أي لحظة. فبحسب ما قال مصدر سياسي بارز واكب زيارة الموفد الأميركي واجتماعاته مع الرؤساء الثلاثة، لـ«الجمهورية»، فإنّ المفاوضات مستمرة، ولبنان ينتظر الجواب الذي يُفترض أن يعود به برّاك شخصياً او يرسله عبر السفارة الأميركية، بعد التداول والتشاور مع الرئيس ترامب والتواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، على النتيجة التي خرج بها بعد جولته الثالثة، ومفادها ما سمعه من بعبدا وعين التينة على وجه الخصوص، أنّ هناك اتفاقاً لوقف إطلاق النار على اسرائيل أن تطبّقه وتلتزم به. فبّراك منذ البداية قدّم نفسه مفاوضاً على خريطة طريق اقترحها، أما العنوان فهو تطبيق الاتفاق.

وقال المصدر، إنّ برّاك «تعاطى بصدقية المفاوض الذي يريد التوصل إلى حل، وإلّا لماذا هو هنا، بالنهاية التوصل إلى deal يحتاج إلى جولات ذهاباً وإياباً، عرض وطلب، والأميركي عليه مسؤولية، وكذلك الفرنسي، الراعيان لاتفاق وقف إطلاق النار الذي فشل تطبيقه، وبالتالي ما يجري الآن هو محاولات لإتمام اتفاق جديد، والخلاف ماذا اولاً، إسرائيل تريد تسليم السلاح اولاً، ولبنان يريد إلزام العدو بتنفيذ القرار الأممي 1701 ووقف اعتداءاتها والانسحاب اولاً، هذا هو جوهر الموضوع، يختم المصدر.

الردّ

وقالت مصادر معنية لـ«الجمهورية»، انّ لبنان طلب في جوابه على الردّ الأميركي أن تلتزم إسرائيل وقف إطلاق النار فعلياً والانسحاب من المناطق التي لا تزال تحتلها، في مقابل أن يبدأ المسؤولون البحث مع «حزب الله» في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة، على أن يتمّ الأمر وفق مهل زمنية تبدأ في آب المقبل. ووعد برّاك بعرض هذا الامر على إسرائيل ليعود بجواب عليه. ولكن حتى أمس لم يظهر حصول أي تبدّل في موقف إسرائيل، التي رفعت مساء أمس من وتيرة غاراتها الجوية مستهدفة وادي برغز والمنطقة الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية وجبل الريحان وسجد والجرمق المحمودية والجبور.

وفي هذه الغضون، قالت المصادر نفسها، انّ المملكة العربية السعودية دخلت مجدداً على خط العلاقات اللبنانية ـ السورية، مساهمة منها في العمل على حل المشكلات العالقة بين البلدين، وقد استقبلت لهذه الغاية مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي.

الردّ الأميركي

وإلى ذلك، تتخوف مصادر مواكبة من طبيعة الردّ الذي ستعتمده الإدارة الأميركية تجاه لبنان، خصوصاً أنّ سياستها إتسمت حتى الآن بهامش واسع من المواقف المتساهلة والمتشدّدة، بحيث يبدو صعباً توقّع الاتجاه الذي سترسو عليه: هل تذهب إلى التشدّد المطلق ورفع مستوى العقوبات على «حزب الله» ولبنان كدولة، أم تحافظ على مقدار من التفهم للموقف اللبناني؟

وأبدت المصادر عبر «الجمهورية» خشيتها من معلومات يجري تداولها في واشنطن، عن ضغوط يمارسها بعض الصقور في الإدارة والحزب الجمهوري ومؤيدي إسرائيل، لإتخاذ قرارين خطيرين في حق لبنان: وقف الدعم المخصص للجيش اللبناني والوقوف في وجه التمديد خلال الشهر المقبل لقوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» العاملة في الجنوب. لكن من حسن حظ لبنان أنّ الغلبة في الإدارة ما زالت ترفض إتخاذ هذين القرارين حرصاً على استمرار مقومات الدولة اللبنانية.

ماكرون وسلام

وكانت الأوضاع في لبنان والمنطقة والحراك الأميركي في شأنها، محور المحادثات السريعة التي أجراها رئيس الحكومة نواف سلام مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي استقبله في قصر الاليزيه أمس.

وكتب سلام على منصة “إكس” في نهاية الزيارة: «أشكر فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره. أعود إلى بيروت مطمئنًا نتيجة التزام الرئيس ماكرون بمساعدة لبنان والتجديد لقوة «اليونيفيل»، وتعزيز علاقاتنا الثنائية لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة».

مفترق مفصلي

وفي هذه الأثناء، قال رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون لدى استقباله مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة الشّيخ عبد اللطيف دريان، يرافقه وفد من مفتيي المناطق «إنّنا أمام مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيريًّا»، وأكّد أنّ «وحدتنا وتعاوننا وتضامننا هي الأساس. وحدتنا هي الأساس لكي نواجه معًا التحدّيات كافّة من أي مكان أتت، ولكي نضع لبنان على طريق الاستقرار والازدهار». وأضاف: «للأسف بعضهم لا يملك حسّ المسؤوليّة، ويسعى إلى تسويق جوّ عاطل جدًّا، ويُصرّ على تسريب شائعات لا أساس لها. نحن جميعًا، ومعًا، باستطاعتنا أن ننقذ لبنان ونواجه التحدّيات». وأشار إلى أنّ «الخطأ المميت الّذي ارتكبه اللّبنانيّون في السّابق، هو الاستقواء بالخارج ضدّ الآخر في الدّاخل، ولقد شهدنا جميعًا تبعات هذا الأمر». وقال: «لا، أنا أريد أن أستقوي بشريكي وأخي في الدّاخل ضدّ الخارج كائنًا من كان. بهذه الطّريقة، نستطيع أن نواجه التحدّيات أينما كان مصدرها، ولا سيّما من إسرائيل الّتي تقوم على التفرقة ومبدأ: فرّق، تسُد. لا، وحدتنا تواجهها وتواجه الأمور كافّة». وجزم عون في أنّ «لا أحد في استطاعته أن يلغي أحدًا في لبنان، وما من أحد له فضل أكثر من غيره. جميعنا، بوحدتنا لنا فضل على لبنان. والمفتي دريان هو مفتي الجمهوريّة اللّبنانيّة وليس مفتي السنّة»، ولفت إلى أنّ «اللّبناني تعب ولم يعد قادرًا على تحمّل حرب إضافيّة، ونحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى دمّ بعد». مؤكّدًا أنّ «بقوّتنا لبنان يمكنه أن ينتصر وننتصر معه. وبتفرُّقنا يخرب لبنان بأسره، ولا غطاء ولا مظلَّة فوق رأس أحد».

ومن جهته المفتي دريان قال إنّ «اللّقاء مع الرّئيس عون مميّز، وتواصُلنا معه دائم ومستمرّ، ونمرّ في ظروف حسّاسة ودقيقة»، مبيّنًا «أنّنا تبادلنا معه وجهات النّظر حول ما يمكن القيام به من أجل حماية لبنان، وكان هناك توافق تام في الرّؤية». وأوضح أنّ «الرّئيس عون أكّد حرصه الكبير على مضامين خطاب القَسَم، وإصراره على المضي به قدمًا، وهذا أمر مهمّ للحفاظ على استقرار وأمن لبنان»، مركّزًا على أنّ «القرار 1701 نُفّذ فقط من الجانب اللّبناني فقط، فيما لم تقم إسرائيل بتنفيذه بل على مدى السّنوات الماضية خرقته كثيرًا. واتفاق وقف إطلاق النّار التزم به لبنان، لكن إسرائيل لم تلتزم به إلى الآن، وتقوم بخروقات واعتداءات يوميّة على أهلنا في الجنوب وغيره من المناطق اللّبنانيّة». وقال: «لن يستطيع أحد أن يمرّر أي مشروع تقسيمي أو تفتيتي يفرّق بين أبناء الوطن الواحد».

وزار دريان رئيس مجلس النواب نبيه بري واعتبره «ضمانة وطنية صادقة، والذي يعمل بجد من أجل إخراج لبنان من أزماته ومن أجل تجنيب لبنان الحرب الإسرائيلية عليه، وهو يتابع هذا الملف بعناية كبيرة وحذر شديد على لبنان واللبنانيين». وأضاف: «الرئيس بري في هذه الجلسة كان متفائلاً جداً بأنّ الأوضاع سوف تتّجه إلى الأفضل والأحسن، مع أنّ الأجواء لدى الناس هم في حالة من التخوف. ولكن طالما أنّ هناك وحدة موقف لبناني بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء، في وحدة الموقف وفي تقديم الجواب الواضح للمبعوث الأميركي، فنحن مطمئنون إلى أنّ الأمر اللبناني ممسوك لدى الرؤساء الثلاثة».

************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

عون: اللبناني تعب ولم يعد يتحمل حرباً أخرى

المفتي دريان زاره وبري وأكد: لا يحمينا إلا الوحدة الوطنية... ولتطبيق القرار «1701»

 أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون «أننا أمام مفترق طرق مفصلي، وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هي الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى إلى تسويق جو عاطل جداً، ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها».

وعدّ أنه «لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، خصوصاً جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل، وتأكيد انتماء لبنان إلى محيطه العربي».

وشدد رئيس الجمهورية على أن «اللبناني تعب، ولم يعد قادراً على تحمل أي حرب إضافية، ونحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى المزيد من الدماء. لدينا فرص كبيرة جداً، وأنتم تشاهدون كيف أن إخواننا العرب يفتحون أياديهم ويأتون إلينا. علينا أن نربح هذه الفرص وننقل بلدنا من وضع إلى آخر».

حديث عون جاء خلال استقباله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، يرافقه وفد من مفتي المناطق، والتقوا أيضاً رئيس البرلمان نبيه بري.

دريان: لتطبيق القرار «1701» ولا يحمينا إلا الوحدة الوطنية

وتوجه دريان إلى عون خلال اللقاء قائلاً: «نحن نشعر أن هناك خوفاً وقلقاً لدى اللبنانيين، وما من أحد يطمئنهم إلا فخامتكم. فأنتم رمز وحدة لبنان ووحدة اللبنانيين. وأنتم مؤتمنون على (اتفاق الطائف) والدستور».

وأضاف: «نحن أمام مرحلة صعبة، ونواجه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على وطننا. إن القرار (1701)؛ منذ وضع على الطاولة، لم ينفذ إلا من الجانب اللبناني. والجانب الإسرائيلي لم يلتزم به أبداً. وبعده أتى وقف إطلاق النار من جانب واحد هو الجانب اللبناني. واليوم يتم طرح اتفاقيات جديدة. فليتم تنفيذ القرار (1701) الذي يتضمن كافة الأمور، بكامل مندرجاته، فيتم الاستغناء عن اتفاقيات جديدة...».

وأكد المفتي دعمه عون وتنفيذ خطاب القسم «الذي نعتبره مدخلاً لإنقاذ لبنان واللبنانيين».

وأثنى على «التنسيق والتعاون بين الرئاسات الأساسية الثلاث، لكي يكون الموقف اللبناني موحداً. وهذا ما تم من خلال الورقة اللبنانية التي وضعتموها معاً وتم تقديمها إلى المبعوث الأميركي».

وأكد دريان «أننا في لبنان لا يحمينا إلا الالتفاف حول المؤسسات الدستورية، ووحدتنا الوطنية، وعيشنا المشترك الذي نحن متمسكون به إلى أبعد الحدود. كما أننا متمسكون بالدستور و(اتفاق الطائف) الذي أنهى الحرب الدامية التي مر بها لبنان. ونعول عليكم الكثير لكي نجتاز هذه المرحلة الحساسة والدقيقة؛ لأن المواطنين متخوفون من تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان، كما نعول عليكم لكي تطمئنوا اللبنانيين».

وشدد على أن «وحدتنا اللبنانية والوطنية هي التي تحمينا، ونحن متكاتفون إزاء الاعتداءات الإسرائيلية، فالعدو الإسرائيلي لديه مطامع بأرضنا وجونا ومياهنا»، وقال: «نحن جزء من الأمة العربية الكبرى، وما أريد قوله بكل وضوح وصراحة: إننا مع الإجماع العربي، وما يتفق عليه العرب جميعاً فنحن معهم فيه».

وبعد اللقاء، قال دريان أمام الصحافيين: «لمسنا من فخامة الرئيس حرصه الكبير على مضامين خطاب القسم وإصراره على المضي به قدماً، وهذا من الأمور المهمة التي تحفظ استقرار وأمن لبنان واللبنانيين».

وأكد «أننا في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا».

دريان ينقل عن بري: متفائل بأن الأوضاع إلى الأفضل

ونقل دريان عن رئيس البرلمان، نبيه بري، تفاؤله بأن «الأوضاع سوف تتجه إلى الأفضل والأحسن، مع أن الأجواء لدى الناس هي حالة من التخوف... لكن ما دامت هناك وحدة موقف لبناني بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء، وفي تقديم الجواب الواضح للمبعوث الأميركي، فنحن مطمئنون إلى أن الأمر اللبناني ممسوك من قبل الرؤساء الثلاثة».

وأثنى دريان على دور بري، الذي وصفه بـ«الضمانة الوطنية الصادقة»، وقال «إنه يعمل بجد من أجل إخراج لبنان من أزماته، وتجنيب لبنان الحرب الإسرائيلية، وهو يتابع هذا الملف بعناية كبيرة وحذر شديد على لبنان واللبنانيين».

وأضاف: «نحن في حالة تفاؤل كبير، وإن شاء الله الأمور ممسوكة في لبنان، والأزمات التي قد تحصل من وقت إلى آخر لا يمكن أن تُحل إلا بوحدة اللبنانيين. نحن في دار الفتوى موقفنا واضح وصريح... لا نتكلم أبداً بلغة مذهبية أو طائفية، بل بلغة جامعة لكل اللبنانيين. نتمنى على كل السياسيين أن يتحلوا بهذه الروح الجامعة؛ حتى يكونوا بالفعل في خدمة لبنان وفي خدمة اللبنانيين».

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

سلام أكّد من الإليزيه استمرار الدعم الفرنسي

على وقع مواقف المبعوث الاميركي توم براك الاخيرة من بيروت قبل ان يغادرها، وما خلفته من انطباعات تثير القلق ازاء المستقبل، إن لم تتحمل الدولة مسؤولياتها ولم تطبق الحكومة القانون على الجميع، توجه رئيس الحكومة نواف سلام الى فرنسا حيث استقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه امس، في لقاء يحضر في صلبه الوضع الامني جنوبا وملف سلاح حزب الله وايضا الاصلاحات الاقتصادية والتمديد لليونيفيل، على ان يلتقي سلام عددا من الاعلاميين اللبنانيين في باريس.

مواقف برّاك لاقاها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالتأكيد اننا لا نريد اخذ البلد الى الحرب والمزيد من الدماء، مشددا على اننا نريد ان نربح الفرص وننقل بلدنا الى واقع آخر.

الاليزيه

واستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الحكومة نواف سلام في الاليزيه في باريس.

وقال سلام: أشكر فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره.

وكتب رئيس الحكومة نواف سلام على منصة “اكس”: “أشكر فرنسا على دعمها المتواصل للبنان وأمنه وسيادته وازدهاره. أعود إلى بيروت مطمئنًا نتيجة التزام الرئيس ماكرون بمساعدة لبنان والتجديد لقوة اليونيفيل، وتعزيز علاقاتنا الثنائية لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة”.

الحكومة

ليس بعيدا، أكد وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمال شحادة أن “موقف الحكومة اللبنانية واضح وصريح في حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية”، مشيراً إلى أن “الحكومة لا تحاور حزب الله بشأن سلاحه، بل تتعامل مع المسألة ضمن إطار وطني وسيادي تقوده المؤسسة العسكرية”. وأوضح شحادة في مقابلة تلفزيونية أن “ما يجري من تنسيق بين قيادة الجيش وحزب الله يقتصر على شؤون لوجستية مرتبطة بتنفيذ القرارات الدولية ووقف إطلاق النار، وبشكل خاص في منطقة جنوب الليطاني، حيث تم بحسب التقديرات جمع نحو 90% من السلاح المنتشر هناك”. وأضاف “أن الرئيس جوزيف عون أخذ على عاتقه قيادة الحوار مع حزب الله بخصوص ملف السلاح”، مشددًا على أنه “يثق بدوره الكامل في هذا الإطار ويطالب الحكومة بتبني جدول زمني لحصر السلاح بيد الدولة”. وحول موقف الحزب، أشار شحادة إلى أن “البيان الوزاري الذي حاز ثقة 85 نائبًا في البرلمان اللبناني يؤكد على حصرية السلاح بيد الدولة”، معتبرًا أن سلاح حزب الله “لم يحم ولن يحمي لبنان، وأن الحماية الحقيقية تأتي من الجيش اللبناني الذي تعهد المجتمع الدولي بدعمه بمليارات الدولارات لبناء قدراته، ومن العلاقات الديبلوماسية الفاعلة التي ساهمت في حماية لبنان خلال السنوات الماضية”. وفي رده على تقارير تفيد بأن الحزب لن يسلم سلاحه، أوضح شحادة أن “الحكومة لم تبحث بعد في وضع جدول زمني لسحب السلاح غير الشرعي، لكنها عندما تصل إلى تلك المرحلة ستتخذ موقفًا واضحًا”، مرجّحًا أن “يلقى هذا التوجه دعمًا من غالبية الوزراء”.

الغالبية لحصر السلاح: من جانبه، اعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي “ان الموفد الأميركي توم براك يستطيع قول رسالته، ولكن موقف القوات واضح إذ يجب عدم انتظار الموقف الأميركي لقول موقفنا بشأن سيادة لبنان”، لافتاً إلى أنه ” كان واضحاً في جلسة مساءلة الحكومة أن الغالبية الساحقة من الكتل النيابية تريد حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية”.

الامن المركزي

أمنيا، رأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي في الوزارة، خُصّص للبحث في الأوضاع الأمنية العامة في البلاد. ونوّه الوزير الحجار بالجهود المبذولة من قبل الأجهزة العسكرية والأمنية في مجال مكافحة الجريمة والأمن الاستباقي، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل الميداني وتكثيف الدوريات وتعزيز الحضور الأمني في مختلف المناطق اللبنانية، إضافة إلى تعزيز الإجراءات المتخذة لضبط الحدود. كما أكد الحجار أهمية الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحفاظ على الأمن، داعياً إلى التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية كافة لترسيخ الاستقرار الداخلي ومنع أي خروقات أمنية.

مداهمات

الى ذلك، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: دهمت وحدة من الجيش تؤازرها دورية من مديرية المخابرات منازل مطلوبين في منطقة بئر العبد – بعبدا، وأوقفت المواطنين (ا.ش.) و(ح.ش.) و(م.ش.) و(ب.ش.) لإطلاقهم النار. كما أوقفت وحدات من الجيش عند حاجزَي العاصي – الهرمل وشدرا – عكار 78 سوريًّا لتجوّلهم داخل الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص. ونفذ الجيش اللبناني مداهمات في حي الشراونة في بعلبك بحثاً عن مطلوبين. كما سجلت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومطلوبين شرقي بلدة الجمالية في البقاع، حيث طوّقت وحدة من الجيش المنطقة ونفذت عملية أمنية لملاحقة عدد من المطلوبين. واستهدفت قوة من الجيش سيارة رباعية الدفع يستقلها عدد من المطلوبين.

وبحسب المعلومات فإنّ المتواجد داخل السيارة هو علي زعيتر، والمعروف باسم “أبو سلة”، المتهم بتجارة المخدرات والمطلوب بعشرات مذكرات التوقيف، والمتورط بمقتل عنصر في الجيش اللبناني خلال مداهمة سابقة في بعلبك، بعدما قُتل جندي وإصابة خمس عناصر خلال مداهمة في حي الشروانة. ورغم إصابة “أبو سلة” حينها إصابة بالغة برصاصتين في رجله وبطنه، إلا أنّه تمكن من الفرار، في عملية استمرت لساعات. ونتيجة لمداهمة اليوم، تضاربت المعلومات بخصوص مصير “أبو سلة”، ففي حين أشارت معلومات إلى توقيفه بعد تعطل الآلية التي كان يقودها بعد إصابتها بقذيفة الجيش، أفادت معلومات أخرى أن زعيتر تمكن مرة جديدة من الفِرَار.

********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

خيبة أميركية وعربية من الردّ اللبناني

هل تحمي المظلّة الفرنسية لبنان من العاصفة الآتية؟

 عبثًا تحاول الدولة اللبنانية الحصول على مظلة دولية ورسائل اطمئنان، ما لم تتخذ موقفًا تاريخيًا حاسمًا وعمليًا، مرفقًا بجدول زمني لحصر السلاح غير الشرعي. هذا المطلب السيادي الداخلي كرره الإليزيه على مسمع رئيس الحكومة نواف سلام الذي عاد في الشكل إلى السراي حاملًا في جعبته رسالة اطمئنان بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد التزامه مساعدة لبنان والتجديد لقوات "اليونيفيل" وتعزيز العلاقات الثنائية لا سيما في مجالات الأمن والاقتصاد والتعليم والثقافة.

أما في المضمون، فعاد سلام خالي الوفاض، فالمظلة الفرنسية لم تحدّد موعدًا لانعقاد مؤتمر المانحين الدوليين الذي وعدت بتنظيمه هذه السنة بعد مؤتمر تشرين الأول من العام الماضي.

فباريس وبحسب مصادر لـ "نداء الوطن" تتريث في انتظار أن ينجز لبنان سلسلة إصلاحات تتعلق بكافة قطاعات إعادة بناء مؤسسات الدولة. وماكرون يعتبر أن معالجة ملف السلاح غير الشرعي بالكامل وإنجاز كامل الإصلاحات أمران ملحّان ولا يحتملان التأجيل. وعلم في هذا الإطار، أن الرئيس الفرنسي لم يكن بعيدًا من أجواء المحادثات التي أجراها الموفد الأميركي توم براك مكررًا مخاوفه من أن تأتي الأيام المقبلة بتطورات لا تسير في مصلحة الاستقرار العام في لبنان.

هل تملك فرنسا أدوات الضغط الفعلية؟

وفي ظل الانسداد الحاصل في ملف السيادة، ورفع "حزب الله" سقوف المواجهة مع الشرعية بإصراره على التمسك بالسلاح، ومحاولاته المتكررة تفخيخ مسار العهد، تبدو باريس وكأنها تحاول إعادة الإمساك بالورقة اللبنانية من جديد، بعدما عجزت من خلال موفدها الرئاسي جان إيف لودريان وعلى مدى أشهر مضت عن الدفع في اتجاه تجاوز لبنان مخاضه الرئاسي.

مصادر سياسية متابعة أشارت لـ "نداء الوطن" إلى أن زيارة الرئيس سلام إلى باريس تؤكد مجدّدًا اهتمام الجانب الفرنسي بلبنان ومتابعته أبرز الملفات فيه ولا سيما ملف الإصلاحات وإعادة الهيكلة وإطلاق المسار السياسي والإصلاحي للحكومة، إضافة إلى المؤتمر الذي تعمل باريس على تحضيره من أجل لبنان في الخريف المقبل.

في المقابل تسأل مصادر، هل تملك فرنسا أدوات الضغط الفعلية لإحداث تغيير في الداخل اللبناني خارج المظلة الأميركية وخصوصًا في ما يتعلق بملف تسليم السلاح؟ وهل تأتي المظلة الفرنسية كبديل أم مكمل للمبادرات والمساعي الأميركية والخليجية لمساعدة الدولة على استكمال النهوض بمؤسساتها والشروع في مرحلة التعافي؟

رد مخيّب للآمال

في الواقع، تعكس زيارة سلام إلى باريس ومغادرة المبعوث الأميركي توم براك بيروت إلى فرنسا لعقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين يتناول نتائج زيارته إلى لبنان، واقعاً مزدوج المسارات: مسار أميركي ضاغط يربط الدعم بالإجراءات الأمنية والسيادية وتحديد جدول زمني، ومسار فرنسي أكثر مرونة يراهن على استنهاض المؤسسات من دون الدخول في اشتباك مباشر مع "الحزب".

وفي هذا السياق تشير المصادر، إلى أن الرد اللبناني على ورقة براك جاء مخيّبًا للآمال، والسبب مواصلة الدولة سياسة الهروب إلى الأمام وتمييع تحديد جدول زمني لتسليم السلاح غير الشرعي. هذا الملف، سيحضر بقوة على طاولة البحث بين براك والجانب الفرنسي بالإضافة إلى ملف التجديد لقوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان وسط تباين واضح في موقفي البلدين.

توازيًا، أشارت مصادر متابعة إلى أن الموقف العربي يتماهى بشكل كبير مع الموقف الأميركي، فالدول العربية مستعدة لمساعدة لبنان ومد يد العون لكن على لبنان القيام بالخطوات المطلوبة، وبالتالي لا مساعدات ملموسة واستراتيجية من دون حصر السلاح بيد الدولة والقيام بالإصلاحات المطلوبة. وتبدي المصادر خشيتها من الأحداث القادمة خصوصًا إذا أصرت إسرائيل على استكمال مخططاتها، وسط استمرار "حزب الله" بالتمسك بموقفه برفضه تسليم السلاح.

إلغاء اللجنة الأمنية المشتركة

في انتظار ترجمة مفاعيل الزيارة الفرنسية، لفتت رسالة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في خلال مؤتمر صحافي عقده في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، إلى الشعب اللبناني، تمثلت بدعوته إلى عدم التأثر بالبروباغندا الحاصلة في سوريا والخشية منها، وتأكيده أن الدولة وحدها وجيشها قادران على الحفاظ على مكونات البلد ومواجهة أي خطر قد يأتينا من الحدود. كما دعا الدولة إلى إلغاء اللجنة الأمنية المشتركة بين "حزب الله" والجيش اللبناني".

فرار "أبو سلة"

أمنياً، تصدّر المشهد الأمني في بعلبك واجهة الأحداث الداخلية في صورة تظهر إصرار الدولة على ملاحقة أوكار تجار المخدرات.

فقد نفّذ الجيش اللبناني أمس، عملية دهم واسعة في حي الشراونة، استهدفت عددًا من المطلوبين الخطرين وعلى رأسهم تاجر المخدرات المعروف بـ "أبو سلة".

وفي وقت حاول "أبو سلة" الفرار بسيارة رباعية الدفع ترافقه مجموعة من مساعديه، استهدف الجيش السيارة بصاروخ من طائرة "سسنا" وأصابها بشكل مباشر، ما أدى إلى توقيف السائق، بينما تمكّن "أبو سلة" من الفرار إلى جهة مجهولة.

وأسفرت العملية عن توقيف عدد من المطلوبين، فيما لا تزال التعزيزات العسكرية قائمة في المنطقة.

كذلك وقعت اشتباكات مساء أمس بين عدد من المطلوبين والجيش في بلدة الكنيسة تخللها إطلاق نار وسط معلومات عن استهداف آلية للجيش بقذيفة صاروخية.

توازيًا، نفّذت مديرية المخابرات سلسلة عمليات أمنية، وأوقفت بنتيجتها 3 مواطنين لتأليفهم خلية تؤيد تنظيم داعش. وقد بيّنت التحقيقات الأولية أن الخلية تخطط للقيام بأعمال أمنية ضد الجيش بتوجيهات من قياديين في التنظيم خارج البلاد. وتجري المتابعة لتوقيف بقية أفراد الخلية.

الغارات تزنر مستودعات "الحزب"

في المقابل واصلت إسرائيل غاراتها أمس على المناطق الجنوبية حيث أغارت مسيّرة إسرائيلية على "بيك أب" في بلدة عيتا الشعب متسببة بمقتل مصطفى حاريصي. كما أغارت مسيّرة بصاروخ على منطقة حرجية في أطراف بلدة بيت ليف ما أدى إلى اشتعال حريق، قبل أن تطلق صاروخًا ثانيًا لمنع فرق الإطفاء من السيطرة على النيران. وأطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص من تلة الحمامص باتجاه محيط رعاة الماشية في منطقة العمرة. ونفّذ تفجيرين في محيط الموقع المستحدث في الأراضي اللبنانية في تلة الحمامص بالتزامن مع عملية توسعة وتحصين الموقع.

لاحقًا أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة مواقع عسكرية لـ "حزب الله" في جنوب لبنان منها مستودعات أسلحة ومنصة قذائف صاروخية.

وتساءلت مصادر رسمية عبر "نداء الوطن"، ما إذا كانت الغارات الإسرائيلية التي حصلت مساءً هي رد أولي من إسرائيل على الملاحظات والمطالب اللبنانية، وأشارت إلى أن نية إسرائيل التصعيد ويجب التحضر للأسوأ.

الراعي في المستشفى

بعيدًا من هذه الأحداث الأمنية المتنقلة، تعرّض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لوعكة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى حيث يخضع للعلاج، وأفادت المعلومات بأن حالته مستقرة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram