*لا حبيب بعد سعد إلا نجيب*

*لا حبيب بعد سعد إلا نجيب*

 

Telegram

 



 علي خيرالله شريف*

بعد آل الحريري لا نريد إلا نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة، فلا يناسبنا أحدٌ غيرُه.
لا تحدثونا عن فيصل كرامي، لأن هذا الرجل لم نجربه بعد، وهو ابن المرحوم عمر وابن أخ المرحوم رشيد، وهناك احتمال كبير أن يكون آدمي مثل أبيه وعَمِّه. ونحن ما زلنا مرعوبين من آدمية الرئيس حسان دياب الذي، منذ وصوله إلى السراي طَبَّقَ تدابير التقشف وألغى المأكولات الفاخرة وعقود الشوكولا الفاحشة، وحَوَّلَ كهرباء مسكنه في السراي إلى حسابه الخاص، وضبط نفقات البَطَرِ والبريستيج، وكادَ يُكمِلُ على الباقي لولا أن أسقطَهُ زعماءُ الفساد بتكالُبِهِم عليه. وفوق الطين بِلَّة، فإن الرئيس دياب رفض إصلاحَ الزجاج والأضرار التي لحقت بالسراي الحكومي جَرَّاء انفجار المرفأ، قبل أن يتم إصلاحَ بيوتِ الناِس الـمُتَضَرِّرَة.
فهذا الرئيس لم يبدأ كما عَوَّدَنا غيرُه بجمعِ الثروات والسطو على أملاك الدولة، بل بدأ بخطة اقتصادية ومالية استراتيجية إنقاذية لأول مرة في تاريخ لبنان.
ثم أكمل بإقرار التدقيق الجنائي في حسابات الدولة لدى المصرف المركزي، وكاد أن يُودي بالكثيرين إلى السجن، لولا أن التفوا عليه بقوانين غاشمة ضَيَّعَت التدقيق الجنائي كما تضيعُ الإبرة في كومة القش.
ثم تابع سعيه لاستخراج النفط وإقرار خطط إنمائية شاملة عن طريق ال BOT، وكاد أن يحرم اللصوص من السمسرات والسرقات، لولا أن حَرَّضوا عليه أمريكا لتُفشِله وتُضَيِّع الأمل بالنجاة.
لا لا لا..
لا تورطونا في إنقاذ البلد.. نريد عودة نجيب ميقاتي لأننا معتادون على دغدغات يده الطويلة لمحتويات الخزينة. وفي حال تَعَذَّر تكليف النجيب، نريد الفؤاد... ولا تحرجونا أكثر..
هؤلاء هم أعضاء نادي الرؤساء، وهم شركاء في صنع الوحدة الوطنية... حيثُ تجَسَّدَت وحدةُ الطوائف بهم وبشركائهم من الشيعة والدروز والأرثوذكس والموارنة والكواكب السبعة عشر الباقية. لقد مَثَّلوا الوحدة الوطنية فتقاسموا المسروقات والوظائف والقروض باسم طوائِفِهِم.
مع أنَّهُم لم يُعطوا للشعب شيئاً، ولكنهم يأكلون كلَّ شيءٍ باسمِ الشعب، ولا ينسون زعماءَ طوائِفِهِم من غنائمِ غزواتهم، ليس لكي يسكتوا عنهم فحسب، بل لكي يُسَبِّحُوا بِحَمدِهم في خُطَبِهم وعِظاتِهِم، ولكي يشملوهم ببركاتِ صَلَواتِهِم ودُعائِهِم.
لا نريد رئيساً للحكومة إلا نجيب ميقاتي أو أشباهه، لأنه خيرُ حارسٍ للوحدة الوطنية بخيرِها وهدرِها، وخيرُ حاملٍ لأمانةِ المتابعة بالشعبِ نحو الانهيار، وخيرُ بائعٍ له ولوطنه في سوق النخاسة.
على خُطى الأساتذة الكبار في التشريع وتدوير الزوايا، نحن لا نريد سوى نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، بعد أن تعذر تشكيلها من قِبَل الأمير سعد. وإذا تعذر تكليف النجيب فعلينا بالفؤاد، وإذا تعذر النجيب والفؤاد، فعلينا بعمرو بن العاص أو بأي داهية من دهاة بني أمية "النجباء". الـمُهِم، أَبعِدونا عن أمثال حسان دياب وسليم الحص وزاهر الخطيب، فنحن شعبُ الزهايمر لا طاقة لنا على تحمُّلِ النزاهة ورموزها وقد استأنسنا بأبطال القرصنة واللصوصية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram